بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ) صدق الله العظيم .
رغم إختلاف الرؤى وتباين الاراء من كل القوة السياسية فى موضوع الدستور المزمع إلا إننا نجد أن الحكومة والحركة الشعبية يصران على ربطه بالسلام لتمريرة وتمكينة لادارة شئون البلاد وتصريف مهام الدولة يعنى سياسة الامر الواقع .
هذا إذا إفترضنا جدلا أن كل القوة السياسية فى البلاد التى تمثل كافة قطاعات الشعب السودانى العظيم ترفض تلك الخطى المتعثرة وما يتبعها من مخاطر فمن فى ظنهم سوف يحكمون وعلى من ذلك الدستور يطبقون ؟ وهل سوف يتم ذلك بالكرباج والتسلط والجبروت ؟
العقل والمنطق محتاران وفى صراع موضوعى ! هذا إذا سلمنا بأن إتفاق السلام كان بالأمس ثنائيا ولم تشرك فيه كل القوة السياسية ولم يكن بإجماع أهل السودان العظيم إذا لماذا الاجماع على هذا الدستور اليوم ؟ ولماذا الركض خلف هذه القوة السياسية المغيبة بالامس وحاضرة الان ؟
والله صراحة أنا محتار وكثيرين من حولى ... هذا إذا أجمعنا أن هنالك قضايا كبرى ومن الاهمية بما كان تهم الوطن وتحتاج الى إجماع وطنى لا زالت معلقة مثل قضية دارفور الانسانية وهؤلاء النازحين ومصيرهم المجهول والشرق الثانيه !
نقولها صراحة أين موقع دارفور من هذا الدستور اليست هى جزء من هذا السودان العظيم ؟ ام هذا أيضا نوعا اخر من التسلط والتعالى والغطرسة والهيمنة ! ... هذا أشبه بمثل يطلقه كثيرا أهل دارفور فى مثل هذه الاحوال الغريبة التعيسة الملبدة بالغيوم ولا يعلم مداها إلا الله ( قبل الحزن ممشوطة قطاطى ) وياليت القائمين على الامر يتفهمون المستجدات ومجريات الامور .
فإذا جازت لنا وطنيتنا أن نقول ليس هذا هو الوقت المناسب للدستور ومن الحكمة والمعقول التمسك بالقومية وبسط الحريات والتراضى في ماهو ماضى خير وأفيد كثير من العنجهية والازدراء فاليوم لك وغدا عليك .
حتى لا يفوتنا الركب نحن أهل دارفور وإذا كنا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن وغدا سوف يطبق علينا هذا الدستور الفج نطالب الحكومة والحركة معا بتأجيل ذلك الى حين إنتهاء المصيبة التى المت بنا فقد تضررنا كثيرا من هذه الحرب اللعينة التى فرضت علينا مكرهين وتوقفت مصالحنا وضاع كثيرا من الوقت هذا إذا علمنا ان هنالك ملايين من المشردين والنازحين فى دول الجوار .
كان من الافيد والاجدى والاحرى بهم أن تكون أولوياتهم فى لم الشمل والاستقرار ومن ثم نرى اليات للحكم ولا أظن أن الحركة الشعبية ترفض لنا مثل هذا الطلب المشروع فهم كانوا بالامس فى مثل حالنا اليوم ، حتى يكتسب ذلك الدستور الصبغة القانونية والاجماع القومى فالسودان العظيم اليوم فيه الناس سواسية كأسنان المشط حتى ولو لحين ، حيث لا نريد أن نكون مواطنين درجة ثانية وهذا هو نفس الشعار الذى رفعته الحركة الشعبية فى يوم من الايام ونقول لهم ما لا ترضاه لنفسك لا نرضاه نحن لانفسنا هذا إذا كنا جزء لا يتجزأ من هذا السودان العظيم .
ما نطالب به حق شرعى تكفله لنا حقوق المواطنة ، حيث ينبغى على مفوضية الدستور الرجوع الى المواثيق الدولية وحقوق الانسان فنحن لسنا خراف تباع وتشترى لنا مثل ما لغيرنا ... ونقول للوطن العظيم سيد نفسك مين اسيادك .
آدم محمد إسماعيل الهلباوى