مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل يصلح دكتور غازي ما أفسدته الانقاذ خلال 16 عاما ؟ بقلم محمد الزين ، أوسلو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/1/2005 7:31 م

هل يصلح دكتور غازي ما أفسدته الانقاذ خلال 16 عاما ؟

هل يخطط غازي أو يمهد لاحداث ثورة تصحيحة داخل الحركة الاسلامية؟

هل ينفع التعاون الإستخباري الامريكي ومحاربة السلفيين لإبراء الذمة أم بتوحيد الجبهة الداخلية و إشاعة الحريات وتحقيق العدل

سياسة رزق اليوم باليوم آس الداء لحكومات السودان منذ فجر الاستقلال

الحلقة الرابعة والاخيرة

محمد الزين ، أوسلو

[email protected]

أورد الدكتور غازي صلاح الدين في مقاله دارفور في مفترق الأفاق ، أن هناك مشكل في التعاطي مع أزمة دارفور وحددها بست مشاكل، أوردنا في الحلقات الماضية أربعة منها، وفي هذا المقال سنكمل المتبقي منها، المشكلة الخامسة: تحالفات ومناورات دبلوماسية. المشكلة السادسة: أولويات وتركيز (قرنق - دارفور- المؤتمر الشعبي).ثم نعلق لما خلص اليه الدكتور غازي في إسترداد المبادرة والمشروعية. وأعتباره أن سياسة التكميم وقتل المبادرات في المجتمع سياسة غبية ومضرة. وقبول دكتور غاز ي لمشروعية أن تنطلق دعوات المقاومة والتصدي للعدوان المحتمل.و الرؤية الاخيرة في تقدير دكتور غازي للمخرج من أزمة الانقاذ الراهنة في القيادة الملهمة.

اولا: مشكلة التحالفات والمناورات الدبلوماسية

قال الدكتور غازي: أن العالم ( امريكا +أوربا + الامم المتحدة) ضد الحكومة لاول مرة منذ 1996، ويعتقد أن المخرج في التنسيق التام مع الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والحيلولة دون اتجاهم للتحالف الدولي. وفي تقديري و مع إحترامي للدكتور فقد جانب الصواب في تشخيصه لمشكلة التحالفات والمناورات الدبلوماسية، هذه واحدة من مشكلاتنا في السياسة الخارجية تقوم بأناس غير مختصين، لايعلمون قواعدها وفنونها ووسائلها و أدواتها، فلابد لمن يعمل في مجالها أن يعلم أن السياسة الخارجية للدول كلها ، تتغيير ، وتتبدل ، وتنتقل من حال إلى حال فلا بد أن يعرفها على ما هي عليه عند المعرفة ، حسب الواقع والحقيقة ، ويعرفها اذا تغيرت ، ويعرف ماذا اصبحت وذلك ليظل دائما على معرفة خطرها او عدم خطرها ، ولاجل ان ينبه لاتقائها ، او يعمل لاتقائها ، مهما كان هذا الاتقاء. فالواقع الان للإتحاد الافريقي و الجامعة العربية تتشكل من دول وكلها أعضاء في الجمعية العامة للإمم المتحدة وتسبح وتحمد في الولايات المتحدة الامريكية وتطلب المساعدات ليل ونهار من الاتحاد الاوربي، فما هو الشئ الذي يدفعها في أن تقف ضدها مصالحها الذاتية، والمجتمع الدولي يمتلك كافة الادلة لتورط حكومة الانقاذ في الجرائم ضد الانسانية في دارفور؟! وقوات الاتحاد الافريقي تدار وتمول من أمريكا والامم المتحدة والاتحاد الاوربي.والجامعة العربية يعلم حالها القاصي والداني، الصديق والعدو !!!

فقد أرسى الإسلام أسساً ثابتة في العلاقات الدولية انطلاقاً من فكرته العالمية، فهو ليس ديناً إقليمياً محلياً، ولا تشريعاً زمنياً محلياً، ولا موقتاً، بل هو دين عام خالد يعم جميع أرجاء العالم، يستهدف تحقيق الأخوة الإنسانية والزمالة العالمية وكراهة الحرب، وتنمية العلاقات والتعاون بين الدول، ولم يكتف الإسلام بكراهته للحرب بالموقف السلبي، بل خطا خطوات إيجابية لحماية السلام وتثبيت أركانه فقد حدد الإسلام منطلقات عدة تمثل إطاراً شاملاً للعلاقات بين الناس من ناحية وبين الدول من ناحية أخرى، فقد أعلن أن الناس كلهم بحسب فطرتهم الأولى واحد يدينون لخالق واحد، قال تعالى: (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) يونس:19 . وقال سبحانه: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيِّنات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) البقرة:213. كما أعلن أنهم إخوة في الإنسانية لأنهم مخلوقون من أصل واحد، ولا تفاضل بينهم لشيء وراء هذه الحقيقة الإنسانية إلا بالتقوى، قال تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات:13. فلا ينبغي أن تكون هناك انفصالية أو عداوة بسبب جنس أو لون أو ثقافة أو غير ذلك، بل تراعى الأخوة الإنسانية بما يحفظ كرامتها· وقرر الإسلام أن الأساس في معاملة من يخالف العقيدة هي السلام ـ ما دام الطرف الآخر يدين بالسلام أيضاً ـ وأشاد بنعمة الأمن ووضع ضمانات بإبرام العقود وتوقيع المعاهدات مع الأمر بالوفاء بها والتحذير من الغدر بها والخيانة فيها، كما نهى عن رفض الصلح أو وضع العراقيل في سبيل إتمامه·

واذا كان لا بد من معرفة السياسة الخارجية والسياسة الدولية ، لا سيما للسياسيين ، والمفكرين ، والعلماء ، فانه لا يصح الاقتصار على معرفة القواعد العامة ، والخطوط العريضة ، اي لا يصح الاقتصار على الاجمال ، والنتائج ، فان هذه اذا جرى الاقتصار عليها ، وان كان مفيدا ، ولكنه لا يكفي لادراك الخطر ، ولا لمعرفة كيفية الاتقاء ، ولا لفهم الحوادث والوقائع ، والنوايا ، والاهداف . بل لا بد من معرفة التفاصيل ، والاعمال ، والحوادث ، ثم تحليلها والوقوف على النوايا والاهداف . والعدو حتى تعرف نواياه ، تجاه الدولة والامة ، لابد من ان تعرف اولا كلامه ، ووضع هذا الكلام . وثانيا تصرفاته والظروف التي جرت فيها هذا التصرفات، وثالثا : علاقاته ، ووضع هذه العلاقات. ومن غير معرفة هذه الثلاث لا يمكن الاطلاع على نوايا العدو. وهذه الثلاث تحتاج معرفتها الى معرفة التفاصيل، فالكلام لا بد من معرفة تفاصيله وتتبعها ، حتى تدرك الاوضاع التي قيل فيها هذا الكلام، وكذلك التصرفات ، والعلاقات، وهذا يحتم معرفة التفاصيل.

اذا كان لا بد من امثلة كثيرة على ذلك . فان الحوادث الجارية في العالم ، خير امثلة على ضرورة معرفة التفاصيل، التنافس القائم بين اوروبا وامريكا ، هو قائم بين بعض دول اوروبا وبين الولايات المتحدة ، فاذا اعطى وزير خارجية فرنسا تصريحا ضد الولايات المتحدة ، واعطى وزير خارجية انجلترا تصريحا في تأييد الولايات المتحدة ، فيجب ان يفهم التصريحان على اساس انهما تصريحان لاوروبا ، وان يدرك ان ما بين اوروبا وامريكا هو تنافس وليس عداء . حتى لو كان فيه اذى لاوروبا أو امريكا .واذا كانت اوروبا تعمل لبث روح الثقة في الدول الاخرى ، فانها انما تعمل ذلك لاضعاف موقف امريكا ، روسيا ، والصين ولايجاد قوة لها شأنها بجانبها . ولكن مهما كان الامر فان اوروبا تعتبر نفسها صديقا لامريكا. وتعتبر روسيا والصين عدوة لهما . فلا يصح ان نصل الى نتيجة واحدة تجاه الدولتين . فان اوروبا وان عملت لاضعاف امريكا ، فانها انما تعمل لرفعة شأنها لدى امريكا ، حتى تعاملها معاملة كريمة ، ولكنها حين تعمل لاضعاف روسيا و الصين ، فانها انما تعمل لاضعاف نفوذها .

واذا كانت فرنسا منعت الاسلحة عن اليهود وامريكا اعطتهم الاسلحة على اوسع نطاق ، فان ذلك لا يعني ان فرنسا ضد اليهود ، وان امريكا مع اليهود ، لان الدولتين تؤيدان اليهود ، ويريدان قصدا واحدا هو ضرب المسلمين ، ولكن خلافهما في فهم اسلوب التأييد ظهر في الاسلحة ، بمنعها او اعطائها .

واذا وقفت فرنسا مع حكومة الانقاذ لسنوات طويلة ضد أمريكا، واخيرا وقفت فرنسا مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قيادة الانقاذ، وهذا ما تريده امريكا ، وقفت فرنسا مع القرار من أجل المحكمة الجنائية كفكرة ومبدأ وضد الرغبة الامريكية التي ترفضت مساءلة رعاياها الامريكيين في المحكمة الجنائية الدولية وقبولها بفكرة المحاكم الخاصة. و إن كان ظاهر الموقف الفرنسي تأييدا لامريكا ضد الانقاذ، ولكنه ليس كذلك بصفة مطلقة خاصة مصالح فرنسا التجارية الضئيلة في السودان مقارنة بحجم استثماراتها عالميا وحالها مثل الصديقة الصين التي لم تستخدم حق الفيتو لابطال القرار 1593. ومن ناحية أخري مازال الخلاف الفرنسي الامريكي قائما فيما يتعلق بفكرة السيادة الوطنية والتدخل الدولي في شئون الدول. كل ذلك يتطلب من العاملين في مجال السياسات والعلاقات الدولية النظرة الثاقبة والشمولية لما يدور في العالم كما هو وليس وفقا لما نريد أن نشاهده أو يشاهده الاخرون معنا.

ثانيا: مشكلة الاولويات

يعتقد الدكتور غازي أن قرنق يستفيد من زخم الاتفاقية ويستقطب الكثيرين بينما الحكومة مشغولة بمطاردة اتباع الشيخ الترابي. ويقول الدكتور كانت فكرة المؤتمر الجامع لابناء دارفور هو الطريق والمنهج الصحيح لحل المشكلة ولكن أهملت الحكومة الفكرة واصبحت تهتم فقط بحاملي السلاح، وهو تكرار لتجربة جنوب السودان. ويعتقد دكتور غازي أن الحكومة إنشغلت كثيرا وتركيزها بمطاردة حزب المؤتمر الشعبي أكثر من إهتمامها بشعبية قرنق وتفاقم النزاع في دارفور.

وفي تقديري واحترامي للدكتور غازي، أن الانقاذ ظلت ومنذ فجر إنقلابها تتعاطي الشأن العام بسياسة رزق اليوم باليوم، كحال الحكومات السابقة منذ فجر الاستقلال، فقد غابت عن الانقاذ سياسة الاولويات، مما أدي الي الانقسامات في حكومة الانقاذ وحزبها المؤتمر الوطني، حيث يعتبره الكثبرون أنه صراع حول السلطة والثروة، وبدليل أنتخابات الامانة العامة للمؤتمر الوطني 96-1998، حيث تآمر البعض علي الشفيع أحمد محمد صاحب الاغلبية ليفوز الدكتور غازي بالتزوير كما ورد علي لسان أنصار الشفيع وغالبيتهم من أبناء دارفور، وسدا لباب الفتنة عين الشفيع سفيرا بوزارة الخارجية والان بمسقط. ومثال أخر في مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية الذي اختتم أعماله في 16/4/2004 وانتخب على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية أمينا عاما، حيث كان هناك عدة تيارات متصارعة، برز منها على السطح بصورة سافرة داخل المؤتمر ثلاث تيارات، الاول: تيار د.غازي صلاح الدين الذي نافس على عثمان محمد طه ونال 571 صوتاً والثاني: تيار على عثمان نال 744 صوتاً من جملة المصوتين وعددهم 1315 صوتاً. وهنالك التيار الثالث والغاضب الذي لم يصوت إلى التيارين السابق ذكرهما، بل وخرج 2685 مندوباً من هذا التيار أثناء المداولات من جملة الحضور المعلنة بحوالي ما يزيد عن الأربعة آلاف تم تعيينهم وتسميتهم (مناديب)، وكان المرشح الأول لأمانة الحركة الإسلامية كان د.عوض الجاز، ولكن عندما برز د.غازي صلاح الدين كمنافس، أنسحب عوض الجاز لأنه أضعف في مواجهه غازي وان الوحيد الذي يمكن ان يهزم غازي هو على عثمان محمد طه.و حقيقة ما يدور من صراع لا يتعدى المصالح الذاتية الانية، وان المنتصر في الصراع سيواصل العمل لاستمرار وترسيخ سلطة الانقاذ ، مقتفياً ذات الاثر والنهج والاسلوب الذي أسسته الجبهة الاسلامية القومية منذ إنقلاب يونيو 1989م. فالفرق بين الجبهة الإسلامية القومية والحركة الإسلامية السودانية والمؤتمر الوطني ومؤسسات الدولة لا يتجاوز الفرق بين احمد وحاج احمد، فجميعها يربط بينها تاريخ واحد، وهدف واحد، ومصلحة واحدة، قاصدة إلى ترسيخ مصالح دولة الحزب ، و تنتهج مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وبأقبح الوسائل، وبتهميش الرأي الآخر والفجور في الخصومة، بالإغواء والترهيب والابتزاز، بالمكابرة والتبرير، ويعلق كل ذلك فوق شماعة فقه الضرورة المفتري عليه. فبكل تأكيد مثل هذه العقلية يتشابه عليها البقر، ولا تعرف الخروج من ورطة الا بورطة أخري جديدة، ومسألة دارفور واضحة المعالم، ومنذ يونيو 1989 لم نجد للانقاذ أولويات حقيقة تجاه الوطن والمواطن بل التمكين الاقتصادي والامني، ومحاولات الخروج من عنق الزجاجة، وفاقد الشئ لا يعطيه.

إن المحاولات لإسترداد المبادرة والمشروعية كما قالها الدكتور مايزال في دائرة الممكن. من خلال التنمية المتوازنة والمشاركة في السلطة لجميع ابناء دارفور بما فيهم حملة السلاح و إطلاق مبادرات انسانية بالتنسيق مع المجتمع الدولي، والتنسيق التام مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ضد إفلات مجرمي الحرب في دارفور، وضرورة إصلاح ودعم القوات المسلحة والشرطة والامن بعد تحويلها من أجهزة حزبية الي أجهزة قومية.كما نتفق مع الدكتور في أن أغبي سياسة في هذه الظروف وأشدها ضررا هي سياسة التكميم وقتل المبادرات في المجتمع، فلابد من إشاعة الحريات ومشاركة كافة القوي السياسية في صياغة الدستور دون إقصاء.

نتسأل الي طرح تقدم به الدكتور غازي من غير تفصيل في قوله :معلوم ومقبول ومشروع أن تنطلق دعوات المقاومة والتصدي للعدوان المحتمل في مثل هذه الظروف.فهل يقصد بالعدوان وجود القوات الدولية في جبال النوبة منذ عام 2002، أم بوجود المخابرات الامريكية في الخرطوم منذ عام 1996 وتقديم ملفات 300 من شباب القاعدة لحكومة مادلين أولبريت، وعشرات الشباب الذين إستأمنوا بالانقاذ وغدرة بهم وسلمتهم لدول شقيقة، أم يقصد الدكتور غازي بمشروعية العدوان لوجود قيادات القوات الدولية الان في الخرطوم تنفيذا لاتفاقية نيفاشا، أم للمتجهيين الي جنوب وشرق السودان أم لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور، أم ماذا يقصد بالعدوان ولمن المشروعية في الرد عليه ؟؟

أشار الدكتور غازي في مقاله الي أن المخرج من الازمة الراهنة هو في المخرج في القيادة الملهمة التي لا تخطئها عين في تشميرها وإجتهادها!!! هل القيادة المهلمة التي سوف تحول حالة الظلم والجور الي عدل ومساواة؟ فمن أين سنأتي بالقيادة الملهمة من السودان أم كوكب خارج المعمورة؟ وأطرح السؤال للدكتور غازي بعد أن عقدت هيئة الاعمال الفكرية في الخرطوم حلقة نقاشية بعنوان دعوة لاحياء العمل الاسلامي الوطني وكان هذا هو عنوان ورقة قدمها الدكتور غازي ، لتكون موضوع النقاش. فبعد إنتهاء أعمال هذه الندوة ماهي توصياتها، في ظل إعتقال مؤسس هيئة الاعمال الفكرية الشيخ حسن الترابي في بداية التسعينات كمنبر لطرح اسهاماته واراءه الفكرية، وخاصة تفسيره التوحيدي الجديد للقرآن الكريم. وكان غرض الندوة مناقشة الاحياء الاسلامي في دولة تدعي أنها طبقت الاسلام و تواجه العالم للدفاع عن تجربتها ، وهذا ما دفعني للاستغراب الشديد، وأطرح السؤال التالي للدكتور غازي صلاح الدين: ما علاقة ما يدور في السودان منذ يونيو 1989م حتي اليوم بالاسلام والدولة الاسلامية التي إستشهد في سبيلها الالاف الشباب ؟ ولماذا الاحياء الاسلامي اليوم وبعد 16 عاما من الحكم الاسلامي؟ أم مات الاسلام وتريدون إحياءه اليوم بعد تجربة حكم 16 عاما؟!!! ونتسأل ونتسأل و بعد إنشاء الدولة الاسلامية في السودان،هل هناك مبرر لوجود حركة اسلامية سودانية؟ فالمرجعية هي الدولة الاسلامية، واذا كانت هناك حاجة لحركة اسلامية فان هذه الحركة يجب ان تكون أداة للدولة وليس العكس ؟خاصة وأننا لم نسمع بوجود شيء اسمه الحركة الاسلامية في دولة النبوة أو دولة الخلافة الراشدة ذلك لان كل الامة ومعها الدولة كانت حينها حركة اسلامية.ونتسأل أين القيادات الاسلامية هل دخلت السوق كما قيل: ناس الانقاذ دخلو الناس المساجد وهم دخلوا السوق!!!

يطالب الدكتور غازي بأن المرحلة القادمة للقيادة الملهمة وبعد إنهيار نظام القائد الملهم جعفر نميري، الذي تغني له الانتهازيين : الشعب قسم يقولها نعم ليك يا القائد الملهم

نقولها من الضمير والفم نقولها عشان اولادنا تتعلم

ورغم ان د. غازي اجتهد في تعداد ما حسبه انجازات اسلامية يعود الفضل فيها للحركة، ومنها اقامة الدولة الاسلامية والتحولات الاجتماعية المتمثلة في التدين الواسع الانتشار في المجتمع، الا ان الصورة العامة التي طرحت في الندوة الساخنة والتي شهدت التلاسن كانت تشير الي ازمة ثقة عميقة في اوساط الاسلاميين وإحساس كبير بالفشل اكثر منه بالانجاز. أزمة وتشكك في مشروعية واسس التوجه الاسلامي التنظيمي وانفراط في عقد الجماعة، وتحول العضوية الي الانتماء العرقي والجهوي . وبالتالي إنهيار فكرة القيادات الملهمة التي ذاقت السجون والتعذيب والقتل بأيدي بنيها، واتهمت بالفساد المالي والاخلاقي من بنيها، أبعد كل ذلك ننتظر قيادة ملهمة، من أين؟؟؟
فقد أنتهي عهد السيوبر مان و رجل المستحيل والقيادة الملهمة العراقية، والعهد للتيم ورك و للعمل الجماعي، عبر الشفافية والمحاسبة، ولاقدسية الا لله عزوجل، وكل قول يرد الا المصطفي صلي الله علية وسلم.

أوسلو، 24 ابريل 2004م



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved