ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
قمة طرابلس السداسية ما لها وما عليها بقلم آدم خاطر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/16/2005 9:46 م
قمة طرابلس السداسية ما لها وما عليها الاثنين 16/5/2005 م آدم خاطر الأحداث التي جرت و تجرى في بلادنا بخيرها وشرها وهذا الحراك الذي يدور بين أطراف اللعبة السياسية فيه على تصاعد وتيرة الحرب في الجنوب سابقا ودارفور حاليا وبوادرها التي تضرم نيرانها في الشرق من الجارة اريتريا وما تحتضنه أراضيها من فصائل ومجموعات مسلحة ، وحجم الاستهداف الخارجي والفتن والنعرات العرقية ودعاوى التهميش التي يثيرها الغرب الاوربى بمطامحه ورؤاه الاستراتيجية في منطقتنا جعلته محط نظر الإقليم والعالم بأسره ، لكون السودان يتميز بموقع جغرافي وسياسي فريد . أولاها مكنون إنسانه بتعدد أعراقه والسنته وثقافاته وموروثه مما يؤهله لقيادة قارته مستقبلا و إمكانيته في المساهمة في ترسيخ و تعزيز أواصر التعاون العربي الافريقى واستدامته على نحو غير مسبوق ، بل ويجعله بفضل ما يجمع من انتماء عربي وافريقى وحجم التعايش السلمي بين مكوناته المجتمعية حتى بين الأديان والطوائف الأنموذج الاقليمى الامثل لحوار الحضارات والثقافات لا تصادمها كما يريده الغرب الاوربى بدوله ومنظماته وكنائسه ومراكز صناعة ورفد القرار فيه ، لأنه يختزن العديد من الموارد الطبيعية ويحتضن في جوف أراضيه من الثروات النفطية والمعدنية ما دفع بهذه القوى الأجنبية من التكالب عليه في عداد المخططات التي أعدت وتعد بصورة منتظمة والتي ترمى في مجملها لتفتيته ونسف أية جهود داخلية تجعله بمقدوره تفجير طاقاته وتحقيق تطلعات أمته أو لعب اى دور نهضوى داخلي و اقليمى أو تحقيق اى من مطالب إنسانه في السلام والاستقرار والتنمية والرفاه . ولعل كثرة الجبهات التي تفتح و المحدقات والضغوط التي ظلت تلازمنا و تحيط بواقعنا أصابت بعضنا باليأس أو زهدت بعض أبنائه في تحسس مقدرتهم على إيجاد الحلول الوطنية في سلم وأصابت قناعاتهم في إمكانية تجاوز أزماتهم بطاقاتهم الذاتية دون عون أو سهم خارجي ولو كان من قبل الأشقاء في جوارنا ومحيطنا العربي الافريقى ، وأصبح ينظر إلى اى مبادرة من هذا الطرف أو ذاك تهدف للمساعدة في تحقيق ما هو مطلوب تفسر عند البعض من قبيل التدخل الخارجي الذي هو الأصل الذي تراهن عليه قوى الخارج وأدواتها في الداخل التي تقف من وراء هذه الحروب والفتن التي تحرق في أطراف البلاد بواسطة حركات التمرد المسلحة في دارفور والشرق بعد أن عبر سلام الجنوب واجتاز كل العقبات التي وضعت أمامه بواسطتهم . وفى سياق السعي لحلول سلمية أمام هذا الحجم من المؤامرات وتراجع بعض أحزابنا وقادتنا في النهوض بواجباتهم الوطنية إزاء ما يمضى كان لابد من إشراك جوارنا الاقليمى وبعضه ظل مكتويا بذات النيران التي تشتعل داخل حدود القطر وامتداداتها السالبة تؤثر حتما على مجمل امن الإقليم وهى التي أدت لهذا التدخل الخارجي وما أفضى إليه من قرارات دولية . فالجهود الداخلية التي تقودها الدولة ومكونات معسكر السلام على عظم التحديات التي تجابهها لم تقف عند