مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

محمد طه محمد أحمد بين تدنيس المصحف والاساءة الي شخص الرسول ( ص ) بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/21/2005 9:08 ص

في هذه الايام هناك ثلاثة قضايا أساسية تثير أهتمام الناس في الخرطوم ، أولها قضية الدستور والخلاف حول كلمات البسملة والثانية هي أحداث سوبا والتي أودت بحياة 18 مواطنا معظمهم من رجال الشرطة ، أما القضية الثالثة والتي حازت علي قصب السبق ونالت معظم الاهتمام هي قضية الاستاذ / محمد طه محمد أحمد مع كتاب المقريزي ، ولا أكون مبالغا اذا قلت أن هذه القضية جذبت اهتمام أكثر من مداولات الدستور والتي يبث التلفزيون وقائعها علي مدار الساعة ، لأن معظم الناس في السودان يرون في المداولات التي تقوم بها مفوضية الدستور هي تحصيل حاصل لأن الدستور الجديد ليس الا وليدا لعملية تزاوج بين دستور الانقاذ لعام 98 وبنود اتفاقية نيفاشا التي وقتعها الحكومة مع الحركة الشعبية وهذا أمر يخص فقط طرفي الاتفاق .

أما قضية محمد طه فقد أخذت بعدا اعلاميا كبيرا والسبب ليعود لشخص محمد طه ، فهذا الرجل له العديد من الخصوم الذين خلقتهم الحروف التي يخطها في صحيفته ، دخل محمد طه في حالة حرب وعداء مع الجميع ، وكان أول الخصوم هم الاحزاب السياسية ولكنه خص الحزب الاتحادي الديمقراطي بالكثير من كتاباته السامة ، ووصلت هذه الحرب ذروتها بعد ترأس مولانا محمد عثمان الميرغني لقيادة التجمع الوطني فعندها سخر محمد طه من السيد محمد عثمان ووصفه بأنه لم يستمع لنصيحة والده عندما أمره بأن لا يدخل يده في ( المديدة ) اذا كانت اذا كانت موضوعة علي النار ، وفي احدي المرات دعا محمد طه السلطة أن تضرب رؤوس أعداء الثورة حتي يقولوا ( أنج سعد فقد هلك سعيد ) ، وفي كثير من الاحيان كان يحرض السلطة بأن يصور لها ماذا سيحدث لو قامت الانقاذ بتصفية كل خصومها السياسيين مرة واحدة ويخلص في اخر المطاف الي خلاصة أنه لن يحدث شئ بل سيصفق الشعب لأن حكومة الانقاذ تكون قد حررته بالفعل من ربق الطائفية السياسية الي الابد ، عندما يكتب محمد طه عن فرضية فأعلم انه يعنيها تماما فاذا هو دعا الي قتل أحد فأعلم أنها يقصد مجزرة كاملة واذا تطرق الي موضوع الحريات في مقالاته فأعلم أنه يريد من الدولة أن تصادرها ، ولقد قلت كتبت في مقال سابق أن محمد طه مكروه جدا بين أوساط الطلاب والذين كانوا في يوم من الايام يمثلون الجمهور الاعظم من قراء مقالات محمد طه ، ولكنه أيضا خسر هذا الجمهور عندما جأت الانقاذ الي الحكم ، فهو كان يحرض الاتجاه الاسلامي علي ضرب القوي السياسية داخل جامعة الخرطوم .

ودفعه الاستهتار مرة الي دخول جامعة الخرطوم وهو يلبس زي النوم ( عراقي ) وكان يحمل في يده بندقية ألية وضعها جانبا علي حائط مكتب البريد علي طريقة ممثل أفلام الكاوبوي ( جون وين ) وقال للطلاب بصوت مشبع بروح التحدي ( شايفين أنا بزي النوم وشايل سلاحي معاي في كل لحظة وانشاء الله يا أهل التجمع لن تجدوني بهذا الزي مع ( .... ) في السرير عند تقرروا تدبير الانقلاب ضد الانقاذ ولكن سوف تجدونني في الشارع وأنا أحمل الرشاش ) ، كانت هذه هي رسالة العزاء التي بلغنا لها محمد طه محمد أحمد بعد تصفية ضباط حركة 28 رمضان والذين كان جلهم من أبناء القرير وتنقاسي مسقط رأس محمد طه ، وأذكر في ذلك التاريخ أن الانقاذ دشنت تجربتها الاولي وخرجت دفعة من منتسبي الدفاع الشعبي فسأل أحد الطلاب محمد طه ما هو الغرض من الدفاع الشعبي اذا كانت القوات المسلحة موجودة ؟؟ فرد عليه محمد طه بسخرية ( يا اخي دي عاوزا درس عصر نحن عاوزين نفتح الحبشة )

هذا هو محمد طه الذي أعرفه ، فهناك غيرة وصراع بين كتاب الصحافة الانقاذية أنفسهم ، فكان بعضهم مثلا ينحاز للشيخ الترابي والبعض الاخر ينحاز لتلميذه علي عثمان ، فكل صحفي منهم يتقوي بعمود من رموز السلطة الحاكمة ضد الاخر ، ولقد برزت هذه المشاحنات للعلن عندما اقدمت الصحف الانقاذية علي نشر ملاسنة بذيئة بين محمد طه و ( هيكل ) الانقاذ موسي يعقوب ، ولم تعرف دوافع هذه الحرب الشخصية ولكنها كانت تدخل في باب التنافس علي الاضواء والشهرة والتي نال منها موسي يعقوب حظه الاوفر الامر الذي أدي الي أثاره حفيظة الاستاذ محمد طه والذي بدأ يتحدث عن تعاظم دور أصحاب الياقات الزرقاء داخل كيان الصحافة الانقاذية ، ومحمد طه يعتبر نفسه نصير الكلمة الحرة وأنه يمثل الزهد والطهارة والنبل في عمله الصحفي ولذلك تجده يكتب تحت عمود أطلق عليه عنوان لله وللحرية ، ولكن موسي يعقوب لن تغلبه الحجة والبراعة في الدفاع عن نفسه ، فرجل يدافع عن ظلم نظام كامل ويبرر جرائمه لن تغلبه حيلة الدفاع عن نفسه ، فكتب موسي يعقوب مقالات يذم فيها محمد طه ويسخر من المفردات الشيعية التي يحشرها محمد طه في كتاباته مثل ( ظلم الحسن والحسين ) و ( طغيان يزيد بن معاوية ) ، هذه المعركة أنتهت وعمل بعض رموز النظام علي وضع حد لها تحت الزعم توحيد الكلمة من أجل بناء المشروع الحضاري للدولة الاسلامية .

وأبرز المحطات في حياة محمد طه الصحفية هي معركته مع عصام الترابي ، حيث تطرق محمد طه في مقالاته التي ينشرها في الصحف الي حكاية ( ابن الزعيم ) الذي يتخطي الرقاب ويعقد صفقات مالية تدر عليه ملايين الدولار مستغلا النفوذ الذي يتمتع به والده داخل السلطة ، واسرة الترابي لا تنقصها الفطنة ولا الذكاء لمعرفة من هو المقصود بهذا الغمز ،و يعرف عن عصام الترابي أنه رجل أعمال ناجح ولا يتعاطي السياسة الا اذا كانت ستجلب له المزيد من الارباح ، غضب عصام الترابي وأراد أن ينتقم لكرامته التي أهينت علي طريقته الخاصة فأستقل سيارته وهو يحمل مسدس ( Revolver ) أو ما تسميه الشرطة عندنا ( أبو مشط ) وذلك بلاضافة الي نسخة من عدد الصحيفة التي نشرت الخبر ، وحسب افادات شهود العيان الذين حضروا الواقعة أن الاثنين دخلا في عراك عنيف ومشادة حامية وتطايرت الاوراق في الهواء وتبعثر أثاث المكتب وسقطا علي الارض وبدأ في التدحرج حتي وجدا نفسيهما في الخارج ، وقد أتسخت ملابسهما وتمزقت بسبب العراك وصار الدم ينزف من أنفيهما ومن أماكن أخري مختلفة من جسدهما بسبب للخدش والضرب المتبادل ، وخارت قواهما الجسدية وكان معظم موظفي الصحيفة في استراحة الغداء وهذا مما جعل المصارعين يتعاركان في الحلبة لأطول فترة ممكنة غير تدخل الحكم ولذلك كان النزاع عنيفا ولم يتورع الطرفان في استخدام وسائل غير مسموح بها من أجل القضاء علي الخصم ، ألتقط محمد طه حجرا من الارض ورمي به عصام الترابي ولكن الاخير تفادي القذيفة وأخرج مسدسه وأطلق منه رصاصة تحذيرية في الهواء ثم أطلق رصاصة ثانية أصابت محمد طه بخدش طفيف في يده اليمني ، ويبدوا أن محمد طه كان لا يعلم أن عصام الترابي مع خبرته في مجال التجارة يملك أيضا خبرة كافية في الرماية والتصويب ، هرع الجيران الي الي مكان الحادث بعد أن سمعوا صوت الرصاص وأمسكوا بيد عصام الترابي وأنتزعوا منه المسدس ، وأما محمد طه فقد هرب الي داخل المكتب وأغلق علي نفسه الباب وصاح بأعلي صوته ليسمع الحاضرين ( خليكم شاهدين أبوه رسلوا عشان يقتلني ) .

فتح الاستاذ / محمد طه بلاغا في مكتب الشرطة أتهم فيه عصام الترابي بتهمة الاعتداء والشروع في القتل ، وبالمقابل قام عصام الترابي برفع دعوي قضائية ضد محمد طه وأتهمه بالكذب واشانة السمعة كما أنه طلب تعويض مالي مقابل سمعته التي مرغها محمد طه في التراب ، أما بخصوص المسدس فقد أثبت عصام الترابي أنه مرخص وهو كرجل أعمال من باب الحيطة عليه حمل المسدس حتي يحمي نفسه من المخاطر ، وسخر من محمد طه وقال ( لماذا أقتله بالمسدس ؟؟ انا قادر علي سحقه بيدي كالذبابة ) ، والترابي وقتها كان علي همة هرم السلطة وكان من الصعب أن تنال الجهات الامنية والقضائية من نجله ، وكحل وسط قام عبد الباسط سبدرات بعمل مصالحة بين عصام الترابي ومحمد طه محمد أحمد ، وطويت صحائف الازمة ولكن لم تطوي صفحة طويلة من الحقد كانت تعتمل في نفس محمد طه علي عصام الترابي .

تطور هذا الحقد الدفين ليشمل الترابي حتي نفسه ، فبعد أول انقلاب علي الترابي في البرلمان وقف محمد طه بشدة مع تيار البشير و قال في الترابي كلاما لم يصدر حتي من أفواه الذين كانوا يعارضونه ، ولكن محمد طه في عدائه مع الترابي كان ينطلق من منطلقات شخصية بحتة لا علاقة لها اطلاقا بالاسباب التي سيقت من أجل أقصاء الترابي من الحياة السياسية .

وبعد رحيل الترابي هدأت الامور وبدأ محمد طه يجني ثمار الطفرة الجديدة ، فوثق علاقاته أكثر فأكثر مع السفارة الايرانية في الخرطوم ، فهو كان في حاجة الي المساندة المالية من أجل أنشاء جريدة يراس شئون تحريرها ، وتمت ولادة شركة الوفاق للنشر المالكة لصحيفة الوفاق ، ويدعي محمد طه الزهد والورع ونظافة اليد ولكننا سوف نتفاجأ اذا علمنا أنه يملك عددا من العقارات يحتاج صحفي مثله الي عمر أبليس من أجل توفير ثمنها ، وأحد هذه العقارات يقع بالقرب من عمارة الضرائب بالخرطوم قدرت قيمته بمبلغ مليون دولار أمريكي ، ولا أحد يعلم شيئا عن حجم الودائع المصرفية أو غيرها من الاموال الثابتة والمنقولة ، ومعظم هذه الاموال مصدرها سفارة ايران في الخرطوم والتي لا تخفي سياستها التبشيرية داخل السودان مستغلة جشع النظام ورموزه الي نيل الأموال .

ولكن قضية محمد طه لم تقف عند هذا الحد ، فالرجل يحس بالفراغ ويحتاج لأزمة جديدة تحرك ساكن الحياة السياسية ، فكان كتاب المقريزي هو قاصمة الظهر ، هذه المرة حاول محمد طه أن يختار شخصية نسبها لم يكن محل جدل وخلاف بين المسلمين وهي شخصية الرسول ( ص ) ، ونظريات المقريزي التي نقلها محمد طه في صحيفته لم تصدر حتي عن عتاولة مشركي مكة وهم أدري الناس بنسب الرسول ( ص ) وأكثر الناس عداوة له ، وابو سفيان أمير قريش فرح عندما علم بزواج النبي ( ص ) من أمنا السيدة / ام حبيبة بني أبي سفيان عليها رضوان الله ، وكان أبو سفيان وقتها مشركا ولكنه أستقبل هذا الخبر بفرحة كبيرة وقال علي طريقة العرب في الجاهلية ( أنه الفحل الذي لا يجدع أنفه ) ، ولكن ما هي الحاجة التي دفعت محمد طه الي هذا التطاول علي النبي؟؟ ولن يقنعني أحد أن السبب هو الحرية الفكرية وذلك لسبب واحد هو أن الانقاذ التي انجبت محمد طه لا تؤمن بحرية الفكر اطلاقا ، ولا يوجد فرق كبير بين من يدنس القرأن الكريم وبين من يدنس الرموز الدينية ، و سلمان رشدي في اياته الشيطانية استوحي أسماء أبطال الرواية من سيرة النبي ( ص ) ولكنه لم يعرض بهم مباشرة كما فعل محمد طه ، ومحمد طه ليس متخصصا في التاريخ الاسلامي أو في أنساب العرب ولذلك ان كل ما يكتبه لن يكون الرد المناسب علي كتاب المقريزي ، ولقد قرأت الردود التي كتبها محمد طه علي المقالات التي نشرتها صحيفته ولكن كل ردوده كانت تسوق لاراء المقريزي ولا تنقضها ولا يمكن أن تسمي ردود علمية لأنها تناولت فقط النقاط التي أغفلها المقريزي اذا حاوره أحد أهل السنن والانساب .

والان سوف تزيد محاكمة محمد طه اثارة وتشويقا لأنه أختار محامي ( لقطة ) وهو الاستاذ / غازي سليمان ، فالاستاذ / غازي سليمان لا يقل اثارة وضجيجا عن موكله السجين محمد طه ، فهو قد نصب نفسه من غير أن يطلب منه حليفا للحركة الشعبية داخل الخرطوم ولكنه يهلل ويكبر لاجندة المؤتمر الوطني ، وهو كمحامي وداعية حقوق انسان يرفض محاكمة قادة مليشيا الجنجويد خارج السودان ، ولكنه لماذا قبل الان أن يترافع عن محمد طه ؟؟ ان السبب هو حب الظهور لأن محمد طه يملك ( جواز أخضر ) أو ما يسميه أهل القانون حصانة (Impunity ) تعفيه من عقوبة الجريمة ، وهناك العفو الرئاسي ولن يبخل المشير البشير في اعطاء واحد لمحمد طه كثمن لمواقفه المؤيدة للنظام ، وذلك يعني أن خدمات الاستاذ/ غازي في غير محلها ونحن نريده عن يترافع عن أهل دارفور وضحايا مجزرة بورتسودان وسوبا وغيرها من الجرائم البشعة التي أرتكبتها شرطة النظام ، ان محمد طه ليس مظلوما ولم يكتب مقالاته تحت بناء علي الضغط أو تحت التعذيب بل كتب بملء ارادته ما يراه صحيحا ومنسجما مع حرية الفكر والصحافة ، ان نشر موضوع بسيط يتعلق بفساد شخصية سياسية يعتبر جريمة ويؤدي لاغلاق مكتب الصحيفة ولكن الاساءة الي النبي ( ص ) تطلب صدور أربعة اعداد من الصحيفة بشكل متوالي من غير أن يستيقظ مقص الرقيب الذي كان حاضرا في السابق ، أنها ليست قضية د.عبد الحي يوسف فقط بل أنها قضية كل المسلمين في العالم ، لقد خرجنا في مظاهرات ضد تدنيس المصحف الشريف والامر كان يتعلق بشبهة أثارتها صحيفة غربية تراجعت الان عن أقوالها فيجب علينا أيضا أن نخرج لندين من أمسكناه ( بالثابتة ) ، لا فرق بين القرأن وبين من أنزل عليه في القدسية وعلو المكانة ، وان كان مكتب الاستاذ/ غازي خاليا من الزبائن فسوف أستطيع أن أمن له عددا من القضايا الحية التي سوف تعيله هو وأسرته طوال حياته الباقية .

ولنا عودة

ساره عيسي

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved