في حوار د0أبكر آدم إسماعيل مع السنجك في فقرة (المستعلواتية ) على sudaneseonline) )
رد واحد أسمه(eyes of liberty)على الدكتور إسماعيل : ( وللذين يهددون السودان بالسلاح
نقول لهم مرحباَ قد اخترتم الفيصل بيننا وبينكم , فلم يعرف عن الفارس الشمالي الجبن والتستر
بالجبال عندما يحمى الوطيس00 فقد نازلناكم في 1976م (حرب المرتزقة) وسننازلكم مرة
أخرى إن شئتم , ولكن هذه المرة لا تنسوا أن تعلقوا مفاتيح النار حول أعناقكم وان جنحتم
للتعايش السلمي , فمرحبا بكم أيضاَ 00ولكن لا تعشموا في أكثر من الجيرة 000 وان لم تسعكم
ارض السودان فالحقوا ببقية نسلكم في تمبكتو وانجمينا وحوض نهر النيجر فهم في حاجة إلى فكر
وثقافة)انتهى 0 والمقصود هنا (الغرابة) نسل الدكتور أبكر إسماعيل , رغم الرد الشافي من الدكتور
في كل فقرة من الفقرات المداخلة إلا أنني أريد أن أرد بطريقتي الخاصة 0
الفقرة يتطرق إلى جوانب غامضة وخطيرة من تاريخ العنصري لأبناء وسط الشمال النيلي (الجلابة)
والذي كنا قد ذكرنا بعض هذه الجوانب في مقال في هذه الصفحة بعنوان (حقيبة الشفرة الخاصة
من علي ود حلوالى نافع علي نافع) , وقلنا الشفرة العنصرية تنتقل من جيل إلى جيل عبر وسائط خاصة0
يقسم eyes of liberty) ) السودان إلى( بيننا وبينكم) أي الغربة والجلابة كأن بقية أهل السودان
خارج نطاق السباق والتطلعات , وهذه مشكلة أخرى نناقشها في مكان أخر0
لكي نفهم جوهر المداخلة لابد من مراجعة تاريخية خاطفة حتى ندخل في لب الموضوع
ونختصر في فترة دخول العرب السودان , لأن أخونا (eyes of liberty) يتحدث
باٍسم العروبة 0
ارتبطت قصة دخول العرب السودان باتفاقية ( البقط ) المشهورة , بين عبد الله بن أبى
السرح وملك النوبة , وتعتبر( البقط) أسوأ اتفاقية في تاريخ البشرية, إذ تلزم الاتفاقية –
في أحد بنودها الذي ذكر في تاريخ السودان الحديث
ملك النوبة دفع 360 عبداَ سنوياَ حينا من الدهر, هكذا ذكر في تاريخ السودان ,
أنا أسأل : لماذا عبداَ ؟ هل النوبة أو أهل السودان قبل دخول العرب عبيداَ؟ ألم يكونوا
أناس أحرار لديهم كيان سياسي وملك ؟ ألم تكن لهم ديانة سماوية(المسيحية) ومعتقدات أفريقية أخرى ؟
لماذا يردد الناس كذب المؤرخين ؟ , والصاح أن يدفع ملك النوبة 360 فرداَ أو شاباً أو رجلا00
إلى عبد الله بن أبي السرح بعد ذلك يكونوا عبيداَ أو مقاتلين والخ00
دخل السلام إلى بلاد كثيرة وبعيدة ,آسيوية و أوروبية إلي إندونيسيا شرفا والبلقان غرباَ
ولم يدفعوا مثل ما دفع ملك النوبة في السودان , وهذه هي إحدى مشكلات تاريخ السودان
إذ لا يعترف العرب بحق أي قومية في السودان قبل دخولهم إلى السودان , بل
يفترض ميلاد السودان في عام دخول العرب السودان , أما ما قبله عبيداَ أو وطن بلا
شعب أو شرذمة من الزنوج لا وزن لهم, فلذا أعتبر كل السودانيين دخلوا مع أو بعد دخول
العرب السودان , تحت مظلة هذه الدسيسة تبادر الجلابة اتهام (الزرقة ) بالدخيل أو الغريب
في وطن أجدادهم منذ 3000سنة قبل الميلاد, هذا الذي شجع أخونا (eyes of liberty)
