التاريخ 24-5-2005
كتبت عن فشل الرئيس في إصلاح وجه الإنقاذ القبيح و عدم قدرته على حوار الأستاذ أحمد منصور و ربما لم يفهم ما كان يرمي إليه المحاور البارع في برنامجه الهادف بلا حدود .حمل المسكين أوراقه و أتجه إلي ما بين النيلين و على إطلالة شرفات القصر الجمهوري على ضفاف النيل الأزرق و يا للهول فقد وجد أن ما بين الأستاذ هيكل و البشير بعد المشرقين عن المغربين.
راجعت هذه الحلقة بعد تسجيل أكثر من ستة عشر مرة بعمر إنقلاب اليوم المشؤوم((الثلاثين من يونيو)) و لم أجد جوابا شافيا مريحا و لا صادقا.
نعود إلي تكملة الحوار في مرة قادمة و نواصل الان في ملف الفساد لتحدي الرئيس و لا زلنا في ملف البترول و بعده ملف الأمن و صلاح قوش الذي لا يستطيع أن ينظر إلا في إتجاه واحد.
وضع الوزير عوض أحمد أبكر حجر الجاز ميزانية عشرين مليون دولار لزيارة الدكتور مهاتير محمد مؤسس ماليزيا الحديثة لرد بعض الجميل و الأيادي البيضاء على ود الجاز و البشير و علي عثمان هذا الرجل الذي وضع بلده في مصاف الدول المتقدمة من فقر و تخلف إلي ثراء و تقدم و تطور تكنلوجي و صناعي و سياحي.
و نسأل عن هذه الزيارة ما الفائدة منها هل هي الإستفادة خبرة هذا الرجل المخلص الوطني و هو مثال للإخلاص و الأمانة و القيادة .أم بإسمه تسرق الأموال لهذا الذي إحترف سرقة أموال البترول بحجة تأجير الطائرات الخاصه و مصروفات ما أنزل بها من سلطان .
هل زيارة مهاتير محمد أهم أم إستعادة سبعين مواطنا سودانيا من صحراء العراق و الحدود الأردنية يفترشون الأرض و يلتحفون السماء و ياكلون الزواحف و الجراد ,حالتهم بائسة و ملابسهم ممزقة رثة , حفاة عراة كأنهم سكان الكهوف المتوحشة و أموالهم تصرف في زيارات كبار الشخصيات و الباقي إلي جيوب....
ينطبق فينا قول الشاعر :-
تموت الأسد في الغابات جوعا
و لحم الضأن تأكله الكلاب
يا سيادة الوزير إبن الخفير من هم أحق بهذه الدولارات ,هل رئيس الوزراء الماليزي أم أصحاب الجلد و الرأس الذين لا يعلم حالهم إلا خالقهم.
قالت طفلة صغيرة عمرها أقل من ستة سنوات و هي تبكي و لا تستطيع البكاء من شدة الجوع((لدينا أربعة أيام لم نجد فيها غير الثمار الجافة و أنت ترفل في اللحوم السمان و الفواكه ما لذ منها و ما طاب.
إن حكــام العالم يهتمون بمواطنيهم أشد الإهتمام لأنهم خدام شعوبهم و ليسوا أسيادهم, يا سيادة الرئيس لم تقرأ كعادتك قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه(( إذا عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يألني الله عليها)).و أنت يا عمر لديك اللاجئون و النازحون في كل مكان و المشردون حول العالم و الفقراء داخل السودان و البؤســاءوالتعساء يمرون بين جنبات القصر و تنام أنت في غرفة العرسان,أي إحساس هذا يا أبن حسن تقنت.
ثلاث و سبعون سودانيا في صحراء العراق تلسعهم الحشرات و يحرقهم هجير الشمس.و أنتم تصرفون الملايين في زيارة ضيفكم العزيز و حارس أموالكم الخاصة في ماليزيا .
هل سمعت يا سيادة الرئيس إستقالة وزير شؤون البلديات في دولة أوروبية لوفاة كلبة في غرفتها دون إلمام البلدية و لمدة ثمانية و أربعون ساعة فقط و يموت الآلاف من البشر في بلادنا و نحن نصرف الملايين في الكماليات .
و تصر على البقاء في الحكم حتى ولو على جزيرة توتي؟أين الراعي و أين الرعية و هل تسئل عن اليوم الذي لا ينفع فيه المال و الأرامل الجميلات و بئر معطرة و قصر مشير.
ألا تعلم يا سيادة الرئيس إنما الدنيا مقيل لرائح قضى وطرا من حاجة ثم هجرا.
و أنتم إلي متى يهان الإنسان السوداني؟؟؟
إلي أن تغرق السفينة بربانها و أنتم الخــاســرون و نتابع.
حسن نجيلـــــــة
الإمـــارات العربية المتحدة