مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

القرار 1593 كرت أحمر بقلم م . جبريل حسن أحمد-مكة المكرمة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/17/2005 9:25 ص

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء نظام الإنقاذ فى عام 1989 م باسم الدين و الشريعة ، و لكن ممارساتهم السيئه خلال الستة عشر عاماً إضطرت العالم أن يتدخل و يرفع لهم الكرت الأحمر حيث أن الجرائم المستمرة التى يرتكبوها فى حق الشعب السودانى تستحق المحاسبة و لا يمكن السكوت عنها .
إننا نرحب بهذا القرار و إن جاء متأخرا بعد ان بلغ سيف الطغاة العظم فأمات الملايين من السودانيين و نقول للمظلومين و للسودانيين قاطبة ما قاله البابا الراحل للبولندين ( لا تخافوا) ان القرار 1593 أرعب الطغاة و ان المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية لا يفكر الا فى تخليص نفسه من المحنه التى هو فيها و إنهم اليوم يستجدو كم للوقوف معهم .
من المؤكد ان كشف المتهمين سيشمل اساتذة الجامعات الذين تركوا مهنة التدريس فجمدوا طاقاتهم الخييرة و فعلوا الشر الكامن فيهم فصاروا لواءات فى المباحث و الأمن ففاتوا كل الذين سبقوهم فى القسوة و الجلافة و ان محكمة الجنايات الدولية ستقرا كتاب المجرمين من الصحفه الأولى من يوم ما أعدموا العقيد / عبد الرحيم محمد صالح البقارى لأنه إختلس المال العام و أعدموا 28 ضابطاً و عدد غير معروف حتى تاريخه من العساكر خلال 24 ساعه دون محاكمة عادلة و أعدموا مجدى محمد أحمد ، و جرجس و جنوبى لأنهم تاجروا بالعمله ، عذبوا الدكتور على فضل حتى الموت ، و فتحوا بيوت الأشباح فاذاقوا من حسبوهم أعدائهم من العذاب ما لا يصدق .
كانت الخرطوم قبل مجيئهم مدينة أفراح و أعراس و صوت الشادى فيها يغرية الليل فيفاجئه الصباح ، الناس فيها أحرار يتجولون فى مدينتهم ليلا و نهارا كما يشاءون ، بعد مجيئهم صارت الخرطوم سجن كبير ليلها مرعب و حرية الحركة فيها للسجان و حده و على الناس أن يهرولوا الى بيوتهم قبل انصراف النهار و ظهور الكلاب فى الشوارع ، الإنسان فى الخرطوم يتام و اذنه فى باب حوشه و يده على قلبه خوفا من طارق ليل يشبعه ضربا و يسحبه أو يسحب إبنه الى بيوت الأشباح ، زرعوا شوارع المدينة بنقاط التفتيش بدلا من الشجر ، غيروا العمله فهبط سعر الجنية السودانى فأثروا و أفقروا الآخرين ، انهارت الأخلاق و المضطر حلال علية لحم الميته ، تفككت الروابط الأسرية و صار دخل الفرد لا يسكت صوت مصارينه ، فتركت مجموعات كبيرة من السودانيين السودان بحثا عن الطعام فى أرجاء العالم و قد لا يعودوا ابدا الى بلد كل خيراته فى يد الذين لا يرحمون .
بعد أن تأكدوا بان الخرطوم تحت سيطرتهم دفعوا بالجيش و المهووسين و طلبة المدارس الصغار الذين لا حول لهم و لا لأهلهم الى جنوب البلاد و جبال النوبه هدفهم إخضاع الجبال و الجنوب لهم و إبادة المتمردين و إقتلاعهم من الجذور ، فمات من جراء ذلك الاندفاع مليونين من السودانيين ، بدأوا فى ترحيل النوبه من قراهم فى جنوب كردفان و إسكانهم فى صحراء شمال كردفان فشحنوهم فى اللوارى كالدجاج فمات بعضهم من الجوع و الأرهاق و الأعياء فاحتج العالم ممثلا فى منظمات حقوق الإنسان .
كانوا سببا فى تمرد سكان شرق السودان و موت أعداد كبيرة نتيجة لمعالجتهم الخاطئه المعتمده على المدفع ، زرعوا الفتن بين سكان دارفور و أحرقوا القرى و ضربوها بالطائرات فقتلوا فى مدة لا تتجاوز العامين ثلاثمائة ألف مواطن و أجبروا مليونين من المواطنيين على النزوح من قراهم فهب العالم لمساعدتهم و أصدر مجلس الأمن القرار رقم 1593 القاضى بمحاسبة كبار المجرمين من المسئولين عن مأساة انسان دارفور التى هى و صمة عار فى وجوه الذين أداروها من المكاتب المكيفه فحصدوا منها القرار الأشهر فى السودان و اللعنة الى يوم الدين .
كثير من السودانيين لا يقبلون النعمة التى تأتيهم ممزوجة بدم البشر أمثال عوض أبوزيد حكى لى أحد العساكر الذين كانوا مع الفرقة التى قامت بإنقلاب النميرى تحت قيادة مأمون عوض أبوزيد أنه بعد سنوات من الإنقلاب ترك الخدمه فى الجيش و إحتاج لخدمة من مأمون فسأل عنه فدلاه أحدهم الى منزله فقابله عوض بالترحاب و الإكرام و لكن عندما بدأ يحكى له عن دوره و دور مأمون فى الإنقلاب أحمر و جه عوض و هاج و كاد يضرب العسكرى و قال له أخرج من منزلى و لا أراك مرة أخرى هنا أنت من الذين ضبعوا مأمون و البلد فعرف الرجل أن الإنقلاب الذى شارك فية عمل معيب حتى فى نظر عوض أبوزيد الذى كان فى إمكانه أن يثرى و يشيد القصور على ضفاف النيل الخالد متكئا على بندقية إبنه ، فهل يمكن أن نقارن دور عوض هذا بدور نافخوا القرب و الراقصون طربا للمال المسلوب من المعدمين الذى تطاول به بنيانهم و إنتفخت به بطونهم .


م . جبريل حسن أحمد
مكة المكرمة

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved