مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

دم في «سوبا»! بقلم هاشم كرار

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/24/2005 7:54 م

دم في «سوبا»!
هاشم كرار
ما حدث في «سويا» بضاحية الخرطوم‚ من عنف دموي‚ أمر مؤسف تماما‚ وخطير ــ تحديدا في هذا الوقت الذي يتهيأ فيه السودان لتنزيل «سلام نيفاشا» بين الشمال والجنوب‚ إلى الأرض‚
ما حدث لاكتة ألسنة «المديا»: اصطدمت السلطات المختصة برفض نازحين جنوبيين لقرار ترحيلهم الى منطقة أخرى‚ فاستنجدت بالشرطة الجهة المعنية بانفاذ القانون‚ و ‚‚ حدث الاشتباك الدموي‚
بالطبع‚ ليست هذه هي المرة الأولى‚ التي يصطدم فيها نازحون يسكنون عشوائيا في اطراف الخرطوم او أي مدينة كبيرة أخرى في السودان‚ مع الشرطة‚ لكنها المرة الأولى التي يسيل فيها الدم بمثل هذه الغزارة‚ وفي وقت بالغ الحرج‚ والحساسية‚
كثيرون حذروا‚ من أن حادث سير واحدا‚ لأحد الجنوبيين في الخرطوم‚ أو في غير الخرطوم‚ يمكن ن يمزق بروتوكولات واتفاق سلام نيفاشا‚ إذا لم يؤخذ هذا الحادث في اطاره الضيق‚ وبفهم عميق‚ فكيف إذن والدم قد سال هكذا ‚ غزيرا جدا‚ في «سويا»؟
ما حدث إذن‚ يمكن ان يستثمره أعداء السلام‚ من هذا الطرف او ذاك ‚‚ ويمكن ببساطة ان يستثمره الأعداء من الطرفين‚ بل ان ما حدث يمكن ان تستثمره أطراف أخرى‚ خاصة تلك التي تبشر بثورة أهل الهامش في السودان‚ وتوعدت أكثر من مرة باحراق الخرطوم‚ تلك التي يلتف حولها حزام من المهمشين!
من هنا‚ تتبدى خطورة الذي حدث في «سويا»‚ وتتجلى أهمية معالجة الذي حدث بالكثير من الحكمة ‚ والكثير من الفهم‚ والكثير من العقلانية والانضباط‚
أول مداخل الحكمة‚ لاحتواء الذي حدث هو ان يمسك السياسيون في الطرفين الموقعين لاتفاقية السلام‚ ألسنتهم الطويلة‚ ذلك ببساطة لأن أي كلمة «فالتة» من هذا الطرف او ذاك‚ يمكن ان تزيد من التوتر‚ وتزيد من العنف‚
وأول المداخل الى الفهم‚ هو ان يفهم الطرفان‚ ان ما حدث‚ ما كان ليحدث‚ لولا رفض انفاذ القانون‚ خاصة والسودان كله‚ يتهيأ الآن لقيام دولة المؤسسات‚ وأول هذه المؤسسات هي مؤسسة القانون‚
«السكن العشوائي» هو ضد القانون‚ وهذا ما يجب فهمه اولا‚ برغم ان ما يجب فهمه في الوقت ذاته‚ ان السكن العشوائي‚ في أي مكان يؤشر لخيبة حكومية في توفير السكن غير العشوائي‚ لكل مواطن‚
نترك هذه «الخيبة الحكومية» ذلك لأننا إذا ما حاولنا ان نأخذ هذه الحكومة بخيباتها‚ أو أي حكومة سودانية منذ الاستقلال‚ لما بقي في السودان من حكومة واحدة! نترك هذه الخيبة‚ الى «القانون»‚ ذلك الذي ينبغي ان يحترم‚ وان يصبح «نافذا» سواء كان السودان يتهيأ للسلام‚ أو يتهيأ لما هو غيره!
«السودان الجديد»‚ الذي ظل يدعو اليه جون قرنق‚ والذي بدأ يتشكل منذ اتفاق نيفاشا‚ ليس هو السودان «العشوائي» ‚‚ وليس هو أيضا السودان الفالت أمنيا‚ وليس هو ثالثا السودان الذي يتعالى فيه مواطن على القانون أو يحاول ان يبخسه سطوته ونفاذه‚
هذا ما يجب ان يكون قد استقر في وعي الجنوبيين تماما‚ منذ ان استلموا أول كلاشينكوف «لتحرير» السودان‚ من المفاهيم القديمة ‚‚ وهذا ما ينبغي ان يؤكد عليه دعاة السودان الجديد‚ في أي محفل ‚‚ حتى ولو ان هذا المحفل هو «مخيم سويا» الذي غرق في الدم‚ في اشتباك «القانون» والعشوائية!
بمثل هذا الفهم‚ يمكن وضع ما حدث في «سويا» في اطاره الصحيح ‚‚ ويمكن تجاوزه ‚‚ وبغير هذا الفهم‚ ألف أهلا بالسودان القديم!

هاشم كرار – الدوحة 5447921


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved