مقالات من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السودان الجديد......... ما لهُ وما عليهِ بقلم عبدالفتاح محمد إبراهيم عثمان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/12/2005 11:12 ص

بسم اله الرحمن الرحيم
المتأمل والمتابع للصراع الذي كان دائرا ًوملتهبا ًبين الحركة الشعبية من جهة والحكومات المتعاقبة منذ 1983م والذي نتجت عنه مؤخراً إتفاقيات نيفاشا للسلام الموقعة في التاسع من يناير الماضي ، يجد أن هنالك مصطلح "السودان الجديد " الذي تطلقه الحركة الشعبية شعاراً للخلاص من الضيق الي السعة ومن الإنغلاق الي الرحابة ومن الإحتكار الي المشاركة ومن الإقصاء الي التنادي ومن الفرقة الي التعاضد ومن الاستبعاد الي التعاون ومن الرفض الي القبول ومن الشرذمة الي التساند ومن العسف الإداري الي اللطف السياسي ، ولكن تبين جلياً بعد وصول الحركة الشعبية للسلطة وسدة الحكم عبر نيفاشا تناست وتنازلت عن الشعارات التي كانت مرتكزات للسودان الجديد وأهمها على الإطلاق العدل والمساواة والحرية والتحول الديمقراطي والفيدرالية والديمقراطية ... ألخ ، وغيرت الحركة الشعبية إسمها بدلاً عن التحرير " التمكين " ، فهل يعقل أن السودان الجديد المزعوم والذي نتدارسه من خلال مفوضية الدستور ، هل يغقل أن ينادي صراحة الي إقصاء القوى السياسية غير المشاركة في المفوضية ويدعو ايضاً الي إقصائها من المشاركة في الإنتخابات المرتقبة ، كما لعل الدستور هذا يدعو الي منع القوى السياسية غير المشاركة في وضعه يمنعها من العمل السياسي في إطار قومي ، فيتضح الإذدواج بين المبادئ التي كانت تنادي بها الحركة الشعبية في المعارضة والأشياء التي تنادي بها الآن وهي في وسط الخرطوم ، فهلا نُسميَ السودان الجديد ( فبركة إعلاميةجديدة وروتريكا ترميزية اخرى بعد إنتهاء عهد القومية والوطنية والدينية ) أم ماذا نسميه بتناقضاته هذه .


فالمحلل والقارئ السياسي الجيد لمجريات وحيثيات " السودان الجديد " يجد بأن هنالك ثمة شك تساوره وهو يحاول أن يفك طلاسم وإرهاصات السودان الجديد الذي أصبحت له قوى تسمي نفسها " قوى السودان الجديد"فإني أتسائل كيف تتم معالجة الخلل والإختلال الكبير الذي ذهبت اليه مفوضيتهم الدستورية ؟ فالمعلوم أنك إذا أردت التحدث بالديمقراطية تطبقها في نفسك ثم تأمر بها الآخرين ولكن هل الحركة الشعبية طبقت هذا المبدأ والذي ينص صراحة الي ( الإعتراف ، القبول ، الإحترام ، الإيمان ) بالآخر ، بعد هذا هل يا ترى نسمي السودان الجديد وقاه الجديدة بالقوى الديمقراطية وهم يعلنون صراحة ليس ضمناً بأن لامشاركة ولانشاط سياسي للقوى السياسية الأخرى ( غير المشاركة في مفوضية الدستور ) إذن ما الفرق بين الأمس واليوم ، أحمد وحاج أحمد ، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية .


ولعلي ألحظُ أن الديكتاتورية آن أوانها بشكل آخر رُسم بين مكونين مختلفين أقرب ما يجمعهم الإستإثار بالسلطة والثروة ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تشارك القوى السياسية في مفوضية الدستور ؟ للإجابة عليه لابد من الأخذ في الإعتبار نسبة المشاركة المتاحة للقوى السياسية مقارنة مع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، فكيف يتثنى للقوى السياسية المشاركة في المفوضية ونسبة مشاركتهم لاتتعدى الأربعين في المائة من جملة المفوضية التي تستأثر بها الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أليست هذه أم الديكتاتوريات .


فإذغ سلمنا بأن السودان الديم كما يسموه كان مريضاً وكسيحاً وجريحاً بالظلم والإقصاء السياسي والتهميش الإقتصادي والإستلاب والإستبداد والإستعلاء الثقافي والإستيلاء الإجتماعي ، فما الجدوى من السودان الجديدالذي لا يختلف عن سابقه كثيراً (( لاتنهى عن خُلقٍ وتأتي أنت مثلهُ .. عارُ عليك إذا فعلت عظيم )) ، فالسودان الجديد بدأ بالظلم والإقصاء السياسي كما في مفوضية الدستور فإلي أين ينتهي بنا وإلي أين يتجه بنا وماهي خاتمة المطاف .


كما لعل المتابع يلحظ تناقض مكونات السودان الجديد فبدل أن كان ينادي بالبشارات الآن ينادي بالنذارات .


ولي عودة ....



عبدالفتاح محمد إبراهيم عثمان


[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved