ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
لكي تنجح جولة ابوجا الرابعة بقلم آدم خاطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/27/2005 9:41 م
لكي تنجح جولة ابوجا الرابعة الخميس 26/5/2005م آدم خاطر الذي يتابع مسيرة سلام الجنوب يرى أن بداياتها الفعلية تمضى في تسارع وتقدم موجب وتنسيق كامل بين أطراف الاتفاق من واقع ما يمضى في أروقة اللجنة القومية للمراجعة الدستورية والقضايا التي ستشملها المعالجة من خلال الدستور الضابط للمرحلة الانتقالية ومطلوباتها على ما يثار من اعتراضات وتحفظات من البعض ، وان معالمه أوشكت أن تكتمل في إطارها العام وان الانتقال لرمبيك له دلالاته ومغزاه السياسي والانسانى في انسجام أطراف الاتفاق وأولئك الذي قبلوا بالمشاركة في إعداده وصياغته خارج قبة الاتفاق بدوافع وطنية تحسب لصالحهم مستقبلا ، وان ما يقال عن تخلف بعض الأحزاب السياسية في الانضمام لهذه اللجنة له ظروفه وتقديراته بالنسبة لهم ولكن بالضرورة لا يمكن أن يحبس أنفاس الدستور الانتقالي وخطاه في الانطلاق قدما والإفادة من عامل الزمن لصالح العملية السلمية إن آثرت هذه الأطراف الإصرار على مواقفها المعلنة حياله . هذه الخطوة هامة في هذه المرحلة وهى تدفع بالعد التنازلي لإكمال البناء الحكومي الجديد في التاسع من يوليو 2005 م ليقود بدوره لتكوين الحكومة القومية على هدى مقررات الدستور ، ويؤذن ببداية حقبة هامة في تاريخنا السياسي والانتقال أو التحول الديمقراطي ، وهى ذات علاقة بمجريات الأوضاع الداخلية وتفاعلاتها خاصة على جبهتي دارفور والشرق إذ لا يعقل تصور استقامة هذه الخطى وبعض الدوائر والأطراف داخليا وخارجيا تعمل على عكس ما يمكن أن يؤدى إلى الاستقرار وتكريس حالة السلم التي بشر بها اتفاق السلام ، وبالمقابل يلحظ بعض الايادى الهدامة وهى تعمل للتصعيد والإثارة والتشويش ، إن لم يكن لدى الطرف الحكومي والحركة الشعبية آليات ووسائل لاستيعابها لمصلحة ما يجرى أو احتواء آثارها السالبة من شأنها إن تؤثر بصفة أساسية على المساعي التي تبذلها جهات كثيرة لتعزيز حالة الهدوء الأمني النسبي والاستقرار الذي تشهده ولايات دارفور الكبرى ، وتفعيل دور الاتحاد الافريقى وقواته في دارفور سيما وان البلاد ستستقبل يوم غد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ، وان كانت مهمته ترمى للوقوف على سلام الجنوب إلا أنها ستمتد لدارفور لحفز جهود الاتحاد الافريقى ، حيث اقر الاتحاد الاوربى أخيرا بأن الافريقى هو الجهة الوحيدة المنوط بها حفظ الأمن وتسوية أزمة دارفور باعتبارها مسئولية افريقية خالصة . بيد أن شخصية عنان في تعاملها و مشكل دارفور و لاعتبارات معلومة خاصة به وموازنات ومصالح دولية ظلت خارج إطارها الوظيفي الاممى وضوابطه تلعب دورا إعلاميا وتحريضيا مشوشا أسهم في تضخيم المشكل و إسباغ المزيد من العقوبات الدولية على البلاد وحرف المساعي السلمية من أن تصل إلى غاياتها من وقع الإشارات الخاطئة التي ظل يرسلها السيد عنان أو المؤسسة الدولية للتمرد والتي يترجمها الأخير في أعمال التصعيد العسكري والمزيد من الفتك والتنكيل بمواطن دارفور والمغالاة في إعلاء سقوف مطالبه ومراهنته بترجيح كفة الحرب على الخيارات السلمية . كثيرة هي الجهود التي تضطلع بها الحكومة لتجسيد معاني ومضامين اتفاق سلام الجنوب بالتزامها الصادق لبنوده وحرصها على تطبيق مقرراته ، بل عظيمة وجبارة تلك الخطوات التي تعملها للدفع بالمسارات الأخرى لتلحق بقاطرة السلام ، سواءا كانت مع التجمع الوطني في القاهرة من خلال اللقاءات والاتصالات التي تجريها بقيادة التجمع والتصريحات التي تصدر في هذا الخصوص ، والدلائل تشير إلى أن القيادة المصرية بوصفها الوسيط تبذل مساع متلاحقة مع كافة الأطراف ستفضي في نهاية المطاف للتوقيع على اتفاق القاهرة الذي ترجيه بعض اللمسات الشكلية لو صدقت النوايا لامكن الانتقال إلى مرحلة أكثر عملية مما الناس بصدده . ولصيق بالتجمع وتأرجحه وتضارب مواقفه لجهة الحل والتسوية السلمية الأوضاع على الجبهة الشرقية وتمركز كل الفصائل المسلحة التابعة له وغيرها بالا راضى الاريترية وحالة اللااستقرار هناك من وحى الاستعدادات والمناوشات والاختلالات الأمنية التي تحدثها بعض المجموعات وآخرها ما أعلنته حركة العدل والمساواة من اعتداء وقتل واسر بمنطقة أم أدام بعيد المؤتمر التداولي لقضايا الشرق الذي عقد بكسلا من يومين .هذا المؤتمر الذي جاء في وقته وهو يعترف بان للشرق قضية عادلة تحتاج إلى تضافر جهود الدولة وإرادة أبنائه بعيدا عن المزايدات والأجندة الخارجية حتى يتحملوا مسئولياتهم كاملة ، وتتبعه معالجات و حملة تنموية وخدمية عاجلة وبرامج مستقبلية مدروسة تهدف لتفويت الفرصة على المتربصين، ومقررات هذا اللقاء مهمة وضرورية يطلب إلى الحكومة المسارعة في انفاذها سدا للذرائع وقطعا لطريق الفتن والنعرات ،إلا أن بعض هذه الفصائل التي تنطلق من اريتريا بارتباطاتها ومخططاتها ما تزال تراهن على المتاجرة بالشرق وقضاياه وتعمل لنسف الاستقرار ومساعي الدولة لترسيخ الأمن وحماية المواطن ، واى مساومة أو تراخى في التعاطي وكبح هذه التوجهات ومسيرة السلام في بداياتها من شانه أن يلقى بظلال وتبعات يصعب محوها أو تجاوزها في هذا الظرف الدقيق، فسلوك عصابات النهب وقطاع الطرق وحرب العصابات لبذر الرعب ونشر الفوضى في أطراف البلاد حتى يحمل طرف على التفاوض، اى تفاوض ينبغي أن يكون التعامل معها بآليات وسائل تليق بهذا السلوك الفتنة الذي لا يلتزم وقف إطلاق النار ولا يراعى ما ابرم ويجاهر صلفا بخروقاته وانتهاكاته ، وحركات دارفور هي من تقول بمسئوليتها عن زعزعة امن الشرق ومدنه وأريافه ولا اعتراض للتجمع وقيادته على هكذا أفعال إما أن يكون راضيا عنها أو مشاركا فيها ، وهذا ما يفسر تلكئه في التوقيع على اتفاق القاهرة . كما وان لقاءات كثيرة جرت برعاية شادية وغيرها بواسطة القيادة النيجيرية فضلا عن المساعي المصرية جميعها هدفت لوضع حد للحلقة المفرغة التي ينتهجها التمرد دون جدوى ، و كذا التي أجراها ويجريها الزعيم الليبي مع مكونات مجتمع دارفور وإدارتها الأهلية وحركات التمرد والقمة التي استضافتها طرابلس وغيرها من اللقاءات الإقليمية في مدن أخرى أضافت الكثير وحركت بعض المياه الراكدة وأفسحت المجال واسعا أمام الجولة القادمة في ابوجا لتصبح هي الأخرى في شق منها حلقة هامة في تجاوز النفق الذي تقف عليه الأطراف في مشكلة دارفور . إلا أن العبرة بالنتائج والمآلات على الأرض ، و إذا بالأقوال الصادرة عن حركات التمرد والأفعال التي تتبعها واقعيا لا تلتزم مقررات ليبيا ولا تأخذ بروحها ولا نية أو توجه لهم يقود إلى الغايات المرجوة منها، وان التردد والانقسام في صفوف هذه الحركات والتحول وتبدل المواقف وقيادة ميدانية شرعية وأخرى سياسية غير شرعية وناطق هنا وناف هناك وفصيل ينشق وآخر يفاوض وسيل من البيانات والتصريحات والمقالات التي تنضح عرقية وجهوية، وغياب البرامج والوجهة عندهم جميعها أصبحت سمة ملازمة لهم يصعب فهم مرادهم واستبانة جديتهم في الإقبال على ابوجا بروح ورؤى يمكن أن تجعل هذه الجولة حاسمة ونهائية. صحيح أن القمم والمباحثات الثنائية التي أجريت في الاحاطة بالأزمة في دارفور متعددة ومهمة و مفيدة وتعطى قوة دفع كبيرة ، ولكن على أهميتها وفى ظل هذه الأجواء غير المؤاتية التي يكرسها التمرد ، إضافة إلى حملة التشكيك والتشويش التي يقودها الإمام المهدي وطائفة أحزاب الأمة بمسمياتها المختلفة وقياداتها المتشاكسة والمتصالحة بغيرما هدف وغاية ،وتردد الزعيم الميرغني في اتخاذ قرار بالتقدم في اتفاقه مع الحكومة إضافة إلى التسويف الاريتري وتدخله المتزايد في شأننا ، كل ذلك لابد من أن يوضع في حسابات المراجعة والكشف بإعادة النظر في جدوى جولة ابوجا الرابعة دون ضمانات ومحددات، ولا احسب أن الدولة و بيدها اتفاق السلام الكبير وإنجازاته التي يستشرفها المواطن وهى تقدم على حوار ليس له غاية أو ضابط أو نقطة ينتهي إليها ، ولا جدية البتة لقبائل التمرد وهى تقتات من الحروب والمتاجرة فيها وتذيق أهل دارفور هذا الشقاء وهى تدعى نجدتهم والدفاع عن حقوقهم ومظالمهم وتتركهم في ذات الوقت نهبا للنزوات والمطامح الشخصية ! ، لا شك أنها ستتوقف كثيرا قبل أن تعلن موافقتها على معاودة الحوار مع هؤلاء. وبمثل ما هنالك جهود لعرقلة السلام من قبل التمرد وداعميه لتعطيل مسيرة التفاوض أو خوض حوار مبتسر دون أن يصل إلى نهايات محددة ، هنالك بالمقابل محاولات وعزيمة ماضية لتطويقه ومحاصرته رسميا وشعبيا وحمله على طاولة المفوضات سيما وانه في اوهن حالاته و لا يملك مقومات على الأرض غير جيوب وأبواق ، وان هذه المحاولات جميعها والتي ترمى لإنهاء الصراع سلميا في دارفور تلتقي عند بوابة الاتحاد الافريقى وهى تنهض بالحل السلمي وطرائقه ، وامكاناته وآلياته محدودة للغاية في الاحاطة بكل شي وان ما يصدر عن الأطراف الدولية كانت الأمم المتحدة أو الاتحاد الاوربى مجرد وعود وامانى لا تصمد عند حصرها وتحسسها وأهل دارفور يواجهون المعاناة في كل جوانبها ، ومعروفة هي الاحتياجات لزيادة عدد القوات الإفريقية والمعدات والوسائل والمعينات المكملة لمهمتها إضافة إلى ما يتطلبه الوضع الانسانى والخدمي بما يضيف لجهود الحكومة الاتحادية وما تبذله الولايات، لو هنالك نية صادقة لإيقاف نزيف الدم وتحقيق الأمن من قبل الأسرة الدولية فالطريق إليها لا يحتاج إلى عراف أو كاهن . ولكن الذي يتضح أن هنالك مؤامرة دولية كبيرة تشترك فيها هذه الجهات التي تتمشدق بأنها تعمل لأجل التسوية السلمية لازمة دارفور وينفذها التمرد بحذاقة ، وان زيارة الأمين العام المرتقبة ليوم الجمعة و من واقع التجارب مع هذا الرجل وتقاطعاته يخشى أن تكون كسابقاتها من الزيارات التي كان حصادها هذا التجني وانتشار المشكل وتفاقمه وتضخيمه دوليا عوضا عن الحل ومطلوباته إن لم يحسن التعامل معها . وان خيوط هذه المؤامرة لا تقف عند امتدادات الحريق الجاري في دارفور ونذره في الشرق فحسب، بل ستمتد لتعصف بالسلام الذي أنجز بعد رهق وكلفة عالية دفعها مواطن السودان على امتداد ترابه .ولئن أقرت قمة ليبيا السداسية أن تستأنف المفاوضات بابوجا بنهاية هذا الشهر من حيث توقفت وسترجأ مرة أخرى لأيام نأمل أن تكون الأخيرة . وحتى يتأت ذلك لابد وان تهيأ الأسباب لإنجاحها بإزالة كل بؤر التوتر والتعقيدات التي يضعها التمرد وإيجاد الأرضية المطلوبة لانطلاقتها والضمانات الكافية التي تكفل نجاحها، وان موقف الأمين العام وممثله برونك وهو يقف على انتهاكات التمرد وكن تعاملهما مع ما يحدث ليس كافيا إزاء ما يفعلونه من خروقات ومواقف ، وبقدر الحرص الذي يبديه الطرف الحكومي للعودة للمفاوضات التي يشاع أنها ستكون في 10/ 6 إلا انه وبدون ضغط كاف من كل الأطراف المساهمة في العملية السلمية كانت دولية أم إقليمية يصبح مجرد استئناف المفاوضات لن تكون هذه الجولة بالمعطيات المرجوة منها بقدر ما هي إحدى ذرائع وتكتيكات التمرد لكسب الوقت وتبديد الجهود وإهدار الموارد ولا تخدم الحل ومستحقاته. ومدى تقدم خطى اتفاق سلام الجنوب واكتمال جوانبه في 9/7 الأجل المضروب ، ومعاودة استئناف مفاوضات القاهرة وإنجاز اتفاقها على نحو فورى ، هذه بدورها ستطبق الباب أمام نزوات التمرد وتجرده من ما يتذرع به من أسباب، بغيرها سيطول الأمل والوقت انتظارا لمن يعول كثيرا على جولة ابوجا القادمة أو يرتجى نجاحا من ورائها وهذه الأجواء المحبطة تحيط بها .
للمزيد من االمقالات