رسالة مفتوحة الى طلاب الحزب الاتحادى الديمقراطى
بقلم: حاتم السر على المحامى
اطلعت على البيان الصادر من مركزية الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين المنشور على صفحات (سودانايل ) الغراء والخاص باحداث جامعة الجزيرة التى ادت الى تعليق الدراسة بكلياتها الى اجل غير مسمى مما خلق مناخا مواتيا لاجهزة امن النظام لممارسة هوايتها المفضلة فى الاعتقال والتعذيب وتلفيق التهم زورا وبهتانا ضد الطلاب الابرياء و بتصرفها الاخرق هذا تكون هذه الاجهزة قد ارتكبت حماقة جديدة تضاف الى حماقاتها السابقة والى سجلها المخزىء الممتلىء بمضايقة الشرفاء والمناضليين كما ان هذه الحادثة تؤكد من جديد ان النظام ما زال سادرا فى غيه وماضيا فى ضلاله غير ابه باجواء السلام ومناخات التحول الديمقراطى المحيطة بالمشهد السياسى السودانى .هذا الحادث اعاد الى ذاكرتى ما قامت به ذات الاجهزة الامنية بالامس القريب مع الطلاب الاتحاديين بجامعة السودان وما استتبعه من تعد سافر على المركز العام للحزب الاتحادى الديمقراطى ومن محاكمات جائرة وظالمة بحق بعض الاشقاء الاتحاديين.ان اقدام اجهزة الامن على اعتقال كوكبة من الطلاب الشرفاء الوطنيين بجامعة الجزيرة وايداعهم فى غياهب معتقلاتها وسجونها ومن ضمنهم الاشقاء ناجى الطيب ،واحمد حسن، ومحمد الطيب، يؤكد صحة موقف المعارضة الداعى الى الغاء اى دور للامن فى الحياة السياسية والنقابية كما يؤكد عدم اعتراف اجهزة الامن والقائمين عليها باتفاقيات السلام التى قضت بتحويل الامن الى جهاز لجمع المعلومات وتحليلها فقط لاغير. كل ذلك وغيره دفعنى لتوجيه هذه الرسالة المفتوحة الى طلابنا الشرفاء فى كل الجامعات والمعاهد العليا السودانية
الطلاب الاتحاديين الشرفاء:
اسمحوا لى ان احييكم واحى نضالكم فى كل المواقع فى الجامعات والمعاهد والمدارس والمكاتب والمصانع والحقول فىالمدن وفى القرى ونحيى عبركم جماهير حزبنا المناضل العملاق الذى ما فتئ منذ استقلال السودان وحتى الان يعطى للديمقراطية من التضحيات الغالية ما جعله بحق الرمز الديمقراطى المتفرد وما جعل ابناءه دائما فى الطليعة بذلا وعطاءا وتضحية من اجل السودان وحريته وديمقراطيته وحق شعبه فى الحياة الحرة الرائعة الكريمة.
ان المرحلة التى يمر بها شعبنا وانتم تعلمون ذلك مرحلة دقيقة وحرجة يستوجب علينا معها ان نمتد ببصرنا الى ما يجرى داخل وطننا وما يحدث فى اقليمنا وما يشهده عالمنا العريض من احداث متفجرة ودامية كما يتوجب علينا ان نحدد موقفنا ونسلك دربنا فى مواجهة التحديات التى تفرزها طبيعة المرحلة الراهنة التى نمر بها .
ان السودان يمر الان بمرحلة انتقال من حرب طالت واستطالت الى مرحلة سلام يحلم شعبنا بان يكون سلاما شاملا وعادلا ويسعى النظام لان يكون مفصلا على مقاسه، لكن السلام كما له اصدقاء فان له اعداء واعداء السلام هؤلاء هم الذين انتفعوا بالحرب وكنزوا من الاموال وتبواوا من المناصب فى غفلة الشعب ما انساهم تضحيات شعبنا ودماءه التى تفجرت وشهداءه الذين ضحوا من اجل وطنهم باعز ما يملكه الانسان الدم والروح ، وهؤلاء الاعداء تحييهم الحرب ويقتلهم السلام لذا يجب علينا ا ن ندرك هذه الحقيقة فانهم سوف يقفون فى طريق السلام سوف يعملون ما وسعهم العمل لعرقلته ووقف مده وحركته واندفاعه حتى يحافظوا على مكتسباتهم ويحموا مصالحهم ويستمروا فى تسلطهم على رقابنا وهنا يجب ان نواجه محاولاتهم ومؤامراتهم بسلاح الصبر والايمان واليقظة ,والا نسمح لهم بان يجرونا الى موقف يبعدنا عن غاياتنا واهدافنا .
ان السودان ايضا على ابوب مرحلة جديدة هى مرحلة التحول الديمقراطى وهذا التحول لايمكن ان ينهض بمسئوليته اولئك الذين تسيطر علي عقولهم ونفوسهم وثقافتهم الفكر الشمولى الذى يرتكزعلى فكرة الراى الاحادى المتجمد ،اولئك الذين يرفضون مبدا التعددية وينظرون الى الواقع السياسى والاقتصادى والثقافى من زاوية واحدة و بالتالى يرفضون كل راى اخر، كل فكرة لا تتفق معهم ،كل اتجاه غير اتجاههم ،كل موقف غير موقفهم ،ولا يتورعون مع ذلك من الاندفاع مع غريزتهم العدوانية فيلجاون الى الضرب والعنف والتدمير وما حدث لمظاهرة المواطنيين فى بورتسودان الا خير شاهد على دمويتهم وشموليتهم وقمعهم ومصادرتهم للراى المخالف، وما تجربتكم فى جامعة السودان وتداعياتها المؤسفة بالاعتداء الامنى الاثم على المركز العام لحزبكم بالخرطوم الا خير دليل على ذلك، ونفس الشىء اكدته بصورة دامغة احداث جامعة الجزيرة مؤخرا، وسيثبته ايضا الموقف المحتقن فى جامعة النيلين وفى غيرها من الجامعات والمعاهد العليا التى يعانى طلابها من بطش السلطة ومن تدخل الاجهزة الامنية فى الشؤون الطلابية ومن المحاكمات الجائرة ومن الانتهاكات المستمرة لحقوق الطلاب لذا فان المطلوب منكم الان هو :
اولا : الوعى بان تحديات السلام ومسئولياته ليست باقل من تحديات الحرب ومسئولياتها
ولكى نجعل السلام يبسط اجنحته على وطننا ,ونجرد دعاة الحرب وسدنتها من اسلحتهم ونكشف مؤامراتهم ،ونقضى عليها ،فان علينا ان نتسلح بالمبادئ التى تشربناها من تراثنا الاتحادى ومواقف حزبنا وتصديه الجسور لاعداء الديمقراطية فى مختلف المراحل والحقب.
ثانيا : ان الحزب الاتحادى الديمقراطى بتاريخه وتراثه وفكره ومواقفه حزب ديمقراطى
فكرا وتصورا ،قولا وفعلا، فلسفة وممارسة ، وبالتالى فان مسئوليته فى هذه المرحلة اكبر واعظم من غيره لان ما ينتظره منه الشعب اكثر مما ينتظره من غيره،ولذلك يجب ان نوطن النفس على ان امامنا نضالا طويلا واننا لن نلقى سلاحنا ابدا بل سنظل وعلى كل الجبهات حراسا للديمقراطية وهذا يفرض علينا ان نجعل نضالنا يتصاعد وكلمتنا يتردد صداها فى افاق الوطن الواسعة الى نحقق لشعبنا حقه فى الحياة الحرة الكريمة.
ثالثا : ان اعداء السلام هم فى الوقت نفسه اعداء الديمقراطية ايضا، ولان السلام لا يمكن حمايته الا بفكر ديمقراطى متطور ،وبوعى وطنى منفتح ، فان اولئك الاعداء لن يصبروا على توجهات الشعب السودانى الراهنة وشعاراته المرفوعة المنادية بمحاسبة ومحاكمة كل من ارتكب جرما فى حق المواطن والوطن ، وسيحاولون ما وسعتهم المحاولات وقف تيار الديمقراطية والسلام المتوقع ،الامر الذى يفرض علينا التصدى لهم بسلاح الفكر الديمقراطى الواضح والمحدد ،وباسلوب النضال الوطنى المجرد من الانانية والمصلحة حتى نفضح مخططاتهم ،ونكشف اساليبهم الذاتية المنكفئة على هذه المصلحة الشخصية والحزبية المعادية للشعب ولحقه فى المشاركة فى ترتيب اوضاع وطنه ورسم ملامح مستقبله .
رابعا : ان الديمقراطية والسلام هما ركيزتا الوحدة الطوعية للبلاد- الهدف الاسمى الذى لن يساوم او يزايد عليه حزبكم- وبقدرنجاح نضالنا من اجل تحقيق الديمقراطية و ترسيخ السلام نكون قد حققنا الضمانة الاكيدة لاستقرار البلاد ولوحدتها ونكون قد فرضنا ارادة الشعب على اعدائه .
ياشباب وطلاب الحزب الاتحادى الديمقراطى المناضلين
تلك هى مسئوليتكم فى هذه المرحله الدقيقة من تاريخ وطنكم وتلك هى مسؤليتكم من اجل حاضر هذا الوطن ومستقبله ونخاطبكم اليوم ونحن نؤمن بدوركم ومكانتكم ,نؤمن بانكم درع الوطن فى حاضره ومستقبله نؤمن بانكم له ريادة وقيادة واملا عزيزا. عشتم وعاش الحزب الاتحادى الديمقراطى حتى تعلو رايات الديمقراطية و ترفرف اعلام السلام والوحدة فى فضاءات السودان دون قيد او حجر، واصلوا التضحيات من اجل الوطن ،وسيروا فى درب النضال الى ان تنحسر من حياتنا والى الابد اشباح الظلام .
والنصر لكم ولحزبكم العملاق ولجماهيره الفتية،،،،،،،،،،،،،
حاتم السر على المحامى
عضو المكتب السياسى للحزب الاتحادى الديمقراطى
[email protected]