نشر موقع BBC على الانترنت خبراً يفيد بنجاح حملة دارفور على الانترنت والتى تدعو لجمع التبرعات لما اسمتهم " ضحايا دارفور " حيث تمكنت الحملة من جمع مايفوق مليون جنيه استرلينى عبر الانترنت فى وقت قصير للغاية , كما ذكر الموقع ان العديد من التبرعات قد تدفقت بعد ثوان من اذاعة مناشدة من مشاهير يهود لتسليط الضوء على ما اسموه " ماساة السودانيين الافارقة الذين ارغموا على مغادرة منازلهم بواسطة الحكومة والمليشيات العربية "
لقد قامت العديد من الجهات المعادية باستخدام الانترنت فى الحملة ضد السودان فى قضية دارفور والتى تم تضخيمها بواسطة الاعلام الالكترونى , ففى موقع الخدمات العالمية لليهود الامريكان AJWS تم توجيه جميع زوار الموقع لارسال رسائل بالبريد الالكترونى لنواب الكنغرس الامريكى للضغط على السودان, و حثوا كل اليهود باتخاذ اجراء و ذلك بالتبرع او بارسال رسائل بريدية الكترونية وكان عنوان الحملة اليهودية ( Take Action ) .
وجه الموقع اليهودى الامريكى جميع المنظمات اليهودية والافراد باثارة موضوع دارفور فى مواقعهم الالكترونية و ذلك بغرض تضليل الراى العام العالمى وهو الاسلوب الذى ينتهجه الصهاينة دائماً فى حربهم ضد العرب و المسلمين , هنا اشير الى ما ذكره العقيد (م) محمد محجوب حضرة فى كتابه " الصهيونية والامن العالمى " صفحة " 50 " , ان مؤسس و راعى الصهيونية العالمية هرتزل قال " الصياح هو كل شيئ حقاً . ان الصوت العالى شأناً كبيراً , الصياح المتواصل تعاقد مأثور , وليس تاريخ البشر سوى قطعة السلاح وجعجعة الرأى الزاحف . عليكم ان تصيجوا وتصيحوا " , الآن تاكدت اهمية ما ذكره سعادة العقيد فما يحدث فى دارفور الآن هو عبارة عن تنفيذ وصية و نصيحة هرتزل التى اطلقها قبل عدة سنين فالفضائيات الغربية والانترنت الان تقوم بعملها وتنفذ توصبات زعيمها , لذلك علينا ان نعلم ان هذه الحملة المضللة ليست جديدة على منهاج بنى صهيون بل انها تطورت بتطور وسائل الاعلام و هو الامر الذى يجب علينا تدبره وذلك باهمية مقابلة الصهاينة بنفس سلاحهم اى باستخدام سلاح الاعلام الالكترونى فلا بد من دعم الجهة المناط بها القيام بهذا الامر و هى قطاع الاعلام والاعلاميين ويبدأ هذا بازالة ازمة الوعى التقنى فى القطاع الاعلامى ثم دعم الدولة لهذا القطاع ليقوم بالدور المطلوب منه , فعدم الاهتمام بهذا القطاع و تطويره هو السبب الاساسى فى عدم قدرتنا على مواجهة الحملة الاعلامية العالمية الشرسة علينا , و خير تعبير عن حال هذا القطاع ما جاد به خيال و ريشة الفنان المبدع حامد عطا فى تصويره بالكاراكاتير فى صحيفة الرأى العام بتاريخ 21/6/2004 , حيث صور الاعلام المحلى بعربة " كارو " يجرها " حمار " مقابل الهجمات الاعلامية الاجنبية الشرسة على البلاد .
لقد نجحت الحملة الصهيونية على الانترنت باسم قضية دارفور و ذلك لأن الصهاينة عرفوا كيف يستفيدوا من هذه التقنية وقد ذكر احد الزعماء اليهود الذين يقودون حملات الترويج فى الانترنت ضد السودان " ان الحملة على الانترنت قدمت مساعدة ضخمة " كما ذكر " ان التبرع الواحد قد يكون كافياً لاعاشة خمسة عائلات لمدة شهرين " .
يجب علينا ان نعلم ان الغرض الاساسى من وراء هذه الحملة ليس كما يزعمون اغاثة المتضررين بل هو العمل على التدخل فى البلاد .
سيكون الاعلام الالكترونى هو البديل الفعلى للاعلام التقليدى مما يجعل المهة صعبة بالنسبة لاجهزة الاعلام المحلية وذلك فى الزامها بضرورة التعامل مع العصر الرقمى بالصورة المطلوبة , لذلك يجب علينا وضع تحديات الاعلام الالكترونى امام اعيننا و العمل على مواجهتها والتغلب عليها .
صلاح الدين حمزة الحسن
لاهاى - هولندا