حكم المشير جعفر النميري من الفترة 69مايو-أبريل 1985 وحكم المشير عمر البشير من الفترة يونيو1989 حتى يومنا هذا 2005م.
وفي هذا السودان مر بتجربة مريرة خلال فترة المشير النميري وأيضا مر بفترة اشد مرارة في عهد المشير عمر البشير الذي جلب للسودان الإرهاب وجلب أيضا للسودان حروبا أهلية جديدة (جبال النوبة , شرقا السودان وغربه ) نتيجة حكم البشير للسودان ووصل عدد القتلى في جنوب السودان مليونين نسمة ومليون ونصف نازح . وفي جبال النوبة وشرق السودان وغربة حدث ولا حرج .
لا ادري ما السر في بداية حكم النميري والبشير للسودان بالرقمين المفردتين 69/89 ولأدري ما التفسير الحقيقي للاندماج بينهما وفي هذا الوقت وبالتحديد هل هي لعبة سياسية آم ضحك علي الشعب السوداني أم التأريخ أن بدأ يعيد نفسه بالسودان القديم وكل التوقعات تدل علي ان قادة السودان القديم بدا يتجمعون وسؤالي هل ينضم الصادق المهدي ليلحق بمركب السودان القديم كي يتم اللعبة بعودة قيادات السودان القديم بالتجمع الوطني ليتأكد الشعب السوداني لذلك من حقيقة الألاعيب وفنون السودان القديم .
ولربما يريد الاندماج من خطورة الأوضاع في المركز وكلنا يعلم بعودة النميري للسودان لم من فراغ .
والنميري له تجربته وعداءه للأحزاب التقليدية واليساريين ولربما عداء النميري لترابي قد يساعد في عدم خروج الترابي (ربما يزيد من تعقيد الأمور) ولربما يقع البشير في مقلب النميري مادام الاندماج تم بينهما والنميري هو الفنان المهندس في ترحيل الفلاشة وهنا يكون التاريخ قد بدأ يعيد نفسه وهل يعمله النميري للمرة الثانية.
ومن هنا نجد أن المفاهيم والرؤى قد انقلبت بالسودان ولربما الثقة في طريقها إلى الذبول وسط الأحداث التي عصفت بدارفور وشرق السودان واليوم الغموض يسيطر على السودان وكأنها الطلاسم التي وصفت بها الكتابات الأثرية أو السحرية التي أصبحت اليوم في السودان أكثر وضوحا من دقائق الأحداث المحيطة بنا والتي أخذت تحبس الأنفاس ولازالت تلك الأحداث يتم فك طلاسمها وكأنها جزء من التراث الدفين الذي ظهر فجأة من وراء كثبان دارفور وشرق السودان ولم يعد هناك مفر من فك رموزها إلا بوحدة المهمشين وترابطهم، واليوم في السودان الغموض في المواقف والغموض في تفسير كل موقف وفي تعدد التفاسير وكثرتها وغموض شامل في كل مجريات الأحداث في دارفور وكردفان وشرق البلاد.
وأما هذه التناقضات والأحداث المتصارعة نجد أن الخرطوم يتحرك ببطيء في قضيتي دارفور وكردفان وشرق السودان ولكن العالم يتحرك بسرعة البرق.
والمفأجات اكثر من يحيط بها مقال إذ قد يسبب ظهورها لدي الاستعمار الداخلي والسودان القديم والحق يعلى ولا يعلي عليه .
أم الغموض والزيف وقتل الأبرياء في دارفور لم يمر عبثا والعقاب يشمل قادة الجنجويد وقيادات حكومة تري في نفسها بأنها ثورة وإنقاذ في السودان لكن في الحقيقة مضيعة للوقت وهروب آلي الأمام وهناك قناعة تامة بان السودان القديم بدا يجمع صفوفه في الداخل عن طريق الاندماج وفي الخارج عن طريق عودة قيادات التجمع الوطني لداخل قريبا.
وهناك سوأل يطرح نفسه هل ينجح المهمشون في الاندماج والوحدة والتماسك والصمود لمواجهة مقالب السودان القديم آم يستسلم المهمشون ليعيد السودان القديم نفسه من جديد آم أبناء الهامش يركبون سفينة جون قر نق وينقل برتوكول نيفاشا لدار فور وشرق السودان ( ليشرط الضحك ) قادة السودان القديم وهل ينجح قر نق في جمع دريج ود/ شريف حرير / عبد الواحد ود/ خليل / ميناوي في جمع المهمشين لوحدة والاندماج ليكون ردا قويا وسريعا لبشير آم قر نق يقع في فخ البشير والنميري .
آما الذين يرفضون مبدأ التهميش ومفهومة التهميش والأقاليم المهمشه ليس مفهوما سودانيا كما يتبادر في أذهان الكثير من الساسة في السودان بل هو مفهوم علمي وحقيقي مرتبط باطروحات اجتماعية واقتصادية وسياسية أهمها نظرية المركز والهامش ولآيكن لأي دولة ان تتقدم وتنمو وتستقل سياسيا واجتماعيا آلا من خلال قدرتها علي التحكم في الفجوة بين المناطق الأكثر نموا والمناطق الآفل نموا وهو لا يتأتي آلا من خلال تحويل العلاقة بين المركز والهامش آلي علاقة تبادلية منفعية لطرفين وليس علاقة تبادلية منفعية لطرفين وليس علاقة استغلالية لصالح المركز والتي غالبا وعادة ما يكون نتيجتها الفجوة بين المركز والهامش بدل من تحقيق التنمية المتوازنة بين أقاليم الدولة الواحدة .
واخيرا هل ينجح دعاة الاستعمار الدخلي وانصار السودان القديم في الاندماج مع مهندس ترحيل الفلاشا .
حسن آدم كوبر
عضو التحالف الفدرالي الديمقراطي السوداني
الولايات المتحدة ولاية مين
7/3/2005