مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الغزل الانقاذي‚‚ والصّد الأميركي !! بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/15/2005 9:52 ص

أبو بكر القاضي ـــ الغزل الانقاذي‚‚ والصّد الأميركي !!
بعد غيبة طويلة عاد الفنان محمد وردي للسودان‚ وفي جلسة فنية نظمها المهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الداخلية اكتشف وردي ان قيادات الانقاذ تتذوق اغانيه‚ فقال وردي قولته المشهورة‚‚ فيما معناه‚‚ لو انه يعلم ان «كيزان» الانقاذ يتذوقون اغانيه بهذه الصورة لما «طفش» من السودان كل هذه المدة‚‚ فبادل وردي اهل الانقاذ «الود» فعلا وغناء‚‚ فتحول وردي العائد من اميركا‚‚ الى مدافع عن ثورة الانقاذ ومناهض للقرار 1593‚ اما اهل الانقاذ الذين تركوا المشروع الحضاري وراء ظهورهم‚ فقد اقتبسوا من وردي اغنيته «انا‚‚ لا‚‚ ما بنساك» في تعاملهم مع الحكومة الاميركية‚ ومطلع الاغنية المذكورة يقول: «لو بالصّد ابيتيني ولو بالنار حليتيني انا‚‚ لا‚‚ ما بنساك»‚ لقد ظلت حكومة الانقاذ تعازل اميركا قبل «قيامة» 11 سبتمبر وبعدها‚ تارة بالوسطاء‚ واخرى برسائل الغرام‚ وثالثة بالتعاون المبالغ فيه لدرجة الامبطاح‚‚ رغم ذلك لم يرق ولم يحن قلب اميركا التي عزمت على خيار واحد هو اسقاط النظام‚ من يهن يسهل الهوان عليه‚‚ لقد تعلمنا منذ الصغر ان خوفك وتقهقرك امام العدو لا يزيده الا مزيدا من التجاسر عليك والتهجم‚ ان الكلب لا يهجم على الشخص الثابت الجنان‚‚ وانما يهجم على الخائف المطرب‚ لقد خافت حكومة الانقاذ من اميركا ورجفت‚‚ خاصة عندما رأت عيون اميركا الحمراء مثل الكلبة حديثة الولادة بعد 11 سبتمبر 2001‚ لقد تفضل الصحفي خالد الاعيسر بتقديم ترجمة للنص الكامل لما كتبه الكتاتب الصحفي كين سلفر ستين بجريدة «لوس انجلوس تايمز» من الخرطوم بتاريخ 29/4/2005‚ المقال يكشف عن حجم الهزال والسل الذي ضرب نظام الانقاذ‚ وأكل مخ العظام من النظام‚ ان جهاز الامن ورئيسه صلاح غوش الذي يستأسد على المهمشين في دارفور وشرق السودان‚ ويغلق دار حزب الامة‚ ومن قبل دور حزب المؤتمر الشعبي‚ وتهجم على نقد سكرتير الحزب الشيوعي في مخبئه‚ هذا النظام المستأسد علينا‚ نعامة امام اميركا‚ وصف كاتب المقال صلاح غوش «الذي يذكرني بحكم قرقوش» الذي ارسلت له المخابرات الاميركية طائرة خاصة في الاسبوع الثالث من شهر ابريل الماضي لاجتماع سري بالمخابرات الاميركية وصف صلاح غوش قائلا: «طائرة الـ (سي‚آي‚إيه) التي انتظرت على مدرج مطار الخرطوم الاسبوع الماضي ثم فتحت ابوابها لرجل قصير بدين ذي وجه طفولي وشارب رفيع وسيجارة ذات دخان مكتوم هو رئيس الجاسوسية صلاح غوش وعندما استوى على مقعد الطائرة كانت تلك آخر خطوة لتحسين العلاقات مع واشنطن استغل فيها علاقته مع المتطرفين في محاربة الارهاب»‚ اهمية صلاح غوش شخصيا بالنسبة للمخابرات الاميركية تكمن في كونه كان ضابط الاتصال والوسيط بين المخابرات السودانية واسامة بن لادن وشبكته في فترة وجوده في السودان في النصف الاول من عقد التسعينيات عندما فتحت حكومة الانقاذ السوداني لجميع المسلمين فأصبح السودان ملاذا لجميع المتطرفين الاسلاميين الذين تبحث عنهم اميركا الآن لغرض ملف الارهاب الدولي‚ يقول كاتب المقال: في نوفمبر 2001 اصبح لـ «سي‚آي‚إيه» محطة نشطة في الخرطوم تم تأسيس ملف الارهاب وجمع المعلومات عن طريق اجراء التحقيقات المباشرة مع الاشخاص المعنيين من المتطرفين الاسلاميين الذين استقبلتهم الحكومة الاسلامية السودانية باعتبار ان دولة الاسلام هي وطن المسلمين‚ سلمت حكومة الخرطوم محمد ابو زيد اميركي من اصل سوري يعتقد ان له علاقة مع بن لادن ويعتقد انه يسعى لجلب اليورانيوم للقاعدة‚ كما سلمت مبارك الدوري العراقي الذي يعتقد ان له صلة بمقاولات بن لادن‚ كما سمحت المخابرات السودانية لـ «إف‚بي‚آي» بالتحقيق مع مدير بنك الشمال حيث يحتفظ بن لادن بعدة حسابات ! وكشف المقال عن حجم التعاون السوداني مع المخابرات الاميركية الذي وصل درجة الانبطاح: «وبطلب من الاستخبارات الاميركية واصل السودان اعتقالاته للمشتبهين‚ وبعضهم ممن حقق معهم الـ «سي‚آي‚إيه» والـ «اف‚بي‚آي»‚ بعضهم متورط في نشاطات ارهابية‚ والبعض الآخر لهم الفرصة لتبرئة انفسهم من التحقيق‚ يقول يحيى حسين بابكر مصدر اميركي مطلع في شؤون التعاون السودانية «انهم لم يدلونا فقط على الاشخاص (السيئين) ولكنهم ذهبوا وأحضروهم لنا‚‚ يا للعنة الفرنسيون لن يفعلوا لنا ذلك!!»‚ «مصادر اميركية وسودانية اكدت ان حكومة البشير سلمت ارهابيين مشتبهين لمخابرات دول عربية اخرى شملت المخابرات المصرية‚ السعودية‚ والليبية وهذه الاخيرة كانت تمثل رقما شاذا في منظومة العلاقات الاميركية‚ وهي الآن تتعاون معها في مكافحة الارهاب» !! الاشخاص الذين سلمتهم الحكومة السودانية للمخابرات الاميركية للتحقيق هم اسلاميون اقحاح بدرجة «مجاهد»‚ والاشخاص الذين سلمتهم حكومة الخرطوم لمخابرات الدول العربية «مصر والسعودية وليبيا» هم اسلاميون‚ بعضهم متزوجون من سودانيات ولديهم اطفال‚ السؤال المحك: لماذا وافقت الحكومة السودانية على تسليم الاسلاميين لاميركا ولمخابرات الدول العربية والحكومة السودانية لا تملك ضمانات بأنهم سينالون محاكمات عادلة بل تدرك سلفا ماذا سيكون مصيرهم‚ فلماذا ترفض هذه الحكومة تسليم المتهمين بارتكاب فظائع دارفور لمحكمة الجنايات الدولية؟ من اين جاءت حكومة الخرطوم بالفقه الاسلامي الذي يخولها تسليم الاسلاميين لدول معادية للاسلام (اميركا) أو لدول عربية بناء على توجيهات اميركا؟ وبأي فقه اسلامي وأخلاقيات اسلامية تميز الحكومة بين تسليم المتهمين السودانيين وبين الاسلاميين الذين استجاروا بالدولة الاسلامية وأعطتهم الدولة الاسلامية السودانية الأمان؟ اين اخلاقية حكومة الانقاذ من حكومة طالبان؟ لقد رفض الملا عمر تسليم بن لادن‚ وضحى رجال الطالبان بدولتهم في سبيل الحفاظ على مصداقيتهم‚ كما رفض الملا عمر عرض العفو الذي قدم له في الايام الماضية‚ لإدراكه ان قبوله للعفو يعتبر خيانة للشيخ اسامة بن لادن‚ لقد باعت حكومة الخرطوم كل الاسلاميين المستجيرين بها لاميركا بغرض الحصول على رضا اميركا‚ ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ولم تنل سوى شهادة «متعاونة جدا» وشهادة اخرى هي الوصف بـ «الانتهازية» والاحتقار‚ وعدم مكافأة الخرطوم على كل هذا التفاني في خدمة اميركا‚ نعم شهادة انتهازية في هذا الصدد يقول كاتب المقال: «آخرون يشككون في نوايا السودان‚ جون برندر غاست‚ الذي عمل في مجلس الامن القومي ابان ادارة كلينتون الثانية يقول: ان نظام البشير سيبقى ملتزما لمشروع الاسلام الاصولي‚ ان وعودهم بالتعاون محض انتهازية ومصممة لرفع العقوبات عنهم»‚ «ان الله لا يهدي كيد الخائنين» صدق الله العظيم‚ لقد باع اهل الانقاذ قيم وأخلاق المشروع الحضاري ورموا بشيخهم الترابي في السجون والحبس بموجب قانون الطوارئ‚ وكما باعوا الاسلاميين المستجيرين‚ ولم يكسبوا شيئا «فما ربحت تجارتهم» بل سيخزيهم الله في الدنيا والآخرة‚ الترتيبات الأميركية والكندية لحماية شعب دارفور لقد قامت حكومة الخرطوم ببناء اكبر وأقوى جهاز استخبارات في افريقيا جنوب الصحراء وذلك لحماية النظام الانقلابي الذي فقد سنده الديني والاخلاقي عندما تخلى علنا عن مشروعه الحضاري الاسلامي‚ وباع الاسلاميين ولم يتوجه الى الشعب لايجاد سند شعبي بديل‚ وعجز عن تقديم برامج وخطط لحل مشاكل الجماهير خاصة في المناطق الطرفية المهمشة‚ واعتمد النظام فقط على «قوة» اجهزته الامنية‚‚ واستخدم «القوة» والحلول الامنية لحل المشاكل السياسية‚ وأكبر مثال لذلك قضية دارفور‚ مشكلة اهل الانقاذ ان امرهم ليس شورى بينهم‚ فالقرارات تتخذها الاجهزة الامنية‚ مشكلتهم انهم لم يأخذوا بالقاعدة الدينية (الدين النصيحة)‚ فقد ظلت الاجهزة الامنية تنفذ حلولها الامنية في دارفور (تسليح القبائل وسياسة فرق تسده واستخدام الجنجويد‚ الابادة الجماعية والتطهير العرقي‚‚ الخ)‚ ولم يبرز صوت العقل «المسلم» الا بعد صدور قرارات مجلس الامن (1590‚ 1591‚ 1593) فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون‚ بل ظهر الصوت العالي داخل المؤتمر الوطني الذي يقول: لماذا نضحي بدولتنا من اجل حفنة من المجرمين نعلمهم ويعلمهم العالم اجمع لهم تاريخ حافل في الارهاب منذ محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك؟ ان قضية شعب دارفور تمثل الحالة النموذجية لاحداث نقلة نوعية في تطوير القانون الدولي لتجنيب العالم تكرار مآسي الابادة الجماعية التي وقعت في رواندا‚ والتطهير العرقي في تركة يوغسلافيا ومشاكل البلقان ــ البوسنة والهيرسك وكوسوفا‚‚ الخ في العقد الاخير من القرن الماضي‚ لماذا حالة دارفور ــ السودان حالة نموذجية؟ 1- قضية دارفور لم يصنعها الاستعمار الاوروبي وانما هي نزاع سوداني ــ سوداني سواء على المستوى المحلي «بين رعاة ومزارعين‚ بين العرب والقبائل الزنجية» او على المستوى القومي «صراع الهامش ضد المركز»‚ 2- قضية دارفور حالة نموذجية لتطبيق نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998‚ بمحاكمة المتهمين بارتكاب الفظائع في دارفور‚ ووجه النموذجية هو ان نظام الخرطوم بانتهاجه للحلول الامنية وابادة شعبه قد اعطى المبرر الاخلاقي بل والواجب القانوني للمجتمع الدولي لفرض الوصاية على هذا النظام غير الرشيد بشهادة ابنائه وشهادة العالم اجمع‚ 3- التدخل الدولي في الجنوب بموجب القرار «1590» وفي دارفور بموجب القرار «1591» تم بناء على طلب شعب جنوب السودان الذي ذاق الابادة من الحكومة المركزية وخرق العهود‚ وبناء على طلب شعب دارفور ممثلا في حركتي التحرير والعدل والمساواة‚ وكوادر الاخيرة المنتشرة في أوروبا وأميركا‚ 4- التدخل الدولي في الجنوب يتم الآن نهارا جهارا برضاء الحكومة سيدخل «10 آلاف جندي» تنفيذا لقرار مجلس الامن رقم «1590»‚ وسوف تكتمل هذه القوة خلال ستة اسابيع في أو قبل 9 يوليو 2005)‚ 5- التدخل الدولي في دارفور سيتم بموجب القرار رقم 1591 والذي قبلت به حكومة الخرطوم‚ وهو قرار يضع دارفور الكبرى تحت وصاية الامم المتحدة‚ ويفرض حظر الطيران الحكومي على الاقليم الا باذن مجلس الامن ! الوضع في دارفور يختلف تماما عن العراق وأفغانستان بالآتي: أ- التدخل في العراق لم يستند الى الشرعية الدولية‚ في حين ان التدخل في دارفور يأتي تنفيذا للقرار 1591‚ لهذا السبب «كذب» من قال ان حلف الاطلسي لا ينوي التدخل في السودان وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقد طلب الاتحاد الافريقي من حلف الاطلسي تقديم التجهيزات والدعم اللوجستي من نقل وغذاء وايواء «ومن جهز غازيا فقد غزا»»‚ وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )‚ وكذلك يناقش الكونغرس الاميركي قانون محاسبة مجرمي الحرب في دارفور الذي اجازه سلفا مجلس الشيوخ‚ وفي كندا سيعلن رئيس الوزراء الكندي هذا الاسبوع خطة التدخل في دارفور الطبخة على نار هادئة‚ ب- المعارضة السودانية المسلحة المسنودة شعبيا‚ معارضة المهمشين احفاد تورشين التي ليست على شاكلة معارضة تجمع أولاد البحر الناعمة‚ هذه المعارضة «المسلحة» ليست من صنع المخابرات الاميركية (لا قرضاي ولا علاوي)‚ تعرف كيف تبني السودان الجديد عن طريق تحالف المهمشين ولن تجمد دور الحماية والمساعدة بالتدخل الدولي «الحميد»‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved