 |
 |
 |
 |
|
|
|
|
|
تأتي ذكرى عيد العمال هذا العام وحال الطبقة العاملة السودانية يزداد تعقيداً، أناس في حد العدم: فقدوا وظائفهم ومعها فقدوا ابسط سبل الحياة (مأكل، ملبس، مشرب)، فحال المعاشيين بائن في سلسلة البيانات المتتالية التي داومت على نشرها (الميدان) ومعظم الصحف السيارة وأعمدة الآراء التي استضافتهم بصدور كتابها الوطنيين الرحبة. أما من انتظر في اماكن العمل والقطاع الخاص فقد تكرمت تلك (الجهات) بواجب المعايدة تجاهه، فقد قامت شركة سكر كنانة لوحدها بفصل 843 عاملاً، اما الوضع الاقتصادي فقد ذهبت مأسوفاً عليها الجمعيات التعاونية ليدخل العمال حربهم مع الغلاء والفساد مجردين إلا من الصبر والعزيمة. بلغ الحد الادنى للمعيشة لأسرة من ثلاثة افراد (ايجار – مواد تموينية اساسية – ترحيل عام) 625 ألف جنيه، اي بزيادة تفوق 140% من الحد الأدنى للاجور.
ولأن النقابة معفية بالضرورة من السؤال لأن كتابها مخصص للمؤتمرات الشكلية ومسيرات الدعم والشجب، فإن وحدة العاملين في حركة مطلبية عريضة ما عادت هدفاً سياسياً بل أضحت مسألة حياتية، لذلك يبقى الواجب الأول في المرحلة الراهنة تكوين حركة ضغط عريضة لمحاربة الغلاء، وإعادة المفصولين، وتكوين الأجسام الشرعية وفق قانون يحمي حرية ووحدة واستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية، وهذا لن يتم إلا بالإشراك الفعلي للعاملين في وضع الدستور، وفي وضع القوانين للحركة النقابية التي تتفرع منه، فهذا حق وليس منحة، فحركة العاملين وحركة الطبقة العاملة على وجه الخصوص اسهمت بقدر عال من النضال والتضحيات ضد الاستعمار. وكل عام وأنتم بخير.