ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
شيزوفرانيا الانقاذ بقلم خالد الاعيسر
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 5/12/2005 2:31 م
شيزوفرانيا الانقاذ خالد الاعيسر* [email protected] كلمة (الإنقاذ) خارج جغرافية السودان حروفها سبعة ومعانيها حميدة وعادة ما تكون متصلة بالنجدة والخلاص لمن هو في ورطة ما، أما في السودان فهي الورطة بعينها سيما أنها تمثل عند السودانيين فئة جعلت كل شيء يبدو رمادياً مقلوباً رأسه الى الأرض وجذوره نحو السماء. وعندما يُأتى بذكرها تعلو الوجوه حالة بؤس وإحباط لأنها ارتبطت عندهم بمعاني التصدع والفرقة والمحسوبية وكل ما يدلل على الضعف والانتقاص. تخيلوا لو أن مياه نهر النيل تجري من ناحية الشمال لتصب في الجنوب فهل بالإمكان العيش في السودان ومنطقة البحيرات؟.. أليست هذه ورطة يحتاج معها أهل السودان ومنطقة البحيرات إنقاذهم الى يابسه تقيهم شرور الغرق والفيضان؟.. تخيلوا أيضاً لو أن تعاوناً استخبارياً يربط مخابرات الانقاذ "الإسلامية" و الـ "سي أي أيه" وأن صلاح قوش وجهازه (عيون وآذان الأمريكان في السودان ودول الجوار)، أليست هذه ورطة يحتاج معها أهل السودان ودول الجوار الى إنقاذ؟.. الانقاذ تغنت دوماً بأنشودة (الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا) فكيف يستقيم الأمر عند "البسطاء" في السودان وبلاد العرب والمسلمين؟.. أم أنها مزحة (أن لم تكن خبر مدسوس) أريد بها تشويه صورة السودان وشيزوفرانيا القسم العظيم؟. حدثني أحدهم أن كثير من السودانيين العاملين في مواقع حساسة بدول الخليج سيتم ابعادهم عن مواقع القرار والنفوذ خشية ارتباطهم بالمخابرات التي هي عيون وآذان الأمريكان.. فهل تريد الانقاذ أن تزيد من معانيها السالبة لتلاحق السودانيين خارج جغرافية نفوذها وسلطانها؟ *** أطل الدكتور وزير الخارجية عبر إحدى الفضائيات وملامحه على غير ما عرف عنه "بؤس وحزن.. والله يلعن صحيفة لوس أنجلوس تايمز.. وحاله يشابه حال الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عندما بدأت صحيفة الواشنطن بوست البحث في خبايا وأسرار ملف فضيحة ووترغيت واضطر نيكسون بعدها الى الاستقالة".. فقد اجبر الوزير الدكتور على مغالطة التاريخ عندما قال: (أنا من جانبي لم أذكر شيئاً من هذا القبيل وفي الفترة الأخيرة لم أقابل أي صحفي أو اعلامي أمريكي مطلقاً، أما عن التعاون الاستخباري "فهذا تعرفه الأجهزة الأمنية وتلّم بتفاصيله!"، والخبر ده ممكن يكون مدسوس من جهات تريد أن تشوّه صورة السودان؟). لا أدري لماذا لم يفكر الوزير الدكتور ولا حتى حكومته في الاستقالة على طريقة نيكسون؟.. لكنه اختار التحدث بضمير المتكلم (أنا) ليتماشي وضرورات التسويق لتبرئة جهته ونسي "أن لم يكن قد تناسى" من ركِبوا ركَبُه لأن المتسولين دوماً لا يَمْلِكون حقّ الاخْتِيار!.. بعدها أطل اليوم العالمي لحرية الصحافة ولا يزال كُتاب الانقاذ رواد جيادها المتعثرة في معية رفقتها اليائسة.. يؤذّنون ليل نهار.. دونما انقطاع.. يبتغون الفتات.. سبقهم الركب في قطار الشرف.. وغلبهم المسير الا فوق جماجم الأبرياء الضحايا المغلوبين في دارفور وعموم السودان.. بعد أن طبلّوا وزمرّوا.. هللوا وكبروا.. وابتدعوا البدع وسبحوا عكس التيار.. لكنهم صمتوا هذه المرة؟!.. وقديماً قيل: ذهب الحمارُ يطلب قْرنين فعاد مقطوع الأُذنين!..