يقول للغرابة ( الأفارقة) الحقوا ببقية نسلكم في تمبكتو أو النيجر. ونسي أن الأفارقة
أولى بأفريقيا من العرب المستعلواتية حتى لو كانوا من تمبكتو أو النيجر , هذه فضاء
أفريقيا نحن أحرار فيها أما القادم من خارج القارة (over seas) عليه احترام أهل البلد
والسكان الأصليين ( شم التراب) 0
أما ردنا على أخونا(eyes of liberty ) في (لم يعرف فارس الشمال الجبن والتستر بالجبال عندما يحمى الوطيس
قد نازلناكم في 1976م والخ00
في الأغنية للفنان عبد الكريم الكابلي للشاعرة أو (الحكامة) ( بنونه) بنت أخ ألمك نمر تقول
ما هو الفانوس ما هو الغليظ البوص
ود ألمك عريس خيلا بجن عر قوس
حيا عليك سيفو البهد الروس
أين هذا الفارس ؟, أين هذا البطل والعنصر الصلب الذي ليس مثل نبات النيل
الرخو الفانوس والبوص , والذي أمن لبنات جعل المقام؟, جاء الأتراك بقيادة
إسماعيل باشا ولم يجدوا الفارس بل وجدوا ألمك نمر وحصل ما حصل ولم
ينازلهم بل فر إلى الحبشة وصار( جعلتي ) , كما تذكرون قصة أهلنا الحسا نية عندما طُلب منهم
الاستنفار على حملة الدفتر دار, اعتذروا وقالوا لديهم أهم من ذلك( سباق الحمير), لم أسمع
في حياتي عن سباق الحمير,هذه دلالة أخرى على البساطة وقلة الفروسية لأهلنا الجلابة 0
أما قصة الملك عبود ومهيرة برهان آخر على عدم القدرة على المنازلة والقتال بعد كل ذلك (البوبار)
وكل ذاك الحماس والزوبعة أنتهي الجولة إلى ما يشبه الاستسلام وتم تسوية الأمر بدون معركة حقيقية
وزحف الأتراك جنوبا إلي مناطق الجليين 0ونلاحظ هنا أمر عجيب ,أن كل ملوك شمال وسط النيلي
(الجلابة) لم يدخلوا في معارك حقيقية ضد الغزاة ولم يمت أحد منهم في المعركة كما ترى :
1-ألمك نمر فر إلي حبشه ( ترك وراءه بنات جعل العزاز من جم )
2- الملك عبود استسلم
3- حكام سنار استسلموا
في المقابل نجد أن كل الملوك والسلاطين في غرب النيل دخلوا مع الغزاة في معارك
حقيقية استشهدوا جميعا في صولة وجولة وشنه ورنة , شهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء
على سبيل المثال :
1- الخليفة عبد الله التعايشي استشهد في أم دبيكرات مع رفاقه
2- السلطان علي دينار استشهد في جبل مرة
3- السلطان تاج الدين سلطان المسا ليت استشهد في مدينة الجنينة حاضرة المساليت
4- السلطان علي الميراوي استشهد في جبال نوبة 0
هذا إن دل إنما يدل على وطنية واصالة وشجاعة أهل الغرب وان السودان وطن أجدادهم
لم يدخلوا مع العرب كما ذكر التاريخ 0أما موضوع منازلة أهل الغرب الذي ذكره أخونا
وهو يريد منازلتهم , ذكر ونستون تشرشل في كتابه حرب النهر شجاعة الأنصار(الغربة) في كرري
ذاك يكفي,
أما أنتم يا أهلنا الجلابة ناس:
الدود قرقر, وأبو كريك في اللجج بدر حبس الفجج
أسد بيشة المكركد أبو قمزات 0
عند أهل الغرب مجرد جلبة حبل القيطان
- كن لقيت وحيده يديك وليده
- كن لقيت في غابة يقولك يابة
- كن لقيت في الدكان يقولك إذا كان
أنت يا أخونا( eyes of liberty ) تريد أن تقول: إذا كان 0
حامد جربو / السعودية