مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الوطنية السودانية الزائفه بقلم اسامة خلف الله مصطفى – نيويورك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/15/2005 10:31 م

الوطنية السودانية الزائفه

اسامة خلف الله مصطفى – نيويورك
[email protected]

لا يٌوجد وطن بلا مواطنون مدافعون عن ترابه، صائنون لكرامتة، مدافعون عنه فى وجه كل غازى أجنياً كان ام محلياَ. ولا أجد أى شعب تباهى بوطنيتة وتغنى بها أكثر من الشعب السودانى. فلقد إمتلئت كتب التاريخ بسيرة الامام محمد أحمد االمهدى وثوار المهدية فى التفانى بمواجهة العدو المتطور فى أساليب القتال والعتاد. وسيرة المك نمر فى عدم الرضاء بالاحتقار حتى من أعلى قائد عسكرى آن ذاك (إسماعيل باشا). وأنا لست فى موضع سرد تاريخى لسيّر أولئك اللذين كتبوا بأحرف من دمائهم الذكية ماهية الوطنية، فلن تكفى كل مجلدات العالم عن حصرهم ولكن ومنذ الاستقلال وطرد الاجنبى المستعمر ترنحت معايير الوطنية وأصبحت خاضعة لمعايير السلطة الحاكمة. فكٌل من يأتى إلىّ السلطة ينعت سالفته بالخيانة والعمالة.
لقد نجح السودانيون فى مرحلة ما قبل الاستقلال فى الاتفاق على معايير الانتماء الوطنى ولقد ساعدهم فى ذلك بساطة المهمة وتوحدها فى معاداة الاجنبى. فكانت ملاطفة السيديين للمستعمر البريطانى من أهم ما أستندت علية الحركة الوطنية السودانية فى مطالبتها برحيل المستعمر. وما أبلغ الشاعر صالح عبد القادر فى تلك المرحلة، حين قال:-
الأ يا هند قولى أو أجيزى
رجال الشرع اضحوا كالمعيز

الأ ليت اللحىّ كانت حشيشا
فتعلعفها خيول الانجليز
أما فى فترة ما بعد الاستقلال فلقد عجز الشعب السودانى عن تأطيروتطوير مفهوم الوطنية و بأن الارتقاء بمفهوم الوطنية والحديث عن تطويره ظلًّ حبيس الغرف وخاضع لمعايير السلطان. فلم يتبنى الشعب السودانى مفهوم الانقلاب على ٌسلطة الجماهير كأحد معايير الوطنية. ولو حدث مثل هذا، لكان واضحاَ وضوح الشمس من هو الوطنى ومن هو غير ذلك. ولقد كان أول إختبار حقيقى لتطوير مفهوم الوطنبة فى إنقلاب نوفمبر 1958. وهنا أشير الى رأى أصحاب المقام الرفيع ( السيدين) اللذان كانا فى قيادة السياسة السودانية، فلقد رحب السيدان بالانقلاب صبيحة 17 نوفمبر1958. ولقد كان ذلك الانقلاب بمثابتة الاختبار الحقيقى لتبنى المعايير الوطنية الجديدة. وتعتبر هذه المباركة من قبل قادة الحركة السياسية الدينية السودانية من أسمَ الخناجر التى غٌرست فى جسد الوطن الجريح. ولا أدرى ماهية هذه الهشاشية من قطبى السياسية السودانية. أهل هى قصور فى فهم أن الوطنية مرتبطة إرتباط عضوى بمسألة التداول السلمى للسلطة؟. أم هى قصور فى فهم السيدين للتاريخ الأسلامى الذى توج الوطنية فى أروع صورها ببرلمان سقيفة بن ساعدة بعد وفاة أشرف الخلق(محمد (ص)فاُفسحت الساحة السياسية للمنافسة الشريفة ولتبادل الاحيال وظهر فى الساحة السياسية خلفاء للمصطفى (ص) لا ينتمون لاسرته وكان تلك الممارسة تُمثل قمة الانتماء الوطنى.
أنا حقيقة لستُ من معجبى إلقاء اللوم كله وتفسير الفوضى السياسية السودانية على أسلافنا الراقدون، كما يحلو للبعض. ولكن فشل هذا النُخب السياسية فى أول تجربة لقطع الطريق على الانقلابيون (مُدعىّ الوطنية) قد أدى الى خلق مواطنون سودانيون فاقدى الثوابت السياسية. كما أدت أيضاً هذه المباركة المشئومة للانقلابيون من قبل السييديّن الى فك الارتباط الفكرى فى عقلية المواطن السودانى ما بين الوطنية والدبمقراطية الى الأبد. فما ذال جدىّ (رحمه الله) وحتى أيامه الاخيره يؤمن بان المشير جعفر نميرى هو الوطنى الوحيد وما عداه من الخونه. وحتى هذه اللحظات فإنك قد تجد نفسك فى إحد المجالس السودانية ،التى لا تخلو من مُنظرىّ السياسة، وتسمع أحدهم يتحسر على ايام حُكم الفريق إبراهيم عبود أو المشير نميرى وأحيانا عبد الناصر. أهل يُدرك السيديّن عٌمق الماسأة؟.
ثم إنتقل هذا الداء الفتاك، داء فك الارتباط بين مفهوم الوطنية ونظام الحكم التداولى من سلف الحركة السياسية السودانية الى خلفهم فكانت مهادنة الامام الهادى للفريق عبود وكانت مصالحة السيد الصادق المهدى والسيد محمد عثمان الميرغنى لحكومة للمشير جعفر نميرى. ولم يكتف السيد أحمد اليرغنى بمصالحة الحكم اللاتعددى بل أبت نفسه إلا أن يصبح جزءً من النظام وقد كان. ثم أخيرأً وليس أخيراً، مشاركة حفيد السيد الشريف يوسف الهندى (الشريف زين العابدين الهندى) فى حكومة قتل الحس الوطنى الحالية. فلم تأبى نفس هذا الشريف فقط عن المشاركة بل أعقبها نيته العلنية عن دمج جماعتة الى حزب الحكومة الشمولى.وضاعت معايير الانتماء الوطنى فى خضم هذه الفوضى الفكرية من قَبل السادة وأحفادهم الكرام ,اصبح كل نظام ينعت سالفة بالخيانة واللاوطنية وبتفريطة فى سيادة الوطن. بل وصل الحال ببعض الانقضاضضين على سلطة الجماهير، بعد نعت خصومهم باللاوطنية، الى حد التصفية الجسدية إذا حاول الخصوم إرجاع الحكم التداولى.

وهنالك من يُفسر الوطنية بأنها الهجوم اللامبرر والمصارعة الاعلامية غير محسوبة العواقب للقوى العظمى كما حدث فى بداية العهد الظلامى الحالى. وحدث ذلك بإطلاق العنان للعقيد يونس فى برامجه اليومى فى تجريح والنقليل من الشأن والسب العلنى إبتدا من الشيخ زايد (رحمه الله) وحتى الكفرة الامريكان ليهم تسلحنا بقول الله والرسول. ويتخطى البعض فى فهمهم للوطنية من تلك الزاوية الى قدرتهم على خطف أنظار العالم بأى ثمن وإن كان هذا الثمن هو إيوأ شخصيات إجرامية عالمية وتوفير كل السُبل لحركات مسلحة هدفها إسقاط أنظمة دول مجاورة والضلوع فى محاولات تصفية رؤساء دول الجوار.

وآخرون من إختاروا أن بفسرو معنى الوطنية من أنها سيادة الوطن على أراضية الى معنى سيادة عوائلهم ومتبعيهم على أرض الوطن حتى أن الارضى التى َملكها المستعمرون الانجليز للسيد عبد الرحمن المهدى فى مقابل مهادنتهم لهم وقمع شعارات التحرير قد وصل الى 38 ألف فدان فى عام 1942 ناهيك عن الاراضى التى أُعطيت لغريمه آنذاك السيد على الميرغنى ولنفس الهدف. فارجو أن لا ينحت المواطن السودانى ذاكرته لكى يعرف من أين لهم هذا. والمصادفة المدهشة بأن النظام الحالى يتبنى نفس المفهوم الوطنى لسيادة أراضى الوطن. فلم يُبقى هذا النظام على فسحة داخل حارة ولا زاوية للمصلين إلا وأدخلها من ضمن خطته الاستحوازية لكى تُكدس الاموال فى أيد مواليه. وأحياناً يتذكر قادة هذا النظام اللصوصى بأن ثرواتهم يجب أن تكون بالعملة الصعبة، فتُحصل إيرادت الارضى بالدولار بعد إيهام اللمشترين السُذج بأن الاراضى المعنية درجة اولى.وفى فصل الخريف يستيقظ ساكنى درجة أولى على أصوات المياة وهى تغمرهم من كل جانب كما عمرت ساكنى درجة ثالثة ......ولا عزاء لمواطنى العهد الديكتاتورى......والشكيّة فى هذا العهد، لله فقط.

وإذا كانت الوطنية مرتبطة بالسيادة الوطنية فلماذا تسمح حكومة الساحق والماحق لمخابرات أمريكا أن تستبيح مواطنين ليست لديهم أى تُهمة سوى الاشتباه........فأين الوطنية؟؟.....علماً بأن النظام الحالى أشاع فى القرى والحَضر أن أمريكا والغرب هما شيطانا العالم.

وهنالك من السياسيين السودانيين المدعيين بأن الوطنية تجرى فى دمائهم وانها وُرثت لهم من أسلافهم، قد ذهبت به طموحاتة السياسية الى أن يتعاون مع مخابرات أجنبية وأن يدلى بمعلومات خاطيئة أدت الى تدمير مصنع دوائى فى أول إعتداء خارجى على تراب الوطن بعد كتشنر. ومن دواعى الاشمئزاز بأن هذا السياسي يتحرك على المسرح السياسي السودانى بحرية تامة طارحا نفسه كواحد من الخيارات المستقبلية للجماهير، وقديماَ قالوا اللختشو ماتوا وإذا كان سيدنا على (رضى الله عنه) يقول بأن الحياء شُعبة من شُعب الايمان، فاننى أُطالب هذا السياسى بقليل من الحياء. وإليه والى أمثلله أهدى أبيات للشيخ مدثر البوشى الذى إخترق الصفوف فى المولد النبوى الشريف عام 1923، وأمام الحكام البريطانيين، فقال:

يقال رجال لا وربك انهم
جديرون حقاَ أن يقال الفواطم
نفوس أبت فعل الجميل لاهلها
وأيدت الى الأعداء نعم اللهازم
فما روع العلياء إلا عمائم
تساوم فينا وهى فينا سوائم



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved