السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

المخفي الذي نراه(1 من 7) ( قرنق ليس وليا من أولياء الله) بقلم عمرعبد العزيز المؤيد

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/27/2005 9:42 م

أرجو التكرم بنشر المقال التالي, مع فائق التحايا

المخفي الذي نراه(1 من 7) ( قرنق ليس وليا من أولياء الله)

أتت اتفاقية السلام الموقعة أخيرا بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ( حركة التمرد سابقا) والطغمة الحاكمة في الخرطوم بردا وسلاما على الشعب السوداني في الداخل ولو في المرحلة الحالية.

ان نظام الجبهة المتأسلم في الخرطوم معروف ومفضوح للجميع فهو نظام فاشي وفاسد استغل الدين أسوأ استغلال من أجل أغراضه الدنيوية. جلب هذا النظام الويلات والدمار والفقر على شعبه المسكين, ودخل في مغامرات لاناقة للشعب فيها ولاجمل, وفي كل مرة كان الشعب هو الذي يدفع ثمن تصحيح أخطاء النظام.

أما الحركة الشعبية فقد عرفت على مر تاريخها بأنها حركة ثورية قامت من أجل تحرير الشعب السوداني ليس في الجنوب فقط بل في كل ارجاء البلاد من أقصى الشمال حيث حلايب وشلاتين المحتلة الى أقصى الجنوب حيث نمولي و فرجوك ويامبيو. بدأت الحركة الشعبية نضالها بأنها حركة يسارية اشتراكية, وتحالف قرنق مع طاغية أثيوبيا منقستو هيلي مريام والذي كان بدوره ابنا بارا لموسكو الشيوعية. وأمعن منقستو في دعم قرنق وأطلق عبارته الشهيرة(لن يهدأ السودان قبل أن تهدأ اثيوبيا) في اشلرة الى الدعم المقدم من قبل السودان انذاك الى الثوار في اثيوبيا وأريتريا. وتلقى قرنق أيضا دعم من كوبا كاسترو ومن نظام القذافي.

ومع بدأ انحسار السيطرة السوفيتية ووهن قوة المد الشيوعي, بدأ جون قرنق يحول ولاؤه السياسي نحو واشنطن وقد كان له ما اراد فقد أصبح أحد حلفائها المميزين في المنطقة. وهنا لابد أن نشير الى أن الغباء الشديد الذي اتسمت به سياسات الكيزان لعب دورا قويا في ذلك. فالسلطة في الخرطزم استعدت واشنطن بلا أدني سبب معقول ومنطقي. وفي السياسة يعمل بالمثل القائل بأن عدو عدوك صديقك وبالتالي أصبحت واشنطن صديقة قرنق. وغفرت له ماضيه. وفتحت لقرنق أبواب ما كان ليحلم بها فأصبح يحضر المؤتمرات الدولية ويقابل الرسميين الأمريكان عيانا بيانا . والكل يذكر لقاءه الشهير مع الآنسة أولبرايت!!!

وركب الدكتور جون قرنق الموجة الجديدة بكل دهاء ومهارة وأصبح يتحدث عن سودان جديد, وسودان علماني وديمقراطي موحد,

والسؤال هنا جائز. ماذا لو أجري استفتاء في الشمال وأتت النتيجة بتأييد تطبيق الشريعة.؟؟ هل يرفض قرنق وجماعته نتائج الاستفتاء..اذا فعلوا فهم ليسو ديمقراطيين وان قبلوا فالسودان لن يكون علمانيا. هذا اذا افترضنا أن تطبيق قوانين الشريعة يتنافى مع مباديء العلمانية حسب اعتقاد الحركة الشعبية.. فكيف سيتم حل هذا المعضل؟

واذا كانت الحركة تريد الديمقراطية فلماذا حاربت حكومات الصادق من العام 1986وحتى صبيحة ذلك اليوم الأغبر في 30 من يونيو 1989.

