الإنقاذ تأبى الضل ... وتقعد فى الحراية !

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج ) صدق الله العظيم .

كثيرا مانسمع أن المطلوب فى حل قضايا السودان المصيرية أن تكون بالجدية والامانة وأن يكون الحور سودانى بدلا من أن يكون الحل من جهات خارجية وبافكار اجنبية ، وهذا بكل المقاييس كلام معقول وفهم راقى وعين المنطق .
لكن السؤال المهم ماهى الالية والدلالة على أرض الواقع عندما تحجر الحكومة على قادة منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي بالداخل وتحظر سفرهم الى مؤتمرات ليبيا تضامنا مع إخوتهم ابناء دارفور ! وايضا عندما تتعارض افكارها وتعارض تسجيل هذا المنبر كأحد مؤسسات المجتمع المدنى ولم يتم ذلك إلا على مضض وبعد عناد وذلك بعد وصمه بالجهوية !
هل ياترى فعلا حققت الانقاذ ما وعدت به عبر جميع المنابر فى بسط الحريات وقبول الرأى الاخر بتراضى ؟
إذا كنا فعلا نريد حلا حقيقيا منصفا لقضايا السودان المصيرية لتحقيق سلاما مستداما مرضيا للجميع ، ينبغى أن يكون التعامل بالصدق وشرف الكلمة بعيدا عن التصنيف والتحقير . فالموضوعية والمنطق تحتمان أن يكون الحوار سودانى والحل سودانى وبافكار سودانية هذا اذا سلمنا أن هنالك قرى حرقت و نازحين مشردين هائمين على وجوههم والذين اصبحت قضيتهم أكبر من كل وقت مضى يسعى الكل لإعادتهم وعودتهم الى ديارهم وحيث أن هنالك مجتمعا دوليا يطالب بحل القضية الانسانية فى دارفور حتى تستقر الاحوال وتتحسن احوالهم النفسية والمعيشية .
فإذا رأينا كيف كان إجماع أبناء دارفور فى تقديم قيادة منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي بالداخل لرئاسة تلك المؤتمرات فى ليبيا حيث أن أهل دارفور سنين مدركين لمعنى ( إذا كنتم ثلاث فأمروا أحدكم ) هذا من جانب ، اما اذا تابعنا البيان الذى نشرته صحيفة سودانايل المرموقة بتاريخ 8 مايو 2005 للجنة التنفيذية للنازحين بولايات دارفور والتى رأت فيه أن مصداقية الحوار لاتتم إلا عبر منبرين ابوجا وهذا المنبر وما أبدته من ثقة فيه يؤكدان أن هذا المنبر ليس كما تعتقد الحكومة التى تتجاوزه دائما . هل هذا نوع آخر من التعالى والفوقية البغيضه أم ماذا ؟ الكثيرون يرون أن تجاوز هذا المنبر ليس من المصلحة فى شئ ، كما يرون أن التعامل مع هذا المنبر ربما يوفر للحكومة الكثير من الجهد والسفر والانفاق الذى هو احوج مايكون الناس إليه . لأن قادته من أبناء دارفور ويعرفهم الجميع ويثقون فيهم . إذا ينبغى التعامل والتفاكر والتشاور مع هذا المنبر حيث أن ديباجته تقول هو أصلا من دارفور وللحوار والتعايش السلمي وليتكم تعلمون .
فى هذا يحضرنى عندما أتى الوزير المفوض والمسئول عن ملف مشكلة دارفور الدكتور مجذوب الخليفة إلى الرياض وتحاور معنا كمنبر دارفور للحوار والتعايش السلمي فى كيفية عمل لقاء له مع ابناء دارفور بالمهجر بمختلف مشاربهم والحمد لله فقد تم ذلك وتم له ما أراد إلا إنه سأل سؤالا لازال فى الذاكرة قال لنا إنتو منبر دارفور للحوار والتعايش السلمى قلنا له نعم قال يعنى انتو معاكم الفريق ابراهيم سليمان قلنا نعم قال لنا ( نحن لانحى الموتى ) وكان ردنا له بعبارة يرددها كثيرا أهل دارفور أن ( الحى أبقى من الميت ) وقتها فهمنا مايرمى إليه الوزير لكن ياترى هل هو فهم مانرمى إليه ! الله اعلم .