رفعت ميرغني/ القاهرة
مازال الأستاذ عثمان ميرغني يلعب دور الرائد / يونس محمود في سنوات الجبهة الأولى فهاهو بعد نصيحته ( الغالية ) التي وجهها للإمام الصادق المهدي في يناير الماضي وبعد (تطبيله) الأعمى لأولياء نعمته ، يراوده حُلمه القديم المتجدد بالتجني ، والنيل من الإمام الصادق المهدي ، وهي غايات بعيدة المنال .
* يقول الأُستاذ عثمان ميرغني أن الإمام الصادق المهدي بات خارج دائرة الفعل السياسي التي دخل ملعبها طرفي إتفاقية يناير ، وعثمان ميرغني وغيره من كتاب النظام يعلمون يقيناً الدور الذي يقوم به الصادق المهدي لتقويم إتفاقية يناير الثنائية والمجحفة في كثير من بنودها ويعلم جيداً مدى نجاحه في تعبئة الرأي العام تجاه عبث النظام وشريكه ومهما كانت الرعاية الدولية لاتفاقية نيفاشا ورغم ما يوضع من قواعد قمعية و مقيدة لحريات أهل السودان من قبل طرفي الشمولية الجديدة فلن يكون مجدياً للنظام والحركة غير التشاور وأخذ الرأي من أهل السودان حول مستقبله الذي لن يكون بمقدور القوى الأجنية تحديده رغماً عن أنف أهل السودان ،كما يعتقد عثمان ، ويعتقد دعاة الشمولية الجديدة .
* ويواصل صاحب حديث المدينة في تجنيه الذي إمتد ليطال الشعب السوداني والذي يراه الأستاذ غير مهموماً بما يجري في الساحة ، إنها حقاً لغة الشمولية وأذيالها ، فكيف تحول الشعب السوداني من أسد هصور إلى قطة مسالمة لا تأبه بما يُخطط على ساحة الوطن من قبل بعض أبنائه الذين تطربهم طبول الشمولية وترضي غرورهم مكاسب آنية رخيصة على حساب مصلحة أهل السودان قاطبة ، كيف تحول ُمفجر أكتوبر وأبريل وكاسر شوكة الإستعمار إلى متفرج في أمور تهمه ومرتبطة ارتباطا وثيقاً بأمنه وأمانه وهموم عيشه ، والأستاذ يفترض إفتراضات لا ينسجها ولا يقبلها إلا خياله الخصب منها ان الشعب السوداني بات في حالة غيبوبة لن تفوقه منها أحوال الوطن السياسية ويفترض أيضاً :
* أن الإمام الصادق أرهقته هواجس الإغتيال، التي نجح بعض زملاء الأستاذ بإقناع الإمام بها حسب زعمه ، ويفترض الأستاذ أن هذه الهواجس هي السبب في بقاء الإمام بالخارج ، وقطعاً هذا غير وارد لأن الإمام الصادق كان قد أعلن أنه ونسبة لإرتباطات مسبقة ومحددة قبل شهور وليس لهواجس كما زعم صاحب المقال والذي عُصبت عيناه عن قراءة مقابلات الإمام مع الصحفيين في تلك الفترة . الإمام الصادق المهدي ليس من أولئك الذين يخشون الموت كما يخشون الإنتقال من كراسي السلطة تماماً وهو يعلم أن الحصن الحصين له بين جماهيره التي ذادت عن الوطن عبر تاريخه الممتد ومستعدة لتقديم الأرواح والدماء فداء ً للوطن وذوداً عن إمامها الذي حملها في سويداء قلبه وحملته في حدقات العيون ، إن بُقعة الشرفاء هي أكثر بقاع الأرض أماناً للإمام ولعل الاُستاذ مازال يذكر السبب الرئيسي في فشل مهمة الخُليفي الإرهابية التي إستهدفت السيد الصادق المهدي ضمن ما إستهدفت ، فقد قال الخليفي في إعتراف سُرب عنه أن السبب الرئيسي في فشل مخطط مجموعات الظلام هو التأمين المحكم والحراسة الساهرة والمكثفة التي يقوم بها الأنصار لحماية الصادق المهدي . إن الأنصار هم الأقدر والأحرص على حماية المهدي من صقور الجو دعك من بغاث الطير .
* إفترض السيد عثمان ميرغني أن بقاء الإمام الصادق المهدي بالخارج نتيجةً لإقتناعه بما كتبه بعض زملاء الاُستاذ و تجدني وغيري في حيرة وتساؤل أيُ الزملاء قصد الأستاذ ؟؟ هل قصد الذين نصحوا الإمام أم أنه قصد من هددوه تلميحاً وتصريحاً والذين هم على شاكلة إسحاق فضل الله ؟؟ ثم أننا سمعنا (الكلام في خشُم أسياده ) فما لنا بما يكتبه زملاء الأستاذ : سمعنا ما صرح به نائب والي دنقلا من إهدار لدم الإمام وللفرنسيين حيثما وجدوا وسمعنا تصريحات وزير الحكم الإتحادي الذي قال أنهم جاءوا لوأد الأحزاب التقليدية وأنهم سيحررون شهادة وفاتها ، ومعلوم أن ( الأفكار لا تموت ) كما قال مجذوب الخليفة، ولكنهم سيعملون على تغييب من ينتج الأفكار ولعل أحاديث بعض قادة النظام ونبرة الحقد التي يتحدثون بها عن حزب الأمة وعن قيادته توضح جلياً ما يفكرون فيه تجاه الحزب وزعيمه . إذاً فالأمر واضح ولا يحتاج إلى من يكتب ليقنع الإمام بحقيقة مخطط الإغتيال ، مع احترامي الشديد لمن ناشد الإمام بضرورة البقاء خارج الوطن ، إن فرضية مُخطط الإغتيال قائمة مادام هذا النظام قائم ولكنها حتماً لن تمنع الإمام من التواجد بين جماهيره وعلى تراب وطنه .
* يفترض الأستاذ أن الإمام رحب بقرار مجلس الأمن رقم 1593 لأنه يعني إسقاط النظام ، رغم أن إسقاط النظام بشتى الوسائل المشروعة ظل حلماً عمل، ويعمل، غالبية أهل السودان على تحقيقه ، فالإمام لم يرحب بقرار مجلس الأمن لإفتراضات متعلقة بإسقاط النظام عبر المحكمة الدولية ، ولكنه أيده لأسباب منطقية وقانونية وعقلانية أعلنها مقرونة بالحجج والبراهين ولعل الأستاذ قد إطلع على هذه الحجج ولكن الغشاوة التي بعينيه حرمته من متعة التحليل السليم ويبدو أن الغرض يحجب الرؤية عن البصر والبصيرة ، سيظل كتاب النظام الذين راق لهم العيش في كنف الشمولية ينفثون سمومهم في إتجاه الإمام الصادق طالما أنه قرر التصدي للشمولية ولدعاتها القُدامى والجدد ولأنهم لايعلمون أن سمومهم هذه لاتضعف الإمام بقدر ما تقويه ، هؤلاء الكتاب مثل (البف باف ) يبتعد عنهم كل من كان ذوقه سليماً .