قرأت ردك المؤثر على مستشار رئيس الجمهورية ووجت نفسي في صراع لحبس دموعي من الألم والحسرة والمرارة ، ليس تعاطفاً مع اضطهاد القضاة من قبل النظام ولكن إجتراراً وتجسيداً لحجم الظلم والقمع الذي وقع على العوام من والشعب.
الحقيقة الأمر من ظلم أهل للنظام للعوام هو سلبية النخبة من أبناء الشعب السوداني ، وإذا كان القضاة عاجزين عن فضح تجاوزات وإنتهاكات النظام فما بالك بالآخرين؟ هل نلتمس لهم العذر في مسيرات المؤازرة وتدبيج الخطب المنمقة وتجريدات الرياء والتبرير الممجوج لجرائمه؟
هجرتك مولانا محمد الحسن للولايات المتحدة حيث الحرية والديمقراطية من أجل حياة كريمة ولقمة عيش نظيفة لأبنائك مقصد نبيل وغاية شريفة يستحق التحية والإكبار ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد مراغماً كثيرة وسعه ) ولكن سكوت أمثالكم عن إبانة الحق والصدأ بالحقيقة فيه تقصير ترتب عليه أضرار جسيمة على اناس لا حول ولا قوة لهم إلا بالله.
إبعاد النخب النظيفة والمؤثرة من ساحة العمل العام بكافة الوسائل وسيلة إنتهجها النظام للوصول إلي غاية مدروسة وهي إستباحة الحق العام لتمكين كوادرها من الإمساك بتلابيب الشعب المادية والمعنوية وربط مستقبل البلد بمصير تنظيمها الحاكم كما يتوهون الآن.
وقوفكم منتصبي القامة في وجه النظام ورفضكم بيع شعبكم من أجل المناصب نثمنه ولكن ليس كافياً وفي تقديري بإمكانكم الإستمرار في المواجهة بشتى الوسائل النظيفة والمشروعة من مختلف المواقع وهناك ما هو أسوء من المهاترات والإسفاف.
تمكُن النظام ليس بمؤازرة الإنتحازيين والغير منهجين فقط بل بسلبية الجيدين والشرفاء ايضاً ، نحن السودانيون يسحرنا البيان ويجهرنا الشعارات البراقة ولا أدري متى ننضج ونتمكن من وضع شكائم للهاشمية الفوارة التي تصيبنا بين الفينة والاخرى؟
إبراهيم سليمان
السعودية