مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

القائد مولانا أحمد هارون يعلن الانتصار في معركة مخيم سوبا بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/25/2005 1:37 ص

لقد تناولت في مقالاتي السابقة الصحفي ( السجين ) محمد طه محمد أحمد ، ولم يكن خلافي مع الاستاذ طه وكراهيتي له تنبع من حقد شخصي أحمله بين جوانحي علي هذا الرجل ، ولكن سبب الخلاف يعود الي المواقف التي يتبناها تجاه هذا الشخص الوطن ، فالصحفي وّلد من أجل ارساء قيم الحقيقة وترسيخ مبادئ الحوار و الايمان بالحرية ، فالصحافة كما قلت سابقا هي رسالة انسانية شاملة ولكن الذين حملوا قلمها أمثال محمد طه اساءوا اليها اساءة بالغة وحولوها الي رسالة تدعو الي العنف وسفك الدماء ، ولم أكن أتخيل أن محمد طه يملك هذا الكم الهائل من الاعداء الا بعد ان شرعت في كتابة مقالاتي و التي تناولت سيرته مع نظام الانقاذ ، لقد استقبلت في بريدي الخاص العديد من الرسائل التي تندد به وتذم تصرفاته ، فبعض الذين راسلوني دعا الي محاكمته في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم حيث كان يحرض النظام علي ضرب الطلاب ، والبعض ذهب الي منحي اخر لا نقبله حتي ولو اختلفنا مع محمد طه وهي الدعوة الي قطع لسانه ودق عنقه وتعليق جثته في عمود الكهرباء علي طريقة حركة طالبان ، وعرفت عندها ان محمد طه جمع في عداواته العديدة اناس لا يعرفون الحلول الوسط من أمثال أبو مصعب الزرقاوي وهولاء لا يريدون غير اراقه دمه ولن يقبلوا منه صرفا ولا عدلا حتي وان تاب وصام وصلي وتراجع عن اقواله السابقة ، وافضل ما فعلته الدولة الي الان أنها حافظت علي راس محمد طه وابقته بعيدا عن يد طالبيه الكثر ، ولو كنت في مكان محمد طه لحزمت أمتعتي ورحلت الي مدينة قم الايرانية ، هناك لن تصل ايادي الزرقاويين ويمكنه ان يعيش بقية حياته وهو ينعم بالهدوء والاستقرار ويمكنه ممارسة الشعائر الشيعية بأمان ، ولكن محمد طه هو الذي استنسخ جلاديه بقلمه السام من حيث لا يدري ، والان يتحتم عليه الهروب من عدالتهم قبل ان يمسكوا به ويحاكموه تحت كاميرات التصوير ويرسلوا شريط تنفيذ الحكم الي قناة الجزيرة لتبثه في نشراتها الرئيسية ، ان ثقافة العنف القاسية المرتبطة بالدين لم تكن في يوم من الايام من ثقافات الشعب السوداني والذي عرف بميله الي التسامح .

ولكن الانقاذ هي التي جلبت مع مصائبها الاخري هذا النوع من الثقافة ، وحتي هذه اللحظة أنا لا أدعو الي معاقبة محمد طه لأن ذنبه لا تطيقه عقوبات الارض كلها وأدعو الي اطلاق سراحه ونمنحه العفو الذي ناله ( السامري ) من سيدنا موسي ،أستغل ( السامري ) غياب سيدنا موسي واستعار حلة النساء وصهرها في النار وصنع منها عجلا له خوار فتن به بني اسرائيل، احيانا يعفي الجاني من العقوبة اذا كان الذنب كبيرا ، وحتي لا أظلم محمد طه وهو الان يلهث في سجنه مطالبا بعودة صحيفته الي الصدور من أجل مواصلة سيرة القتل الادبي والنيل من الخصوم الذين آذوه في هذه المحنة ، فقد قمت بقرأءة بعض المقالات التي نشرها في موقع اسمه ( مقالات مختارة ) ، وحاولت ان ادرس هذا الرجل كظاهرة وذلك حتي أعرف لماذا نال منا كل هذا الاهتمام ، واخترت مقالا كتبه في شهر نوفمبر 2004 اسمه ( سلاطين باشا ) والفتنة النائمة في دارفور ، فوجدت ان الرجل لا يفعل شيئا عندما يكتب ، وكل ما يقوم به هو نقل محتويات كتاب تاريخ السودان الخاص بالمرحلة الثانوية ويضيف اليه بعض مذكرات الساسة المصريين التي تنشر في مجلة ( صباح الخير ) ، وبين الفقرة والفقرة التي تليها يدرج مقولات للخميني وردت في النسخة العربية من كتابه الجمهورية الاسلامية وذلك بالاضافة الي استدلاله بشعارات حزب الله في لبنان ، وهو كما قال المتنبئ

جوعان يأكل من زادي ويطعمني لكي يقال عظيم القدر محمود

ويسرد احداث التاريخ في شكل غير مترابط ليصل الي نتيجة واحدة وهي أن ازمة دارفور سببها الصهيونية العالمية وان سلاطين باشا خطط لهذه الازمة منذ القدم ، هذا ما يسميه محمد طه مقالا صحفيا ؟؟ وهو لا يشير الي المصادر التي نقل عنها وبذلك يضعنا في حيرة شديدة هل هذا بحث تاريخي ام مقالة صحفية مستمدة من الواقع ، واللغة التي يستخدمها في كتاباته فقيرة من ضروب البلاغة والادب وأحيانا يخونه التعبير فيلجأ الي استعمال العامية حتي يهرب من قواعد اللغة العربية الصارمة ، ويبدو ان محمد طه لم يتيسر له نيل مهارات اللغة العربية بحكم دراسته القانون بجامعة الخرطوم فقد عرف عن هذه الكلية بانها تخرج أفذاذا في اللغة و ضروب البلاغة مثل د.منصور خالد وحسن الترابي ومحمد أحمد محجوب ، وحاولت ان اعرف المزيد عن خصوم محمد طه فرجعت الي قائمة أسماء الذين رفعوا الدعوة القانونية ضده فوجدت من بينهم من يعمل في دار الافتاء وبعضهم عضو في هيئة علماء السودان وآخرين رؤوساء شعب بكليات الدراسات الاسلامية ، ولكن كل هولاء الخصوم من الموالين للنظام ، وحتي أئمة المساجد الذين حرضوا الناس علي محمد طه هم من الموالين للسلطة يا تري ما الذي حدث ؟؟ الي اين يلجأ محمد طه الان والجميع قد رفعوا اسنة رماحهم ؟؟ بما فيهم انت يا بروتس !! لماذا كانت النهاية بهذا السوء ؟؟ وتذكرت حديثا ورد في البخاري ان الله اذا أحب عبدا جعل الناس يحبونه واذا ابغضه جعل كل الناس تبغضه ، وهذا ما آل اليه محمد طه عدو الحرية والانسانية ، لم أعرف انسانا يدعو الي قطع دابر أهله الذين ينتمي اليهم الا محمد طه ، أنه مميز في عداوته وجرئ في ارائه ولا يضع حسابا لقيمة الانسان الذي يتناوله بلسانه حتي ولو كان نبيا ، ان محمد طه جزءا يسيرا من ازمة كاملة حلت ببلادنا ، ومحمد طه ليس وحده في هذا الميدان فهناك حسين خوجلي صاحب مقولة ( سحرتني يا كابلي ) .

وعند مجئ الانقاذ في ايامهما الاولي ترك موظف البريد ( الماحي أبشر الصائم ) وظيفته وارتدي بدلة تتدلي منها ربطة عنق طويلة وألف كتابا اسماه ( وصيتي الاخيرة الي خليفة المسلمين ) وهو يقصد بذلك عمر البشير ودعا الناس الي عدم تفويت الفرصة ومبايعة هذا المخلص الذي ارسله الله لنا ليأخذ بايدينا من الظلمات الي النور ، ولقد قام التلفزيون بعمل دعاية مجانية لهذا الكتاب النادر مع عرض صورة الكاتب وهو متجهم الوجه داخل البدلة الواسعة ، ولكن اين ذلك الكتاب الان ؟؟ ولقد سالت اصحاب المكتبات هل وجد هذا الكتاب طلبا في السوق ؟؟ فضحك صاحب المكتبة بسخرية وقال لي ( والله يا بنتي دا لو كان عملوا كتاب أغاني كان طلع حقو ) .

لا احد الان يعرف الماحي أبشر ولا عبد الرحمن أحمدون أو عبد الرحمن محمد علي وغيرهم من كتاب الانقاذ الذين جاءت بهم في قاربها من دنيا النسيان ، ولكن هناك حقيقة واحدة لن تتغير ان الخفافيش لن تالف ضوء النهار وسرعان ما تعود الي أوكارها عند انبلاج الفجر وبزوغ شمس الحرية ، ربما يكون محمد طه قد أنتهي ادبيا بعد أن تخلي عنه رفاق الامس ولم يجد الا غازي سليمان ليمد له الحبل ليخرج معافي من وهدة المقريزي ، ومن المؤسف ان القانونيين الاسلاميين أمثال فتحي خليل تركوا محمد طه وحيدا في هذه المحنة وتركوا شرف الدفاع عن رفيق الامس لمحامي علماني يتقوي بجناح الحركة الشعبية ، ولنترك محمد طه والذي اصبح كالثور الذي يدفعه الحظ العاثر الي السقوط في الحفرة فتنهال عليه السكاكين طعنا ووخزا ، ونري من الفارس القادم الذي يكمل مشوار محمد طه الطويل .

لن نحتاج الي ساعات طويلة لنعرف جنس المولود ، انه من نفس الرحم الذي انجب محمد طه ، صحيفة الراي العام ، وكما بدأ محمد طه معاركه ضد البؤساء والمحرومين سارت جريدة ( الراي العام ) علي نفس الهدي ، وطلبت من البشير أن يقلب الطاولة ويطرد مندوبة الامم المتحدة لانها تعدت علي السيادة عندما طلبت من الحكومة ابلاغها بقرار ترحيل النازحين ، ان الاستاذه / ناهد عاشور تحمل قلبا ينبض رحمة علي نازحي السودان الذين شردتهم الحروب ولكن هنالك أناس قساة في القلب لا تسعدهم رسالة الامم المتحدة الانسانية في السودان ، انهم يعيشون علي دمنا النازف وكرامتنا المذبوحة علي الدوام ، لن تخسر جريدة الراي العام شيئا اذا رحلت الامم المتحدة عن أرض السودان وتركت المخيمات لمجنزرات المتعافي لتعيد الي الاذهان صورة الدمار في مخيمات جنين وصبرا وشاتيلا ، وربما تضاعف الدولة الهبات لكتاب هذه الصحيفة الذين بنوا مجدهم علي هيكل الضحايا وصرخات الاطفال من وطاة البرد القارس وحرقة نار الشمس وهي تتوسط كبد السماء ، وقالوا اذا خيرنا بين عاصمة مثل جوهانسبرج التي تحتضن كل ألوان البشر من سود وبيض وملونين وعاصمة تنضح عروبة مثل القاهرة لاخترنا القاهرة علي جوهانسبرج ، ولكن هل نسي هولاء أن القاهرة كان النظام يصفها في السابق بعاصمة الفسق الدعارة ، وعندما اصابها الزلزال أعتبرت صحافة الانقاذ أن هذا عقابا الاهيا سببه المجون والفسق الذي يحدث في شارع الهرم حيث تكثر المراقص والكباريهات التي تبيع الخمور ، ورأت الرأي العام ان هولاء النازحين الغزاة لن يعودوا الي أرضهم التي أتوا منها حتي ولو أنقلبت تلك الارض الي النعيم ،أنهم يكملون دعوة الطيب مصطفي لبناء الدولة الافلاطونية في الشمال ، دولة مثل نموذج البيض في جنوب افريقية خالية دماؤها من الكوليسترول الاسود الذي يعيق نبضات القلب العربي في الخرطوم ، أن دعوات الحقد العنصري لن تمد في عمر النظام بل تجعله يفقد أحد قلاعه الحصينة وهو الانفتاح علي كل أبناء السودان .

وحتي لا ننسي ماسآة النازحين بمنطقة سوبا فقد قامت أمس القوات المسلحة المحمولة علي العربات المصفحة بمحاصرة المخيم من جديد ، وتساندها في ذلك كل القوي الامنية التي طوقت المكان ، وعلي رغم ادعاء النظام ان القوات النظامية مارست ضبط النفس الا أنه تبين لنا أن هذه الحملة العسكرية الجديدة كان هدفها الانتقام ، حيث قامت هذه القوات بمداهمة الاكواخ الواحد تلو الاخر بحثا عن الاسلحة ، وكل كوخ عثر فيه علي سكين أو فأس اعتقل صاحبه بتهمة التعدي علي رجال الشرطة ، وتم تدمير عدد كبير من الاكواخ وتسويتها بالارض هذه المرة ، ويقود هذه الحملة الجديدة مولانا أحمد هارون والذي بحكم تجربته في دارفور أصبح يملك خبرة كبيرة في حرب المخيمات المأهولة بالمدنيين ، ولوحظ كثافة القوات التي شاركت في هذه العملية والتي كانت تستخدم ناقلات الجنود المصفحة في تحركاتها ،وهذه العملية أشبه بالتي قامت بها القوات الامريكية في فضاء الفلوجة في العام المنصرم ، ولكن تكن هذه هي المعركة الاخيرة ، فالمجاهد عبد الرحيم محمد حسين لم يأتي دوره بعد ، وفي الانتظار ايضا المشير البشير ونائبه ، وكل هولاء ينتظرون دورهم من أجل هزيمة سكان معسكر صغير لا يتجاوز عدد ساكنيه العشرون الفا ، وهذه المرة شارك التلفزيون السوداني في نقل صورة أم المعارك ، وتم عرض بعض سكاكين المطبخ علي اساس أنها أدوات حرب ، وهذا ما عجزت المخابرات الامريكية أن تفعله في العراق ، فخلال سنتين من التفتيش لم تتوصل الي اماكن اسلحة الدمار الشامل العراقية ، ولكن أحمد هارون أستطاعت مخابراته أن تصور السكين بأنها صاروخ والفأس بأنه مدفع والجاروط بأنه قذيفة ، هذا كل ما عرضه تلفزيون السودان من اسلحة ، واختم مقالي بكلمات قالها جيفارا وهو في الاسر :

( لا اعدكم بشئ سوي الموت والمرض وفقد الرفاق ولكنني يمكن أن أعدكم بالنصر )

سارة عيسي

[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved