مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

صراخ المنابر .. دخان النراجيل وجدلية موت الحق !!! بقلم أبوبكر حسن خليفة رفاعة-السعودية / القصيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/9 3:37م

صراخ المنابر .. دخان النراجيل
وجدلية "موت الحق" !!!


بينما تثاءب الجمع كان البعض يغط في نوم عميق بعد أن أحاطت بالمكان غمامة السكون وأحكمت سحابة النعاس قبضتها على الناس ـ طالما أهُدرت طاقاتهم في مدارات الجحيم , وأوقاتهم في أمل النعيم . لعلهم يهربوا من عبودية المطالب والجبر والمستحيل , ويقبلوا على بوابة الانتظار تلك البوابة التي تعني "الأعراف" معرفة مواطن الخلل في الكائن الهزيل لإعداده لمواجهة المستحيل . المستحيل الذي هو السير به من التسيير إلى التخيير في فراغ المسافة بين الفكرتين . وتلك هي الحرية التي أوجدت إشكالية:(هل العالم وجد وفق التصور ؟! أم التصور وجد وفق الخلق ؟؟)
بمعني هل التصور يسبق الخلق أم الخلق يسبق التصور ؟!
ومعلوم أن التصور يقتضي التفكير والتفكير يقتضي الصراع بين الفكرتين,وهذا الصراع يقتضي الفراغ , والفراغ مستحيل على الموُجِد .
مما يستوجب القول بالقدم ( أزلية العالم ) والأزلي لا يفنى مما يحتم القول بأبدية العالم .
مما يعني وجود قديمين منذ الأزل وإلى ما لا نهاية,وهذا بدوره ينفي فكرة الخلق أساسا ؟‍!
وهـذا ممـا لا نقول به. لأنه جدل مبني على حافة العقل الموسومة بالديالكتيك الصراعي الذي يبحث عن درس التناقضات في ماهية الأشياء ذاتها , وكذلك يبحث في الثنائية المطردة لمظاهر الوجود ..
حقا تزدهر الوجوديات بثنائيات مطردة ومتلاحقة وغير منقطعة , ولعل هذا الأمر يفسر
سر دينمايكية الحياة , وتجددها واستمرارها وفق سيمفونية محددة 0
توحي إليك أنها تكرر ذاتها في ديمومة الأبد , ولكن في نفس الوقت تعطيك مساحة
للحرية المطلقة في تفسير الأشياء ...
وتعدد المعنى هذا ناتج من أن الكون نتج من مطلق .. كامل .. أصيل .. مستقل ..
والكون له ظل كما أن كل محتويات الكون لها ظل .. حتى الحرف والمعنى ..
وهذا هو سر الثنائية المصاحب للوجوديات .
فالانقسام هو حظ النفس من الوجود كما هو غيرها ...
وإذا كان الأمر هكذا لزم أن يكون الحق في نقطة التقاء الضد دين , ومكانه بين بين
لذلك يؤتى بالموت "الحق" ويذبح بين الجنة وبين النار ؟!
ولكن إذا كان هذا "الكبش" هو الموت فبأي شي يذبح ؟!
ولعل من لوازم جدلية موت الموت قبل موت الخلق وجود السرمد لغير الذات القديمة!
والسـرمـد هـو بالطبع غير الخلـود وغير الأبد المذكـور في النصـوص .. لان الأبد زمـن
نهايته العـدم في حـين السرمـد وجــود ينعدم عـنده العـدم !!
وانتفاء المـوت للموجـودات يفضي إلى التعدد المنفي بالضرورة عـن الوجـود ..
وإذا انتفى ذبح الموت لعدم وجود الموت في الخارج بانتفاء التعدد في السرمد ..
لزم القول بقول الأستاذ محمود " الجنة والنار ليست بخالدتين .. " بمعنى الحياة في
الجنة والنار ليست بسرمدية !
أما بخلاف ذلك فلا يكون غير الرؤى والأحلام .. قد رأيت في المنام أنّ رأسي قد قطع ؟!
حينها تكون إجابة المعصوم : بأي عين رأيت ؟!
وهنا يتولد جدل الفكر المتنامي ليكشف عن ضعف المعنى الواحد للنص الوجودي
والحق هو نتاج تزاوج المعاني المتناقضة 0
ولكن إذا رجعنا إلى الجدلية هذه وجدنا جدل الحياة مبني على أن النقص أثبت من
الكمال مثال الموت ؟!
وهـو اليقين الذي لا يمــارى فيه أحـد .. في حين كل الأشياء الآخر يتجاذبها النفي
والإثبات .. والممكن دليل الواجب ؟! البعرة دليل البعير !
والمادة دليل الروح ؟! الحيز دليل المتحيز والإناء دليل ما به يثبت ما به !
والفيزيائي دليل الميتافيزيقا ؟!
المكان والزمان هما اللذان يضعان التصور للإمكان واللازمان !
والفكر نتاج عضو مادي هو الدماغ ؟!
مما أوقع رواد فلسفة "الوضعية المنطقية" في المقولة الشهيرة :
"الوجود الغير محسوس غير موجود خارج الذهن" ؟!
لذا صاح فر يدريك أنجلز الله مخلوق للفكر وليس خالق للفكر !!
على خلفية جدل " الفكر نتاج عضو مادي وهو الدماغ " ؟!
ولكن كل هذا الفكر مبني على حافة العقل الموسومة بالديالكتيك الصراعى الذي
يبحث عن درس التناقضات في ماهية الأشياء ذاتها 0
في الوقت نفسه أن جوهر العقل يفضي إلى كمال حياة الشعور وكمال حياة الفكر الذي تنتفي عنده هذه الثنائية وهذا الصراع بحيث يصبح الواجب يستدل به لا يستدل له ؟! ونفي النفي إثبات , والمسمى يسبق الاسم .. وهذا هـو المـيزان القـسـط 0
ولما كانت الحرية تعني الفراغ ( بين الفكرتين ) , وتعني المستحيل. فإن الفكر يعني الوجود ويعني العدم ؟‍!
والوجود واجب وممكن.والواجب قائم بذاته غني عن غيره , والممكن مـا لا حاجة في وجوده أو في عدمه,والعدم ممكن ومستحيل وممكن العدم العنقاء,ومستحيل العدم وجود الشريكين واجتماع النقيضين أو رفعهما سواء ...
وهذا الاسترخاء والصمت المطبق على المكان فتحا بوابة النعاس على الجسم ليسري من أخمص القدمين إلى مفرق الرأس .
وفي تلك الساعة علت صيحات المنبر بثناء وحمد وتسبيح..مازجني فيها شك !! لملوك الأرض هي أم لمليك الأرض والسماء ؟‍!
فما أن أنتهى الخطيب من ذلك إلا وقال : اليوم سنتكلم عمن غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً كبيراً..
وكعادة ما (ألفت) أذني ظننته سيتكلم عن اليهود والكفار والمشركين ..!
وما أن كدت أرجع إلى سكوني وصمتي الحزين .. إلا أنه فيقني بقوله :
أقصد مبتور النسب .. متسخ النطفة .. ملعون المصير و و و.. وواصل في شتمه وسبه ووصفه بصفات تقشعر منها الأبدان , وما أن انتهى حتى قال هذا حكم الله فيه ورسوله فهو ( شر من أبويه ) و ( لن يدخل الجنة ابن حرام ) ؟‍!
وعندهـا لم أتمالك نفسي فرفعت رأسي إلى المنبر فوجدت وجهه كبيت عنكبوت في مدخـل مغارة يحفها الظلام من كل جانب ,ومـا زالت الكلمة تخرج من فمه كأنهـا حية رقطاء تلدغ كل من رآها أو سمع بها , وعينه واحدة حمراء يتطاير منها الشرر , ونظراتها كلدغ الزنابير . وبطنه كبيرة ضخمة تسع كل غازورات السلاطين متدلية ناحية التراب لولا حزمها من الوسط .
وما أن كاد يهبط من المكان حتى قال : إن الله يأمر بالعدل والإحسان و.....
وهنا وبالتحديد وعند ( العدل ) هذا جاشت الأفكار في فؤادي وتشابكت وأصبحت الفكرة توقظ التى بعدها حتى علت وتصايحت وتطايرت كفوهـة البركان الثائر المتدفق .
وكلها تقول ما ذنبه حتى يؤخذ بجريرة غيره ألم يقل المولى عز وجل " ألاّ تزر وازرة وزر أخرى " أم لم يسمع هذا الخطيب قوله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " حتى يكلفه ما لا يطيق !
فإن قيل : علم به أزلا فحكم عليه عاجلا ؟‍!
قلت : فماذا تعني حرية الاختيار ؟‍! وكيف تكون هداية النجدين " وهديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا " ..
وإن كان هذا هو العدل المثبت فما هو الظلم المنفي عنه سبحانه وتعالى ؟!
" إن الله ليس بظلام للعبيد " ..
وليس هذا فحسب بل إن جاء من يقول حدثني أبي عن جدي أن أم هذا الخطيب قد حبلت به من غير عقد شرعي ؟؟؟!!!
فماذا هو قائل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتراه لا ينفعه عمله ولا تقواه ‍؟‍! ولا رحمته في مثواه ؟؟‍!!كيف لا ورحمته وسعت كل شي
أم تراه هو صراخ المنابر دخان النراجيل !!!!!


أبوبكر حسن خليفة رفاعة
[email protected]
السعودية / القصيم

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved