قبيل اندلاع ثورة دارفور زار علي عثمان محمد طه وعدد من الوزراء ولايات
دارفور, اعتقد كانت عبارة عن زيارة تنويرية على برنامجه السياسي والاقتصادي
ما بعد إقصاء الشيخ و أولاد الغرب من القمة , ولأول مرة يتحدث بصراحة ووضوح
عن ما يريد إنجازه في دارفور وقال يوم ذاك : - عن طريق الإنقاذ الغربي الذي طال
انتظاره - أن ميزانية الطرق وزع على كل ولايات السودان , ونصيب دارفور منه
150كلم 0 لكل ولاية من ولايات دارفور الثلاث , ( وهذا يعني أن طريق الإنقاذ الغربي الذي
رصد له50 مليون دولار, في مهب الريح إن لم يذهب أدراج الرياح ) , وفي رده على
أحد السائلين كان منفعلا : لا ينفع التعصب هذا كل ما لدينا يا ناس دارفور انتهت اللقاء 0
اليوم يبدو ذاك الرجل (النمر) حملا وديعاَ يجوب قرى وأرياف دارفور في مسرحية
إليكم فصولها : والى الفصل الأول
الفصل الأول
يظهر الود علي عثمان في معسكر لللاجئين كالحمل الوديع , ويحدثهم بلهجة أهل
القرى البسيطة ويستخدم كل ما أوتي من طبقات الصوفية ليبدوا وقورا
وبريئا من دم أهل دارفور, ويقول ( إنشاء الله ترجعوا إلى قراكم تلقوها بنيت
احسن من أول , وكل واحد نعطي ضعف ما فقده)
الفصل الثاني
يظهر الود علي عثمان هنا في شكل رجل متدين وقور وزاهد, يعلو على وجهه الأسف
والندم على ما اقترف من جرم في حق أهل دارفور وهو يجلس مع مجموعة من
أهالي القرى والأرياف ,يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون (بدون شعارنا العالي)
ويقول لهم : يا أهلنا في دارفور نحن أفارقة زيكم, والعروبة – دين ولغة- لا تسمعوا
ما يقوله الإذاعات اليهودية , إنشاء الله بعد السلام كل شئ يتم على ما يرام , نوصل
طريق الإنقاذ الغربي الذي عطله التمرد , ونربط الولايات الثلاث بطرق حديثة
ونقيم مشاريع التنمية, ونحفر البترول هنا , ونعيد الناس إلى ديارهم مكرمين ونعيش سوا0
الفصل الثالث
في حضرة السلاطين والعمد والشراتي من دارفور, يجلس الود علي عثمان القرفصاء على
بساط ويستمع إلى كل واحد منهم بأدب واحترام دون أن يقاطع أحدا منهم حتى (الرطانة)
ظل يومئ برأسه موافقا كل ما يقولونه(بحركة رأسه المشهورة ), ويعقب على حديثهم
بعد الاستماع : أنتم يا سلاطين يا أحفاد السلاطين من غيركم له الحق في هذا البلد
ويحدد مصيره(هنا الإشارة إلى الثوار) , أنتم الإدارة الحكيمة عبر التاريخ كيف
تتركوا البلد للصوص وقطاع الطرق والأجانب , ونحن نأمل فيكم الكثير في الفترة
القادمة وخاصة في مشروع إعادة اللاجئين إلى قراهم , ونعلم ذلك لا يتم إلا بكم
(أهل مكة أدرى بشعابها ) أنتم أدرى بدارفور منا ,ولا شك أنكم تمثلون دارفور في
أي تسوية سياسية لقضية دارفور لاحقا0
الفصل الرابع
الود علي عثمان هنا (غير), الوضع مختلف تماما , مع( الجنجاويد), الحرس مشدد, وبرفقة مجموعة من
الضباط والعسكر, بكامل زيهم العسكري ,ويبدوا في هذا المشهد رجل الدولة القوي
الذي لا يبالي بما يحدق به من أخطار من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في
قضية دارفور , ويقول لهم : سمعتم قسم الرئيس الثلاثي بخصوص قائمة ال51
لا نسلم أحدا إلى أي محكمة, لا دولية ولا محلية, واهم من يعتقد أننا نسلم أولاد
القبائل وأبناء العروبة والإسلام إلى محاكم اليهود والنصارى, نحن لا نخاف من
أحد , لا أمريكا ولا أوربا ولا الأمم المتحدة , الله أكبر –الله أكبر لا ولاء
لغير الله في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء لا لدنيا قد عملنا نحن لدين فداء
فليعد لدين مجده أو ترق منا الدماء أو ترق منهم الدماء أو ترق كل الدماء ,
فوتكم بعافية .
الفصل الخامس
هنا يظهر الود علي عثمان مع أبناء دارفور بمختلف أحزابهم ومشاربهم السياسية
يبدوا عليه التواضع, ويسلم عليهم مبتسما ويصبر على نقد بعضهم على مضض
وخاصة في قضايا سياسية ومشروع السلام المرتقب مع حركتي تحرير السودان والعدل
والمساواة, ويقول: نحن مع العدالة , إنشاء الله نقيم محاكم عادلة لكل من يثبت إدانته في
تحقيقات اللجنة الوطنية المستقلة, ونحن قادرون على بسط الأمن والقانون في بلادنا
لا أحد يشك في قضاء السوداني علي الإطلاق ,والقرار الدولي أعطى القضاء السوداني
فرصة لأجراء المحاكمة ,ويمكن يتعاون معنا في ذلك الدول العربية والاتحاد الأفريقي
إذا رغبوا ذلك دون تدخل أجنبي 0
الفصل السادس
في هذا الفصل يظهر الود علي عثمان في اجتماع مع أبناء دارفور أعضاء المؤتمر الوطني
وبجانبه ضباط الأمن والمخابرات من أبناء الجلابة وخاصة (الشايقية ) ويستمع إلى
تقرير كل منهم في مجاله ,هنا يبدو الود علي عثمان على حقيقته ,ويفترس النظر في
وجوههم كأنه يبحث عن مخابئ الأسرار في نفوسهم ,لا مجال هنا للعواطف والمجاملات
لا حديث عن دارفور ولا اللاجئين ,يدور الحديث عن السودان ومشروعه الحضاري
وعن الشريعة ومكتسبات ثورة الإنقاذ ,وأنه لا مجال للعنصرية والطائفية والقبلية
وأن مستقبلهم (أي أبناء دارفور في المؤتمر الوطني) معهم ما داموا يخلصون له
النية والعمل ,وأن أي خروج من المؤتمر الوطني تحت أي ظرف يعتبر خروج عن
الإجماع الوطني وتكون نتائجه وخيمة وربما يؤدي إلى بهم إلى بيوت الأشباح أو
الفصل من العمل أو الاثنين معاَ 0
الفصل السابع
في اجتماع مغلق أمن فيه عيون الكاشحين وآذان المنصتين من له صلة بدارفور
يظهر الود علي عثمان مع أمناء الأجهزة الأمنية السرية في الولايات الثلاث
ويقول لهم : نحن نستطيع القضاء على التمرد عسكرياَ ولكننا نفضل طرق
أخرى أكثر فعالية ,(من دقنه افتل له) , وهي إثارة النعرة القبلية والعنصرية بين( الغرابة)
وضرب القبائل مع بعضها ,نجعلهم يتنازعون على الماء و الكلأ والموارد الشحيحة
ونقيم اتفاقيات سرية مع زعماء القبائل لمعرفة خصائص كل قبيلة وعناصر الضعف فيها
ونوقع اتفاقيات جزئية مع كل قبيلة على حساب الأخرى , فبهذا يتمزق الكتل والتجمعات
(الدار فورية ) إلي فتات وشراذم لا تقوى على شئ ,يلهثون إلى أحزابنا وتجمعاتنا
وموائدنا , فلذ يتمزق التمرد ويضعف, وأخيرا نملي عليهم شروطنا في أي تسوية سياسية
ونعيد دارفور إلى سيرتها الأولي ,ونعيد مسرحية الثعلب في مزرعة الدجاج مرة ثانية
بسيناريو جديد0
الفصل الثامن
يظهر الود علي عثمان مع مجموعة من المستشارين والقانونين ورجال السلك الدبلوماسي
والصحفيين والمراسلين منهم الأجانب في حضور مجموعة من المنظمات الحقوقية أمثال
Human rights watch ) ) ويرد على سؤال من أحد المراسلين ,وكان بخصوص القرار
1593 القاضي بإحالة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور إلى المحكمة الجنائية بلاهاي
يقول : نحن كحكومة نتعامل مع قرارات الأمم المتحدة لأننا أعضاء فيها , كما تعاونا
معها من قبل , ولا أحد يعترض على محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في أي مكان
في العالم ,بخصوص القرار 1593 ابلغنا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان
بأننا نتعاون ونتعامل مع القرار , ووضحنا تحفظاتنا في بعض الفقرات, فقط نريد
تفسيراَ لما ورد فيها ,ولكننا نفضل حل قضية دارفور قبل الحديث عن المحاكمات0
وأسدل الستار على مسرح دارفور على أغنام الفنان عمر إحساس:
دارفور بلدنا 00دارفور00
حامد جربو / السعودية