ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
أبو بكر القاضي ـــ رسالة مفتوحة لشافيز حول التحالف الدولي للمهمشين
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/5 10:01م
من المنتظر ان يصل الى الدوحة غدا الاثنين فخامة الرئيس الفنزولي شافيز لافتتاح منتدى الاستثمار والاعمال في فنزويلا الذي تستضيفه الدوحة والمنتدى كما هو اضح اقتصادي وتجاري, موضوع رسالتي المفتوحة لفخامته هو شأن مختلف تماما, انه شأن ثقافي يتعلق بتكوين (التحالف الدولي للمهمشين), المخاض,, وولادة الفكرة,, المصائب تجمع المصابين أميركا الجنوبية هي توأم افريقيا بانقسام النواة في الكرة الارضية لذلك فان هناك تقاربا جينيا وراثيا بين السكان الاصليين في القارتين,, كاتب هذه السطور هو انسان دارفور ــ غرب السودان ــ معتز بانتمائه الافريقي وثقافته الافريقية والقائمة اصلا على التعددية والتنوع, وهي بالتالي ثقافة تقوم على التسامح, القواسم المشتركة بيننا وشخصكم الكريم والغلابة والحزانا من شعبك الكريم المهمش الذي انتصر لنفسه ولكرامته وعزته حين وقف معك في كل المحن والمؤامرات التي تعرضت لها من احفاد تجار الرقيق في فنزويلا واميركا في صيف العام الماضي, لقد القم شعبك فم الامبريالية ووكلائها المحليين حجرا وقطع لسانها الى الابد, لانك اعطيت شعبك الامل, والحياة بانحيازك للبسطاء اهل البلد الاصليين,, وذاقوا على يدك طعم البترول الخارج من ارض اجدادهم, بل هو عرقهم ودمهم ولحمهم, ان انسان دارفور ــ المهمش لمدة 50 سنة ــ منذ استقلال السودان ــ قد تعرض للابادة الجماعية والتطهير العرقي من قبل الاستعمار المحلي ــ في المركز بالخرطوم ــ ولم يجد عونا من وسطه الاقليمي او العربي لانحياز الحكومات لنظيراتها, ولغياب مؤسسات المجتمع المدني الحديثة من احزاب حرة ونقابات وجمعيات بسبب غياب الديمقراطية في المنطقة, لقد جاءت النصرة لانسان دارفور من مؤسسات المجتمع المدني في اوروبا وأميركا والتي قامت بالضغط على حكوماتها الامر الذي سارع برفع قضية دارفور الى مجلس الامن, الدرس الذي تعلمناه ــ نحن شعب دارفور ــ ان الاصدقاء في الانسانية وعلى مستوى العالم هم في غاية الاهمية,, ان العالم اصبح قرية صغيرة, لذلك اصبحت اي كارثة في اي موقع من العالم هي كارثة انسانية كوكبية, لقد كان شعب دارفور وكل المهمشين في السودان متعاطفين مع شافيز في محنته في الصيف الماضي وكانت فرحتهم كبيرة جدا بانتصار شعب فنزويلا ــ المهمش الذي اعاد تأكيد شرعيتكم عبر صناديق الاقتراع, ولكنا لم نتمكن من توصيل صوتنا لغياب التنظيم والمؤسسات المحلية والدولية التي تربط المهمشين مع بعضهم في هيكل يشمل تحالف المهمشين, مؤتمر فلوتو ــ أغسطس 2004 يبلور الفكرة خلال الفترة من 27 حتى 29 أغسطس 2004 نظم معهد تنمية الديمقراطية الالماني بمدينة فلوتو الالمانية ندوة حول قضية دارفور وقد شاركت في هذه الندوة بورقة تحت عنوان (تحالف المهمشين,, الطريق لسودان جديد) تناولت فيها ثورات المهمشين عبر تاريخ الدولة الاسلامية في العهدين الاموي والعباسي وتحديدا ثورات الزنوج التي فشلت بسبب قلة التجربة وغياب التنظيم, ثم تناولت تجربة القرامطة المهمشين الذين استفادوا من اخطاء المهمشين الزنوج, فاحسنوا التنظيم فانتصروا, وتناولت تجربتي المعتزلة واخوان الصفا الذين استفادوا ايضا من اخطاء المهمشين, ونظموا مشروعا (عقلانيا) يقوم بالاساس على التسامح وقبول الآخر, وربطت ذلك كله باسباب نجاح ثورة المهمشين في جنوب السودان بقيادة الدكتور جون قرنق والتي تتمثل اولا: في وضوح المشروع ــ السودان الجديد اعني قوة للشعار وجاذبيته, فهو شعار بسيط جامع, مانع ــ يدعو الى وحدة السودان, وهي هدف مشترك بين جميع السودانيين, واساس الوحدة هو (الوطن) وليس الدين او القومية العرقية مثل العروبة, اما (الجديد) فالمقصود به تغيير العقلية الاستعمارية (المركزية), التي حرمت الاطراف (الهامش) من حقها في المشاركة في السلطة والثروة, وخلصنا في المذكرة الى ان تحالف المهمشين في السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان + حركتي التمرد في دارفور التحرير والعدل والمساواة + حركات التمرد في شرق السودان), هذه الحركات ليست عنصرية او جهوية, وانما هي حركات (مهمشة ومظلومة) ومحرومة من حصتها في السلطة والثروة, فهي تتحالف مع بعضها لتصل باتحادها لمركز السلطة لتأخذ هي بنفسها بوجودها في موقع القرار (تأخذ ولا تمنح), وقلنا في ملتقى فلوتو ان تحالف المهمشين في السودان وحده لا يكفي, لا بد من تحالف دولي للمهمشين, وقرأت عنوانا جانبيا في الورقة يقول: (تحالف المهمشين من الجنينة,, زالنجي,, كاس,, الى كركاس) صفـــق الحضور من صفوة دارفور, وقلنا اننا جميعا كنا نؤيد شعب فنزويلا او بالاحرى المهمشين من شعب فنزويلا الذين هزموا الاستعمار الداخلي بالبلاد, والقوى الامبريالية الاميركية المؤيدة له, واكتشفنا انه ينقصنا التنظيم, ومن هنا جاءت وتبلورت فكرة التحالف الدولي للمهمشين, وقد تعززت هذه الفكرة في طرابلس في بداية شهر يناير 2005 على هامش مؤتمر دارفور الجامع بشأن دارفور الذي دعا اليه القائد الاممي العقيد القذافي, على هامش هذا المؤتمر جرى حوار جدي بين حركة العدل والمساواة التي انتمي اليها وقيادات مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة دندرا سليمان دندرا ويوهانس موسى فوك وبدر الدين ابو القاسم وآخرين وقد كان اهم محاور اللقاء هو مسألة تحالف المهمشين في السودان والتحالف الدولي وقد دار حوار كبــــير حول شخصية شافيز, وهذا يقـــودني للـسؤال: ما هي رمزية الرئيس شافيز؟ نريد ان نرفع شافيز نموذجا لحكام السودان الجديد لقد دب اليأس الى نفوسنا من حكامنا ونخبتنا التي قامت مشكورة بانجاز مشروع الاستقلال الوطني من الاستعمار الاوروبي, لم تطل فرحته بالاستقلال لأن حكامنا الجدد لم يكونوا افضل حالا من الاستعمار الاوروبي, بل وللحقيقة المرة المؤسفة كان حكامنا اسوأ وبما لا يقاس, فحكام الاستقلال عجزوا عن تحقيق التنمية بمعناها الشامل ــ التنمية الاقتصادية والبشرية, وتحديدا تحقيق الديمقراطية والعدل والمساواة واحترام سيادة حكم القانون وحقوق الانسان, اما حكمنا في السودان في الحكومة المركزية فقد مارسوا اضافة للتهميش للارياف مارسوا ابادة الشعوب المهمشة وذلك في جنوب السودان, ثم جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي واخيرا في دارفور وشرق السودان, نعم مارسوا الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب والتهجير القسري والتعذيب والقتل خارج قناة النيابة والقضاء !! باختصار, اكتشفنا ــ نحن المهمشين ــ ان الاستعمار القديم ارحم بنا من حكامنا الذين يلبسون قداسة الاسلام والشريعة الغراء, حكامنا يأمرون جيشنا بقتلنا,, أوليس الاستعمار القديم افضل من حكامنا؟!! لم نجد على ايدي حكامنا العروبيين امثال صدام حسين, والاسلاميين امثال عمر البشير سوى القتل والابادة, العالم كله يتذكر زيارة شافيز الشهيرة للعراق ذودا عن شعب العراق, لم يجد شعب العراق من اكراد وشيعة على يدي صدام حسين سوى الابادة بالكيماوي, مشكلتنا في افريقيا اننا لا نجد حاكما نموذجا نرقعه كقدوة الى رموزنا الجديدة في مشروع السودان الجديد, الدكتور جون قرنق وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار ود,خليل ابراهيم وعبدالواحد محمد نور ومناي اركوني ومبارك سليم,,الخ, لم نجد سوى نموذج واحد هو نلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا السابق !! نريد ان نقدم لحكامنا الجدد في السودان الجديد نموذج القائد شافيز الذي جاء عبر صناديق الاقتراع وانحاز للمهمشين من شعبه, وعندما تعرض للمؤامرات وقفت الجماهير المهمشة للدفاع عنه لانه هو الامل لها, لم يسحق المعارضة بالدبابات لانه واثق من نفسه, وواثق من شعبه, عفوا سواد الشعب من الغلابة والمهمشين الذين صمدوا صمود الجبال الشم في هوج الرياح العاتية المدعومة غربيا واميركيا, لماذا التحالف الدولي للمهمشين؟ لقد تعلمنا في تجربتنا في مأساة دارفور اهمية الحلفاء من كل اطراف الارض الشركاء في الانسانية, لقد وصلت قضية دارفور الى مجلس الامن عن طريق مؤسسات المجتمع المدني في اوروبا واميركا وعن طريق الاعلام الحر, لقد استطاع ناشطو حركة العدل والمساواة المنتشرون في ارجاء العالم (حركة التحرير ليس وجود خارج السودان) استقطاب ابناء دارفور بالخارج قاطبة ــ في اوروبا واميركا بصورة خاصة ــ للتظاهر امام مكاتب الامم المتحدة, وتم توظيف الذكرى العاشرة للابادة الجماعية في رواندا افضل توظيف, ان حكومتنا الاستبدادية بالخرطوم ــ المركز ــ والتي تقوم بابادتنا عن طريق جيشنا لا تسمح للمواطن العادي بالتعبير والاعتراض او الاستنكار, لقد لعب اشقاؤنا في الانسانية دورا حاسما في تأليب المجتمع الدولي ضد حكومتنا الاستبدادية في الخرطوم وحملها على السماح للمجتمع الدولي بتوصيل المساعدات الانسانية لشعب دارفور, اننا نتطلع الى تحالف دولي كمؤسسة دائمة لنصرة الشعوب المقهورة ضد الاستعمار (الوطني) القائم على احتكار السلطة والثروة وتهميش الآخرين أو الاستعمار القديم بوجوهه المستعارة الجديدة, مرحبا بحليفنا شافيز في الدوحة,, وليعش لمبادئه وأفكاره ولشعبه الوفي,, وليدم شافيز رمزا ملهما للمهمشين في دول (الجنوب) وليدم رمزا للقائد النظيف الخالي من ريحة الفساد,, الملهم للشعوب التي تنشد العدل والمساواة,