على صعيد آخر فالحركة الشعبية وعلى مر تاريخها لم تكن يوما تؤمن بالديمقراطية , فلم نسمع على مدار 22 عاما هي عمر حركة التمرد عن انتخابات لختيار الرئيس ونائبه والأمين العام. ولم نسمع عن اتخابات تصعيدية لاختيار نواب شباب يحملون لواء الحركة. لقد تم تصفية عدد من قيادات الحركة على أيدي رجالات قرنق لمجرد أنهم عارضوه في قرار أو آخر. ماهو مصير وليام نون باني؟؟؟؟

مخطئ حتى النخاع من يقول ان الحركة الشعبية تمثل كل أهالي الجنوب. ومخدوع ألف مرة من انطلت عليه الخدعة التي تروج لها الحركة الشعبية بأنها الممثل للغالبية العظمى والساحقة من أبناء الجنوب

لماذا رفض قرنق أن يقابل الصادق المهدي بصفته رئيسا للوزراء لماذا أصر على مقابلته كرئيس لحزب الأمة؟؟

أم لم يكن ذلك مهينا للسودانيين.؟ ولماذا احتل قرنق توريت مؤخرا رغم تواصل جولات التفاوض مع الكيزان؟؟ اننا نريد اجابة!!

واذا كان اتفاق كوكادام المعقود مع راعي الطريقة الختمية مرض لقرنق؟ فهل ينطبق اتفاق كوكادام مع اتفاق نيفاشا؟

لقد ساعد انضمام بعض السودانيين من أصول غير جنوبية من مثقفين ورجالات قبائل ومن أبرزهم الدكتور منصور خالد . ومالك عقار ويوسف كوة. ساعد انضمامهم في تقوية شوكة التمرد في الجنوب. ولكن هذه الشوكة قابلة للكسر تحت أي ضغط قوي ومركز خاصة اذا كان من قبل جيشنا( المأسوف على ماضيه الباهر)

جميعنا يذكر كيف قام الجيش السوداني الحبيب الأبي العزيز بالتنكيل بحركة التمرد في العمليات المعروفة بصيف العبور.كان هناك يومها العديد من الكفاءات السودانبة تعمل وسط القوت المسلحة لقد كانت نمولي على مرمى حجر من كتائب القوات المسلحة, لقد تحررت فرجوك ومقوي. لقد أوشك الجيش حينها على تلقين موسيفيني دروسا في الأدب وحسن الجوار, ولكن أبت سياسات الترابي وعلي الحاج وعلي عثمان الا أن تخذل القوات المسلحة وتصيبها في مقتل. لقد تم بعد ذلك تلويث القوات المسلحة بكثير من عناصرالجبهة حتى أن على الحاج وعلي عثمان نفسهما قاما بتلويث الزي العسكري(الكاكي) يوم أن ارتدوه. لقد طعنوا القوات المسلحة في مقتل يوم أن انتهجوا سياسات رعناء, ألبت الجميع على السودان و توزع مجهود الجيش جنوبا وشرقا بل وحتى شمالا وان بصورة محدودة جدا في حلايب والتقط التمرد أنفاسه من جديد.

في ذلك التاريخ كثرت الانشقاقات في حركة التمرد, فتمرد على التمرد دكتور الهندسة الكيميائية لام أكول ودكتور الهندسة الميكانيكية رياك مشار. وكعادتها فبدون تاني ودون دراسة انخرطت الجبهة الاسلامية في مفاوضات سرية مع كل تنظيم متمرد على التمرد. فالكيزان دائما يبحثون عن الرخيص.

وقبل ختم هذا المقال أود أن أختم بأن دخول الأحزاب الأخرى وخاصة الاتحادي الديمقراطي الى الساحة السياسية هذه الأيام سيكون له دور فاعل في خدمة الشعب السوداني ولكن يجب على التحاديين أيضا ألا يتراجعوا عن أي شرط وضعوه للدخول في المفاوضات مع مبعوث الكيزان الى القاهرة رئيس جهاز الأمن السابق (نافع!!!) علي (نافع!!!!)

وقبل أن يدخل الشعب في دوامة يجد فيها نفسه محكوما من طاغيتين لا واحد. على الأحزاب السياسية وخاصة الاتحاديين أن يقفوا بصلابة وقوة دفاعا عن سودانهم عليهم أن يتذكروا ماضيهم التليد ,الشهيد ا لأزهري و زروق عليهم وعلى رفاقهم الغر الميامين من الله ألف رحمة.

ان المسقبل فعلا يبعث على التفاؤل و لكن الحذر واجب .نكمل في مقال قادم من هذه السلسة. مع دور الأحزاب الأخرى وخاصة حزب الحركة الوطنية الأول(الاتحادي) في المرحلة القريبة القادم.

مع تحياتي من لندن

عمرعبد العزيز المؤيد


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved