المتامل والمراقب في تاريخنا السياسي الماضي والحاضر يجد ان النزعة الاقصائية الرافضة لقبول الاخر الثقافي والعرقي والسياسي هي اس البلاء ومكمن الداء اقعد بلادنا طوال السنوات الخمسين الماضية وافقدها استقرارها السياسي وجعلها تتخبط في ظلمات الدورة الخبيثة بين الانظمة العسكرية والديمقراطية الطائفية الضيقة . ان اي حديث عن استقرار البلاد ونموها وتطورها ومعلجة اشكالياتها وحل ازماتها لا يستحب ضرورة القضاء علي النزعة الاقصائية ووضع معالجات فكرية وثقافية ونفسية للارتقاء بالمجتمع وافشاء روح التسامح وتجزير قبول الاخر ثقافة وممارسة وعرقاً ليبقي حديثاً عديم الجدوي . ان النزعة الاقصائية وعدم قبول الاخر هي الجرثومة التي اقعدت الانظمة الديمقراطية والعسكرية جميعاً وتسببت في عدم استقرارالبلاد وفتحت ابوابها علي مصرعيها لظهور الحركات الثورية الاحتجاجية في جميع انهاء البلاد شرقاً غرباً جنوباً شمالاً ولا مخرج لهذا الا بالقضاء علي جرثومة اقصاء الاخر والعمل والتراضي عل قبول الاخر ثقافياً عرقياً دينياً ولا ا ثبات هذا الحديث لابد من استعراض بعض النمازج من تاريخنا السياسي المعاصر عسي ولعلها تكون عظة وعبرة للباقين ولنبدا بالانظمة الديمقراطية ولعل من عجائب الديمقراطية في السودان ان تكون فيها النزعة الاقصائية بادية بصورة ساخرة في اكثر من تجربة ففي تجربة الديمقراطية الثانية التي اعقبت ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام الفريق عبود العسكري في تلك الديمقراطية تعرض الحزب الشيوعي السوداني لعملية اقصاء استخدمت الوسائل الديمقراطية نفسها حيث تم حل الحزب بقرار من البرلمان ورفض البرلمان قرار القضاء السوداني ببطلان قرار الحل وهكذا تم حل حزب سياسي بسبب رائ وبسسب اقصاء تكررت ذات النزعة الاقصائية في الديمقراطية الثالثة وفي الانقاذ ايضاً تعرضت لعملية الاقصاء وعدم قبول رائ الطرف الاخر حتي ادي الي حل البرلمان الذي اتاح بالدكتور الترابي وانقسام الحركة الاسلامية الي مؤتمرين وطني وشعبي هذه كلها نمازج وامثلة لنتائج الاقصاء وعدم قبول الاخر نجد ذات النهج ونفس الاقصاء وعدم الاعتراف بالاخر والتهميش موجود في وسط ابناء دارفور وبالتحديد وسط قادة حركة تحرير السودان والمراقب والمتابع يجد ان هناك خلافات عاصفة وقعت وسط قادة وصفوف حركة تحرير السودان ادت هذه الخلافات الي حرب اعلامية عاصفة اي حرب البيانات ففي بيان سابق اصدره جمعة حقار القائد العام ويتحدث عن قلقهم ازاء غياب المؤسسية وبروز النزعة الدكتاتورية والانفراد بالرائ في اتخاذ القرارات المسيرية التي اضرت الثورة كثيراًوعدم رضاءهم عن العمل التنظيمي لرئيس الحركة عبدالواحد كادت هذه الخلافات ان تعصف برئيس الحركة لولاء تدارك الامر والموقف ووضع حلول جزرية لحل الازمة وايضاً صدر بيان اخر مضاد لبيان جمعة حقار ينفي فيها اقالة رئيس الحركة واصدار بيان ثالث يؤكد وبيان ينفي وبيان يؤكد وهكذا ,, هذا فيما يختص بأزمة رئيس الحركة والقائد العام ,, وايضا ًيوجد خلاف بين الناطق الرسمي محجوب حسين ومسئول العلاقات الخارجية وفي بيان صدر في الانترنت من الاخير يشن فيها هجوماً عنيفاً علي الناطق الرسمي ويتحدث البيان عن عدم وجود المؤسسية والانفراد بالرائ والتهميش والجولات الخارجية التي تتم دون علم قادة الحركة .. والناطق الرسمي ينفي ومسؤل العلاقات الخارجية يؤكد وهكذا ,, هذا ايضاً فيما يختص بالازمة بين الناطق الرسمي ومسؤل الخارجية ,, وفي مؤسسات الحركة الاخري ايضاً يوجد بعض الاشكاليات وجود مسؤليين للشئون السياسية ابراهيم محمد ابراهيم وابو القاسم امام الحاج ,, وجود اكثرمن مسؤلين للشئؤن الانسانية ادم النور من القاهرة يصرح كما يريد وكما يشاء يرفض التدخل الدولي يهجم مؤسسات الحركة يؤيد تصؤيحات الحكومة كما يريد وكما يشاء دون المحاسبة ودون حسيب ودون رقيب من قادة الحركة .. ايضاً يوجد اكثر من ثلاث نواب لرئيس الحركة ... منصور ارباب يونس نائب رئيس الحركة ارسل رسالة لرئيس وقادة حركة تحرير السودان يتحدث فيه عن غياب المؤسسية وتكريس السلطات وانحصارها في الاطر القبلية الضيقة ووجود مؤسستين منفصلتين ادارياً تحت مظلة الحركة ,, وجود شلل سيادي مضلل لهوية وتوجه الحركة ,, تهميش بعض المجموعات داخل الحركة وغيرها .. انا شخصيا ًكمراقب ومتابع الاخبار والبيانات علي الانترنت وكل ما يدور داخل الحركة التمست ان كل ماذمره نائب رئيس الحركة منصور ارباب يونس هي موجودة داخل الحركة وهي الحقيقة بعينها ولكن كيف نتدارك هذه الخلافات ؟ وماهو الحلول ؟ ولماذا الاقصاء والتهميش ؟ طالما الحركة تتحدث بأسم المهمشين وحملت السلاح من اجل ازالة التهميش !! لماذا الاقصاء والتهميش داخل صفوف قادة الحركة ؟
حركة تحرير السودان قدمت الكثير من المواقف النضالية والتضحيات من اجل شعب دارفور المقهور ولا بد ان تستمر في تقديم الكثير ايضاً للحفاظ علي روح الثورة التي لا تعرف التطرف والكذب والتضليل وتسعي بجدية من اجل شعب دارفور لضمان حصة اهل دارفور في تقاسم السلطة والثروة المتوازنة وتحقيق التنمية والعدالة لشعب دارفور بعيداً كل البعد عن الاجندة السرية والغبن الاثني الذي عاق الحراك السياسي والاجتماعي لمواطني دارفور لعقود من الزمان وكرث ظاهرة التشرزم والتمزق والتقوقع داخل الاطر الضيقة والعمل المشبوه لمصلحة القبيلة والعشائر والبطون وعدم الاعتراف بالاخر والاقصاء والتهميش واثارة الفتن والنعرات وغيرها هذه هي الاسباب التي ادت الي توافر اسباب الخلافات داخل الحركة مما وضع الحركة امام مخاطر التفتيت والتشرزم والتفتيت واصبحت حركة تحرير السودان الان ما بين المطرقة والسندان في كيفية قيادة الحركة برائ الشخصي كأحد ابناء دارفور واحد الحادبين علي مصلحة اهلي ارئ ان هذا الوقت بالتحديد ليس وقتاً للخلافات وليس وقتاً لحرب البيانات والبيانات المضادة واناشد بضرورة التوحد ونبذ الخلافات ونبذ الفرقة والشتات وضرورة توحيد الصف والكلمة من اجل دارفور لا من اجل طموحات شخصية وضرورة توحيد الجهود السياسية والعسكرية وايجاد منهج قويم في ظل حركة ذات سيادة واعادة هيكلة الجهاز الاداري والسياسي بشكل يواكب معه العمل في المراحل القادمة ,, واخيراً اناشد بضرورة اقامة مؤتمر عاجل لكل قطاعات الحركة في اقرب وقت ممكن واعتقد اذا اقيمت مؤتمر عام للحركة واختيار قيادة جديدة للحركة حتماً ستحل كل الاشكاليات والخلافات
30.03.2005 von mt