تحقيق اتفاق سلام الجنوب في نيروبى وانطلاقة بداية تطبيقه الفعلي والترجمة العملية لواقع السلام من وحى ما تقوم عليه المفوضية القومية للمراجعة الدستورية ، ولا كفكفة آثار الحريق في دارفور واحتواء بؤر التوتر الكامن في الشرق ،وان الاتصالات بين الحكومة والتجمع لم تنقطع أصلا ولا مع الفصائل الأخرى خارج مسار ابوجا ، وان اتفاق القاهرة حسبما يتوافر قد غاب قوسين أو أدنى . فليس مستغربا أن تتعدد اللقاءات عالية المستوى وأن تكثف الاتصالات وتنعقد القمم ثنائية أو ثلاثية أو أكثر من ذلك و عبر أكثر من طرف ووسيط وعاصمة وقيادة لتعدد القضايا وتشابك الملفات وتباين المصالح والأطماع ، وان ما تقوم به الحكومة من استجابة لهذا المنبر أو تلك المجموعة أو تنزل لرغبة هذا الطرف فهي تقلب مصالح البلاد العليا ورغبات شعبها ، وان ذلك يدلل على صدقيتها في التوجه نحو بناء السلام وإفساح المجال أمامه دون قيد أو شرط طالما هو غايتها ، ولا يدلل هذا الفعل أو يفسر وهى تمد يدها لكافة الأطراف وتنفتح على كل القوى بإمساك لزمام المبادرة والمبادأة ، على انه شيء من الضعف والخوار والاستسلام أو ارتباك في البوصلة وفقدان القدرة على السيطرة على مقاليد الأمور بقدر ما هو تمكين لكل سبيل يفضى إلى غاية السلام وصرحه الذي يشيد . وبهذا الفهم داومت الحكومة على اتصالاتها وتنسيقها مع الاتحاد الافريقى والقيادة النيجيرية التي تقوم على رئاسته ، وطورت بإدراكها من آليات رقابته وانتشارها وفاعليتها لمزيد من التجانس مع جهودها الأمنية والدبلوماسية لتكريس الهدوء والاستقرار الذي تشهده دارفور من بعد فلتان ودمار ، ومضت في التعاطي و الاستجابة للمطالب الأممية عدا القرار 1593 الذي لامس السيادة الوطنية للبلاد وانتقص من سلطان الدولة وسلطاتها وهيبتها وامتهن قيم العدل والقضاء فيها بتاريخنا المشهود في هذا المضمار، واستقامت الدولة على مضاعفة اللقاءات الرئاسية في أكثر من عاصمة افريقية ولن تكون طرابلس آخر نقطة تنتهي إليها القمم والمشاورات إن لم تحسم كافة الملفات ويعم السلام ويستدام ، سيما وان هذه القمة كان يتوقع لها أن تعقد في شرم الشيخ المصرية وأمكن تجاوز مكانها وزمانها بالتنسيق بين القيادتين المصرية والليبية ، والسودان ما توقف عند المكان بثقته في أطرافها وعبرته بمحصلتها النهائية في تحقيق المراد فجميعهم أشقاء يبذلون جهدهم ووقتهم ونفوذهم في إنهاء الأزمة وتثبيت ركائز السلام ليعم سائر الوطن . والناس بين يدي هذه القمة المفصلية واللقاءات الناجحة التي سبقتها برعاية الزعيم الليبي مع مكونات مجتمع دارفور وقيادته الأهلية بتواجد الحركات المسلحة وما بذل خلالها من جهد مضني وما خلصت إليه من توصيات ورؤى لامست الحل واستشرفت نهاياته إلى سلام لابد وأنهم استدركوا أن حمل حركات التمرد على العودة إلى مسار ابوجا كأولوية قصوى وملحة لمواصلة الحوار فيما طرح من قضايا انتهت عندها الجولة الثالثة هو أهم مطلوبات هذه القمة لو لم تحقق غيره لكفاها نجاحا أن أوصلت خيط التفاوض بعد تعنت ومراوغة وتمنيات خائبة للتمرد لم تصمد حتى بسند هذا القرار الفتنة ، الذي تعمل مقترحات بيان القمة الختامي على دحره و دعم الموقف الحكومي في التمسك بعدم تسليم اى مشتبه بهم إلى اى جهة خارجية والارتكاز إلى عدالة الوطن وقوانينه وقضائه وما يجرى الآن على ارض الواقع . هذا اللقاء السداسي بثقله الاقليمى ووزن قادته يعول عليه أهلنا في دارفور أيما تعويل في إسدال ستار الحرب والخراب ، ويتطلع إلى قادة هذا اللقاء الهام أهل السودان كافة لان تكون معلما نتائجها بارزا في خارطة طريق المعالجة بما تتخذه القمة من قرارات يؤمل أن تكون نقطة انتقال وتحول هامة تزيل من حالة الإرباك والتعطيل الذي لازم الحل لازمة دارفور وعقّد توقيع اتفاقية القاهرة وأرجأها دون مبرر وحبس حركات الشرق من التقدم نحو بداية سلمية تلامس قيم السلام ومستحقاته بسبب الإشارات السالبة التي يرسلها أعداء السلام . وتمضى ابعد من ذلك في إصلاح واعمار العلاقات السودانية الاريترية ونقلها من خانة المواجهة لتصبح مفتاحا لتحرك بقية الفصائل والمجموعات التي تراقب وتنتظر الإشارة والرضي لا تملك اتخاذ القرار ويشق عليها أن ترى قطار السلام قد تسارعت خطاه دونها . بقى أن نقول أن ثمة ظروف مؤاتية تحيط بالقمة وأجوائها تعزز من فرص التفاؤل بقرب الحل إن لم يكن قد اكتملت اشراطه ، فالمؤسسة الدولية ومبعوث امينها العام الخاص للسودان برونك يقرر بان الأحوال في دارفور آخذة في الهدوء والتحسن على عظم انتهاكات التمرد، وان الحكومات الولائية تضطلع بواجباتها ومسئولياتها على نحو مشرف على كافة الأصعدة ، وان الحكومة الاتحادية تواصل مساعيها في احتواء خروقات التمرد وتدفع بالمزيد من الإجراءات لتجاوز الاختناقات على الصعيد الانسانى بل وتضاعف من ترتيباتها الأمنية وتزيد من نشاطها الدبلوماسي والسياسي و تمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى تنجح الجهود الماضية في تمتين الاستقرار بعقد المزيد من المصالحات القبلية وآليات رتق النسيج الاجتماعي ، وان الأخضر الابراهيمى مستشار عنان اعترف بتشويه الإعلام الخارجي للواقع المعاش في دارفور ووقف على مزايدة التمرد ومتاجرته بالفتنة التي أوجدها، وان هنالك مؤشرات لتحول ايجابي في شكل تعامل الإدارة الاميريكية مع ملف دارفور ، بل هنالك رغبة وطنية في محاصرة التمرد وتسريع خطى الحل السلمي . فبقدر سعى أطراف القمة لإنجاحها فيما سبقها من تحضير وتنسيق ، هنالك من يعمل لعرقلتها وإفشالها عن قصد ومأرب او يسعى للتشويش عليها ، وان قادة القمة السداسية يدركون هذه الدوافع والجهات التي تقف وراءها ، وقد أكدوا حرصهم على إنجاحها وبلوغها الغايات المرجوة منها في إطفاء نار الفتنة في دارفور بموجب مواقف قوية و قرارات داعمة ومستبصرة تستصحب هذه المتغيرات ، ومكمن نجاحهم في المزيد من الضغط و حمل التمرد على ترك السلاح والإفادة من هذه الأجواء بالتوجه لابوجا لتكتمل منظومة السلام التي أيقنت الأطراف أنها في طريقها الصحيح إلى نهاية سلمية في أمد قريب تنعم به البلاد والإقليم من شرور الحروب والنعرات الجهوية إلى غير رجعه ، ذلك ما ينتظره الجميع من قمة طرابلس والقائد الاممى القذافى وإخوته أعضاء القمة ، فالله وحده ندعوه أن يكتب لها التوفيق والنجاح فضلا منه ونعمة .