بقلم: بريمة محمد أدم
[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

خلاصة: تعتبر العلاقة بين البيئة وسلوكيات الرعاة علاقة فريدة وغريبة في بعض أشكالها، ولكن تلك العلاقة ربما لها مغزى في تفسير سلوكياتهم وتحركاتهم ونمط حياتهم وأستقلالهم للبيئة وأستهلاكهم وقوانين العرض الطلب لديهم. ذلك يجعل المرء يخلص إذا ما أستطاعنا تحديد شكل تلك العلاقة ربما يمكننا أن نحدد بعض أسس تنميتهم أو علي أقل تقدير فهم دور الأشكال البيئى في تعقيد تنمية الرعاة. وأنا هنا بصدد دارسة الظواهر الغريبة في علاقة البيئة بسلوكيات الرعاة وأثرها في التنمية.

علم السيكولوجى مكون من كلتمين الكلمة الأولى (سيكو) وتنطق باليونانية التى أتت منها (أبسيخو) ولأن في الأنجليزية لا يوجد حرف الخاء فحرفت الكلمة إلي (أبسيكو) والحروف (أبس) في اليونانية عبارة عن حرف واحد تعادل حرف أس في الأنجليزية أو حرف السين المسكن في العربية، والكلمة تعنى الروح، ليس لها أى معنى غير ذلك. أما مقطع (لوجى أو لوجيا) فهى تعنى علم، ولكنى في حقيقتها اليونانية تعنى (منطق)، فالسيكولوجيا هو علم الروح أو منطق الروح. وعلم البراسيكولوجى هو علم ماوراء الطبيعة، وفي اليونانية كلمة (برا وتنطق بيرا وتعنى بعيد باليونانية، فإذا أردت أن تبعد شخص بعيداً تقول له بيرا باليونانية، أى بعيد هناك)، إذن علم براسيكولوجى هو علم بعيد من السيكولوجى أى بيرا سيلكولوجى، ولكن لماذا إرتبط بالسيكولوجى ولم يرتبط مثلاً بعلم البيولوجى، ليصبح مثلاً بيرابيولوجي، وذلك لأن علماء النفس يعتقدون أنه ضمن علوم النفس ولكن لم يجدوا له أساسيات منطقية كما في علم النفس، فهو إذن داخل علم النفس دون معرفة علة حدوث أسبابه ولذلك سمى بالعربية بعلم ماوراء الطبيعة، تلك العلة الموجودة أو المفقودة في حالة السيكولوجى أو البراسيكولوجى هى التى نبحث عنها في علاقة الرعاة بالبيئة حتى نستطيع تفسير تحركاتهم ومزاجاتهم وإنفعالاتهم وكثير من سلوك حياتهم. أما علم الأيكولوجى فهو يهتم بدراسة البيئة، ومن تلك العلوم الثلاثة أستخلصت علم رابع هو ما أسميه بعلم (البرا-سيكو-إيكولوجى) (أنتظر أيها القارئ ولا تضحك!! حتى أستطيع توصيل إختراعى الجديد)

هنالك عدة أنواع من البرمائيات والطيور والنباتات، التى تعيش أو توجد في الحزام الأيكولوجى والبيئى الذى يعيش فيه البقارة ما بين كردفان شمالاً إلي أحواض بحرالغزال وبحرالعرب جنوباً، أصبحت تلك المخلوقات مؤشرات هامة لحركة الرعاة وربما تفسر كثير من سلوكياتهم. ونذكر من تلك الحيوانات بعض البرمائيات والطيور، ومنها سمكة أم كورو، طائر معيطيب، الضفادع، والورل وغيرها. دعنى نبدأ بسمكة أم كورو، فهى سمكة كرهية الخلقة والطبع، مخيفة واسعة الفم وكثيرة الأسنان ككلب السمك، لذلك لا يأكلها البقارة وتقشعر جلودهم عندما يصطادها الواحد منهم دون أن تكن سامة أو (تخربش) بأسنانها، فترى الطفل الذى أصطادها يقذف بها بعيداً ثم يهرب من الماء ليجلس بعيداً ولا يزال في قشعريرته. ما السبب من ذلك لا أدرى. وسمكة أم كورو، كغير الأسماك التى تضع بيضها ثم تنقرض بعد نهاية موسم الأمطار بفعل الجفاف أو تنتظر حتفها بعد جفاف الماء حتى يصطادها الرعاة، أم كورو تدفن نفسها في الطين لتقضى فترة الجفاف في بيات صيفى غريب. فعندما يشتد بها الجوع تبدأ تأكل لحم زعانف زيلها حتى تصل (مقلد) زيلها، أى تصل اللحم الحى. وهنا تبدأ تصرخ صراخ غريب (بوع بوع بوع)، وهنا يبدأ السباب (الله يخربها أكلت لحم جلدها)، ربما لأكلها لحم جلدها ولد لديهم الأحساس بكراهيتها، ولكن تظل السمكة مؤشر لشئ أخر، فحينما تصرخ صراخها الغريب، يعرف البقارة بأن الصيف سوف يطول أو قد طال أصلاً لأنها أكلت في اللحم الميت حتى وصلت الحى، وذلك يعنى لهم أشياء عدة فسوف تتفسخ أيديهم و(تتفن، تصير ثخينة) من جر الماء وتنهك الحيوانات بدرجة ملحوظة، فهم يحتاجون إلي مزيد من الأعلاف (الأمباز) ويسنون فؤسهم لقطع الأشجار للبهائم حتى تستطيع إجتياز الصيف وحينما يرون الرجل متكاسل عن القيام بتلك المهام يسخرون منه (أنت قاعد علي شنو أم كورو بكت، قوم سن فأسك). ولعلك لاحظت أيها القارئ هناك سلوكين أرتبطا بهذا المخلوق الغريب، الأول لماذا لا يأكلونها، فهى من جنس السمك واللحم الذى تأكله من جلدها هو لحم سمك أيضاً، ولكن أنظر أن اللحم الذى تأكله هو لحم نفسها، فهى آكلة نفسها وهنا تأتى الغرابة، الشئ الثانى، أنظر الربط بين صراخها وطول فصل الصيف. هل حقيقة أن ذلك الحيوان الغريب يعرف أن الصيف طال، أم في الحقيقة أنها تبكى من شدة الألم لأنها تأكل لحمها، أو ربما فرحاً لأن بنزول الأمطار سوف توقف أكل لحم جلدها، أو تصرخ لأنها تريد كسر بياتها وتحريك شرايين الدم في جسمها، من يعرف غير خالقها، ولكن أنظر أن الرعاة لا يترددون في أن الصيف طال حتى بكت أم كورو، فيقومون بدورهم تباعاً، هل لاحظت التفسير الظنى لتلك الظاهرة الأيكولوجية البيئة ذلك هو البراسيكولوجى، وهل لاحظ عدم أكلها لأنها ذميمة ذلك هو السيكولوجى ومن تلك العلوم الثلاثة جاء البرا–سيكو–إيكولوجى.

