منذ أخذت الرواية في السودان , توظف التاريخ في اطار تحليلها للظاهرة الاجتماعية , التي تشكل المحتوى السردي , بأحداثه ودلالاته .. منذها أصبح التاريخ , بعدا أساسيا في الفضاءات التي تحيل الرواية الى ملابساتها . وبهذا المعنى كونت ملابسات التاريخ في " موسم الهجرة الى الشمال " للطيب صالح , شخصية مصطفى سعيد .كشخصية " منبتة " !! ووسمت هذه الملابسات مستر سعيد , بآثار عميقة .
كما لم يكن التاريخ بعيدا عن " الغرباء " الذين حفلت بهم رواية " احمد حمد الملك " : ( عصافير آخر أيام الخريف ) , المحتشدة بحكايا الذاكرة الشعبية . والناهضة في الشفاهي , والاسطوري والفانتازي .وهي تبحث بين كل هذه العلاقات , التي تربط الغرباء , وتحكم علاقاتهم في الجغرافيا , التي يوجدون فيها . كذلك اولئك الرجال " الجراد " في رواية " محمود محمد مدني " ( جابر الطوربيد ) , وما وسم علاقاتهم من عنف وعنف مضاد .
وقد ارتبطت ملابسات التاريخ في الرواية في السودان , برمزية " الغريب " , الذي يرتبط بالتغيير والتحديث . الغريب الوافد . فهي _ هذه الفكرة _ شهيرة في التراث الابداعي الانساني , ونجد أن مدياتها قد توسعت في السرديات العربية , وكذلك السرد في السودان . لارتباطها باثواءات وجدانية عميقة . فهي صنو المنقذ " المنتظر "أو المخلص الذي حملت اسمه في رواية فرانسيس دينق ( بذرة الخلاص ), ذلك المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا !!..
وهو ما يمثله " فارس " , بطل هذه الرواية " بذرة الخلاص " , بكل ملابسات تأريخ جده " رزق " الذي استرق ولم يعد تأريخه , وتواصله مع أسلافه سوى حنين بعيد ..
وبذرة الخلاص , لم تقل عن طائر الشؤم, رواية فرانسيس دينق الاولى , في اثارة الاهتمام بالقول الروائي الجنوبي الصاعد , منذ عقد تسعينيات القرن الماضي , بما مثلته هذه الرواية , من حالة التباس . بين مستوى الحكاية ومستوى القول , ما أربك المتلقي في تحديد الجنس الذي تنتمي اليه هذه الحكاية. كما عبر الكثيرون . . ربما يأتي هذا الالتباس , من هيمنة الراوي / الكاتب , على شخصياته , في كل دقائق العلائق التي تربط بينها , والقوانين التي تحكم وتصوغ أفعالها وردود أفعالها . بما انسحبت هذه الهيمنة على التكنيك , وتقنيات السرد والشكل . فكان الزمن تعاقبيا , كزمن الرواية الكلاسيكية , والسرد حرا مباشرا , لقول يلتبس في الحكاية , وحكاية تلتبس في القول - استنادا الى بعض المفاهيم المنهجية ليمنى العيد : الراوي الموقع والشكل " بحث في السرد الروائي " - لكنه قول مميز . يتماهى في الحكاية , بحيث يشكلان معا حالة الالتباس بين مستوى الحكاية ومستوى القول , وصعوبة التمييز بين الحكاية والقول , تعود هذه المشكلة في بنية الرواية الحديثة وفي جانب هام من هذه الصعوبة , الى تراجع الحكاية , أو الى كونها حكاية لها طابع التبدد والتكسر . .. وقبل البدء في الحديث عن بذرة الخلاص , وأستراتيجياتها النصية , كانت تلك هي محاولة الاجابة على السؤال المشروع : لماذا لم يقم دكتور دينق , بتوظيف الحقائق التاريخية المجردة , عبر الحيل الروائية التي ترحل بها ( الرواية ) من حقل التاريخ السياسي , الى جنس الرواية؟! ..
تركز اللعبة الروائية في الرواية الحديثة على القول , من حيث انه الصياغة للحكاية , أو اقامة بنيتها الروائية , وبالتالي من حيث هو مجال التقنية , وكيفية السرد أو شكله , ويتراجع الاهتمام بالحكاية , من حيث هي فعل لاشخاص تربط بينهم علاقات وتحركهم حوافز , تتحكم بنمو هذا الفعل , وتقوده الى عقدة فيه , ومن ثم الى حل لها (غالي شكري : معنى المأساة في الرواية العربية ) فالرواية تأخذ اسمها بمقدار ما تهتم بالشكل والتكنيك , كتجربة فريدة تسم النص .. تتوحد فيه وتشكلان معا , هذا الجنس القلق ..جنس الرواية .. ومن هنا ربما نغامر بالاستعانة ببعض المفاهيم المنهجية التى تنتمي لادوات تحليل الرواية كما اشرنا اليها سابقا في يمنى العيد وغالي شكرى .
استراتيجية القراءة :
تنتمي بذرة الخلاص , ككتابة سردية, الى جنس الرواية السياسية , التى تستلهم التاريخ في مادتها ان جاز لنا هذا التصنيف . والتي تحاول مقاربة الواقع كما يتصوره الشخوص , الذين هم في المحصلة النهائية , يمثلون تصورات فرانسيس دينق- كما أكد هو ذاته في التقديم _ , بحرمان تام من اى تصورات تخصهم , وحدهم . كشخصيات ذات سمات وملامح , وبناء نفسي معين !! .. والتحليل الناهض , المتخيل في بذرة الخلاص .
فبذرة الخلاص ربطت بين التاريخ وأثره في تشكيل الشخصيات , على النحو الذي بدوا فيه ..
يشير امبرتو ايكو عندما كتب روايته "اسم الوردة " الى وجود ثلاث طرق لسرد الماضي : " الماضي الرومانسي " أى الحكاية الخيالية , وحكاية المغامرات العنيفة , والرواية التاريخية , التى لا تقتصر على الاسباب الماضية للأحداث , بل تتبع العملية التي مرت بها هذه الاسباب , حتى بدأت ببطء في احداث آثارها .
واذا كانت الرواية هي بحث هذا العالم " المتفسخ " " الممسوس " , خلال المسيرة المأساوية ل"رزق " الذي أسترقت أمه عندما كانت حاملا به , فاسترقت بدلا عن شقيقها , زعيم القبيلة الاسير . ثم تم عزل رزق عنها . الامر الذي يؤدي الى ان تشكل ذكريات الاسترقاق , والعبودية مسيرة حياة رزق , ومن ثم حياة ابنته " ارادة " وحفيده فارس ( شخصية فارس خيالية محضة , وكذا بقية افراد أسرته , ولكن هذه الشخصيات جميعها , انما هي تجسيد للتطورات , التي حدثت في مفهوم الهوية ص : 8 ) ومع ان هذا السرد , كما يقول دكتور فرانسيس دينق ( بعض الفصول خيالية , وبعضها تركيبة بين الحقيقة والخيال (..) فبالرغم من ثبوت هذه الاحداث , المرتبطة ببعض الشخصيات في هذه القصة (..) تعبر عن حقيقة اساسية , ترتكز عليها العوالم المختلفة , التي يعيش فيها السودانيين عامة ص : 8 ) الا ان هذا السرد يأخذ طبيعته الجدلية , من موقعه بين الطرفين , اذ ان هذه الرواية بقدر ما تستمد من الوحدة الجوهرية للبطل والعالم , وهي الوحدة المفترضة في كل الاشكال الملحمية . تستمد من ناحية أخرى من تمزقها القاهر . ان وحدة البطل ووحدة العالم , ليست هي التي لا ترتبط بمعايير الكاتب أو القاريء , وانما تنتظم عالم الرواية , وهي تختلف من رواية لأخرى .. ففارس العربي / الافريقي بطل هذه الرواية , يتحرك في أحداثيات النص , تبعا لقوانين التفسخ الذي يعتري العالم حوله , وما يتمظهر من تردي الاوضاع السياسية ..
