مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بعد زيارة مبعوثها الى امريكا قرر خليل بيع حركته بين شرم الشيخ وطرابلس بقلم جبير عثمان الضاوى -الخليج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/15/2005 9:58 ص

في اطار الزيارة التى قام بها ادريس عثمان ازرق الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة الي امريكا. كانت لها مدليل ونتائج كثيرة . اولا بالرغم من قصر المدة فانه لم يهتم كثيرا بالنشاط الطبيعي كأى زائز سياسي الى الولايات المتحدة, باجراء سلسلة من لقاءات مع الشخصيات المسؤلة, عن الملف السودانى بالكونغرس او البيت الابيض . و لم تتاح له الفرصة لمخاطبة كونغرس . و بالرغم من اهتمام حركة العدل والمساواة لدور الاعلام و خاصة فى متابعة مثل هذه الزيارات . فان الحركة تجاهلت بالقطع من اية اشارة الى الزيارة التي قام بها احد اهم شخصياتهم ولم تكن تلك الا دليلا على فشل في لقاء اية شخصية امريكيية مسؤلة في اي مستوى وان المفاجأة كانت الغياب التام لداعمين لموقفه ليس فقط في واشنطون التى لم تتشرف حتي بعضو واحد .بل البلاد بحالها .
وهذا الموقف من امريكا لم يكن مفاجئا ضد حركة ارتبطت اسمها بالمؤتمر الشعبى . البيئة التى نشات فيها الارهاب من الاساس وقال اكثر من مسؤل فى وقت سابق لديهم ما يكفي من الادلة في توثيق العلاقة ليس مع المقاتلين في الحركة بل بالجهاز السياسي مع الموتمر الشعبى . وهذا الى جانب تصريح الريئس الحركة في وقت سابق من العام الماضى بانه لا يرضى بالعاصمة العلمانية وتمسكت الطرح الدينى امام حليفها القوى جبهه التحرير مما اعطت اشارة قوية بالمصير الفاشل لمستقبل هذا التحالف.
ثانيا ان الاتفاق الذى ابرامه خليل ابراهيم مع المهدى ريئس حزب الامة . المعارض الاول لاتفاقية بشير-- قرنق . و لا يعنى ذلك الا التفكير في بناء تحالف سياسى جديد اكثر واقعية من التجمع ولم يكن بناءه علي الفلسفة دينية فقط بل علي قاعدة شعبية تمثل غالب اهل السودان ليس في عضويتهما الكبيرة فحسب من كل السودانيين الذين ايدوا الاتفاق مع الحركة الشعبية باية تكلفة بما فيها الانفصال ولكن الشرط الوحيد في نظرهم ان تقضى هذه الاتفاقية علي نظام الانقاذ في اقرب مدة ممكنة . ان التصور الجاد من جانب الحركة الشعبية في تاسيس اسس للشراكة مع المؤتمر الوطنى . احدث احباط كبير في الوسط السودانى, وباتت الانظار تتجهه الى حزب الامة الذى يري ضرورة مراجعة الاسس الاملائية التى وقعت عليها الحكومة بدافع الخوف من النتائج العسكرية العنيفة في دارفور.
وهذا الاتجاه تمثل تهديد حقيقى للاتفاقية التى استخدمت الولايات المتحدة كل قدراتها في صناعتها, او علي الاقل وفرت كل المواد الخام . كان ذلك وراء الموقف امريكا الرافض حتى الاستماع من مبعوث حركةالعدل والمساواة الذى درجوا عليه من اى زائر مهما كان موقفه من دور الولايات المتحدة.
اذا كانت هنالك من الاسباب تجعل ولايات المتحدة . اتخاذ موقف سياسي من حركة المساواة . فان الجهود الذى قام به محمد صالح حربه القائد الميدانى الذى قام بطرد خليل ريئس الحركة لم يكن في نظر الولايات المتحدة كافية للفصل بين حركة العدل والمساواة ونشاط الموتمر الشعبي . وخاصة ان كل الجهاز السياسي بنيت علي تلك الخلفية فان اقصاء الرئيس خطوة قد تكون مهمة ولكن ليس كل المطلوب ,بالرغم من القناعة المتوفرة لدى القادة الاصلاحيين السير فى الاتجاه المعاكس لتصور المؤتمر الشعبي . و لكن هنالك كثيرا ما ينبغى فعله مثل الموقف الجديد من الدولة الدينية . و اتفاقية السلام المبرمة مع الجنوبين.
فالحكومة الاميريكية ليس لديها ما يجعلها ان تعيش في القلق من امر المستقبل السياسي لثورة دارفور و الشئ المؤكد الوحيد لم تستطيع اي من الاحزاب ان تقطف ثمار هذا الجهد علي الرغم من الجهد الكبير من المؤتمر الشعبى في الدعم الاعلامى والصرف بالسخاء الا ان نتائج الحرب تطالهم وان القيادات النشطة من اعضاء المؤتمر الشعبي فى دارفور لم يكونوا جميعا لديهم الحنين للعودة للماضى بشكله القديم و فيهم من لم يفيق من الصدمة حتى الان وبالقطع وقتها ربما يختار العداء لمجمل الموروث السياسى في السودان وليس من الصواب من شئ ان نكذب انكار البعض لعلاقتهم بالمؤتمر الشعبي ولكن علي المستوى الشخصي وان الخطوة التى اقدمت عليها مجموعة التى عرفت نفسها بالقيادة الثورية حصر موقفهم الضد مع الريئس الحركة الذى ما زال عضوا في المؤتمر الشعبي , لربما مبنى علي هذا الاساس
ثم ان الولايات المتحدة التى لديها وجود مستمر وبشكل او اخر في دارفور من المؤكد لديها من القدرة علي معرفة الترتيبات العسكرية الجديدة في الميدان ولا تصلح معها اسلوب الانكار او محاولات تبسيط الواقع بموقف ثلاثة ضابط انتهى الامر بتسليمهم بواسطة حركة التحرير السودان بينما زار المواقع العسكريةعدد من المنظمات والمراقبين و ان المعلومات البالغة الدقة ,لدى السودانين وخاصة اهل دارفور كافية احداث صدمة لدى الزائر من طرف خليل ابراهيم لولايات المتحدة الامريكية فان عدم القدرة علي المواجهه كان السبب وراء التكتم الشديد لنتائج الزيارة. التي تعد فاشلة بكل المقايس الي درجة الاحباط
واذا كان هذا علي صعيد الرسمى فان الموقف الشعبي لم يكن افضل منه كثيرا ان الزائر تعرض لمحاصرة شديدة خاصة في اجتماعه بابناء دارفور في نيويورك في اسلوب نفى الاخر و الاتهام كل مخالفي الراي بالعمالة للنظام واستخدام التضليل الاعلامى في مواجهة قرارت التى صدرت من الميدان القاضية بعزل خليل بدون بذل جهد للرد على الاتهامات بالطرق الخاصة او حتى الاعلام العام والجدوي من التمسك بشخص الرئيس السابق و خاصة ان بعض الاتهامات قد لا يخلو من الصدق منها جعل الحركة منبر للمؤتمر الشعبي وعدم شفافية مصادر تموين الحركة الى جانب الانفراد اعضاء المؤتمر الشعبي في قيادة الحركة والتى قامت علي اكتاف الزغاواة والميدوب وبالتحديد مجموعة كوبى.
ادرك الزائر بان لدى ابناء دارفور ما يكفيهم من المعلومات فيما يدور داخل الحركة مما اضطر الى الاعتراف بوجود مشكلة كبيرة ويحتاج الى جهد كبير لمعالجتها وبهذا الاعتراف وضع دكتور خليل ابراهيم في حرج كبير
بتصريحه فى صحيفة سودانايل عبر الانترنت بانه يواجه ازمة محدودة ونشاط تحريضى مستمر من الريئس التشادى ولكنه معزول . وهرب القائمين به وهم ثلاثة ضباط تم معالجة امرهم بتسليمهم بواسطة حركة التحرير السودان عندما لجأوا اليها وهنا تطال الحرج حركة تحرير السودان التى لم تنف حتى كتابة هذه السطور بانها ساعدت في انتهاء الازمة بتسليم الضباط الثلاثة بالضرورة ان يكون من بينهم محمد صالح نفسه الذى يقترض بان يكون اسيرا لدى مجموعة المؤتمر الشعبي كما يحلو لهم تسميتها لنهاية الازمة . ولا يمكن فهم موقف حركة التحرير خاصة اذا جاء الاعتراف على لسان الناطق باسم الحركة العدل والمساواة الذى كال كل ايات المدح والشكر لدور محمد صالح قائد الانقلاب في بناء الحركة واخلاصه لقضية دارفور واكد بان المشكلة مازالت قائمة ويحتاج الي تضافر حهود من الجميع وخاصة ابناء المنطقة لمعالجتها واكد بان المشكلة لم تكن نتيجة لخلل تنظيمى بقدرما كانت اخطاء الافراد (هذا في اشارة الى قرارخليل ابراهيم في محاولة طرد المهندس محمد صالح لموقفه من الانقلاب العسكري فى الخرطوم وقد رفض محمد صالح اشراك قوات الحركة وبدعوى انهم يقومون بدور مساعد فقط في تنفيذ الانقلاب و بالتالي سيكون دورهم ثانويا في نتائجه السياسية وبل يوفر فرصة نادرة للجلابة من الخروج من عنق الزجاجة و بذلك نفذنا مخططهم بدماؤنا ولعل ذلك لو فعلوه بايديهم لا يكون طعما للتغيير ولا تاثير في البنية السياسية للدولة وهو هدف الثورة في دارفور. وما هو مخطط لنا هو تحمل نتائجها فى حالة الفشل فقط و تمكن من اقناع هيئة القيادة و قضى بعدم مشاركة قوات الحركة في انقلاب و لم يتوقفوا عن الحرب الا اذا كان علي راسه شخصا من دارفور بصرف النظر عن قبيلة التى ينتمى اليها او من احدى قبائل التهميش المعروفة . وهذا الي جانب موقفه من الورقة المقدمة من حركة العدل والمساواة في مؤتمر ليبيا الاول كما يراها محمد صالح انها تعبر عن هموم المؤتمر الشعبي وليست هموم دارفور الثائرة وخاصة التمسك باطلاق سراح الترابى لم يكن قطعا من بين جملة قضايا دارفور بل هم انفسهم يرون ضرورة فعل ذلك اذا ثبت ضلوعه في اسلوب مواجه داؤد بولاد باعتبار ان ما يحدث الان لم يكن سوى مقدمة لما سبق وهى عملية تحريض القبائل ضد البعض بقصد اثارة الفتنة)
والقشة التى قصمت ظهر البعير, موقف خليل ابراهيم من تشاد ويرى صالح ,.بالرغم من الموقف العدائى للرئيس التشادى من قضية دارفور بصفة عامة الا ان موقف رئيس الحركة قد تجاوز حدود الباقة والدبلوماسية معا والانحدار الى الشخصنة وخاصة ان الحركة لا تستطيع الرفض الوساطة التشادية و التي ما زالت قائمة ولربما لاسباب عسكرية يري صالح ان التهدئة مع الزعيم التشادى قد تكون ضرورية عندما قال فى معرض رده اسباب حضور اجتماع امجمينا الاخير بدون تفويض من قيادة الحركة ( نحن في الحدود نري ما لايراه من في اسمرا ولندن ولذلك لابد من ان تكون هنالك مساحة للتصرف وخاصة عندما تتعلق الامر بمسائل وافقت ووقعت عليها الحركة في وقت سابق كترتيبات الانسانية والامنية فان المراجعة وتحديد الخروقات ومع الشريك حركة تحرير ليس هناك ما يصنع انزعاج لاحد الا لاشباع الرغبة العدائية) انتهي.. وما اريد ان اضيفه ان موقف ليبيا من قضية لم يكن افضل من تشاد وهذه الاخيرة علي الاقل وجهت اللوم لحكومة السودان صراحة علي انها المسؤلة عن الموقف القبلي المعقد وتبنت وساطة باعتبار ان الحرب بين المتمرين والحكومة بينما لم تعترف ليبيا بان الحرب في دارفور الا صراع قبلى ويقترح حلولا علي ذلك الافتراض مع ذلك يشدون عليها الرحال ليلا ونهارا مع العلم بانه الشخص الوحيد لم يكن مؤهل لحل قضية دارفور لكونه كبير الجنجويد ولا يري خليل في هذا الموقف ما يسئ الي موقف الحركة ولا حتي جهازه التنفيذى التشريعي . وما يدفع للعجب ان حركة واجهزتها تتحول الي التسول. مع انها الحركة المدللة .
وقد كانت الصدمة الكبيرة للزائر لم يجد من يشاطره الهموم خاصة فيما يتعلق الدفاع عن الرئيس السابق وان كان هو نفسه لم يجتهد في ذلك كثيرا ولكن هنالك منهم من قال صراحة اذا كان ثمن معالجة الامر ذهاب خليل ابراهيم لم تكن بمشكلة ناهيك ان تكون كبيرة و هذا الموقف الميدانى الحرج دفع خليل الى القيام برحلة اعلامية كبيرة الى اوروبا. بقصد صرف الانتباه عما يدور في الميدان. وصحبة الصادق المهدى لبعض الوقت في فرنسا لذات الغرض .وان الجولة الامريكية لم تكن سوى استكشاف نتائج حركة صالح . فان اجتماع نيويورك قضت بتصفية دور المؤتمر الشعبي في حركة دارفور. وان المؤامرة الثلاثية في ليبيا لم تكن سانحة لخم الرماد , كما يبدوا ولكن للمؤتمر الشعبى الدور الاكبر, في اقناع حركة العدالة والمساواة بترك السلاح . مقابل توقف السلطة عن ملاحقته رموزه قضائيا , بتهمه الانقلاب . واطلاق سراح الترابي . وفي الحلقةالقادمة ابعاد تلك المؤامرة.

جبير عثمان الضاوى
الخليج

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved