مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الــتـرابـي بين المفكر الاسلامي وقائد المهمشين .. كيف تكون النهاية؟!! بقلم ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/8 3:55م

الــتـرابـي

بين المفكر الاسلامي وقائد المهمشين .. كيف تكون النهاية؟!!

ضياء الدين بلال[email protected]

حليف تكتيكي

اذا صحت معلومة ان الحركة الشعبية قد رهنت اجراءات اطلاق سراح الاسرى لديها منذ اندلاع حربها في .1983 باطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم الدكتور حسن عبد الله الترابي فهذا مؤشر قوي بانها تضع الترابي وحزبه ضمن الاوراق التي تدخرها لمعاركها القادمة... والتي من الواضح انها تقوم على تكتيك مزدوج تتبادل فيه الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني اسلوب الاحتفاظ (بحليف تكتيكي) في المجال الحيوي للطرف الاخر.. من الممكن استخدامه وتحريكه وفقا لمعطيات الاحداث ومجرياتها بما يخدم كليهما..!!

بالقطع الامر يحتاج لتفسير اكثر.. الحركة الشعبية تدرك جيدا ان المؤتمر الوطني يضع الف حساب للخطورة التي يشكلها الترابي عليه في الفترة القادمة وما في يده من اوراق لا تحقق له مكاسب بقدر ما توفر له من الفرص اوسعها لتوجيه صفعات انتقامية قد لا يحتملها خد الحزب الحاكم او الحزب الشريك في الحكم.. فاجندة الترابي الانتقامية ومعرفته المرعبة بدواخل وبواطن الامور ترشحه لان يصبح الخطر الاول الذي يتهدد النظام، اذا وضع نفسه تحت «امرة مؤقتة» تسمح لقرنق الاستفادة منه في ما يضر شريكه الوطني.. لذا يريد قرنق ان يظل هذا الاحتمال المقلق حاضراً في ذهنية المؤتمر الوطني، وهو يتعامل مع الفصائل الجنوبية الخارجة عن الحركة الشعبية « فاولينو ماتيب وبونا ملوال وجوزيف لاقو» والباقية فيها وتريد فرض سيطرة عليها من الداخل ويتزعمها سلفاكير ويسندها جوستن ياك فحضور هذا الاحتمال « قرنق والترابي» في ذهنية المؤتمر الوطني يجعله يتحذر من استخدام اوراق الفصائل الجنوبية كأوراق ضغط على الحركة الشعبية لان في يد شريكه ورقة واحدة بمقدورها تحقيق معادلة الرعب المزدوج بين الشريكين..!!

ورقة فقط

ولكن السؤال المهم هل يرضي الترابي لنفسه ان تختزل قيمته السياسية في ان يصبح « ورقة» للضغط فقط تخدم اجندة الاخرين ولا تتكسب لنفسها وان يتحول مشروعه الفكري الى اجندة انتقام تهدم ولا تبني؟

الترابي الان يدرك جيدا ان الاطروحات التي سعى لتحقيقها تحت مظلة النميري.. او صارع من اجلها في (الصحافة وجبرة )او قلب باسمها طاولة الديمقراطية .. لم تعد هي خياره المنافس في الفترة القادمة.. فالمشروع الاسلامي الذي ظل ينادي به منذ الندوة الاكتوبرية قد وجد فرصة التعبير عن نفسه في تجربة الانقاذ فهو واقع عيني متحقق من الصعوبة او الاستحالة الارتداد به الي طور التنظير التبشيري حتى يصبح برنامجاً انتخابياً جاذباً.. او انه قابل للتصحيح الانقلابي فقد قالها الترابي في اول حوار اجرى معه من بعد خروجه من السجن الذي سرعان ما عاد اليه.. فقد قال « كل القوى السياسية في السودان عرفت الانقلابات تليها او تلى معارضيها وهذه وتلك يئست منها انها لا تسوقنا الا الى سوء والى درك من السوء»..

فاذاً صناديق الانتخابات لا توفر للترابي عودة « نبيلة» للسلطة.. وصناديق الذخيرة عرف انها سترديه الى « درك السوء» ... فما هو الخيار المتاح امامه طالما انه لم يقرر مغادرة الملعب ويصر على اكمال المباراة الى نهايتها؟!!

فشل ام انتكاس

يرد الترابي على سؤال هل فشل المشروع الاسلامي في السودان في حوار اجرته معه قناة الجزيرة قبل احتجازه الاخير.. يرد قائلاً « لا اقول ان المشروع الاسلامي فشل... هو ينتكس ويخطيء وخير الخطائين التوابون.. هو يكون قد اتعظ واخذ تجربة اذا سجل ونقد نفسه وكتب.. ينفع نفسه وكل حركة الاسلام في العالم الا تسلكون هذا الطريق لانه يفعل بكم ما فعل بنا «..» الانسان حياته كلها دورات نهضة، ثم هنالك وقعة ثم بعد ذلك من الارض نهضة ثانية كالشجر يسقط في الارض الثمر وينبت شجرا جديدا ان شاء الله» رغم ان الترابي يرفض فكرة اطلاق صفة الفشل على تجربته ويضعها تحت وصف الانتكاسة او الخطأ او « الوقعة» الا انه لا يريد اعادة طباعتها « منقحة» مرة اخري بل انه قرر ان يضع كل اطروحاته الدينية في الكتب والمؤلفات الموسعة ويتفرغ بعد ذلك لان يمارس السياسة بخطاب جديد يرغب في سماعه الكثيرون وعلي اثر ذلك يكون قد انتقل من شخصية القيادي الاسلامي الى قيادي ثوري متدرع بشعارات التهميش فالترابي الان عندما يكتب، يكتب بفكر ولغة المفكر الاسلامي بل انه في كتابه الاخير السياسة والحكم قام باستدعاء مكثف لمفردات وعبارات ارتبطت بتراثيات الماوردي وكتاب الاحكام السلطانية وان كانت الافكار متقدمة عن ذلك كثيرا.. ولكن الترابي في ممارسته السياسية وعبر حزبه المؤتمر الشعبي يمارس السياسة وفق متطلباتها الجدلية ولا يجهد نفسه او حزبه كما كان يفعل من قبل في ايجاد ما يسند هذه المواقف من الشرع والدين او على الاقل لم يعد حريصا على الاعلان عن ذلك..!!

تجاوز

المؤتمر الوطني وعبر حكومته يريد ان يكون الترابي بعيدا عن الملعب السياسي في هذه الفترة مهما ترتب على ذلك من تجاوز قانوني وسياسي يمكن ان يحسب عليها... ويبدو ان هذه الرغبة ليست رغبة نفسية مردها للخوف منه فقط.. ولكنها تأتي كتكتيك سياسي الاغراض منه متعددة.

اولها : حزب المؤتمر الشعبي ارتبطت فاعليته بالنشاط الاعلامي للترابي عبر الفضائيات والندوات فوجود الترابي في المحبس يحد تماما من فاعلية الحزب.

ثانيها: هنالك اعتقاد حكومي راسخ بوجود نوايا انقلابية للمؤتمر الشعبي ولو قالت المحاكم غير ذلك. فوجود الترابي تحت السيطرة.. يجعل من في الخارج يفكر كثيرا في ما سيلحق بـ« الشيخ» في حالة نجاح الانقلاب او فشله.

ثالثها: هنالك رأي رائج في الاوساط الحكومية ان اغلب القيادات التي ذهبت مع الترابي للمؤتمر الشعبي فعلت ذلك على سبيل المجاملة التاريخية والروحية له او انها واقعة في مجاله المغنطيسي اسيرة لشخصيته القوية وكارزميته الطاغية.. فابتعاد هذه الاطراف عن الترابي او ابعاد الترابي عنها يهيؤها تماما للاستقطاب لمصلحة الطرف الاخر.. ويمكن ملاحظة خروج مجموعة مؤثرة من المؤتمر الشعبي امثال محمد الحسن الامين وموسى حسين ضرار والتيجاني سنين..!!

اختراق

ليس من المستبعد وقبل رفع حالة الطوارئ ان تنجح الحكومة في احداث اختراقات واسعة داخل المؤتمر الشعبي للحد الذي من الممكن ان يفصل بين الترابي ومجموعته القيادية من غير الذين لهم ارتباط وثيق بملف دارفور.. فيعود هؤلاء للمؤتمر الوطني او على اقل تقدير ان يلزموا جانب الحياد وقد أضعف التضييق السياسي والامني على القيادات السياسية في المؤتمر الشعبي صوت طلاب الشعبي في الجامعات ولم يعد تأثيرهم يذكر في الفوز بانتخابات الاتحادات الطلابية ولا في تخريبها.

اذا نجح سيناريو تقسيم المؤتمر الشعبي على الاساس الجهوي مجموعة دارفور بقيادة دكتور علي الحاج ومجموعة غير الدارفوريين فان الترابي سيكون اقرب للمجموعة الدارفورية او العكس صحيح اي ان المجموعة الدارفورية داخل المؤتمر الشعبي ستقف لجانب الترابي ..!!

هجمة مرتدة

هذا لا يعني ان المؤتمر الشعبي ينتهج في هذه المعركة اسلوب الدفاع والحفاظ على تماسك الذات فهو له تكتيكات هجومية كذلك.. حيث تسعى مجموعة منه لاختراق المؤتمر الوطني عبر اسلوبين:

الاول : تشجيع مجموعات في داخل الوطني لثورة على القيادة المركزية التي يتم تبعيضها لخمسة افراد

الثاني: المساعدة في دفع تلك المجموعة الى خارج الحلبة السياسية بمساندة لبعض القوى الدولية والاقليمية .

فالترابي لا يزال ينتظر ان يطرق الابناء العاقون الباب ورؤوسهم منكسة يطلبون العفو والغفران.!

هل خرج الدكتور حسن الترابى من الملعب السياسى؟

سؤال يستشرف المستقبل فى ظل الظروف التى صنعها الرجل لنفسه او نسجتها له الاقدار سؤال طرحناه على عدد مقدر من اساتذة العلوم السياسية من مختلف الجامعات وشاركهم الدكتور الجزولى دفع الله رئيس الوزراء السابق فى الإجابات التالية:

د. عطا محمد الحسن البطحانى

استاذ العلوم السياسية - جامعة الخرطوم

* الدكتور حسن الترابى لم يخرج من الملعب السياسى لثلاثة أسباب:

أولاً: يرجع ذلك للطبقة المستعصية على التغيير التى تتصف بها الطبقة السياسية السودانية ،والترابى أحد قيادات الطبقة السياسية و ذلك عكس البلدان الأخرى التى تتغير أطروحاتها ورموزها.

ثانياً: يرجع لشخصية الدكتور ومهاراته السياسية فى المناورة والتكتيك وإن كان ذلك على حساب البعد الاستراتيجى. لكن ما يميزه هي القدرة على العودة الى الملعب السياسى مثال ذلك: العودة بعد المصالحة الوطنية والعودة بعد الانتفاضة. ونتوقع ان يعود للملعب السياسى بصورة ما.

ثالثاً: هنالك سبب خاص يرجع الى مكانته الفكرية فى قيادة الحركة الاسلامية وهو بالرغم من العناصر الديماجوجية فى خطابه السياسى إلا أنه ربما يتمكن من تقديم صيغ فكرية تخرج الحركات الاسلامية من مأزقها الفكري الراهن. وهو ضرورة المواءمة ما بين الاسلام كمرجعية سياسية والديمقراطية والمواطنة كضرورة عصرية.

البروفيسور ابراهيم ميرغنى

عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهرى

- أنا لا اعتقد ان العمل السياسى فيه خروج كامل- إلا اذا قدر لهذا التنظيم الفشل وسلمت قياداته بهذا الفشل، وهذا الأمر لا ينطبق على شخصية الدكتور حسن عبد الله الترابى.

- واعتقد ان المؤتمر الشعبى بقيادة الدكتور الترابى سيقرأ المرحلة القادمة للاستفادة من الظروف المتاحة.

- المؤتمر الشعبى الآن يسعى لمد جسور العلاقة مع الحركة الشعبية والحركات المعارضة الأخرى فى دارفور ويناور التجمع الوطنى الديمقراطى وهذا كله مؤشر أن الشعبى يسعى لإيجاد أرضية في المرحلة القادمة.

د. بهاء الدين مكاوى

رئيس شعبة العلوم السياسية جامعة النيلين

إن وضع الدكتور الترابى هو و ضع المؤتمر الشعبى قد يختلف ولكن ليس كثيراً عن وضع الأحزاب الشمالية الأخرى. ذلك ان الحريات الديمقراطية التى ستتاح لها خلال الفترة الانتقالية وفقاً لإتفاقية السلام ستتيح الفرص لكل الاحزاب وبالتالى سيبقى الترابى داخل الملعب السياسى وليس هنالك ما يبرر القول بأن الترابى خرج عن الملعب السياسى، وبالتالى فإن حزب المؤتمر الشعبى سينافس على الساحة السياسية ويحقق كسبه السياسى حسب برنامجه المطروح وأتوقع أن يفرج عن الدكتور الترابي كى يمارس دوره فى الملعب السياسى.

د. الجزولى دفع الله

رئيس الوزراء السودانى السابق

- لا اعتقد ان الدكتور حسن عبد الله الترابى خرج عن الملعب السياسي. فهو شخص له تاريخ طويل في العمل السياسى والاسلامي وله قاعدة شعبية مؤثرة فشخص بهذا الحجم ومن ورائه هذه القاعدة الشعبية لا يمكن التصور ان يكون خارج الحلبة السياسية فى أى نظام ديمقراطى.

د. صفوت فانوس

أستاذ العلوم السياسية جامعة الخرطوم

لا أعتقد ان الدكتور حسن عبد الله الترابى خرج من الملعب السياسى فقضية إعتقاله هي قضية وقت وأتوقع ان يفرج عنه بعد رفع حالة الطوارئ. وبالتالى من المتوقع ان يعود الدكتور الترابى لممارسة نشاطه السياسى وبالأخص -عقد الندوات العامة ومخاطبة أتباعه وإعادة بناء الكيان الخاص داخل الحركة الاسلامية وبناء التحالفات السياسية مع القوى المختلفة وبالتالى فهو موجود داخل الساحة السياسية

قــالـــوا عنـــه

دي مشكلتو

مشكلة الرجل الوحيدة « ويقصد الترابي» في شخصيته بتسييسها في صراعات وهو لا يتورع في العمل باقصاء خصومه.. اقصاء عن الساحة او اقصاء معنويا.

عبدالله بدري

قيادي بارز بالحركة الاسلامية

**

رجال وارقام

كان الترابي ينادي على الاعضاء بارقام مقاعدهم دون ذكرهم والان فقط اصبحوا اشخاصا واسماء بعد ان كانوا ارقاما يستخف بها الترابي بطريقته المعروفة.

الشريف المنتكي

نائب دائرة سودري

***

كلام زمان

الانقاذ لم تكن انقاذاً بدولة فالانقاذ كانت رسالة متكاملة لحركة الاسلام ودعوة علمية وبخروجه منها « يقصد الترابي» خرجت الكثير من المعاني وبخروجه لا اقول ذهبت الانقاذ ولكن ذهب الكثير من مبادئها الاساسية وبرامجها التي طرحتها في بداية عهدها.

محمد الحسن الامين

المحــــــــامي

**

خيوط اللعبة

كان الشيخ مخيفا للنواب يهابونه تماما ولست ادري هل بسبب شخصيته القوية ام لانه شيخ الحركة الاسلامية ام انه كان يملك كل خيوط اللعبة في يده.

عبدالله بابكر

عضو البرلمان

***

سلسلة الفشل

جعل الحركة الاسلامية اخر البدائل الفاشلة في تاريخ السودان المعاصر بعد فشل الطائفية والشيوعية فاكمل سلسلة الفشل حتى يفكر السودانيون في بديل جذري اخر «هذه حسنته الترابي»

المرحوم ابوالقاسم حاج حمد

***

كلل وملل

د. حسن الترابي من خلال متابعة مسيرته السياسية على مدى 40 عاما هو رجل عمل ومفكر ولا يكل ولا يمل ان جاز التعبير غير انه في بعض الاحيان كان بالخصم على النظام لاسباب ربما كانت معروفة واعتقد ان فترة الخلاف اخذت منه الكثير بحيث لم يعد لديه الكثير الذي يمكن ان يعطيه بتقديري والله اعلم.

موسى يعقوب

**

يوم شكره

رجل متواضع جدا وكريم وداره فاتحة لكل زائر وما زال له دور في الفكر الاسلامي والحركة الاسلامية وممكن يلعب دوراً كبيراً في الفكر الاسلامي وتطويره ونشر الثقافة فله دور كبير جدا يستطيع ان يؤديه.

محمد يوسف محمد « المحامي»

عمر افتراضي

الترابي يقترب من الثمانين من العمر وقد انتهى عمره الافتراضي لان اعمار الامة المحمدية بين الستين والخامسة والستين ولهذا فالمطلوب من الترابي ان يدع الشعب السوداني يعيش ولو بوجبة واحدة.

محمد طه محمد احمد

**

اتفقنا ام اختلفنا

يشارك في الحراك السياسي حتى ولو باطروحاته المتناقضة لاطروحات الآخرين وبالتاكيد هو نظم حركة اسلامية اعتقد لها بصماتها في الحياة السياسية السودانية في كل منعطفات السياسة سواء اتفقنا ام اختلفنا معه.

الاستاذ الشفيع خضر

« الحزب الشيوعي»




الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved