مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قمة طرابلس الأخيرة والحركات المسلحة بقلم د . عمر الهاشمي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/21/2005 9:02 ص

قمة طرابلس الأخيرة والحركات المسلحة

انعقدت القمة السداسية في طرابلس بدلاً من شرم الشيخ لأسباب معلومة لدى الكثير من المحللين هي أن هناك ما يحمل الحركات المسلحة على اتهام مصر بالمحاباة والكيل بمائة مكيال عندما تصبح المشكلة بين جلابة الشمال وأي جزء من أجزاء السودان ، خاصة غرب السودان بشقيه دار فور كردفان. ولكي ينجح منبر ابوجا الذي راهنت القمة على حل المشكلة الدارفورية فيه بدعوتها الأطراف الى الذهاب هناك قبل نهاية شهر مايو الجاري ، على القمة مراعاة الآتي عند تقديمها لتصور الحل حتى لا نضيع اللقاء الثمين في ابو جا :

1 ـ تعريف المشكلة :

ليبيا البلد التي وثق فيها الجميع بحسب الأنباء الواردة من كل صوب عرفت أصل القضية بانها مشكلة قبلية وأهل دار فور عندهم حساسية من هذا التعريف الذي يحجم قضيتهم التي عرفتها الجهات الدولية والاقليمية بأنها سياسية وأمنية تسببت في اكبر كارثة انسانية ، وفي اماكن سمرهم يقولون اذا كانت المشكلة قبيلة لماذا يجتمع الرؤساء والوجهاء لحلها ، بل ويتساءلون متى تحاربت هذه القبائل ، وهل كانت الحروب والخلافات بينها من أجل الكلأ والماء ، بين المزارعين منهم والرعاة كما هو الحال في معظم النزاعات القبلية المحلية والتي لا تخلو أي دولة افريقية من وجود مثل هذه النواعات والخلافات ، أم ترقى مشكلتهم الى مشكلة سياسية أمنية بين المركز الظالم أهلها وبين عموم دار فور ؟

واذا كانت المشكلة قبلية لماذا القذف العشوائي بالطائرات والقنابل ، ومن حرق قرى هذه القبائل أكان الحرق من قبل التمرد أم الحكومة . . وهذا يقودنا الى سؤال من هم الجنجويد ؟ الجنجويد عصابة وليست قبيلة اذ لم نسمع لا في السودان ولا في غيره من بلدان الدنيا قبيلة اسمها الجنجويد حتى يمكن القول بأن لها مشكلة قبلية مع آخرين . الجنجويد هم بحسب اعتراف الحكومة جماعات خلقتها هي من أجل ردع التمرد ، بعد أن أبدى الجيش الرسمي عدم رغبته في تنفيذ أوامر الحكومة القاضية بإبادة المناطق التي ظنت أن التمرد قد نشأ منها خاصة مناطق الفور والزغاوة والمساليت ذات الأصول الأفريقية ، ولأن مشكلة التمرد ليست من منطلقات قبلية فان هناك أعداداً من أبناء القبائل ذات الأصول العربية ضالعون في صميم جيش التمرد وقياداته . .

فالقول بأن المشكلة قبلية بحتة أمر غير مقبول حتى وان أصر المصرون على دمغها بهذه التهمة التي هي فرية الحكومة واكذوبتها التي ورطتها في متاهات تسعى للإنفكاك منها ، وعلى ليبيا الوسيط المحترم الابتعاد عن هذا التعريف الذي لا تقبله أبوجا ولا المتمردون ولا حتى أهالي دار فور وادارته الأهلية حتى وان كالوا المديح لدور ليبيا ، فما يقال شيء وما في الصدور شيء آخر ، وهذه هي السياسة .

2 ـ الإعداد الجيد لأبوجا
قمة طرابلس الأخيرة أوصت بالإسراع في الذهاب الى ابوجا ، هل الذهاب من أجل الذهاب أم من أجل حل القضية ؟ اذا كان الغرض هو الحل فلابد من الاعداد الجيد حتى لا تبقى المسألة رهين شكليات دون المس بالجوهر وبذلك نكسب الحكومة مزيداً من الوقت والمماطلة لقتل القضية . . نقول هذا لأن الأوضاع قد تغيرت كثيراً منذ أبوجا الأخيرة . . . كيف ؟ ان العلاقة التنسيقية بين الحليفين حركة تحرير السودان والعدل والمساواة أصبحت قيد المراجعة بعد أن اصبح للعدل والمساواة قيادتين أحداهما ميدانية تقول انها اقصت القيادة السابقة وبصدد تكوين هيكلية غير متحزبة تنأى بالحركة من أتون الحزبية الضيقة الى آفاق العمل المجرد المخلص لدار فور أولاً ثم للسودان من خلال الارتباط الوثيق بالجماعات المهمشة والتعاون مع الأحزاب باعتبارها بعد قومي لا يمكن تجاهله وليس خدمة لأجندتها التي لا تنتهي على حساب ضحايا دار فور القابعين في العراء دون مأوى . والمجموعة الثانية هي مجموعة القيادة السابقة ، نحن لا نود أن نقول أخطأ هذا أو أصاب ذاك ولكن الخطأ الجسيم الذي أدى الى هذا هو إصرار الدكتور خليل الذي يبدو أنه لا يستطيع الفكاك من حزب المؤتمر الشعبي والدليل على ذلك التشكيلة الأخيرة لمكاتب الحركة ومجموعة المفاوضين والمعاونين كلهم من أعضاء حزبه القديم مما أدى بغير المنتمين الى الحزب وهم الأغلبية بالطبع الى الاتفاق على تنفيذ هذا الانقلاب الذي لا نعتقد أن له علاج في القريب العاجل حيث لا يثق هؤلاء البتة في الترابيين بعد كل ما حدث .

واذا كان الوضع هكذا ، من يمثل الحركة في أبو جا ؟ المجموعة المسيطرة على الميدان والتي نحسب أنها تنشط وبلا شك في الاشتراك في المحادثات ، اذ من المستحيل ان يقبعوا هكذا حراساً لميدان دون قيادة فاعلة . . وهنا يكمن السؤال من هم القادة الرئيسيين للحركة التصحيحية ، خاصة اذا لاحظنا ان الضباط الستون الذين نفذوا قرار الاتاحة بالدكتور خليل هم من الشباب المغمورين قليلي التجربة السياسية ، كيف خطط هؤلاء وكيف تمكنوا من اخفاء السر من الأسلوب المخابراتي االرهيب الذي تمارسه أجهزة حزب المؤتمر على الأعضاء غير المنضوين تحت لوائه ، وكيف يفكرون الآن ، هذه كلها اسئلة لم ولن تر النور الا بعد تشكيلة مؤسسيتهم التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر .

ورغم كل ما قيل عنهم فانهم قد يتمكنون من استقطاب كافة القوى الدار فورية التي همشت من قبل القيادة السابقة ، اما لأسباب حزبية أو قبلية وكذلك اولئك الذين ترددوا في الالتحاق الى عضوية العدل والمساواة لاعتقادهم المسبق بأنها اليد الترابية التي تنتقم من الحكومة وتتاجر بدم أهل دار فور البسطاء ، ويتضح هذا من الأعداد الكبيرة والعناصر الشابة الجديدة التي بدأت تغذي الميدان من الخرطوم ومدن السودان الأخرى خاصة من معسكرات اللاجئين والنازحين ، وكذلك ما يدور في الوسط بأن لا أسف على خروج الترابي من الميدان ، ليبقى ميداناً لأهل دار فور . . .

ولكن هل ينتظر جماعة الترابي دون استخدام الأسلوب القديم ؟ أسلوب شراء الذمم خاصة وان الحزب مستعد للدفع والانتقام من هؤلاء ؟

د . عمر الهاشمي
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved