فأى سيادة يعرفه هؤلاء المجرمون السفاّكون الذى أطالهم الغرور وأخذ بهم الهوى فى دهاليز السياسة المتعترة فساروا يفسدون ويستبدون على شعبهم ثم يتباكون على السيادة .
أين كانت السيادة يوم كنتم تقصفون أبناء وطنكم بالطائرات والقنابل وتشرّدون الملايين فى أوطانهم وخارج الوطن وتنتهكون حرمات أشراف عزّل وتضعون صورةالسودان قاتمة أمام العالم ثم تتحدثون عن السيادة. . .؟
إذن قولوا لنا بالله ماذا تعنى السيادة فى قاموسكم الإنقاذى الذى عهّر الكلمات وزيّف المعانى وأغتصب حتى الحروف ليصبح للسيادة معنىً آخر.
وفى رد لحديث رئيس الجالية السودانية بالكويت أمام النفرة البائسة التى نظمتها الجالية قيل أيام ضد هذا القرار ووصفه بأنه جائر فى حق الشعب السودانى وان كل مواطن شريف وقف ضد هذا القرار..
نقول له إن هذا القراريخص أفراد بعينهم هم (51) شخصآ متهمون بإرتكاب جرائم ضدالانسانية ولاعلاقة له بالشعب السودانى. . وأن السيادة الوطنية الحقيفية هى سيادة الشعوب ليست سيادة الحكومات التى تقتل وتذبح وتشّرد
فلا داعى للتستر بهذا الشعب البرئ المسالم الذى راح ضحيتكم فى كل شئ وظل طويلا يعانى الويل والتنكيل صابرآجلدآ.
فما عاد العقل السودانى أن يساند أو يصدق لهؤلاء بما يفترون عليه من كذب وبهتان بعد ان أدرك كل الحقائق و صحا من سكرته الطويلة التى كانت معتقةًَ بنبيذٍ من الدين وكرمةٍ من (المشروع الحضارى) كما يحلو لهم أن يسموه, فقد أصبح شعبنا واعيآ صاحيآ يتعامل بمعطيات الواقع الذى أمامه والذى لا يخفى على
أحدٍ داخل وخارج الوطن
فبماذا أنقذ الإنقاذيون هذا الشعب طوال الستة عشر عاما ..؟
ألم تكن هذه الفترة تكفى لتحقيق حلم شعبٍ ظل يحلم أن يعيش كريمآ كغيره من شعوب العالم ..؟
فأى سيل أتى بهذا الزبد و أى رحم جاء بهؤلاء البربريون الذين لايفقهون سوى سياسة الإستعلاء والعنجهية الغارغة فى التميّزالذاتى (الصفوة) وتجسيد مفاهيم القبلية والعنصرية المقيتة , فالسودان برئ من أمثال هؤلاء وبرئٌ مما يفعلون.
وفى محاولات يائسة فاشلة أرادوا أن يستعطفوا المواطن السودانى الذى فقد كل ما يملك بسبب هذه الحكومة لأن يخرج للشارع غاضبآ شاجبآ لهذا القرار(1593) الذى كان قاصمة الظهرفى أن يحيل مرتكبى الفظائع إلى المحكمة الجنائية الدولية معلنا للعالم أن العدالة تطارد المجرمين أينما ثقفوا , فحسب إستقراء لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية انه لا يوجد بابآ مشرع للخروج منه مباشرة,ولكن كل متهم برئ حتى تثبت إدانته وبالمثل السودانى( العارف عزو مستريح )، فما الذى أستوجب هذا الرئيس لأن يحلف ثانية بالطلاق أن لا يسلم أى أحدٍ للمحكمة الدولية مهما تكلف الأمر. . إنه لمجرد إتهام فقط ليس فصلاً ولكن الرجل يبدوا عليه جعليآ يعوزه الرشد والدهاء لايعرف للسياسة فنونها و دبلوماسيتها مما دعاه لأن يحرك بعض المأجورين ليقفوا ويطالبوا بقطع العلاقات مع أمريكا وفرنسا وبرطانيا وتعليق سفاراتها بالسودان فمن توهم له أن نقطع هذه الحكومة علاقتها بأمريكا وأروبا فقد صّدق كذبها, فهى التى كانت ولا تزال تلهث حتى تفطرت قدماها فى خلق علاقات مع واشنطن بل الكيان الصهيونى الذى لم يترك وزير الخارجية فرصة للوساطة إلا وطرق بابها , فسلمت بعض المطلوبين لدى الولايات المتحدة من تنظيم القاعدة الذين كانوا يختيئون داخل السودان مقابل فتح الغشم لإكمال الزيجة بينها وبين أمريكا ثم قبلها تسليم كارلوس لفرنسا ثم اللقاءات السرية مع الحكومة الاسرائيلية والتى كانت فى اكثر من مكان من بينها اثيوبيا وهاهو النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان أجرىالايام الماضية إتصالات مكثفة مع رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان حول التعرف على تجربة الحكومة التركية الاسلامية فى التعامل مع اسرائيل والتى هم بصدد الترتيب لها.ثم دور (العيون والآذان) الذى تقوم به الاستخبارات السودانية فى دول الجوار لصالح (السى . آى . إيه ).
فالذين يتهمون أروبا وأمريكا فى صناعة مشكلة دارفور وتدويلها نقول لهم ان أروبا وأمريكا هى التى تحركت لوقف المذابح فى دارفور فلولا هذا التدخل لما سارت لتلك الانتهاكات نهاية, والتى كانت تمارس من قبل الحكومة وأجهزتها الامنية من مرتزقة الجنجويد وغيرهم كما أقر بها مدير جهاز الامن السودانى (الجنرال صلاح بوش) فى مقابلة له مع وكالة رويتز بتاريخ 19/10/2004 (سلحنا مليشيات دارفور ولكننا لن نرتكب الخطأ نفسه فى شرق البلاد), وبعد أن عجزت حكومة الجنجويد وفشلت فى حسم قضية دارفور عسكريآ بدأوا يخططون لها بإقصاء أبناء دارفور فى كثير من المؤسسات و الدوائر, والمؤامرة السابقة التى دبرت بتلفيق إنقلاب ليتهموا فيه ابناء دارفور و بعض عناصرالمؤتمر الشعبى خير شاهد على ذلك فقد أعلنوا عن كشف خطة تستهدف قلب النظام و إخماد مؤامرة تخريبية ويا قامت الخرطوم ولم تقعد وقدم المتهمون للمحاكمة وفصل كثير من أبناء دارفور من الجيش السودانى والدوائر ولكنها كانت كفقاعات الصابون التى تفور لحظة وتنهى لحظة او ربما تتطاير للهواء بلا رجعة فهذه كلها مؤامرات ودسائس يحيكها نظام الانقاذ الفاشستى اللعين ضد أبناء الغرب الذى لايعرف ضميرهم طريقآ للخبث والمكر,ثم قبلها الدورالسخيف الذى لعبته مع رجالات الأعمال من أبناء الغرب أمثال رجل الاعمال المعروف محمد عبدالله جار النبى الذى اشترى مصفاة البترول من الخارج وخسر فيها الملايين من الدولارات حتى تصل الى أرض الوطن لتصفية الخام السودانى فما كان منهم الا يبعدوه ثم يرموه بالكثير من الاتهامات, فكانت صدمة كبيرة جدا لم يتوقعها جارالنبى مما إضطره لأن يترك الوطن ليعمل مساهمآ فى استخراج بترول تشاد, ثم رجل البر والإحسان المعروف المرحوم آدم يعقوب الذى كان يقدم التبرعات السخية لهذه الحكومة ينفق عليها غير عابئ بشئ وآخر الجزاء تلاحقه بالمضايقات المتكررة حتى تتهمته بالفساد لتبعده عن النشاط الاقتصادى وكذلك المرحوم بن عمر وغيره من أبناء دارفور الذين ترى فيهم الحكومة أنهم يمثلمون لها خطرآ وتحدّيآ كبيرآ ولكن هذا كله لن يوقف الزحف ولن يقعد عن المسير وأن الجرح الانسانى الذى نزفت منه دارفور هو أعمق من أى جرح وأصدق من أى شاهد, فلكل ظالم نهاية ولكل فرعون موسى والطوفان قادم لا محالة منه والحق مسترد بإذن الله وأهل دارفور قادرون على هذا كله بصبرهم ونضالهم, بعزمهم وكفاحهم ويا جبل ما يهزك ريح.