من كتاب مسرحية عزة
لا ندري كيف نبدأ الحديث عن دولة كانت واحدة من أمهات الأوطان التي شهدت أعظم الحضارات في تاريخ البطولات والإنسانية وكانت باحة خضرة لنشر الديانات السماوية المسيحية والإسلام وقبلها الديانة الفتشية وظلت مسرح فسيح لتلاقح الثقافات وتناسخ الأجيال ماذا نقول عن بلد مثل بلدنا اضحت دون ملامح ولا أقدام تخطو نحو مستقبل مرغوب.
بلد كسيح مقعد متأخر في كل شيء في عالمنا اليوم نرى النجوم تتلألأ في سماء كل الأقطار بينما تنذوي النجوم والأقمار من سمائنا وتصبح كحلاء ظلماء لابد أن في البلد لعنة اصابت كل شي بالعطب.
فنيا افلح العالم التعرف بسرعة على نانسي عجرم وأغنيات عمرو دياب وديانا حداد ورقصات روبي ( الفقس ) عرف العالم هذه المعالم على مستوى واسع حتى في السودان وفي نفس الوقت وحتى الآن لا يعرف العالم عن الفن السوداني غير الفنان الراحل سيد خليفة في غنية المامبو السوداني وأزييكم وحتى هذه قد تختفي عن الأذهان بسبب تضاءل الفن السوداني كله وقزمية الأعلام السوداني كما أختفى عمالقة الفن السوداني على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ/ محمد الأمين,وردي,إبراهيم عوض كابلي بن البادية, عائشة الفلاتية أوزنقار والكثير الأحياء منهم والاموات رحمهم الله.
مقولة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية عام 2005 م جاء هذا الشعار ضعيف كضعف الثقافة العربية المدعى عليها في السودان البلد الذي يعرفه العالم فقط خلال أحداثه التاريخية المفجعة كوارث الفيضانات والمجاعات والحروب الأهلية ولقد أنحصرت فعالياته في ندوات شعرية محدودة ولقاءات أدبية ركيكة جدا لا ترقى بمستوى السودان كدولة يتوفر فيها جميع الثقافات الافريقية والعربية والاسياوية وغيرها وكما هو معلوم السودان ملتقى الثقافات القديمة والحديثة.
قام القائمين على تنفيذ ذلك الشعار بدعوة بعض مثقفي بعض دول عربية يكاد الفرد منهم وهم من يحسبون بأهل الثقافة والعلم لا يعرف عن السودان غير زبدة الفول السوداني ناهيك عن جماهير تلك الدول التي لاتصنف السودان أصلا من الدول العربية على الرغم من أن اللغة الرسمية للسودان هي اللغة العربية والسوأل يطرح نفسه لماذا يقبل السودان أن يتبنى هكذا مشروع والسواد الأعظم من السودانيين يعلم يقيناً أن ألسودان ليست دولة عربية وهي على أرض أفريقية منذ بدء الخليقة و ما يزال الناس يغمض ناظريه عن هويته الإفريقية الأصيلة ؟ ولماذا يحاول قلة من مثقفين تعريب السودان قصراً متجاهلين كل القيم والأعراف ( ينسب الأنسان للأرض التي يعيش فيها لا العكس )
ذلك لا ينفي وجود العرب في إفريقيا ويطلق عليهم عرب أفارقة مثلما يوجد في الجزيرة العربية أفارقة يطلق عليهم أفارقة عرب مثلهم مثل الأفركان أمريكان ولكل إنسان الحق في إختيار الديار التى تصلح لحياته.
في ظل الإنقاذ وفي الوقت الذي يعرف فيه العالم كله من هي الشعوب المتخلفة والكسولة تجرأت أكسل شعوب العالم على أن تطلق على شعب السودان بالوصف إشاعة أن الإنسان السوداني كسلان ولا ندري إلى أي مستند سجل هذا الوصف ضد السودانين أجمالا في أن من السودانيين علماء عالميين في مجالاتهم والشعب السوداني في الغالب شعب فلاح فالمراة كالرجل في العمل يذهب الرجل إلى الزرع مبكراً ثم تتبعه الزوجة بالزاد ويدوم العمل حتى غياب الشمس هذا ديدنهم كل يوم وفي كل موسم عندهم أعمال يأدونها بلا كلل ولا ملل وليس عندنا كسالى ومدينة كسلا اسم بلغة أهل المنطقة له معنى ومدلول الفيض أو الفيضان على الأرض المنخفضة وعلى كل هذا الوصف المشين للإنسان السوداني لهو واصلة مع تداعيات الحال السوداني الأني ولكل إنهيار أثار سالبة ونتوءات مثلما أصاب القرح بداية القرن العشرين وواحد في 11\ سبتمبر عام 2001م عندما فعلها من يطلق عليهم بالأرهابيين اختطفوا طائرات ونفذوا بها عملية انتحارية كبرى أدت إلى هدم برجي التجارة العالمية على روؤس اللالأف من الامريكان في حادثة جريئة جعلت العالم مشدوه وكان رد الفعل أعنف إذ ان تداعيات تلك الحادثة ثورت العالم الغربي ضد الإسلام والعرب وبدأت مخططات الردع بضرب السودان وأفغانستان وإحتلال العراق والإطاحة بالرئيس صدام حسين ويستمر المخطط ويمتد إلى فرض عقوبات على دول وفرض وصايا على شعوب ودول أخرى .
لم يكن إصابة العطب في السودان حصريا على الفن ووصف الإنسان بالكسل بل طال ذلك الكل لذا كان للرياضة نصيب الأسد في التقهقر والتدني المستمر طبعا لم يعد اللاعب كما كان في الماضي عندما كان يلعب الكرة من أجل الكرة كرياضة ومتعة في التنافس الشريف وقتها كان اللاعب ينزل من مكان عمله إلى ملعب الكرة وبيده لفة من صفحات الجريدة بها لبسه ولقد كان مبدع ومحارب جسور في الملعب دون تكلف أو تصنع اللعب من أجل اللعب وليس من أجل الشهرة.
أما الآن اللاعب مرتاح مدلل ومدلع لأنه موصى عليه واللعب بالكرة فلوس ونفوذ ومكانة اجتماعية والكرة مثال لكافة الرياضات الأخرى نعنى أن الرياضة في السودان راحت وناس تعلموا بعض الرياضات على مدربين سودانين يحققون الفوز ويحصلون على الميداليات الذهبية وخشم السودانين ملح بل حتى مسيخ ولما لا فأن الأنسان قد بدأ لتوه يبحث عن نفسه نتيجة لتداعيات الإنهيار الكبير الذي لازم السودان منذ أول عهد الإنقاذ والذي تسبب في أختلال قواعد الدولة وكل البناءات الأساسية لتقوية الدولة بعد أن عجزت المؤسسات السياسية الحزبية التقلدية وغيرها عن أيجاد الحلول لمشكلات الشعب السوداني وفشلت حتى في تأمين الديمقراطية التي هي ملك للشعب مما كان سهل على العسكر ومتعطشي السيادة الانقضاض على الديمقراطية وتفتيتها وحرمان الشعب من التلذذ والاستمتاع بالإنتفاضة بعد أن ذبحت الديمقراطية بمدية العسكر المصدية ومنذ ذلك الحال دارت العجلة إلى الخلف على النحو التي أضحت به الأن وكما هو جملة من الحال السوداني العام ذلك مأ أضعف التنظيمات السياسية الآن وهي تعاني من تفكك وتحلل من جراء منازعات داخلية بين قياداتها ينفلق بعضها ليلتصق بالنظام الحاكم بحجة التوالي بإعتباره هو الجسر الموصل إلى تحقيق الأماني مثل الجسر الذي يربط بين الخرطوم والفتيحاب الجسر الذي يطل على غابة الخرطوم على ضفاف النيل الأبيض ملاذ المجرمين والباعوض والغابة فيها الكثير من الضباع والسباع وبنات آوى تقودهم الثعالب المكارة .
اقتراحنا هو يمكن أن يردم هذا المنخفض بالكامل عن طريق بيعه لأحد الاثرياء أو تضحي الحكومة والاستفادة منه في عمل منتجع سياحي يضاهي منتجع شرم الشيخ بمصر أو حتى كامب دافيد في هذا الجسر الجديد نشطت الحركة وترك جسر أم درمان التاريخي المكسور يترنح في عنق المقرن ولا نعلم ماذا سيتم من شأنه فهو لا شك جسر معمر تحمل أذى ملايين من كفرات السيارات وأقدام البشر فهل يكرم ؟.
تتهاوى الجسور العتيقة تماما مثلما تتفكك التنظيمات السياسية عن بعضها ولكن تشرع كل مجموعة منسلخة في عبور الجسر الذي يظهر أنه جسر متهالك مكسور وتتعدد توجهات بعضها وبين هنا وهناك يضيع أمل الجماهير بلا غداً .
وعلى طول فترة حكم الانقاذ لم تفلح التجمعات السياسية في تفتيت صخرة الانقاذ وذلك أن دل على شي أنما يدل على رخو التجمعات السياسية أي كانت مسمياتها لأنها ببساطة شديدة لم تكن صادقة مع جماهيرها ناهيك أن تكون صادقة مع نفسها.
الفكر السديد هو القياس الحقيقي لحالات الفشل أوالنجاح في صدقية تداول القضايا بكافة اشكالها والراجح في تباين الرؤى لدي تجمعات التنظيمات السياسية أنها سطحية وليست عميقة بعمق المشكلات السودانية التي جذرت المنازعات العقائدية والفكرية وافسدت قواعد الود بين جميع القوى السياسية وبمقارنة بسيطة نستكشف الفكر الوطني العميق عندما كتب أحد نخبة السياسة السودانية في افتتاحية كتاب له عام 1923م عبارة تقول أمة عربية كريمة فنتقده قائد ثورة اللواء الأبيض البطل/ علي عبد اللطيف وطلب منه أن يغير العبارة إلى أمة سودانية كريمة ثم أردف علي عبد اللطيف ؛؛ يجب أن لا تكون الأمة العربية من عرب الشمال فقط ولكن تشمل كل العرب الذين يقطنون على أرض السودان والتاريخ يدون هذا القول ليشهد بأن السودانيين الأصليين لا يحملون حقدا ضد الغير.
التجمعات السياسية فعلت الكثير من أجل الوصول إلى السلطة وعلى الرغم من كل المناورات فشلت تلك التجمعات في استرداد الأمانة ( الديمقراطية التي صنعها الشعب عبر الانتفاضة ) وظلت التجمعات تتكبد الخسائر وتتلقى الهزائم في تنظيماتها مما جعلها الآن غير ذي جدوى إلا أن تعيد البناء من جديد فالذين عبروا الجسر المكسور لم يعودوا وذلك لسبب بسيط أن الجسر لم يعد يتحمل اثقال أوزارهم وقد ينهار في أي لحظة وهم على وسط ظهره وعندها تكون الكارثة أسوأ من تسونامي.
ظرف الحال هو محنة السودان كله ومؤسساته المنهارة وزارات اسمية ورموز وظيفية مشغولة باتباع النظام رواتب وحوافز وقروض تمنح لذي القوة والأغنياء ويحرم منها الفقراء والمساكين يموتون قهراْ من الظلم والحيف وجوعا من العوز والحاجة.
الإنسان السوداني يجهل تماما معنى أن تكون له حقوق يتمتع بها توازي واجباته نحو بلده مثله مثل كل الشعوب الحرة على وجه البسيطة ولكن الفوضى السلطوية والسياسة الخبيثة سلبت الشعب كل ممتلكاته ومؤسساته الدستورية والتنفذية والأمنية والخدمية وباعتها لأتباعها حبر على ورق باسم الخصخصة بفواتير مؤجلة الدفع إلى أجل غير مسمى ولم يحصل الشعب على مثقال ذرة من نصيبه شيئا لم يرث الشعب السوداني عبر تاريخه الطويل إلا البؤس والشقاء.
حق المواطن في العلاج
المنظمات الخيرية الدولية بالأخص الأوربية منها تجوب أفريقيا وتتواجد حيث يتواجد الإنسان في الأدغال وأعالي الجبال والوديان وفي اصعب الظروف المناخية والبيئية يتحرك الخواجة أو الخواجية لتقديم يد العون والمساعدة من أجل الإنسان والإنسانية من علاج وتطعيم ضد الأوبئة والأمراض وتعليم الناس لنشلهم من براسن الجهل والتخلف إلى نور العقل والعلم ولقد شمل ذلك التحرك الإنساني أجزاء كثيرة من ربوع سوداننا الحبيب ولكن بعض الناس ظل ينعتها ويصفها بأنها منظمات تبشيرية تدعمها هيئات صليبية تعنى بشئون الكنيسة ولقد عملت تلك العناصر المعارضة على تعويق وعرقلة عمل تلك المنظمات الطوعية بكل ما أوتيت من قوة وسلطان لدرجة أن بعض التجار يستولون على مخزونات تلك المنظمات بطرق غير شرعية وتحويل موادها إلى السوق للأتجار بها ومن تلك المواد الحليب والمعلبات من المواد الغذائية والبطاطين وبعض المعدات وهذا لا يعني بالضرورة تجارة بيع وشراء بقدر ما هو عملية تخريب وتقويض لمسيرة العمل الخيري ومنع الأمنتفاع به( إغاثة الامم المتحدة بمئات الألاف من الدولارات يستولى عليها مجانا معدومي الضمير والإنسانية وطرحها في الآسواق بأسعار تصعب حتى على ذلك الفقير أن يشتريها ).
وفي نفس الوقت يوجد الكثرين من الأثرياء السودانين الذين جمعوا المال على حساب هذا الشعب ولكن لا يوجد منهم رجل واحد له نخوة ومرؤة ليقدم خدمة لشعبه في بناء مدرسة أو مشفى أو أقامة مسجد للمسلمين في تلك الأماكن التي هي في أمس الحاجة لأبسط الخدمات الإنسانية على سبيل الزكاة التي يتم جمعها في الخرطوم لدعم الأغنياء وحرمان الفقراء منها والمحتاجين لها.
وبالطبع توجد هناك سياسات رسمية تعمل على منع وصول الخدمات والمساعدات لأولئك المحتاجين والأسباب واضحة لكل ذي فؤاد لبيب وابرزها هو الأبقاء على هؤلاء الناس على أسوأ حالاتهم وجعلهم يلعنون الساعة التي هم بها بل والأدهى أن الكثير من تجار الدولة وأغنيائها يذهبون إلى مناطق هؤلاء الناس مثلا في مناطق جبال النوبة ودار فور وجنوب النيل الأزرق لشراء المحاصيل الزراعية وترحيلها إلى الخرطوم حيث الأتجار ( التصدير ) بها إلى خارج السودان وحرمان المواطنين منها والدولة تعلم بكل ذلك ولكنها تغض الطرف بل هي سياسة مقصودة في غالب الحال من أجل تجويع أهالي تلك المناطق وتشريدهم.
وفي الخرطوم كمثال لكافة مدن السودان وفي ظل الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب أصبح المريض من الشعب السوداني يموت دون علاج لأنه لا يستطيع تسديد فاتورة العلاج إذ أن أقل سعر لعملية خلع سن أو ضرس مسوس في أحدى المستشفيات تساوي أضعاف راتبه لسنين عدة وهو مبلغ مئات الدينارات وبعض المرضى عندما يراجع المستشفي فيعلم بتكاليف العلاج يفضل الموت عن العلاج حتى لا يستنفد كل قوت أبنائه وتفاديا لمقولة ( موت وخراب ديار ) وطالما روجت الحكومة كذبا برنامج محاربة الفقر الذي يبدو هو استهلاك سياسي وخطب عاطفية يمنى بها الفقير في زمن أختفت فيه أهم القيم الإنسانية التي تدعو الناس للتراحم ( التكافل الاجتماعي ) وكل ما أزاعته الحكومة بخصوص رفع المعناة عن كاهل الشعب السوداني ومحاربة الفقر ( كلمة حق أريد بها باطل ) ما كان ذلك إلا تكريث وتعميق الفجوة بين أتباعها والمحتاجين من كافة شرائح الشعب السوداني ولقد يسرت الحكومة لأتباعها سبل الثراء السريع وامتلاك المال وطحن الفقراء على يد الأقطاعيين والاغنياء.
الحكمة ( الأطباء ) هم ارحم الناس بالناس واكثرهم رأفة وهم أحدى أهم أركان الأمن القومي الروحي والنفسي والوقائي وعن طريقهم بإذن الله تصح الأبدان وتسلم العقول وتنعم الدولة بالنشء السليم الذي يحمل لواء المستقبل المشرق .
وفي ظرف الحال السوداني يعجز اللسان عن وصفه ( الطبيب ) لا وجود للرحمة لدي أطباء الجيل المادي نزعت من قلوبهم الرحمة والإنسانية وتشربت بحب جمع المال فقط وهو الهدف ومالهم يرحموا الإنسان ولقد سطى على مؤسساته الصحية عصابة مسلحة بالسلطة والمدافع ويا ليت شعري أن أولئك الأطباء وملائكة الرحمة كما يقال هم بالفعل أطباء وممرضات على مستوى من الخبرة والكفاة وكم مريض مات بيدي الطبيب وليس من علة المرض نضيف على محنة السودان كارثة طبية ومهنية وصحية عامة ويرجع الأمر للمورد ( الجامعات والمعاهد ) الذي لم يجود صنيعه وصدر للمستشفيات قطيع من الجزارين وكانهم ذاهبون إلى السلخانة لذبح العجول.
أشيع بأن عدد ليس بقليل حصلوا على شهادات جامعية في مهن طبية عن طريق التزوير أو الخطأ المتعمد ( كارثة ) لذا يخاف المريض ان يخضع للعلاج تحت يد طبيب يقل عمره عن الخمسين عام.
والعملية التعلمية في السودان قد أنتهت تماما من مرحلة الإبتدائية إلى كل الجامعات المتشرة في السودان وعلي ذلك لابد من مراجعة ومعالجات جادة لتقويم مستوى المتخرج أو المتدرب السوداني حتى يسهم في بناء وطنه بخبرة صحيحة وفعالة ( جامعات منتشرة في كل أقاليم السودان ولا يتوفر أخصائي حتى لو مقابل لكل مليون أخصائي واحد ) كارثة في شعارات ثورة الإنقاذ.
من الطبيب إلى الممرض أوالممرضة ( ملائكة الرحمة ) مهنة الطب كانت مهنة شرف وإخلاص وأمانة ولكن على الرغم من أن لهم رواتب يقبضونها نهاية كل شهر فهم لا يقومون بعملهم فيترك الأمر كله للممارض حتى أعطاء الحقن وفي كثير من الحالات الشائعة في المستشفيات أن الممرض لا يمارض المريض إلا أن يقوم أهل المريض بدفع مبلغ مجزي للممرض ثم يقوم الممرض بإعطاء الحقنة للمريض أو الجرعة الدوائية ويمكن أن تعطى حقنة الوريد خطأ أوالجرعة الدوائية على سبيل التخلص من الواجب ومثلا ذلك أن شخص مريض وقع في الشارع وجب إسعافه إلى أقرب مستشفى سرعان ما يتجمع حوله لفيف من الكرام وتتعالى الأصوات يا جماعة احملوه على الأكتاف إلى المستشفى أو أوقفوا أي سيارة نأخذه إلى المستشفى الجميع يحمل الموبايل ولكن لأنه لا يوجد في البلد مركز أو مستشفى مجهز لمثل تلك الحالات الطارئة لا يحاول أي من الحضور لمس جهاز جواله وأي مريض يجب أن يذهب إلى المستشفى محمول على أكتاف ذويه أوعلى حسابه وقد يصل المستشفى قبل مفارقته للحياة بوقت قليل لعدم وجود أي نوع من أنواع الإستقبال والرعاية الصحية الأولية التي من المفترض أن تتوافر في الأحياء وحتى الشعبية الصحافات وجبرة وأركويت وامبدا والحاج يوسف والثورات والموردة ولكن ماذا نقول هذه مراكز أسعاف للطواريء ما بالك في وصول سيارات المطافي إلى مكان الحريق بعد أن تلتهم النيران كل شيء وتحوله إلى رماد وقد تأتي سيارات المطافي في وقت يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن لا يتوفر مصادر المياه وبعد أنتهاء الماء المخزن في بطن السيارة يقف رجال المطافي في وضع محرج مع المتفرجين0
عندما يدخل المريض إلى المستشفى راجلا أو محمولا وليس هناك حتى نقالة ولو وجدت النقالة لازم بفلوس يدفعها أهل المريض أجرة ويحملوا هم مريضهم ولو لم يجدوا نقالة طرحوا مريضهم أرضا على قذارات المراجعين من المرضى البصاق وتفاف الصعوت واللعاب الدامي وبقايا أسهال أو طراش المستفرغين ذلك المريض الذي لا يقوى على الجلوس ولم يجد إنسان يسانده حتى يفحصه الطبيب وقد يجد له سرير أو لا يجد المهم كيف يشهر مرضه على سبيل ( عملنا العلينا والباقي على الله ) وعند العلاج يأتي الممرض لتنفيذ أوامر الطبيب وبيده حقنة وهو يرسم نفسه أمام أهل المريض وكأنه الطبيب نفسه فيقول لهم افسحوا المجال عشان أعطي المريض حقنة يطلب من أهل المريض المساعدة أمسكوا يده ويمسك الممرض الحقنة بيديه وهي ترتجف فيصوبها نحو عضد المريض وما أن يغرس الأبرة في جسم المريض نرى الأبرة تخترق جلد المريض وتخرج مرة أخرى وكأن الممرض يخيط المريض فتصرخ زوجة المريض أو أخته أو قريبه يا دكتور الأبرة خرجت من قدام والدواء ادفق وهنا يستدرك الممرض خطيئته فيقول للمريض لا ترجف خليك ثابت خائف من شنو دي حقنة صغيرة وبس وهو بذلك يبريء نفسه أمام الناس ويحاول أن يخفي فشله وعدم أتقانه لما يحمل به شهادات.
هذه الممارسات مشينة ومخجلة بحق دولة أخرجت عمالقة في مجال الطب مثل البروف النذير دفع الله وأطباء أفزاز في جميع التخصصات وأساتذة جامعات بارزين في شتى أنحاء العالم ولكن أصبح الخلل المهني مريع وأخطاء العمليات الجراحية وحتى البسيطة منها مثل أستئصال الزائدة أو اللوز أو الولادة القيصرية تودي بحياة المرضى بدون أدنى مسؤلية أو مساءلة على الرغم من أن المريض يدفع مبلغ من المال ليدخل المستشفى فيقع المريض فريسة الجهل المهني وغول الأبتزاز المادي وهذا شيء مشروع في إدارة المستشفيات في كافة مدن السودان وإذا كان المريض فقير وليس له أهل أقوياء ودخل أحد المستشفيات طلبا للعلاج عليه أن يخرج منها قبل أن يقتل على أيدي طلبة العلم ومختبرات التجارب وإذا تأوه هذا المريض من شدة الألم فياويله من زجر الممرض ويمكن أن يقوم الطبيب نفسه بنهره اسكت أنت لازم تصمد وتتحمل.
كيف لهذا المسكين أن يتحمل وهو لا يتعاطى أي نوع من العلاج فقد يعطى بعض المهدئات وعلى نفقته أن أمكن ذلك لغرض اجراء التجارب عليه دون علمه بذلك مثله مثل الفئران وحيوانات التجارب وأن من حيوانات التجارب ما يحافظ عليها وتعطى العناية اللائقة من قبل مستخدميها بل نشهد أن الحيوان الذي يموت بعد التجارب يطبق عليه ( إكرام الميت دفنه ) إلا أن جثة الإنسان رخيصة وغالبا ما تجرجر إلى المشرحة وتقطع أطرافها أو تستخرج بعض أعضائه السليمة مثل الكلى وغيرها ثم تعبأ بقية الأجزاء في شوال أو أي كيس وإلى حفرة أو يمكن محرقة.
ومن المناظر المذرية في مستشفى الشعب بالخرطوم يتناوب المرضى على الأسرة للنوم وأحياناً يتزاحم على السرير أثنان من حملة أمراض مختلفة مريض الدرن بالسل يمكن أن يزامل مريض بالسكري في سرير واحد والطامة الكبرى يفتح عنبر الرجال على عنبر النساء ولا نريد الخوض في الحديث عن فوضى الممرضين والممارضين لأن ليس هناك حرية رأي ولكن للممرضين ورجال أمن المستشفيات جولات ليلية يقومون بها بحجة تفقد العنابر والمرضى ويتم خلال تلك الجولة أحداث سرقة وسلب للممارضين ومرضاهم محافظ النقود للنساء والرجال الساعات اليدوية حتى العمم والطواقي وثياب النساء والملايات الخاصة بالمرضى.
في معظم الأحوال ولدى السواد الأعظم من الناس العلاج البلدي بالأعشاب والدهون والعسل أنجح وأفيد للغلابة أو يواجه الموت البطيئ متأثر بمرضه بالله أين تذهب الضرائب والرسوم وكل المحصلات المالية التى تجمعها أجهزة الدولة في كل حفرة على أرض السودان وفي كل سفارة من سفارات السودان في الخارج وأموال كثيرة تجمع بدون سندات قبض وبنود تحصيل المال بطرق غير شرعية مخالفة لكل معايير النظام الحسابي تحت مسمى أخرى ( أكل أموال الناس بالباطل ).
خراب سوبا القلابات
وقلنا في سوبا شعرا
سوبة مرتان والف مرة لا تراجع ولا استلام ولا توبة
الهدم والتخريب لا يفني من التاريخ شعلة اوقدها النوبة
أنى لك ساعة أن تقيمي بأسم حق في وطن شيدته أكذوبة؟
عروس الجزيرة التاريخ يحكي أبنائك شيدوا بالذهب راكوبة
وجرحك جرح الزمان الذي مازال يدمي ويؤلم أمراء طيبة
قاتلوك هم ذات الذي يريد طمسك من السودان جبال النوبة
هيهات ما سالت دماء الطهر على ارضها إلا زنج ونوبة
سوبة مرتان والف مرة لن يلين عزم الرجال في آيار وطوبة
من يسأل عن الشعب السوداني ولقد هيئت الحكومة لنفسها نظم وقوانين تسوق بها سياساتها القمعية وممارساتها ضد الإنسانية دعمت النعرات العنصرية بين أبناء الوطن الواحد وأججت الحروب في كل أركان الوطن صنعت لها آليات البطش والتنكيل وانكرت على الأخرين نعمة العيش بسلام ومرحلت برامجها من المراحيل ثم المليشيات المنظمة تحت قيادة القوات المسلحة السودانية وكلها في تشكيلات عنصرية مكونة من عرب المسيرية والرزيقات وأولاد حميد وبطون الأخرى من العرب وغيرهم ومن الوافدين إلى وسط السودان ( منطقة جبال النوبة ) وأخيرا تلونت التشكيلات إلى الجنجويد حيث الفوضى والغوغائية نسأل الله السلامة.
من يسأل عن الشعب المكلوم المسفوح دمه لقد اغتصبت حقوقه كلها وأكبر ضحايا هذا النظام أهل اطراف البلد أي المهمشين لم يستطيعوا أن يحصلوا على أراض سكنية بصفة مشروعة عن طريق الخطط السكنية مما تسبب ذلك في أقامة مدن عشوائية حول العاصمة المثلثة وحدثت فيها العديد من الجرائم ضد الإنسانية.
ومثل ما توجد قوات الجنجويد في دار فور كذلك توجد قيادات الجنجويد في الخرطوم ومنها تصدر الأرهاب إلى كافة أنحاء السودان وفي سباقهم مع الزمن من أجل السيطرة والاستحواز وكانت الجريمة العظمى خراب سوبا للمرة الثانية ( مملكة سوبا على يد السناريين ) وسوبا في حجم مدينة كبيرة مترامية الأطراف بمساكن عشوائية ( الطين والأعشاب بعض القضبان ) جنوب الخرطوم يسكنها عدد هائل دعنا نقول مواطنين وقد يكون فيهم مستوطنين على غرار المستوطنين اليهود في فلسطين ( الأخوة الأفارقة والعرب من الدول المجاورة للسودان )
المهم في أوائل العام 2004م أن عصابة من أتباع النظام قاموا بدك سوبا على روؤس الساكنين في فصل الشتاء القارص كان يعيش الناس في سوبا حياتهم البسيطة يشربون من مياه الأبار التي حفرتها لهم بعض المنظمات الأجنبية لا الحكومة السودانية وللحمير حياة مفعمة بالنشاط ودور كبير في مشاركة الإنسان ظروفه الصعبة وهو يستخدم كناقل للماء وكوسيلة مواصلات تجوب جميع شوارع سوبا والمدن المجاورة مايو عد حسين والسلمى وحي الرحمن في جميع الظروف المناخية والحمار هو الحمار مثله في زقلونة وأمبدا والكثير من مدن أطراف العاصمة السودانية يستخدم لمصلحة الإنسان ولكنه يقع ضحية ابتزاز من قبل سلطة المحليات حيث يقوم مجموعة من الناس الانتهازيين لإستغلال ظرف الناس وتبدأ عملية الأبتزاز بتوقيف الحمار عن العمل وحجزه في الزريبة مع العجلات وعربات الكارو فيقوم صاحب الحمار بدفع مبلغ من المال للسلطات لكي يتم الإفراج عن الحمار وإلا يتم مصادرته وليست هناك اسباب واضحة لدي سلطات المحلية لحجز الحمار ولكن السبب الرئيسي هو جمع المال بشتى الطرق ( كما يقال المال السائب يعلم السرقة ) والحمار هو مصدر رزق للكثيرين وإذا اردت أن تعرف التفاصيل عليك بزيارة إدارة المحليات بأطراف العاصمة والمدن.
وكنقلة نوعية في تطور وسائل المواصلات ظهرت الرقشة تزاحم الحمار إلا أن الرقشة لا تستطيع مسايرة جميع الظروف .
قامت تلك العصابة المجرمة بأحضار آلياتها الهدامة وبدأوا بهدم البيوت على الناس بدون رحمة وذلك قبل أن يتم تأمين مساكن بديلة أو أراض أو حتى مخيمات لاجئين بل أن بعض السكان أجبروا للعيش داخل زريبة سلك شائك قاموا بتسميته سجن أبو غريب تشبيها لمآساته وبعضهم يطلق عليه قوانتنامو وبهذا تفرق السكان في الفكر والمقام والأحبة عن أعزائهم وكل يتألم بأوجاعه البرد قارص وشيوخ في سن الشيخوخة أجسادهم لا تقوى على ضراوة البرد فهم في اشد الحاجة للدفء ولكن هيهات تركوا في العراء هم وأطفال رضع الأم الحنون تدس أنف مولودها في صدرها وتستقبل بظهرها ضراوة البرد بينما ناظريها تتسلل عبر ثغرات الراكوبة لترغب حركة المارة عسى وعله أحد الأقرباء أت ليسأل عنهم والجدة العجوز تحاول أن تفرد أصابعها التي طويت من البرد وهي تفرك كفيها وتنفخ فيهما وقد بدأت تجاعيد وجهها كالبركة الجافة من الماء في زمن الصيف ويحكي وجهها تواريخ الماضي يضاف إليه محن الحاضر.
المدينة مهدمة تماما وأختفت ملامحها والحدود وإذا ذهب المرء لزيارة أقربائه فيها لا يستطيع أن يتعرف على مكانهم ولكن أحيانا يستشعر المرء بالفطرة البايلوجية مكان أقربائه الذي قد زاره مرة من المرات فيقف وينادي يا فلان يا جماعة وعندها يمكن أن يراه أقربائه فيأتوا إليه.
حتى المساجد والكنائس أصيبت بتصدع هدمت أجزاء منها على الرغم من أن المجرمين تحاشوا هدم دور العبادة ظنا منهم أنهم بذلك يسترضون الله في حين أنهم لم يتركوا لعباد الله مسكن يستروا فيه عوراتهم واجسادهم العارية من أي إله يخاف هؤلاء ؟0 وقد تركوالمدينة وكأنما بلد أصابه زلزال بقوة 8 درجات على قياس رختر فتركته مستوي على الأرض طبعا في حالة الخراب ودمار سوبا ليس بأقل من خراب الزلزال الذي ضرب مدن أيران عام 2004م على الرغم من ذلك كله ظل الناس على أمل بأن حالهم سيتحسن ظلوا قابعين تحت رواكيبهم العشبية الرجال ومعظمهم من العساكر وعمال في بعض مؤسسات الدولة عند فجر كل يوم يتسابقون إلى مركبات مختلفة منها باصات قديمة ومنها حافلات مخالفة لخطة سيرها لتنقلهم إلى قلب العاصمة الخرطوم حيث توجد أعمالهم والنساء يمكثن في الرواكيب التي هي البديل عن المنزل وقد تكون للأسرة بأكملها راكوبة واحدة منها السكن والمطبخ والحمام ويمكن قضاء الحاجة في حفرة واحدة مجاورة للانقاض يستخدمها عدد من الأسر المنكوبة وبعض الناس يصبر حتى حلول الليل ليذهب لقضاء حاجته خارج منطقة الأنقاض في الهواء الطلق وبعيدا عن الناس.
لفداحة الجرائم التي ترتكبها حكومة الإنقاذ ضد شعبها انتشرت الأخبار عن خراب سوبا بين الدول وعلى نفس منوال التدويل ولكم نعلم ضلوع الحكومة في صنع الذرائع التي تستجلب للسودان الوصايا والعناية من الخارج وتستغلها الدول المتربصة بالشأن السوداني لهذه الأسباب زار المنطقة عدد من المنظمات الدولية التي تعنى بالشئون الإنسانية واصيبوا بالدهشة تسأل بعضهم هل كان هناك زلزال ولكن كانت الأجابة جاهزة على شفاه المرافقين من الطغمة السودانية لا لا دول ناس نازحين بهذا الوصف يظن المسئولين السودانين أن العالم يمكن ان يصدق بهلونية السياسة المفضوحة والأكاذيب فهم ليسوا أي العالم أغبياء لدرجة الموافقة على ذلك الوصف المشين بحق الإنسان السوداني، واصلت المنظمات تعاطفها مع أهل سوبا وشرعت في تقديم مساعدات إنسانية على رغم من تدخل السلطات لمنع حدوث مثل هذا العمل الخير ولكن وبعد طول جدال ومجابدة وصلت المنظمات سعيها واستطاعت أن تقدم لسكان سوبا المنكوبة إغاثة عبارة عن بطاطين وذلك بعد أنقضاء فصل الشتاء وجاء الحر جاءت البطاطين في الصيف بدلا من المكيفات ولو حتى صحراوية تعمل بالطاقة الشمسية0
وأن الخريف قادم حيث الأمطار والأعصاير والمياه الراكدة التي قد تذيب بقايا الأنقاض عنده يعيش الناس في بركة من طين .
عند الليل يعم الظلام إلا من مسارج موقدة يصبح ضؤها في هذه الحال أقوى من النيون وكذا اللمبات التي يرى نورها بين زواية الأنقاض من موقدات المناقد بائعات الشاهي والقهوة والطعام وهن من ثلاثة أنواع من الفقراء والمحتاجين.
الأولى امرأة تفعل ذلك لمساعدة زوجها لأن راتبه ضعيف أو ليس له عمل مستقر وراتب ثابت .
الثانية امرأة مطلقة أو هجرها زوجها وأختفى أو ذهب زوجها للجهاد ولم يعد وقد مات شهيد حسبما يقولون ولكن من المفترض أن السلطة في الدولة تفد مجموعة من اتباعها لتعزية أهل الشهيد مع تقديم بعض الهدايا الترضائية شوال سكر وكراتين الشاهي وعلب البسكوت لفرحة الأطفال ولكن سرعان ما تنتهي العلاقات بين اسرة الشهيد والحكومة التي ارسلت رب الأسرة أو أبنها وعائلها الوحيد إلى محرقة الجنوب ومن هنا تبدأ تعاسة الأرامل وييتم الأبناء وبالتاكيد أن الحكومة لا تفد اتباعها لكثير من ذوي الشهداء وأكثر الضحايا هم أولاد السودان الأصلين الذين يعيشون على هامش الحياة في بلادهم ولم يشهدوا فائدة من عرس الزين عفوا نقصد عرس الشهيد وهو سيناريو مفتعل من الحكومة لإضفاء الشرعية الجنائية لحوادث القتل في الحروب الأهلية السودانية تحت غطاء الجهاد .
الثالثة امرأة هي عجوز ليس لها عائل فهي تشترك مع موقدات المناقد في العمل لطلب الرزق الحلال وهناك أيضا بائعات التسالي والفول المدمس السوداني ( السوداني المحمص ) لتجني بعض حفنة من الدينارات تسد به رمق جوعها .
وحتى هذا الفئة من المسترزقين لم يسلموا من بطش سلطات المحليات والابتزاز المقذذ .
وبين هذه وتلك بائعات الشهوة واللذة يجلسن بعيد عن أنظار الناس ويبقين فوانيسهن مضيئة لتصتاد الفراش الهائم وطالبي لحظات السعادة الرخيصة في أنصاف اليالي بمبلغ من المال واتفاق ثم موعد لو توفر المكان أو عبر وسيط طرف له صلة بعمليات بيع لحوم البشر البارد منها ( العازبات فوق 30سنة ) والدافيء ( الفتيات في سن الربيع ) وتبقى عمليات الرصد والترصد من أنصاف اليالي حتى بسوق الفجر وحتى يصبح الفحم رماد ويبرد المنقد تماما والمصيبة أن الحاجة أم الاختراع كما يقولون ولكن أن البنات في سن المراهقة ليس لديهن خبرة بالكثير من أمور الحياة وخصوصا في مجال الثقافة الجنسية ولا سيما أن الجهل يسيطر على السواد الأعظم من أفراد تلك المجتمعات التى تسكن أطراف المدن والعواصم حيث لا تستطيع الفتاة المراهقة أن تقي نفسها شر الوقوع في الحمل سفاحا ويا ما حدثت بلاوي مفجعة وكوارث عائلية أدت إلى تفكيك الأسر في بعض الأحيان وبعضها فصلت البنت المغدور بها عن اسرتها بسبب الهرب والفرار إلى ملاذ أمن من بطش الآب والأخ الذي قد يثور من أجل عرضه وهنا يمكن أن يشهر السلاح بأنواعه وأقلها السكاكين والكزالك وقد يقتل أو يقتل أو حتى الولد الذي هو من أسرة محافظة قد يفقد أسرته إذا وقع في تلك الخطيئة ولكن بعض من الناس يتعامل مع أحداث كهذه بتساهل لدرجة أن البنت تفقد حقوقها والمولود يعيش بدون آب وأحياناً لا يعرف له آب ابداً.
والتساهل ناتج من عدم وجود رادع لطرفي الجريمة وفي معظم الأحيان الشاب لا يبالي لأنه لم يجد أن أحد ممن سبقه في ذات المجال الفعل أودين أو نال جزائه من أي نوع لذلك تصبح الأمور عادية لطالما لا يوجد عقاب يردع الجاني.
هنا وقفة أن السودان كدولة لا توجد بها مؤسسات دستورية فعالة توضح فيها مطالب كل الناس حتى الإنسان البسيط وهي في الأساس مكونات حقوقية تنظم حياة الناس بدون فوارق أو تمييز، يجب أن تحققها الأجهزة المعنية بإدارة الشئون المدنية وتحقيق العدل بين المواطنين بإعطاء كل ذي حق حقه ومعاقبة المجرمين أي كانت مراتبهم ومكانتهم الأجتماعية فلابد من إشاعة دوائر الحقوق وتبصير الناس بها وتعليمهم كيفية المرافعة والمدافعة عن حقوقهم حتى لا يعجز الغالبية العظمى من الناس عن الحصول على حقوقهم المشروعة بسبب الجهل أو الحجب العلمي المقصود من قبل الأجهزة العليا في الدولة .
وهناك نماذج فاضحة مثلا الطفل الفاتح اللون ( الأبيض ) ذي الشعر الناعم المسترسل الذي تحمله سمراء بنت الثمانية عشر أو العشرين على جنبها فهو بالكاد أبن صاحب زريبة الفحم أو منجد المراتب ومصلح السراير أو يمكن أن يكون صاحب الدكان أو أي متجر في السوق المحلي في هذه الحالة يستغل التاجر ظروف الأخرين والجميل ضعف النساء وكل ذلك يتم بصفة الممارسات السيئة على مجتمعات الأطراف في غياب العدالة وحكم القانون في كل دول العالم يوجد الفساد على مستويات وفي الغالب توجد له كوابح ولكن في الظروف السودان حيث يتسم الشعب السوداني بالتسامح فأن الفوضى أكثر استفحالا ونفاقم .
لا أحد يحب الفساد والتفسخ ولكن كل ما تختفت العدالة عن موطنها توطنت الفوضى والوباء الذي يصيب المجتمعات البسيطة ليس وباء مرضي أنما وباء أخلاقي نتيجة للجهل المركب وتعمد الدولة على جهل حقوقهم وكذلك جهل الناس أنفسهم عن طرق البحث عن الحقوق وعلى كل إذا ضاقت الغرفة بالنزلاء لابد أن تنبعث منها رأئحة كريهة.
فرح العروس
وعلى الرغم من قساوة الظروف إلا أن الناس في سوبا يفرحون وبين الأنقاض تفرح النفوس ويرقص الجميع على أنغام الموسيقى أي كان نوعها و يقيم الناس حفلات الزواج والطهور والعديد من المناسبات لبث الفرحة والسرور في نفوس الأخرين تنتشر المناسبات كل نهايةالأسبوع . عرس الزين سمعنا عن وجود حفل عرس في ليلة الخميس جهزنا مشاعرنا لحضور هذه المناسبة السعيدة بين الأتقاض.
كان العريس لا يستطيع الأنتظار حتى يحصل أهل العروس على قطعة أرض بدل فاقد أو يجدوا المسكن المناسب والمهم كان الرجل أي العريس لا يريد أن يضييع وقته في الأنتظار فعزم ان يتزوج بمحبوبته ويسكن معها حتى ولو تحت ظل شجرة في الوقت الذي يصعب المرء أن يجد شجرة ظليلة في الخرطوم بعد أن فرضت معتمدية العاصمة المثلثة ضريبة على كل شجرة وعلى المحليات جمع الضرائب من المواطنين الذين يزرعون الأشجار كزينة أمام منازلهم,
العريس مصمم وفي الليل بدأ الشباب من الجنسين أعمال الكوافير والتجميل والمثير في أعمال الكوافير هذه أن الفتيات يدهن شعرهن بالزويت وبعضهم يرغبن أن يجعلن لهن قصة من الشعر تنسدل على وجههن شبيهة بقصة بنت العرب في الرياض أو المنشية والعمارات، أو بطلات المسلسلات العربية على الشاشة الفضية فيقمن باستخدام الاستشوار في فرد تلك الخصلة من الشعر المجعد فيحترق وتنبعث منه رائحة الشياط أي الحريق ذلك التقليد الأعمى طلبا في جمال الغير وهربا من جمالك الأصلي سمعنا صوت المايكريفونات وتعلوا موسيقى صاخبة يصحبها غبار منبعث نراه عن بعد مع الضوء كلما حجبنا عن مكان العرس بقايا سور منكسر وصلنا مكان الفرح حيث الهجيج لا فرق بين هي وهو الغبار يتطاير ثم يعود على روؤس المحتفلين ( مفقسين ومفقسات ) داخل الميدان تفحصنا الجمع وقع نظرنا على العروسان كان فتاة في سن 16- 17 سنة من عمرها زواج مبكر لأن الناس البسطاء يهمهم الستر لبناتهم والعريس نحو الثلاثين من العمر رجل راشد يعتمد عليه في إدارة أسرة وفجأة صمت الموسيقى ذهبنا نحو العريسين العريس أسود لون السوداني الأصيل والعروس يبدوا على لون وجهها بياض شاحب مديت كفي صافحت العريس مبروك بيت مال وعيال غيرت أتجاه يدي مديت كفي نحو العروس ولكن الغريبة وجدت في حضن كفي يد سوداء انتابني شعور غريب بادر ذهني في تذكر القصة المرعبة التي تحكي أن رجل كان يمشي في أطراف بلدته في أول الليل وصدفة وجد امرأة جميلة تقف أمامه مدت يدها فمد الرجل يده يصافحها وبدأت عيونه تتفحص جمال المرأة ولكن عندما نظر إلى الأسفل ليرى رجليها وأذا بأقدامها حوافر معزة ففزع الرجل وهرع إلى داخل البلدة ولكن دون أن يدرك وجد مرأة أخرى فاستوقفته قائلة له ما بك يا رجل مالك خائف ومفزوع فقال لها الرجل لقد كنت امشي في الجانب الأخر من البلدة فوجدت امرأة وسلمت عليها ولكن وجدت رجليها حوافر معزة فقالت له المرأة وهي ترفع سترها لتكشف عن أقدامها قائلة له هكذا فنظر الرجل وإذا بها نفس الأقدام التي هي حوافر معزة على سيقان المرأة ففر الرجل بكل قوة ولا ندري أين ذهب ومن ساعتها لا يعرف الناس مكان ذلك الرجل وبالنسبة للعروس التي بارك لها زواجها كان كفها في باطن يدي ولقد جعلتها الكريمات ناعمة تماما كالحرير ولكنها سوداء في البد ظننت أن الكف السوداء التي امسكتها هي لأحدى الفتيات اللائي يجلسن بجوار العروس ثم بعد أن شدت العروس يدي قأئلة هذا أنا أيقنت أنها هي فعزفت في داخلي موسيقى الماضي فتذكرت زمان كان يوجد كريم يطلق عليه أسم أمبي يستخدمه البنات على وجههن ليجعل وجه البنت أبيض وذلك في محاولة للهرب من اللون الأسود الذي هو لون أسم البلد ( السودان ) هكذا الحال العروس متأثرة باللون الأبيض فجعلت وجهها يبدو كذلك ونسيت بقية جسمها فأصبحت عروس ملونة أبيض وأسود والراجح في هذا الأمر مرض نفسي يتعلق بفقدان الذات الوجداني للإنسان والشعور بالدونية ومحاولة الهرب من ذلك الشعور بالدونية إلى أستخدام المواد والمستحضرات التي تجعل لون البشرة غير سوداء وفي ذات الوقت تكون النتيجة أنها غير بيضاء فتصير باهتة تماما وتنطمس فيها الملامح الحقيقية للوجه تلك المستحضرات ( المساحيق الرخيصة ) يعرف كثر من الناس مدى خطورتها على البشرة وهي ليست مستحضرات تجميل بالمعنى الصحيح أنما هي مكونات من بعض مواد صناعة التصوير ( الاظهار والتحميض الصور ) وهي مواد خطرة جدا على بشرة الإنسان أن المصور إذا استخدم تلك المواد داخل الغرفة المظلمة لفترات طويلة وبدون أستخدام واق على يديه يصاب بتقرح وجفاف في الجلد علاوة على أن الشخص الذي يتعامل مع تلك المواد معرض بمضاعفات خطيرة تصيب الرئة والجهاز التنفسي لآن معظم العناصر هي نترات الفضة كلوريد الكالسيوم كبرتات النحاس كربونات الصوديوم محلول بيرو في صور الأشعة ليس كل هذه المواد من ضمن ذلك المسحوق والكريم الذي يستخدمه البنات لتبيض الوجوه بل بعضها وكما ذكرنا يعلم البنات خطورة تلك المواد ولكن بعضهن يعقتدن أن ذلك محاولة فقط لأبعادهن عن التشبه بالبنات من الجنس ذو البشرة الفاتحة اللون مثل عرب السودان وغيرهم فلم يكترثوا لما يقال بشأن خظور تلك المستحضرات الضارة بل وبعد هذا أنها ليست خطرة على البشرة فحسب بل خطرة على المجتمع فيجب على وزارة الصحة أن تتدخل لشن حملة قومية لمنع دخول مثل تلك المستحضرات من الدول المجاورة أي السموم والمساحيق المضللة إلى اسواق السودان والتي تعمل بها تزييف البشرة وتزوير الجمال إلى النحو المشوه الذي نراه الأن في وجوه بنات السودان الذي يغاير تماما صورة بنت السودان على فتيلة الريحة المعروفة ( بنت السودان ) 0
محمود جودات [email protected]