وما دام الحديث عن الصيف، نواصل بالطائر معيطيب (لا أعرف الأسم العلمى له) فهو طائر صغير الحجم أصغر قليلاً من القمارى البرية وهو أسود اللون والمنقار ولديه منقار حاد. هذا الطائر خصم لدود للغراب، إذا وجد الغراب يقضى يومه يعذب فيه (بالنقر علي رأسه وظعيط ومعيط شعره) ومهما أنتهج الغراب من حيل فهو لا محالة يدخل ويخرج معه من بين غصون الأشجار وأفرعها. وهذا الطائر أيضاً متخصص في ضرب الصقور والنسور والتى تتهور من شدة العذاب والألم فتهجم عليه مهشمة أضلاعة بين مخالبها العنيدة. وهذا الطائر يهجم حتى علي الأنسان –طائر شرس بكل المقاييس، فإذا أجتمعت مجموعة منهم في أنسان سوف تفعل فيه كما تفعل به النحلة الغبيشة (أخطر أنواع النحل)، فيكره الأنسان طائر معطيب وخلقته ويندب حظه الأعسر الذى جاء به إلي مكان هذا الطائر الشرس، ولكن مع كل ذلك، يعتبر هذا الطائر من أجمل الطيور في نغماته، ولم تُسمع نغماته إلا عندما يقترب موسم الرشاش وتشتد سخونة الجو ليلاً، فيصحو ذلك الطائر أول مخلوقات الله في الصباح الباكر، قبل الأذان الأول بقليل، ويبدأ (يعزف) غناءه علي أوتار شجية تشد أحاسيس من يسمعها. ويعتبر هذا الطائر مكون مهم بالنسبة للرعاة، فحينما يبكى (يغنى) يصحون من النوم ويجعون أغراضهم وتتحرك بهائمهم علي أصوات نغماته إلي أماكن الفلاة أو تأتى واردة الماء إن كانت تبيت في الفلاة. والأهم من ذلك هو مؤشر للرعاة بقرب نزول المطر، وعليهم بتجهيز الزمائل (الحبال) وإعدادة عدة الرشاش، وتتهيأ النفوس لنزول الخريف، ويبدو الشباب أكثر مرحاً وينتقل الناس من حالة نفسية قاسية إلي شبه الأريحية. والرعاة لا يأكلون هذا الطائر لا لأى سبب منطقى أعرفه. نخلص هل الرعاة لا يأكلون هذا الطائر لأنه جميل الغناء، ماذا عن هديل الحمائم وهم ما يزالون يأكلونها، أم لأنه شرس وبالتالى يعتبر من فصيلة الصقور، ذلك الجانب يمس السيكولوجى، أما الجانب الأخر، هل حقيقة أن ذلك الطائر يعرف قرب مؤعد نزول المطر فهو يتغنى له، أم أن سخونة الجو هى التى تجعله يكبى من شدة الكرب، أم أنها فترة الحضانة أو وفترة الأخصاب (كما في الدجاجة تكاكى قبل وضع البيت)، ولكن أنظر ليس هناك تفسير عند الرعاة غير أن الخريف أوشك علي النزول، وذلك هو البراسيكولوجى. ومن هنا سوف نلقى عليك بعض الظواهر وأتركك لأستنتاج السيكولوجى أو البراسيكولوجى.

وفي فترة أشتداد حرارة الصيف، تظهر حشرة الجندى (وهى ضمن فصيلة الكريكت المنزلى)، وتئن هذه الحشرة من حرارة الجو بصورة مؤلمة (ربما تئن لشئ أخر)، تظل (تبظبظ) طوال اليوم وتبحث عن الرطوبة حتى في البيوت والرواكيب والأشجار الظليلة التى يستظل تحتها الرعاة، وحينما تبظبظ (بظ بظ بظ) وأحياناً (بظظظظ ..) يمنع الرعاة الأطفال من اللعب في الحر وتربط السخلان والحملان والعجول ويستظل الناس، وهذا يعتبر صيف ساخن (جداً جداً) ويحبس الناس عن الأعمال الشاقة حتى تهدأ حرارة الشمس، وبكاء الحشرة يعنى أنتصاف الصيف (عز الصيف) فإذا ما نزل المطر سكتت عن البكاء (البظبيظ).

عندما ينزل المطر تمتلء الرهود وتأتى أصوات الضفادع ونقيقها. الضفادع توجد بكميات هائلة ومزهلة في بعض الأوقات في أودية ورهود وتبوب جنوب كردفان، وهى دائماً لا تترآى للعيان فهى الأخرى تدخل في بيات صيفى. تظل الضفادع في سبات عميق وتقلل من تنفسها وإستهلاكها للطاقة ولا تأكل علي جمسها كما تفعل أم كورو، وربما هناك بعض الدلائل التى تشير أنها تأخذ حفنات من الطين الذى تتحوصل في أجهاره في أوقات متفرغه وبنسب ربما أيضاً ضئيلة –فالضفادع تبدأ نقيقها دائماً ليلاً وبرميات جماعية وتنظمها في شكل مجموعتين وربما ثلاثة مجموعات فقط، تصل أصواتها مسافات بعيدة ربما في بعض الأحيان مسيرة أكثر من ثلاثة ساعات علي الأقدام عندما تكون في إتجاه الرياح –مثلاً عندما تمتلء خيران ورهود دليبة أو شق الحلوف في جنوب كردفان يسمع الرعاة الذين يوجود في بطاح أبوسفيفة ورميلى أصوات الضفادع ليلاً وفي الصباح يظلون راحلين إلي حيث يوجد الماء هناك. ولعل هناك قدرة ربانية في نغمات الضفادع الجماعية وتنظيمها. إذا أتيت قرب مكان الضفادع تجد كل ضفدعة تنق لوحدها فتختلط الأصوات ويعم الضجيج وكلما تباعد المرء من مكانها يسمع الرزم تتحدد ملاحه وكلما كنت في مسافة أبعد كلما تشكلت المجموعات الصوتية بصورة محسوسة وبنغمات جماعية عزبه. إذا أتت الضفدعة إلي المنزل يضربونها ضرب غرائب الأبل، أما إذا نقت نقيقها الجماعى أستمعوا لها بملء أذنيهم وهم منتشين لها ولأخبار نزول المطر التى تأتى بسماع أصواتها.

وعندما ينتظم الخريف وتكثر الأعشاب ويدر الضرع ويفرح الصغار والكبار وقبل الرحول إلي القوز في كردفان، يظهر طائر من عينة أخرى (أسميه الموسيقار) بينما يسميه خالى (بالطائر الفيلسوف). فالميسقار (الفيلسوف) يجيد الشقشقة ربما يجمع شقشقات الطيور –فتسمع صوت عشوشة، وتسمع صوت القمارى، أو الحمائم وغيرها وغيرها من الأصوات فتسمع ألفاظ رقيقة، وغليظة رزم طالع أخر نازل وإلي مالانهاية، ولكن مع تعدد عزفه لا يشكل الموسيقار أى أهمية بالنسبة للرعاة، فهم يعتبرونه ضمن زخم فترة الرشاش ولكن هناك من قال أنه يمثل بداية فترة الرحول إلي القوز، حتى أطلق علية البعض بأسم الطائر المودع (من الوداع) أى أنه جاء ليودع الرعاة فهم في أحبة الأستعداد للرحول، ولكن تظل هناك عوامل أخرى موثره أكثر منه كالناموس والذباب والباعوض والأوحال، كأهم عوامل طارده من الصعيد. فالذباب، كالتسى تسى، ذبابة الحمير، ذبابة البقر والباعوض كلها أفات معروفه، وهنا أشير إلي حشرة الناموس. فالناموس حشرة صغيرة ك (جميتى شمبات)، وكغير حشرة شمبات التى تدخل في الشعر والعيون والأنف والأذن من غير هدى، فالناموس حشرة ماصة للدماء –إذا ظهر (وهو يظهر بكثافة فظيعة) ليس هناك بد إلا الرحول فوراً، وفي هذه الأثناء لا ينفع طفل في المدرسة، أو إنسان غائب أو مريض، فالنجاة أولى وذلك شأن كل الذباب إذا ظهر بكثافة. وقد قال البعض متهكماً (إذا ربطوا طفلك حتماً تشرد تخليوه). وأهم من ذلك كله، مع بداية ظهور الذباب يبدأ الرعاة في صناعة الحوايا للجمال و(السفائن) للثيران ويقومون بشراء الحبال و(السلب) والزمل وعمل الأزمة (جمع زمام، الذى يوضع في أنف الثور) وشراء الأغطية كالمشمعات من المطر.

وفي فصل الخريف يرحل الرعاة إلي أماكن القوز والمجالد يستمتعون بالطبيعة وتعم الأفراح والرقص والغناء. فإذا نبح الورل في الصباح الباكر بصورة أشبه بنيح الكلب (ولكنه ينبح نبحة واحدة تم يصمت، ثم أخرى، ثم يصمت، وهكذا) هذا يدل لهم علي أن الخريف أوشك علي الأنتهاء، وعلي الرعاة البحث عن عدة حمل الماء (كالقرب، والقراف والسعون) والأستعداد للبحث عن مصادر غذاء غير مصادر الألبان، فقد أوشكت البهائم أن تقل نسبة ألبانها.

وتعتبر العلاقة بين الإيكولوجيا اليبئية، السيكولوجى والبراسيكولوجى (البراسيكو-إيكولوجى) هى ظاهرة جديرة بالأهتمام في تفسير حركة الرعاة، نفسياتهم وسلوكياتهم وتحديد نمط الأستهلاك وقوانين العرض والطلب (شراء معدات الغطاء، أو شراء عدة حمل الماء، أو البحث عن مصادر غير مصادر الألبان وغيرها). كما أن لتلك العلاقة ذات أثر في التنمية البشرية (إخراج الصغار من المدارس في حالة بوادر ظهور الذباب) ونمط أستقلال البيئة (إذا سمعوا نقيق الضفادع كل الرعاة يذهبون إلي ذلك المكان لأن أقل تقدير يوجد به ماء). نخلص إلي إن البراسيكو-إيكولوجى هو ظاهرة أيكولوجية أرتبطت بها تفسيرات سلوكية (سيكولوجية) أو براسيكولوجية. أيضاً دعنى نخرج من تلك الظواهر بالنظرية الأفتراضية أو الظنية (وما نسميها ب النوميسولوجى). كلمة (نوميسو) أصلها يونانى وتعنى أظن كذا أو إعتقد كذا أو أفترض كذا. فكون الفرد سمع صوت الضفادع أفترض (ظن) وجود الماء. وعندما يسمعون صوت أم كورو يفترضون (يظنون) طول فصل الصيف، وعندما يسمعون صوت الطائر معيطيب يفترضون (يظنون) قرب الصباح، عندما يسمعون صوت الورل يفترضون (يظنون) قرب نهاية الخريف، وهكذا إلي ما لانهاية في الظواهر الأفتراضية الظنية والتى تحدد سلوكياتهم وتصرفاتهم بصورة قطعية مع أنها ظواهر ظنية فقط.

في المقال القادم سوف نخوض في علاقة سلوكيات الرعاة وإرتباطها بالظواهر النباتية وفي مقال لاحق سوف نخوض في علاقة سلوكياتهم وإرتباطها بالأجرام السماوية. ونريد أن نخلص أن الأنسان الرعوى (البدائى) أكثر تعقيداً في سلوكياته من الأنسان المستقر (عكس الشئ المألوف)، وبالتالى تنمية هذا المخلوق الرعوى المعقد تختلف عن تنمية الأنسان المستقر، وبتوصيل تلك المفارقة نكون قد وصلنا إلي حتمية وضرورة وضع نظم وقوانين تنموية للرعاة تخالف نظم وقوانين تنمية المجتمعات المستقرة. وماهى تلك النظم والقوانين؟ ذلك سوف يكون فصل أخر من دراسة تنمية الرعاة.

نواصل سلسلة التراث والبيئة (ومن أراد الأطلاع علي مقالاتى في سلسلة التراث والبيئة عليه أن يرسل لى علي بريدى الألكترونى في أعلي المقال).