وبعد عام قالت جماعة أخرى أنها اقصت الدكتور خليل من رئاسة الحزب ، وتم حل المكتب التنفيذي والهيئة التشريعية للحركة على أن يؤول الأمر الى القيادة الثورية الميدانية المؤقتة لحين قيام مؤتمر دستوري في الأراضي المحررة والسبب الذي شق الجماعة الأولى ، وبروز الجماعة الأخيرة التي لا نستطيع أن نقول انها انشقت بل اصبحت القيادة الميدانية هي صاحبة الكلمة في الميدان وقرائن الأحوال بل الاتصالات القوية التي يجريها ابناء دار فور بالميدان اكدت كلها ان الميدان الآن ليس في يد الدكتور خليل الذي يقول انه يقود اكبرحركة في السودان .
مشكلة الدكتور خليل هي الحزب ، فعلى الرغم من أن سمعته ليست جيدة عندما تولى حقيبة وزارة اقليمية في دار فور كأحد كوادر الحزب الا أن أهله وعشيرته قد ساندوه من منطلق قبلي بحت اذ أن جل جيشه من الزغاوة الكوبي في البداية ، ومع أن الزغاوة الكوبي لديها من الكوادر المثقفة والمتعلمة تفوق تلك التي تتوافر في الفروع الأخرى من الزغاوة بل حتى في دار فور ،، اذ يندر أن تجد بيتاً من بيوت الكوبي يخلو من خريج جامعي . هؤلاء هم الذين لفظوا الدكتور خليل بالفعل وهم الذين حرضوا الميدان وهم الذين بدأوا في تجميع كوادر القبائل الأخرى في محاولة لعدم تكرار ما قام به خليل الذي احتكر العمل القيادي في الزغاوة الكوبي والمتحزبين الأصوليين فقط .
خليل أخطأ لأنه لم يستطع قراءة ما يريده الناس من حركة العدل والمساواة ولكنه بدأ في البحث عن ما يريده الحزب لدار فور . وأخطأ مرة أخرى عندما فشل في التفريق بين مصالح الحزب وصراعاته التي لا تنتهي وبين مصالح الذين يتضورون جوعا في المسكرات .
ولكن الآن ما مصير حركة العدل والمساواة ؟
الدكتور خليل وجماعته طبعاً قاب قوسين أو أدنى من التصالح مع الحكومة ، اذ لا مجال لهم في التناطح بعد ان فقدوا كامل السيطرة على الميدان حتى وان ادعوا غير ذلك . القيادة الجديدة عليها تكثيف الاتصال بكافة طيف دار فور ومحاولة استصحاب كوادر دار فور كافة حتى يخرج مؤتمرهم المتوقع جامعاً لكل ابناء دار فور والا يكون كمؤتمر الترابيين الذي عقد في طرابلس واضطروا هم الى ركوب الصعب وازاحة القيادة القديمة ـ على الأقل ميدانيا ـ
ازهري دلدوم [email protected]
__________________________________________________