مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل هي مظاهرات من أجل أثبات قدسية المصحف الشريف أم تصفية حسابات مع الولايات المتحدة ؟؟بقلم ساره عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/14/2005 1:10 ص

لقد نشرت مجلة نيوزويك في عددها الاخير تقريرا أشار الي واقعة حدتث في معتقل غوانتانمو الواقع في الخليج الكوبي ، وذكر التقرير ان المحققين الامريكيين تعاملوا بازدراء مع القرأن الكريم حيث قاموا برميه في مكان القذارة وذلك كوسيلة ضغط علي السجناء ، وأول بلد تعاملت مع هذا الخبر هو افغانستان عندما اشتعلت المظاهرات في مدن الشمال المحافظة ثم تلتها مدينتي جلال أباد في الشرق وكابول في الوسط ، ومات عدد من رجل الشرطة والمتظاهرين خلال هذه المواجهات لأن المظاهرة تحولت الي أعمال شغب أدت الي تحطيم عدد من مكاتب الاغاثة الدولية ، وعلي الرغم من ضيق وسائل الاتصال في افغانستان بسبب الظروف المعيشية المتردية التي يعاني منها سكان هذا البلد المنكوب الا أن خلفيتهم الاسلامية جعلهم يتفاعلون مع هذا الخبر بسرعة فاقت ردة فعل رصفائهم القطريين والسودانيين والذين هبوا متأخرين من أجل انقاذ المصحف الشريف ، واضف الي ذلك ان 520 من المعتقلين والذين يبلغ عددهم 600 معتقل هم من افغانستان وباكستان أو بالأحري من عرق البشتون الذي وقف مع طالبان في حربها ضد الولايات المتحدة ، وبعد أيام أنتقلت حمي المظاهرات الي غزة وقطر والسودان ، ووجد خصوم الولايات المتحدة الفرصة التاريخية من أجل تاجيج العداء ضد الولايات المتحدة ، فعقد الشيخ القرضاوي مؤتمرا صحفيا في الدوحة وطالب الادارة الامريكية بايجاد تفسير لهذا العمل كما أنه هدد أمريكا في حالة عدم الرد( بأنهم سوف يلجأون لوسائل أخري ) من غير أن يسمها ولكن هذه الوسائل بالطبع لن تصل الي حد طرد المارنز من قاعدتي السيلية والعيديد القطريتين ، فالوجود الامريكي في قطر تعتبر مناقشته في وسائل الاعلام من المحرمات ، ومن أغرب الذين خرجوا للتنديد بهذا العمل كوادر المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والذين أيضا كان يملكون اجندة غير القضية التي خرجوا من أجلها وهي تدنيس المصحف الشريف من قبل المحققين الامريكيين ، فالمعلومة وصلت الي السودان متأخرة علي الرغم من مرور اسبوع علي نشر التقرير في مجلة النيوزويك ، فالعدد الذي خرج في شوارع الخرطوم كان أقل من الطموح ولا يرتقي الي بشاعة الحدث اذا علمنا أن النظام قد أخرج مليون متظاهر في السابق من أجل الدفاع عن مليشيا الجنجويد ، ولم ينسي المتظاهرون أن يدعوا الي قطع العلاقات مع الولايات المتحدة كما كان بعضهم يحمل شعارات تندد بالقرار 1593 ، وفي مصر خرج مرشد جماعة الاخوان المسلمين عن صمته وزايد ايضا علي القضية المجانية التي وفرها له الاعلام الامريكي ، كل هولاء الهتيفة ما عدا الافغان كانت لهم حسابات سياسية مسبقة مع الولايات المتحدة ، ولكن هناك نقطة لم ينتبه لها كل هولاء الذين خرجوا الي الشوارع وهم يحملون الشعارات التي تنادي بهلاك الولايات المتحدة وزوالها من الوجود أن هذا التقرير مصدره وسائل الاعلام الامريكية وليس وسائل الاعلام العربية والتي عادة ما تبرع في دفن الحقائق وعدم نشرها للعلن ، وعندما حدثت أزمة سجن أبو غريب كان الذي سرب الخبر هو أيضا وسائل الاعلام الامريكية، وعلي الاقل أعترفت أمريكا بالذنب وقدمت بعض المتهمين للمحاكمة وحتي ان لم تصل هذه المحاكمات الي مستوي الجريمة البشعة ، فقد حكم علي الرقيب غارنر بالسجن لمدة عشر سنوات مع تجريده من الرتبة العسكرية والمعاش ، وأما الجندية انغلاند فقد أعترفت بالجرم ولكن لم يتم اسقاط التهم عنها وسوف تسجن أيضا لمدة 7 سنوات وهي فترة غير قصيرة لفتاه في مقتبل الشباب ، ولو حدتث هذه الجريمة في عالمنا العربي لما خرجت الي العلن ولكانت نسيا منسيا في أضابير الماضي .
وأذكر ان الجنرال ( مارك كيمت ) المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق في رده علي أزمة سجن أبو غريب أشار الي أن مصدر الخبر هو الجنود الامريكيين والذين أنبهم ضميرهم الواعي والنبيل عندما عمدوا الي تسريب الخبر الي الصحافة ، وقد قدمت آمرة السجن استقالتها علي الرغم أنها لم تكن تعلم بأمر هذه التجاوزات وأن المحققين قاموا من ورائها باصدار الاوامر للشرطة العسكرية والتي تتبع لها وطلبوا منها ممارسة وسائل غير تقليدية في سبيل نزع الاعترافات من العراقيين .
ولكن ماذا حدث عندما أقدم المشير البشير وزمرته علي قتل 300 ألف مواطن في دارفور واغتصاب مئات النساء وتدمير المنازل والقري وحرق الثمار والزروع ، غالطت أجهزة الاعلام السوداني الوقائع وزعمت أن الصراع سببه الصهيونية العالمية ، ولكن نظام الخرطوم الان يصدق تقارير الصحافة العالمية اذا كان الامر يتعلق بتوجيه الاتهامات الي الادارة الامريكية ، وهذه التقارير سوف تكون مفبركة وكاذبة اذا اشارت الي ان عدد الضحايا في دارفور يتزايد أو أن الطيران الحكومي لا زال يقصف القري والمخيمات .
ان الادارة الامريكية لن تستفيد شيئا من تدنيس القرأن الكريم لأن الدستور الامريكي يحرم المس بالاديان والمعتقدات كما أن حرية العبادة والفكر متاحة في الولايات المتحدة أكثر من أي بلد عربي ، وكلنا نذكر الزيارة التي قام بها الرئيس بوش لمقر منظمة ( كير ) الاسلامية وكيف نزع أحذيته عندما دخل الي المسجد كدلالة علي احترامه لهذا المكان الطاهر ، وان المسلمين في أمريكا هم الذين لهم حق تحديد صدق هذه الواقعة من كذبها بحكم معرفتهم بما تنشره وسائل الاعلام الامريكي والتي كثيرا ما تمارس التحريض في نشرها للتقارير التي تمس الدين الاسلامي ، وهي تعلم ردة الفعل في العالم العربي والتي تسيطر علي أدمغته تيارات سياسية لها عداواتها القديمة مع الولايات المتحدة ، وردة الفعل هذه سوف تزيد من الشقة والخلاف بين العرب والولايات المتحدة ، فالذين خرجوا للشوارع كانت لهم قراءة بعيدة عن النص عندما دعوا الي قطع العلاقات مع الولايات المتحدة ، كما اننا لن ننساق وراء دعاوي الشيخ يوسف القرضاوي والذي أصدر فتوي في السابق تبيح قتل كل الامريكان المحاربين منهم وغير المحاربين ، فيجب أن لا نعطي الفرصة لمن يتاجر ويخفي حربه ضد الولايات خلف الشعارات البراقة ، فكما صدقنا تقرير مجلة النيوزويك فعلينا أيضا ان نصدق تصريح الجنرال ريتشارد مايرز عندما قال ( ان التحقيقات لم تصل بعد الي نتيجة أن المحققين قد أساءوا للقران الكريم ، ولماذا لا نصدق مايرز أليس هو أيضا صوتا مسموعا داخل الولايات المتحدة ؟؟ أم أن الحقيقة أصبح يملكها كتاب النيوزويك ويك فقط وغابت عن كل الشعب الامريكي ؟ظ

ولنا عودة
ساره عيسي

[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved