ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
انتفاضة سوبا: أين مصداقية الحكومة مع الجنوبيين؟ بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/25/2005 1:19 ص
أبو بكر القاضي : انتفاضة سوبا: أين مصداقية الحكومة مع الجنوبيين؟ في الخرطوم يجري هذه الايام تناسب عكسي من قبيل المتناقضات‚ على مستوى القاعدة وعامة الشعب السوداني حيث جرت انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم والذي يعرف اختصارا بـ «كوسو»(Kusu)‚ في هذه الانتخابات اكتسح تحالف القوى السياسية للمرة الثالثة انتخابات الاتحاد بفارق كبير وانهزمت قائمة التيار الاسلامي التي يمثل طلاب حزب المؤتمر الوطني العنصر الاساسي فيها‚ اما القائمة الفائزة فتتكون من أحزاب المعارضة بما في ذلك أنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين ينضوون تحت اسم الجبهة الوطنية الافريقية‚ اللافت للنظر هو ان الطالب أكود دود أكوت من «الحركة الشعبية ــ قرنق» قد حقق أعلى الاصوات (5018)‚ معنى ذلك ان أجيال دورات «عزة السودان» قد فوزت الحركة الشعبية لتحرير السودان ! معنى ذلك ان الاجيال الحديثة تقبل الجنوبي غير المسلم رئيسا لها هذا من جانب‚ المقابلة في الجانب الآخر هي عدم تقبل الحكومة والقوات النظامية للجنوبيين والغرابة الذين يطلق عليهم الحزام الأسود حول العاصمة المثلثة‚ وأكبر دليل على ذلك هو انتفاضة سوبا التي جرت في نهاية الاسبوع الماضي حيث جرى صدام بين النازحين في سوبا وبين الشرطة راح ضحيته عشرات من المدنيين والقوات النظامية‚ بدراسة المقابلة بين الحالتين أعلاه هل نستنتج ان الأجيال الجديدة «البريئة» أكثر تسامحا واستعدادا لتقبل الآخر المختلف عنه عرقيا وثقافيا ودينيا من الاجيال السابقة؟ وأن الشعب يتقبل الآخر‚ وأن الحكومة هي سبب المشاكل كلها؟ تنازع الحركة الإسلامية وذهاب الريح ! اللهم لا شماتة‚ وسبحان مغير الاحوال‚ لقد انطبقت الآية القرآنية على الحركة الاسلامية السودانية بأن التنازع يؤدي الى الفشل وذهاب الريح‚ لقد تعودنا في الماضي ان نقرأ في صحيفة آخر لحظة الحائطية «الاتجاه الاسلامي يكتسح‚‚» كان هذا في زمن «أصلب العناصرلأصلب المواقف» ان الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم صاحب الامكانات (امكانات الدولة كلها) اما حزب المؤتمر الشعبي فقد ساند القائمة الفائزة لأنه حزب محاصر من قبل الحكومة وقياداته في السجون وأمام المحاكم تلفق الحكومة ضدهم الانقلابات‚‚‚ الخ‚ لذلك فان هدفه هو اسقاط قائمة الحكومة ليثبت ان المؤتمر الوطني بانقلابه على شيخ الانقاذ «الترابي» قد تسبب في تحطيم الحركة الاسلامية وتمزيق السودان ! أجيال «عزة السودان» تصوت لصالح أكود دود أكود ــ الحركة الشعبية ـــ في الايام الماضية احتفلت العاصمة القومية وبقية ولايات السودان بدورة «عزة السودان التاسعة» وهي دورة تدريبية لطلاب الشهادة السودانية المتوجهين للجامعات والمعاهد العليا‚ والدورة عبارة عن تدريب عسكري المقصود منه تهيئة الشباب ليتحولوا طواعية للدفاع الشعبي وأخذ دورات متقدمة خاصة ليتحولوا الى دبابين وقوات لحفظ نظام الانقاذ‚ اذن الطلاب الذين صوتوا للطالب أكود دود أكود هم طلاب دورات عزة السودان رقم 8 حتى رقم 4 بالنسبة لطلاب الكليات الادبية ورقم 3 و2 بالنسبة لطلاب الهندسة والطب‚ اذن الطلاب الذين قامت الدولة باعدادهم ضد الحركة الشعبية بقيادة د‚قرنق‚ عدوة الأمس‚ وشريكة اليوم‚ تحولوا ضد الحكومة‚ بل اصبحوا رصيدا للحركة الشعبية‚ ان دائرة بري التي تشمل جامعة الخرطوم تاريخيا هي دائرة الاستاذ علي عثمان محمد طه بحكم ارتباطه بالجامعة كرئيس للاتحاد عام 1970‚ الآن نستطيع القول ان دائرة بري الجامعة اصبحت مقفولة لأي كادر قيادي من الحركة الشعبية لتحرير السودان‚ ان توجهات الطلاب والطالبات هي التي تبين الحزب صاحب المستقبل‚ عندما نال د‚الترابي أعلى أصوات في انتخابات دوائر الخريجين في عهد أكتوبر عام 1965‚ كان ذلك مؤشرا لمستقبله السياسي‚ وفوز الشيوعيين بغالبية مقاعد دوائر الخريجيين عام 1965 أعطاهم الشرعية لتدبير انقلاب مايو 1969‚ وفوز الاسلاميين بدوائر الخريجيين عام 1986 أعطائهم الشرعية لتدبير انقلاب يونيو 1989‚ لقد زرعت حكومة الانقاذ طلاب «عزة السودان» فحصدت الحركة الشعبية وقوى المعارضة نتاج هذا الزرع‚ مرحبا بأكود دود أكود ورفاقه من قادة السودان الجديد على امتداد السودان من حلفا الى نملى‚ ومن الجنينة حتى كسلا وبورتسودان كزعامات جديدة بديلة لـ «القدامى»‚ الحكومة تسابق الزمن قبل مجيء د‚ قرنق مشكلة حكومة الانقاذ هي أنها في عجلة من أمرها‚ فهي تريد ان تغير وتبدل الامور على مزاجها قبل مجيء الدكتور قرنق في أو قبل 9/7/2005‚ لأنه بعد هذا التاريخ ستكون السلطة شراكة حقيقية وليست مثل مشاركة الجنوبيين الرمزية خلال مدة الـ «50» سنة الماضية‚ هي شراكة سيترقى فيها «مساعد الياي» لأول مرة ليصير شريكا حقيقيا‚ فسياسة الحكومية الاستباقية لتملك الاراضي مارستها ليس في الخرطوم فحسب وانما حتى في الجنوب حيث تصرفت في الاراضي في مدن الجنوب التي تحت سيطرة الحكومة لصالح الشماليين الجلابة قبل مجيء الحركة الشعبية‚ انتفاضة سوبا الأراضي وعداء المهمشين الغريزي للسلطة ــ جنجويد الخرطوم !! الاحداث الدموية المؤسفة في سوبا الاراضي يمكن تلخيصها في جملة مفيدة واحدة هي انها تؤكد ان الشعب السوداني قد فقد الثقة في حكومة الانقاذ‚ بل أكثر من ذلك ان المهمشين بصورة خاصة اصبح لهم عداء غريزي ضد الحكومة لأن الله قد وهب المخلوقات قرني استشعار غريزيين فالمقتول يعرف قاتله غريزيا دون اي أسباب أو أدلة موضوعية‚ اما كره المهمشين للسلطة وأجهزتها من شرطة وأمن وجيش وبنوك مصاصي الدماء الاسلامية‚‚الخ‚ فقد ذاق المهمشون الويل والثبور على أيدي القوات النظامية التي تمثل سيف سلطان المركز الموجه لرقاب أهل الهامش في الجنوب والمناطق الثلاث ودارفور وشرق السودان وأحداث بورتسودان الاخيرة خير دليل‚ باختصار فان النخبة النيلية تمارس استعمارها الداخلي للاطراف ــ الهامش ــــ عبر الاجهزة الرسمية وخاصة القوات النظامية‚ تجدر الاشارة الى انه قد نما إلينا من مصادرنا الخاصة الموثوق بها ان الحكومة قد قامت باستدعاء الجيش السوداني الذي حضر الى أرض النزاع بسوبا‚ وعندما تحرى الجيش عن أسباب النزاع وتبين له ان الحكومة تعتزم ترحيل المواطنين من مساكنهم الآمنة التي استقروا فيها بعد نزوحهم للعاصمة‚ دون ايجاد مأوى بديل لهذه الاسر‚ رفع الجيش يده على الفور من هذا الملف وعاد الى مواقعه‚ ورفض ان يلطخ يده بدماء النازحين بسوبا الاراضي‚ وبذلك فقد ابرأ اهالي سوبا الاراضي ذمة الجيش السوداني من هذه الجريمة النكراء‚ أقدم عزائي لكل افراد شرطة السودان‚ وأقول لهم دفعتم ثمن عداء الشعب للقطط السمان من أهل الانقاذ ! يا بوليس ماهيتك كم؟ وكيلو اللحم واللبن والسكر بكم؟ انتفاضة سوبا‚‚ لماذا تحجب الحكومة المعلومات؟ حكومة الخرطوم تصر ان تكون هي المصدر الوحيد للمعلومات عن جريمة بشعة وقعت داخل ولاية الخرطوم ترقى في ذاتها الى التطهير العرقي والابادة‚ حاولت الحكومة ان تظهر الشرطة كضحايا‚ وقالت ان عدد القتلى 17 منهم 14 شرطة بينهم ضابط برتبة نقيب‚ وقالت ان الضحايا من المدنيين 3 أشخاص في حين ان روايات المصادر غير الحكومية تفيد بخلاف ذلك حيث يفيد بيان حركة التحرير بالولايات المتحدة ان عدد القتلى هو 48 وليس 17 كما تدعي الحكومة وأن عدد الجرحى يبلغ 100 شخص‚ وأن معظم القتلى من الجنوبيين رغم ان الجنوبيين يمثلون نسبة 3% فقط من جملة النازحين بالمنطقة والبالغ عددهم 23 ألف نسمة حسب افادة السيد محمد محمد عيسى المقيم بالدوحة وله صلة مباشرة بالمنطقة لوجود اسرته بالمنطقة المعنية‚ويمتلك المنزل رقم 195 مربع 2‚ وهو عضو بمركز على دينار الثقافي وساهم في بناء مسجد أنصار السنة بالحي‚ وهو يسكن المنطقة منذ عام 1988‚ يقول ان 97% من سكان المنطقة من غرب السودان و80% منهم من قبيلة الفور‚ نستخلص من هذه الوقائع ومن افادة أهل المنطقة الذين يتصلون بأهلهم صباح مساء الآتي: 1- لقد اعلنت الحكومة عن تشكيل لجان تحقيق مستقلة‚ ولكن الاهالي لا يثقون في اي تحقيق تقوم به الحكومة‚ لماذا صادرت الحكومة عدد يوم السبت 21/5/2005 من صحيفة «الخرطوم مونتورز» والتي تتضمن حقائق من مصادر غير المصادر الحكومية؟ السيد ياسر عرمان أعلن عن عدم رضا حركته عن معالجة الحكومة لهذا الملف حتى الآن‚ 2- عندما كانت حكومة الانقاذ تتقي الله في العباد قامت بترحيل عشش فلاته من وسط العاصمة دون اي ضجة‚ لأنها قدمت لكل شخص البديل وهو آمن مستقر في مقره‚ اما في سوبا الاراضي فان الأهالي لعلى قناعة بأن الحكومة باعت أراضيهم للجلابة‚وتريد ان تنظف العاصمة ومنطقة سوبا من هؤلاء الناس لأنها تريد ان تخلق دائرة سياسية مضمونة للغرابة بالعاصمة‚ نعم تنظيف العاصمة من البشر ! هكذا كان نظام نميري يسمي الحملات التي تستهدف مطاردة ابناء الغرب وتركيبهم قطار نبالا المتجه للغرب‚ 3- أين مصداقية الحكومة مع الجنوبيين الذين تتفاخر الحكومة بأن نزوحهم للشمال يعتبر تصويتا للوحدة سلفا؟ كنا نتوقع بأن تؤلف الحكومة قلوب الجنوبيين فتمنحهم أراضي في الخرطوم وتوفر لهم الأمن ليصوتوا للوحدة‚ مرحبا بكوفي عنان في دارفور 1- مرحبا بالسيد كوفي عنان الذي ساهم في صنع سلام جنوب السودان ولن ننسى له اجتماع مجلس الامن في نيروبي في نوفمبر 2004 بشأن السودان‚ 2- مرحبا بكوفي عنان الذي ساهم في اصدار القرارات (1590‚ 1591‚ 1593) التي وضعت الضمانات الدولية لسلام جنوب السودان بالقوة الدولية واسعة الصلاحيات‚ وحظر الطيران الحكومي في دارفور واحالة مجرمي الحرب في دارفور للمحكمة الجنائية الدولية‚ 3- اننا نطالب كوفي عنان بزيارة النازحين في سوبا‚ ونقول له ان قرار مجلس الامن باحالة مجرمي الحرب في دارفور هو الذي منع الجيش من التدخل لقمع انتفاضة سوبا وترحيل النازحين قسرا من مساكنهم‚ لقد ادرك الجميع ان هناك عدالة دولية «رمزها عنان» يمكن ان تقتص للمهمشين‚ قلوبنا مفتوحة لاستقبال كوفي الذي كفى ووفى يوم الجمعة بعد غد في الخرطوم ودارفور ورمبيك‚
للمزيد من االمقالات