وأيا كان الامر , فان لوكاتش يعتقد تماما. ان الرواية بقدر ما هى ابداع خيالي , لعالم متفسخ , فان هذا التجاوز, لا يمكن ان يكون اكثر من تجاوز متفسخ ومجرد ومفهومي , لا يمكن ان نلمسه بوصفه حقيقة مجسدة . ومن هنا تكون الاستراتيجية النصية , التي اراد دينق التعبير عنها , عبر هذه الكتابة السردية , هي ما أكد عليه في المقدمة ( السؤال المهم عندي , هو هل تعطي هذه القصة , بابرازها وجهتي النظر في قضية السودان , وتوضيحها الخرافة التي بنى عليها كل فريق فهمه للهوية السودانية . هل تعطي فكرة عملية مغايرة , أو نموزجا مختلفا يتقارب من خلاله الطرفان ص :7 ) . هذه الاستراتيجية النصية ليست ضرورية بالتأكيد عليها , كتصور منطقي في المقدمة , بقدر ما هي ضرورية يتكشف النص عنها . والافصاح بها دون الحاجة لتأكيدها , على النحو الذي جاءت فيه , كما أسلفنا . فالرواية تنهض في الخيال , لا الواقع , ولهذا السبب بالذات , تصعب موضعة مقولاتها, على مستوى الواقع , فذاك شأن التصورات المنطقية للفكر السياسي , والعلوم التطبيقية . ومن هنا توجهنا الاغواءات التى حملتها المقدمة ,. ورغب دكتور دينق ان يوجه بها طرائق تفكيرنا , في تلقي النص عبرها , لنراه من خلالها , لا من خلاله كنص !...
اذن , سنحاول الاكتفاء بما يقوله النص , وهو ما قالته المقدمة التي عملت على مصادرة تأويل المتلقي للنص .
وكما اسلفنا ان اندماج " شخصية الكاتب في الراوي" , أسهم في حالة الالتباس , بين مستوى الحكاية , ومستوى القول . في بذرة الخلاص . فهي ككل رواية , تصوغ حكاية فتبنيها قولا مميزا . لكن ينهض القول في بذرة الخلاص , متماهيا في الحكاية , بحيث يصبح الفصل بينهما تبديدا للاستراتيجية النصية , التي تأسست عليها الحكاية / القول . وبالتالي تبديدا للحكاية والقول معا !.. وتأتى ذلك من صعوبة التمييز بين الحكاية والقول ( نتيجة ) لتماهي الخيالي في حقائق التاريخ القريب , باسماء أماكنه وشخصياته , ومواقعهم في الاحداث البارزة , التى مر بها السودان منذ الفترة التركية حتى ابريل 1985, والشخصيات التى لعبت أدوارا مؤثرة في هذه الفترة , كادوار راسخة في الاذهان , بما تشكله من حضور عال للحكاية / القول بذرة الخلاص .. فبذرة الخلاص تعالج ملابسات التاريخ براوي مهيمن , وسرد حر مباشر , وزمن تعاقبي . ترتب على كل ذلك أن أخذت بعد الوثيقة التاريخية , السياسية ذات الطابع الفكري , على حساب عمقها الفني والجمالي والتكنيكي ...
اذن اعتمدت هذه القراءة استهلالا بالتوطئة , جدلية التاريخ والدلالة , كآليات تعمل في البنية الحكائية في بذرة الخلاص , في محاولة لاستنطاقها وسبر اغوارها . وكشف كنه آليات عمل هذه البنى خلال العاطفي / الاجتماعي "..
ان المشكلة العاطفية - بتعبير غالي شكري - مشكلة اجتماعية في جوهرها , وليست فردية على الاطلاق . كما انها ليست شذوذا أو استثناء . وانما هي ظاهرة حقيقية في المجتمع .. هي مشكلة اجتماعية بالمعنى الواسع العميق , الذي يحتوي ويستوعب مختلف الطبقات وفئاتها المتنوعة , وهي مشكلة اجتماعية عن طريق اتصالها الوثيق ببقية المشكلات , التي يموج بها المجتمع " .. فالبنية الروائية التي تنهض أحداث الرواية فيها , تنهض من موقع اجتماعي في العاطفي , كمحظور باكراهات الرق واسقاطات نظام القيم في السودان , بصلته بالنظام الدلالي العربي , الذي يفضل اللون الابيض .. وتتمظهر ملابسات هذا الموقع الاجتماعي على المواقع الاخرى التي تمثلها البنى الحكائية الاخرى .. ابتداء بملابسات زواج العبد " رزق " من حبيبته " آمنة " العربية . مرورا بزواج حفيدته " ارادة " والدة فارس المرفوضة من قبل واقع ثقافي مغاير .. انتهاء بمسيرة حياة فارس , الذي يحاول احداث الانسجام بين هذه المواقع الثقافية المختلفة . والنظم الاجتماعية المتباينة , في تكوينه النفسي والعاطفي والاجتماعي .. ومن هنا تتعاطى هذه المواقع في دلالاتها مع عنوان النص : " بذرة الخلاص " .. كتعبير عن فعل التحرر " الخلاص " والخصب " البزار " . وطرفي العنوان ينهضان في الاجتماعي الانساني . يتحركان في النص ويتسعان في مدياته , كآليات للدمج والتواصل والتماهي , الذي نوياته " رزق " - " ارادة " - " فارس " : المحاصرين بفكرة الفتأة القربان , التي " خلصت " شعبها , حتى يتمكن من عبور النهر العظيم .. هذه الفتأة التي تتماهى في أم رزق , التي قدمت قربانا لاجل" خلاص شقيقها " من الاسر لانه أمل شعبه .. انها " ارادة " ذاتها !! .. التي تتمكن منها حكايا الاسلاف , وأفكار المخلص التي يتشكل وفقا لها فارس , وهكذا تنطلق استراتيجية العنوان لتعمل نوياته في متن النص ..
ولعل الافكار الفنية الثلاث : الحلم , الخيال , والمستحيل من أكثر الادوات التعبيرية قدرة على نسيج الاسطورة الرومانسية - على حد قول غالي شكري - فالحلم الرومانسي ليس تفسيرا للأحداث , أو تغييرا للمواقف , وانما هو تجسيد مواز لها . أى انه بمثابة المرآة الحاضرة , لكل ما يدور في العالم الرومانسي . ان الحلم هنا من عناصر الواقع الرومانسي , ومن هذا الرومانسي , العاطفي الذي ينهض فيه ابطال الرواية , تتشكل فكرة الزواج : الخصب - الخلاص , الخلاص بما هو ليس خلاصا من العربي بالافريقي النبيل , بل في ذلك الهجين الذي يمزق الوعي الملتبس !! ويفك التباسات التاريخ , ويعيد الذاكرة المنفية الى موقعها في الذات المنتمية( ان واجب كل سوداني ان يسأل نفسه , من نحن كشعب . وان يحدد في ذهنه العوامل البناءة, التي تقرب وتوحد بيننا جميعا (..) كثيرا ما نحاول أن نؤكد على عوامل جزئية في هويتنا , لا تعطي الحقيقة كلها (..) اذن , لماذا نصر على نصف هوية لا يعترف بها العالم الخارجي ؟! وتقف مانعا لبناء وحدتنا في الداخل !!.. ص: 183)..
اذن بذرة الخلاص هي , قصة التوتر الفكري والقلق الميتافيزيقي , واسئلة الهوية , ومعاناة الانسان في استرداد الذاكرة والذات . فرزق الذي تستهل به هذه الحكاية , ولد في الأسر . كانت أمه حبلى به عندما قرر قومها استبدالها بشقيقها الاسير !! و بعد أن وضعت حملها " رزق " انتزع منها وصار " منبتا " أعيد انتاجه في " وسط عربي " . وبتر رزق عن والدته , ودلالات البتر عن الجذور الثقافية والاجتماعية والنفسية , بكل ما لمحتوى البتر من آلآم ومحتوى تعسفي وقسري وقهري وعنيف . هذا الاحساس بالبتر , هو ما جعل رزق يتفوق ويحاول بناء شيء يوازي عالمه المفقود او يتقاطع معه !!..
يتزوج رزق من آمنة , التي تشكلت من موقع اجتماعي مشابه لموقعه : ( لون بشرتي كما ترى , يختلف تماما عن الوان بقية أفراد أسرتي , لدرجة يتعذر معها الحكم اني من جنسهم ص :35 ) .. فآمنة تعاني من كراهية أسرتها للونها الأسود - والدها تحديدا , أو هي تعتقد ذلك - , وهو ما يدفعها للهرب , بعد اكتشاف والدها لعلاقتها برزق , واثر مجابهة رزق له . يتزوجان رغم أنف والدها, الذي يتطلع لزواجها من عربي أبيض اللون!! . . وهكذا يجد رزق نفسه ممزقا بين موقفين اجتماعيين , فالعرب ينظرون اليه كعبد أفريقي أسود . بينما الأفارقة ينظرون اليه كعربي , فهو محض " مندكور " تمت اعادة انتاجه وأنبت عن جذوره ( سأل رزق نفسه : لماذا يعتقدون أنني عربي . فأنا دينكاوي أما وأبا , ولا أقل سوادا أو طولا من أى واحد منهم . فهل يعقل أن يكون لون بشرتي , أو تقاطيع وجهي هي السبب !!.. ص : 47 ) .. ويتعرف رزق على تاريخه الشخصي , عندما تشاء المصادفة أن يلتقي والدته , التي تخبره وتحتضر مباشرة . فيحمل معه حكايتها , وأسطورة الجد المؤسس , وروح الأسلاف , منذ عبور النهر العظيم , وتقديم القرابين لروح الفتأة الخالدة , التي تتماهى فيما حدث لوالدة رزق , كمخلصة لشعبها . تحدث هذه الحكاية اثرها في نفسية رزق , لتشكل بعد سنوات طويلة حياة ابنته ارادة . كخلاصة للتجربة الانسانية والبيولوجية , لفارس الذي يجسد سؤال الهوية في السودان , وهو يقف بين مفترقي طريق .. ففارس الخليط من الدينكا والنوبيين والفور والعرب , والذي تنسجم فيه كل هذه العناصر بمؤثراتها الجينية والثقافية والاجتماعية وقدراتها الخلاقة . يمثل خلاصة القول الذي تأسست الحكاية بذرة الخلاص عليه , وتماهت فيه ..
خاتمة :
هذه الحكاية / القول ( بذرة الخلاص ) تمثل قصة الانفصام التي يعيشها عدد كبير من السودانيين , كعرب و أفارقة في آن !.. وبقدر ما هى حالة فصامية , بقدر ما هي مأساة اجتماعية , تقف خلف التخلف الرهيب , الذي تنحصر احد عناصره في اشكال العلاقة الانسانية بين الافراد والطبقات والعصور . ولكن مأساة الحضارة تتجاوز هذه الاسطورة - بتعبير غالي شكري - وتتخطاها الى معالم الوجود الانساني الاكبر في كفاحه البطولي , لاكتشاف سر الاسرار . لاكتشاف معنى حياتنا ..
وفي مسيرة البحث عن معنى لهذه الحياة , يمضي رزق ومن بعده ارادة وفارس , للاسهام في اجابة على أسئلة لا نهائية , هي لحمة الانفصام و أس الجرح في الرواية , والازمة في الواقع.. ولبنة الهاجس الذي يماسك عرى ومفاصل الفشل السياسي والاجتماعي , وأنهيار مشاريع التحديث والتنمية ...
الخرطوم 2000