منذ فترة طويلة تعيش الأمة العربية والأفريقية واقعا مريرا جدا ولا سيما بعد أن
نالت استقلالها من الاستعمار الغربي وظلت تعانى شعوبها من استعمار جديد بشكل
ومفاهيم جديدة ومن نفس أبناء وطنها تحت مسميات واهية تستغل بها عواطف وعقول
الشعوب وخاصة تلك التي تأتى بالشعائر الدينية وهى من اكثر الشعارات المنتشرة في
يومنا هذا ويدغدغون بها مشاعرهم لكي يكسبوا عطفهم وتجاوبهم الديني مع هذا الفكر
الرجعى في ظل هذا المسمى المتطرف الناتج من بعض الجماعات أو الأفراد المنبوذة
في مجتمعاتها ولديها ضعف طبقي في شخصيتهم ومرض نفسي. فتقوم هذه المجموعة أو
الأفراد بترويج هذا الفكر أو النهج في المجتمعات المسلمة ظناً منهم أنهم أتوا
بفكر جديد يظهرهم بمظهر القوة والسيادة وإكمال شخصيتهم الضعيفة وسط المجتمع
ويعملون بحماس بنشر هذا النهج عن طريق الحشد المستمر في أماكن تجمع الناس
ويخاطبونهم بتلك الآيات التي تم تجميعها من القران وقاموا بتفسيرها على حسب ما
تأتي مع فكرهم العقيم. وبهذه الطريقة يجمعون حولهم أناس من نفس صنفهم أو اقرب
إليهم أو تجمعهم بهم مصلحة ثم يتم تعبيتهم بهذا الفكر حتى يتملكهم هذا السلوك
ويصبحون من دعاة وحراس هذا الفكر الدخيل على المجتمعات. وفى نفس الوقت الذي
اصبح فيه النهج منتشر وله رواد وحراس ينهض المؤسسين بالاستيلاء على كرسى السلطة
لكي يشبعون رغباتهم ويكتمل هدفهم في تطبيق نهجهم المخالف للكتب السماوية.
ويظنون انهم خلفا الله في الأرض يكفرون من يكفرون يقتلون من يقتلون من البشر
ظننا منهم بأنهم يقيمون شرع الله فيهم بل يصبحون المرجع للدين والسياسة والفكر
والأدب والحياة بشكل كامل ولا سواهم له الحق في الحياة. أما إذا جاء غيرهم في
الساحة من أدباء وعلما وسياسين بفكر أو برأي طرح ولا يتماشى مع فكرهم يتم رفض
رأيهم جملة وتفصيلا ويصدرون فيهم فتاوى لمحاربة هذا الفكر ويجب عليهم الرجوع
إلى مذهب الدولة او يباح دمهم ويعلن فيهم الجهاد ويتم محاصرتهم بشتا طرق الدولة
المتاحة حتى يخمد رأيهم ا وفكرهم وتصبح الساحة خالية من أي منافس وتبقى السلطة
هي الإرهاب والتطرف ثم تعمل في تمديد نفوذها بنشر وتصدير هذا الفكر إلى بقية
دول الجوار والعالم. وعندما يصل المتطرف لقمة هرم الدولة لابد أن تتظافر جهود
المجتمع الدولي مع أفراد الشعب ومؤسسات المجتمع المدني لإيقاف تمدد هذا الفكر
وتقليصه داخل امتداد الدولة عبر كل الطرق المشروعة والمتاحة في سبيل تجنب
البلاد والعباد من الهلاك والدمار البطيء واحياء اوجه العدل والمساواة
والديمقراطية وحقوق المواطنة التي كان يفقدها في عهد المتطرف الإرهابي في
الفترة السابقة ويتم تطبيق الديمقراطية على اكمل وجه وعدم التفريض فيها مرة
أخرى. ورفض أي فكر جديد يبنى على أسس عقيمة تستند إلى دين لكي تنفرد بكرسي
السلطة وتعيد البلاد إلى المربع الأولى