مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حكومة الخرطوم تروج لثقافة التكفير وهدر الدم لإرهاب التدخل الأجنبي بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/21/2005 11:36 م

حكومة الخرطوم تروج لثقافة التكفير وهدر الدم لإرهاب التدخل الأجنبي
أذكر أهل الفكر والضمير الانساني الحي ان الكاتب المؤمن محمد طه محمد احمد ما زال متهما بـ «الردة» والكاتب المذكور هو رئيس تحرير جريدة «الوفاق» السودانية التي يملكها هذا الكاتب ويعتبر المحرر الاساسي لها‚ وهي واسعة الانتشار بسبب مساحة الحرية لدى رئيس تحريرها الذي يعتبر مصادما للحكومة ورموزها‚ فقد كان محمد طه من أوائل الكتاب الذين تحدثوا عن فساد حكومة الانقاذ‚ فقد كال التهم لأحد ولاة كردفان‚ ويحسب لصالح الحكومة في ذلك الوقت ان العدالة جرت مجراها الطبيعي‚ فبرأت العدالة الوالي ولم يخسر سوى منصبه كوال‚ وانتصرت الصحافة كسلطة رابعة تراقب اداء الحكام وتنتقدهم بحسن نية ومن اجل المصلحة العامة‚ فيذهب الصحفي الى بيته وينام مرتاح الضمير آمنا على نفسه من زوار الليل او الفجر من مداهمات رجال الامن‚ سوف أعالج باذن الله مقال اليوم تحت المحاور التالية: 1- لماذا لم تكفكف حكومة الخرطوم قضية محمد طه خاصة بعد ان اعلن توبته؟ 2- تفنيد فتوى جامعة القرآن الكريم التي بني عليها كتاب آخرون حججهم‚ 3- هل من يدافع عن محمد طه المؤمن الذي جدد ايمانه بالتوبة هو ضد الرسول ( صلى الله عليه وسلم )؟ أوليس الكفر «حق» الهي «ومن شاء فليكفر» يجب الدفاع عنه؟ أوليس الامهال الى يوم القيامة سنة إلهية يجب الدفاع عنها؟ من يدافع عن «لا اكراه في الدين؟» وأتناول هذه المحاور بالبيان التالي: أولا: أهداف حكومة الانقاذ من تهمة محمد طه لقد اصبحت حكومة الخرطوم مسعورة منذ نهاية شهر مارس 2005 حيث صدرت قرارات الشرعية الدولية الثلاثة (1590‚ 1591‚ 1593) من مجلس الامن ضد حكومة الخرطوم‚ منذ ذلك الوقت ادركت الحكومة دنو أجلها وبدأت تدرس جيدا مصير صدام حسين‚ وسلوفدان ميلوسوفيتش وتدرس مناخ هولندا ولاهاي حيث مقر محكمة الجنايات الدولية التي تسلمت من مجلس الامن قائمة الواحد وخمسين من مجرمي الحرب في دارفور والتي تتضمن بعض رموز حكومة الانقاذ‚ لقد انفردت الحركة الاسلامية في السودان بالحكم عام 1989 عن طريق الانقلاب بفقه الضرورة‚ وقالت انها تريد ان ترد للسودان عافيته بعد ان كان يسمى رجل افريقيا المريض‚ وبالفعل كون السودان قوة ضاربة «من الشعب» ــ الدفاع الشعبي ــ مستلهمين التجربة الايرانية ــ الحرس الوطني ــ وبتحليل هذه القوة نجد انها من غرب السودان «كردفان ودارفور» مع مراعاة ان منطقة جبال النوبة في كردفان كانت سباقة بقيادة الشهيد يوسف كوه الحاضر الغائب في اكتشاف ألاعيب النخبة النيلية العنصرية عندما شاهدت تسليح القبائل العربية في الديمقراطية الثالثة (1985-1989) ضد النوبة‚ فالتحق ابناء النوبة بالتمرد وشيدوا تحالفهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة د‚جون قرنق‚ وعندما قويت شوكة الانقاذ وتدفقت اموال البترول استأثرت النخبة النيلية بالسلطة وقالوا قولتهم المشهورة «يحكمنا المصريون‚ ولا يحكمنا الغرابة» والغرابة هم أهل دارفور وكردفان‚ فانقسمت الحركة الاسلامية الى قسمين «وطني وشعبي»‚ بعد 50 سنة من الاحباط والتهميش كان المشروع الحضاري الاسلامي آخر امل ضاع لأهل دارفور للحصول على الانصاف من الحكومة المركزية‚ وبالمفاصلة بين اهل الانقاذ عام 1999 «ارتدت الحكومة» عن مشروعها الحضاري الاسلامي‚ فبأي حق تحاكم حكومة مرتدة الكاتب محمد طه بالردة؟ أنوه في هذا الخصوص الى مذكرات الكاتب الصحفي محمد الحسن احمد الذي زار الخرطوم مؤخرا في وفد ضم الطيب صالح وابراهيم الصلحي وآخرين حيث نوه الكاتب الى اختفاء لوحات ولافتات المشروع الحضاري الاسلامي !! على عهد حكومة الانقاذ تحول السودان الآن من رجل افريقيا المريض الى رجل افريقيا الميت سريريا‚ خرج شأن السودان تماما من يد الحكومة السودانية تحديدا بسبب قضية دارفور‚ وبسبب المعالجات الامنية والابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب في هذا الاقليم المسلم‚ المعروف باقليم اهل القرآن‚ لقد مارست حكومة الخرطوم «الردة» عن كل قيم الاسلام في دارفور فبأي حق وأي شريعة تحاكم محمد طه؟! على أيدي حكام الانقاذ الآن تحول السودان الى «ملطشة» بالعامية المصرية ! ملف السودان امام مجلس الامن والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية‚ اما الاتحاد الافريقي فقد تحول الى الأب والولي الطبيعي على السودان‚ على ايدي حكام السودان الآن اصبح الاجنبي فقط هو الاميركي والاتحاد الاوروبي وكندا واستراليا‚ اصبح الاتحاد الافريقي وطنيا 100% وشأنا داخليا من شؤون السودان! يا للهوان ! وأصبح الجندي النيبالي والبنغالي والبنجابي ليس اجنبيا !! على عهد الانقاذ اصبح تدخل حلف الناتو بعتاده لتوفير الغذاء والمواصلات والايواء وتوفير كافة الخدمات اللوجستية ليس تدخلا عسكريا ولم يدخل «حذاء الناتو» للسودان !! يبدو ان من ضمن ما تم اسقاطه من المشروع الاسلامي حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) «من جهز غازيا فقد غزا»‚ حلف الناتو قادم بتدخل «حميد» بناء على طلب الاتحاد الافريقي الوصي الطبيعي على السودان والمكلف من قبل مجلس الامن للقيام بدور «المحلل» بثقافة المشروع الحضاري المرتد عنه اي الذي يمثل غطاء تدخل الشرعية الدولية في السودان لمساعدة الثوار الوطنيين في «تفكيك» مشروع ودولة الانقاذ‚ بدءا بضمان ازالة سلطة الانقاذ عن الجنوب‚ بقوة دولية مكونة من عشرة آلاف جندي‚ ثم فرض حظر الطيران الحكومي على دارفور ووضع قوة دولية مكونة من «12 ألف جندي» وبذات النظرية يتم تحرير شرق السودان ثم تسليم السلطة في السودان لتحالف المهمشين بقيادة د‚قرنق والمناطق الثلاث والغرب والشرق‚ هذا هو المصير الذي تراه حكومة الانقاذ وتريد ان تعبئ الشعب ضده ولكنها عاجزة عنه كما سنبين هنا أدناه‚ لماذا تروج الحكومة لثقافة التكفير وهدر الدم؟ لقد كان بامكان حكومة السودان‚ وبامكان صلاح غوش ان يعطي اشارة لعلماء السلطان في جامعة القرآن الكريم ولادارة المساجد بوزارة الاوقاف باصدار بيانات للشعب بأن محمد طه قد تاب وأناب‚ وان التوبة تغلق هذا الملف بذات الطريقة التي اغلق بها ملف النيّل ابو قرون‚ ولكن القصر الجمهوري لا يريد اغلاق ملف محمد طه‚ فقد تعرض الكاتب محمد طه وصحيفته لمحاكمة ادارية امام مجلس الصحافة برئاسة كوشر احمد سعيد وادانتهما اللجنة حيث ثبت للجنة ان محمد طه قد نشر مادة دون ان يشير الى اسم الكتاب واسم المؤلف «المقريزي»‚ وهذا يخالف قانون الصحافة وميثاق شرف المهنة وجاء في حيثيات الادانة ان التصحيح اللاحق من الصحيفة في اليوم التالي لا يمنع الادانة وقررت اللجنة ايقاف صحيفة «الوفاق» لمدة ثلاثة ايام‚ حتى هذا المقام تبدو الامور طبيعية‚ وعلى الصعيد الجنائي تم فتح بلاغ ضد محمد طه وأحيلت القضية بسرعة خيالية للمحكمة وتم الافراج بالضمان عن محمد طه‚ حتى هنا تبدو الامور طبيعية‚ قامت القيامة ضد محمد طه بايحاء من الحكومة فخرجت المظاهرات تطالب «الحد‚‚ الحد‚‚ على المرتد»‚‚ ولا يمكن أن تخرج مظاهرة من ألفي شخص وتصل المحكمة الا باذن من جهاز الأمن ومباركة منه‚ صحيح ان صلاح غوش في تلك الايام كان يصول ويجول في دهاليز الـ «سي‚آي‚إيه» في اميركا التي ذهب لها بطائرتها الخاصة ولكنه كان يدير الامور بجهاز التحكم من بعد‚ ثم اصدرت مستشارية التأصيل بالقصر الجمهوري توصيتها بايقاف صحيفة «الوفاق» لحين صدور الحكم الجنائي ضد محمد طه‚ فتحولت على الفور التوصية الى قرار‚ وتم التحفظ على محمد طه بالحبس حفاظا على حياته لأن «دمه مهدور»‚ كان الاولى بحكومة الخرطوم ان توفر الحماية لمحمد طه في مكتبه ومنزله‚وتصدر فتاوى دينية ضد ثقافة هدر الدم‚ وتثبت الفهم الصحيح بأن القانون ينفذه القضاء وأعوان القضاء ولا يجوز لأي فرد ان يحاكم شخصا آخر ويأخذ القانون بيده فينفذ حكم الردة على الناس‚ ولكن الحكومة هذه الايام تريد ان تؤكد ثقافة هدر الدم التي يمارسها الزرقاوي في العراق‚ وقد اعلنت الحكومة ان مصير اميركا في السودان سيكون ذات مصير الاميركان في العراق على يدي المتشددين الاسلاميين الذين ارسلتهم الدول العربية لافشال مهمة اميركا في العراق حتى لا يتكرر النموذج العراقي‚ ان جهاز الامن هو الذي يحرك اجهزة الحكومة للمظاهرات وحمل المصاحف ضد اميركا بزعم الدفاع عن تدنيس المصحف في غوانتانامو رغم ان اميركا ادانت هذا الموضوع الذي يمثل تصرفا شخصيا ولا يعبر عن رأي الحكومة الاميركية‚ ورغم ان الصحيفة التي نشرت الخبر قد تراجعت عنه‚ اننا ندين تصرف كائن من كان يسيئ للقرآن الكريم او يقدح في نبي الاسلام من قريب او بعيد‚ ولكن هذا لا يمنعنا من كشف اساليب الحكومة السودانية لاستغلال هذه الظروف لتكريس ثقافة هدر الدم التي تخول الشخص العادي قتل المدنيين دون محاكمات‚ هل من يدافع عن محمد طه يعتبر ضد الرسول ( صلى الله عليه وسلم )؟ الدفاع عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) واجب كفائي يقوم به قطاع كبير من الناس كل حسب امكاناته‚ وكذلك الدفاع عن محمد طه المؤمن التائب الذي يحاكم محاكمة سياسية من قبل نظام الخرطوم واجب كفائي ولكن يقوم به القليل من الناس‚ خاصة عندما يكون الجو مشحونا بالارهاب الديني الذي يحتاج الفرقان والنور الكافي للتصدي لهذا الظلام‚ لم يقبل أهل الخرطوم توبة محمد طه رغم بشارة الله في القرآن «ان الله يغفر الذنوب جميعا»‚ وحجة اهل الخرطوم ان محمد طه «شيعي» وأن توبته عبارة عن «تقية شيعية» ! تصور أيها القارئ محاكم تفتيش الضمير‚ لقد مجد أهل الانقاذ الدعم الايراني وصفقة السلاح الصيني الذي انقذ الحكومة من السقوط امام تمرد الجنوب !! من واجنبا ان ندافع عن التسامح القرآني: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»‚ ومن حقنا وواجبنا ان ندافع عن سنة الله في امهال المعارضين الى يوم القيامة كما امهل الله ابليس‚ فمن باب اولى الدفاع عن محمد طه المؤمن الاسلامي المعروف‚ ان مأخذ لجنة البحوث الفقهية بجامعة القرآن الكريم هو ان محمد طه أورد كلام الغير «ولم يرد في نص المقال انكار تصريحا او تلميحا لما ورد فيه» وقد أخذ البعض يردد هذه الفكرة دون دراسة‚ معلوم انه لا ينسب الى ساكت قول‚ وناقل الكفر ليس بكافر‚ المفروض يكون البحث: هل ورد بالمقال «تأييد» للكلام المنقول‚ ان محمد طه مؤمن‚ اللهم الا اذا كان اهل «التصوف» في السودان صاروا يكفرون الشيعة‚ حيث أدافع عن محمد طه انما ادافع عن قيمة نبوية «كفوا عن اهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب» الحديث‚ ان معنى بثقافة التسامح وقبول الآخر «كما هو»‚ وضد ثقافة تكفير المؤمنين اهل لا اله الا الله‚ وهذا واجب مثل واجب الدفاع عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم )‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved