مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحركات الإسلامية‚‚ بؤس فكري‚‚ موروث استبدادي !! :بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
5/1/2005 7:13 م

أبو بكر القاضي ـــ الحركات الإسلامية‚‚ بؤس فكري‚‚ موروث استبدادي !!
في مقال عنوانه الأمير طه اسماعيل ابو قرجة للأخ عبدالله عثمان بتاريخ 6 يونيو 2002 من المنامة لنشره بالصالون الجمهوري بالشبكة الدولية علق الامير على مقال للدكتور عبدالوهاب الافندي نشر على الارجح بصحيفة «القدس» وعلى الشبكة الدولية في تلك الفترة‚ وقد اتفق الامير ابو قرجة مع الافندي في النقاط التالية: 1- ان الحركات الاسلامية قد اقضت مضاجع الحكومات العلمانية في العالم الاسلامي بأسره‚ 2- ان تلك الحركات لها بريق يمكنها من اكتساح اي انتخابات من اي نوع في الدول الاسلامية (باستثناء السودان)‚ اللهم الا اذا لجأت الحكومات العلمانية لتزوير الانتخابات‚ 3- توقف الامير طه كثيرا عند قولة الافندي التي استثنى فيها السودان حيث يقول الافندي «السودان هو البلد الوحيد الذي لو تقدم فيه مرشحو ما يسمى بالحركة الاسلامية للترشح للمناصب العامة في انتخابات حرة فانهم سيتلقون على الارجح الصفع على الوجوه والضرب بالنعال على القفا‚ فضلا عن ان يتلقوا الاصوات المؤيدة»‚ واختتم الامير مقاله قائلا «ان ما كتبه الافندي يوضح ان الجهل يمكن ان يكرر دورته مرة او مرات‚‚ وليس من مخرج الا بالوعي‚‚ بالثورة الفكرية والثورة الثقافية‚ واكتفى بهذا في الوقت الحاضر»‚ لقد اكتفى الامير في ذلك الوقت بذلك القدر وفي نفسه شيء من حتى كما يفيد الصياغ‚ استكمالا للثورة الثقافية والثورة الفكرية التي كانت الشغل الشاغل للامير طه ابو قرجة الذي رحل عنا يوم 4/5/2003 بالمنامة التي صارت مرقده‚ اكمل رسالته‚ وقد قصدت ان اجعل هذا المقال عقلانيا‚‚ فرائحيا‚ وهو كله دعاء له‚ ولن احتاج الى عبارات الترحم التقليدية حتى لا اشحن مقالي بالعواطف والدموع‚ سوف اجادله‚‚ اتفق معه‚‚ واختلف‚‚ ولن اعطي القارئ احساسا بأنني ابارز فارسا وضع سيفه‚‚ لن اشفق على اطروحاته لسببين الاول هو أنني اثق بنفسي ولكني لا اجزم بأن رأيي صحيح‚ ورأيه خطأ‚ بل اجزم بان القارئ لا ينظر للامور بمنظاري انا ومن زاويتي‚‚ القارئ حكم بيننا‚‚ السبب الثاني هو يقيني بأن اختلافي معه لن يمسه او يضره في شيء ولا يغضبه‚‚ وهو الداعي للثورة الثقافية والثورة الفكرية‚ 1- اشكالية التعميم في النظر للحركات الاسلامية: من يقرأ المقال يلاحظ ان الامير يتعامل مع الحركات الاسلامية كلها (في السودان وخارج السودان) باعتبارها شيئا واحدا ويسميها باسم الحركة الأم (الاخوان المسلمين)‚ ويذهب ابعد مدى في التعميم ليسميها جميعا بالتيار (السلفي) او الفهم السلفي‚ سيتضح بعد قليل ان هذا التعميم مخل عندما نتناول حركات مثل «حماس» و«حزب الله»‚ فلا يمكن ان نساوي بين عنف الاسلاميين عموما (الجهاديين)‚ وبين مقاومة حماس وحزب الله‚ فضلا عن ان اسم الاخوان المسلمين هو مسمى لجماعة محددة وحزب «مقوالي»‚ كما ان اسم السلف والسلفيين ارتبط تحديدا بجماعة انصار السنة المحمدية‚ فلا يجوز ان نتعامل مع كل الاحزاب الاسلامية من المنظور الجمهوري الذي يصنفها جميعا في خانة الرسالة الاولى في مقابل الفكرة الجمهورية‚ الرسالة الثانية‚ وهذه الاشكالية ليست عند الامير ابو قرجة وحده وانما عند قطاع من الجمهوريين‚ 2- مستقبل الحركات الإسلامية السياسي الواعد في ضوء بؤسها الفكري وموروثها الاستبدادي: أ- رؤية الامير ابو قرجة كانت صائبة حين قرر ان مستقبل الحركات الاسلامية واعد‚‚ بمعنى انه في حال اجراء اي انتخابات ديمقراطية حقيقية سوف تكتسح الحركات الاسلامية هذه الانتخابات وذلك لعدة اسباب: أولا: كون هذه الحركات تشكل المعارضة الحقيقية للانظمة العربية الحاكمة‚ وتدفع قيادات هذه الحركات ثمنا باهظا من التضحيات والسجون والتعذيب‚ لذلك تنظر الشعوب العربية الى هذه القيادات باعتبارهم ابطالا وأصب العناصر لأصعب المواقف‚ ثانيا: فشل الانظمة العربية في تحقيق التنمية المتوازنة‚ وتحقيق العدالة الشاملة‚ وذلك بازالة التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي‚ ثالثا: الحركات الاسلامية بشعاراتها الاسلامية البراقة هي اقرب الى نفسيات المسلم العادي البسيط‚ فضلا عن ان الحركات الاسلامية تستطيع الوصول للمواطن العادي والتأثير عليه عبر المساجد ودور العلم وحتى عبر الاعلام الرسمي‚ بل عبر المناهج الدراسية الرسمية‚ لأن هذه في النهاية تعبر عن مشروع الحركات الاسلامية‚ رابعا: الواقع المعاش يؤكد المستقبل الواعد للحركات الاسلامية (الاسلام السياسي) حيث نالت الحركات الاسلامية حصة كبيرة من مقاعد البرلمانات في الانتخابات التي جرت من اقصى الشرق في باكستان وحتى المغرب على المحيط الاطلسي‚ رغم عدم تكافؤ الفرص والمساحة في الاعلام بين احزاب الحكومات الحاكمة وبين الحركات الاسلامية التي في موقع المعارضة‚ واكبر دليل على ذلك هو انتخابات البلدية التي جرت مؤخرا في فلسطين المحتلة حيث فازت قائمة «حماس» بحصة معتبرة فتحت شهيتها لدخول المعترك السياسي واعلانها الموافقة على خوض الانتخابات التشريعية‚ وقد عادت كوادرها (باستثناء د‚خالد مشعل) الى غزة استعدادا لمزيد من المشاركة السياسية والانتخابات البلدية التي جرت في السعودية ايضا اكتسحها الاسلاميون «المعتدلون»‚ خامسا: لا بد من الاشارة الى حالتين هما حماس وحزب الله هاتان الحركتان الاسلاميتان لهما موقع خاص في قلوب الجماهير لكونهما حركتين مقاومتين للاحتلال الصهيوني‚ ومدافعتين عن شرف الامة الاسلامية والعربية‚ واضيف أن الحركات الاسلامية في كل انحاء العالم الاسلامي تستفيد من زخم جهاد حركتي حماس وحزب الله‚ لذلك ليس مستغربا ان يخرج اكثر من مليون لبناني للتظاهر استجابة لنداء حزب الله ورمزه الشيخ حسن نصر الله‚ سادسا: الى اي مدى يئس الشعب السوداني من الحركة الاسلامية السودانية؟ صحيح ان الشارع السوداني يتميز بالتسامح‚ واحيانا بضعف الذاكرة الى درجة الغفلة‚ وأكبر دليل على ذلك انه بعد انتفاضة ابريل 1985 واجراء الانتخابات بعد سنة واحدة كانت النتيجة هي اعادة انتخاب «السدنة» ــ سدنة مايو اذ كان اكثر من 50% من نواب الجمعية التأسيسية الاخيرة هم من اعضاء مجلس الشعب في عهد نميري !! أكثر من ذلك‚ فقد فازت الجبهة القومية بدوائر الخريجين وكانت الحزب الثالث في البرلمان رغم انها كانت شريكة في «مايو» حتى 12 مارس 1985‚ اي حتى قبل 14 يوما فقط من الانتفاضة التي بدأت في 26 مارس 1985 واسقطت نظام مايو في 6 ابريل 1985‚ كما فاز في دوائر العاصمة سكرتير عام الحزب الشيوعي (محمد ابراهيم نقد)‚ والمرحوم عز الدين علي عامر رغم ان الحزب الشيوعي هو الذي دبر انقلاب مايو 1969 الذي اجهض الديمقراطية الثانية في السودان (1964-1969)‚ لقد مضى على مقال الافندي ثلاث سنوات‚ خلال هذه الفترة ظل د‚حسن الترابي الذي تجاوز عمره السبعين محبوسا في سجن كوبر تارة بسبب مشكلة الجنوب وتارة اخرى بسبب مشكلة دارفور‚ وظلت كوادر حزب المؤتمر الشعبي تعارض النظام من الداخل‚ بل تشكل المعارضة الفاعلة الوحيدة في الشارع السوداني‚ فمنذ دخول حزب المؤتمر الشعبي في المعارضة افل نجم الاستاذ غاري سليمان المحامي‚ الذي كان يقود المعارضة من الداخل‚ لانه في النهاية «فرد»‚ في حين ان الشعبي حزب ضخم له كوادر مدربة وامكانات لوجستية‚ وقادر على ان يكون بديلا للنظام‚ وقادر على تحريك الشارع لاحداث التغيير‚ وله دبابون قادرون على الاقتحام‚ من الجرائم التي ارتكبها نظام الانقاذ في السودان وفي حق الشعب السوداني تفتيت الاحزاب السياسية القومية التي تمثل مظاهر الوحدة‚ وذلك تحت قاعدة فرق تسد بهدف اضعاف هذه الاحزاب حتى لا تكون بديلا للنظام‚ وتحول نظام الانقاذ بعد ان انقسم على نفسه الى استعمار داخلي ــ على الاقل من منظور حركات التمرد/التحرير في الجنوب والغرب والشرق‚ وعليه فان المستقبل في السودان للحركات الاقليمية «واقعا» ولكنها نظريا تطرح نفسها كحركات قومية بدءا بالحركة الشعبية لتحرير السودان‚ ثم حركتي دارفور (التحرير والعدل والمساواة)‚ القراءة الصحيحة للمستقبل تقول ان هذه الحركات هي صاحبة المستقبل في حكم الجنوب والمناطق الثلاث ودارفور وشرق السودان‚ وسوف تلعب هذا الدور الهام منفردة ومجتمعة‚ بمعنى منفردة‚ كل حركة في اقليمها ومجتمعة على مستوى حكم المركز في اطار جامع نطلق عليه تحالف المهمشين لخلق سودان جديد‚ السبب الاساسي الذي يجعل هذه الحركات الاقليمية/القومية تلعب هذا الدور هو مساهمتها في اسقاط نظام الانقاذ‚ وهزيمته بسلاحه‚ حين قالت لن نفاوض الا من يحمل السلاح فالشعب السوداني ينظر الى هذه الحركات باعتبارها ادوات التحرير من الاستعمار الداخلي الممتد لمدة 50 سنة منذ الاستقلال‚ ومن الطبيعي ان قيادات التحرير هي «البديل» لنظام الانقاذ‚ السبب الثاني الذي يجعل هذه الحركات تلعب دور البديل هو ضعف الاحزاب القومية الكبيرة (احزاب أولاد البحر) مجتمعة ومنفردة‚ ونعني بها «الامة‚ الاتحادي‚ الحركة الاسلامية‚ الحزب الشيوعي»‚ لقد فشل التجمع الوطني في تغيير النظام‚ وقد كان التجمع عالة على الحركة الشعبية لتحرير السودان‚ يبشر ببندقيتها‚ ويطلق الطلقات الهوائية التي لا تسقط النظام ولا تصيبه‚ بل ولا حتى تخيفه‚ اخلص من كل ما تقدم الى الاتفاق مع الامير ابو قرجة في تحليله حول المستقبل الواعد للحركات الاسلامية باكتساح اي انتخابات في العالم العربي‚ رغم بؤس هذه الحركات فكريا‚ وموروثها الاستبدادي‚ وسوف اتناول ــ باذن الله ــ يوم الاربعاء القادم البؤس الفكري للحركات الاسلامية‚


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved