ماذا يختار الصادق المهدي : السيد أم الإمام !!
الصادق الصديق عبد الرحمن محمد أحمد المهدي – هذا الاسم الجميل الطويل المكون من ست كلمات ( أسماء ) تم اختصاره إلى كلمتين ( اسمين ) الصادق المهدي يدفعني إلى التساؤل : لماذا الناس في بلدي يسرقون الأسماء ( ليس الفتى من يقول كان أبي ولكن الفتى من يقول ها أنا ذا ) هذا ليس موضوع حديثنا ولكن تعرضنا له لمجرد معرفة أهداف وثقافة الجد الثاني للصادق المهدي ( الإمام ) وأفكار حفيد ابنه عبد الرحمن ( الصادق ) ، ماذا كان يريد الإمام المهدي أن يجعل من السودان وماذا يريد الصادق أن يفعل بالسودان – الإمام المهدي عظم الله أجره وحد السودان على كلمة واحدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وعلى راية الجهاد ضد بقايا الحكم التركـي وبريطانيا وأعوانها - فصارت كلمة ( الله أكبر ) تملأ مساحات شاسعة من المليون ميل مربع وجاءت بالمجاهدين المخلصين الصادقين المتشوقين إلى رؤية الإمام من السودان الغربي ( أحفاد الشيخ الإمام عثمان دان فوديو ) حتى شعر الغرب بخطورة الإمام المهدي على المد المسيحي في أدغال أفريقا ، فهاجت وماجت بريطانيا العظمى فأرسلت الجيوش الجرارة والبوارج الحربية لإسقاط المهدية وإخماد نور الإمام فكان لها ذلك ولكن ... يقول تعالى : ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) فبدأ المد الغربي في أواخر القرن التاسع عشر وكان لسقوط المهدية آثار وخيمة جداً ألقت بظلالها على الشعب السوداني عامة وآل بيت الإمام بصورة خاصة حتى أنجبت تلك الأسرة الكريمة ذلك الفتى المدلل ( الصادق ) وليته كان صادقاً ... وكيف يكون صادقاً وتربى على أيدي من فتك بكل الأنصار ، أجل كان مدللاً جداً بدليل أنه صار سيداً وهو في عقده الثالث .. فصار رئيساً للوزراء على حساب كل الشعب السوداني كبيراً وصغيراً عالماً وجاهلاً كسابقة فريدة في القرن الأفريقي بأثره .. وهذا بمثابة العصيان الكبير للنظام الأهلي السائد بالبلاد الذي يقدر فيه الصغير الكبير والكلام للكبار أولاً والأمر شورى وليس بديمقراطية الغرب .
الـ.... الصادق المهدي لبس عُمامة جده الإمام من أجل الانتساب إليه لكنه لا يدري أن هذه العمامة جزء من ( لبس خمسه ) الذي كان يرتديه الإمام وأنصاره المجاهدين ( عُمامة + جبة " على الله "مرقوعة + حذاء جلد وأحياناً عشر + وربطة خصر + وسيف + وتركاش ) ويلبسون ( لبس خمسه ) هذا ليس خوفاً من حيوانات الغابة ولكن من أجل إعلاء راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، ترى ما الفرق بين الإمام والسيد ؟؟ ، الإمام يؤم الناس جميعاً – في الصلاة والجهاد والخلق والأخلاق والنصح والإرشاد والتقوى والورع والصدق وكل صفات المؤمنين ، أما السيادة فشرطها الأساس أن تكون سليل بيت المهدي ، بدليل أن أحفاد الإمام المجاهد الخليفة عبد الله ( التعايشي ) لم ولن يخرج منهم سيد !!!! ، لأن السيد إسم دخيل على الثقافة الإسلامية التي نشرها الإمام ، والسيادة لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، وسيادة الصادق المهدي نالها من جامعات ( بريطانيا ) التي قتلت ما يربو عن الستة عشر ألف مجاهد في صحراء كرري ، وقتلت أبناء الإمام في الجزيرة الخضراء ، وقتلت رموز الصدق والوفاء أمثال الإمام ( ود حبوبة ) في أرض الحلاوين الطـاهرة ، وهذا قليل من كثير أردت أن أذكر الـ ...... الصادق المهدي ( الذي يجيد التصافح خارج البلاد ) وأتباعه ولا أقول ( مريديه ) – الفرق بين الإمام والسيد ولكل اسم تبعاته وابتلاءاته وله أن يختار بعناية الاسم المناسب له .
وأنا أكتب هذه السطور وفي ذهني الصورة البشعة للإقطاع الذي مورس على أهلنا في الجزيرة أبا وغرب السودان ( كردفان ، دارفور ) بعد أن هجروا أمدرمان ( البقعة ) أحب البقاع إلى مجاهدي الإمام والخليفة من بعده في أصعب الهجرات داخل السودان من صحراء كرري زحفاً على الأقدام الملطخة بالدماء في سبيل العودة إلى مناطقهم التي جاءوا منها تلبية لنداء الجهاد ، والسيد يتمشدق بالحريات وديمقراطية الغرب وليس هناك هامش للحرية في حزبه الكبير ( حزب الأمة ) الذي نال أغلبية في انتخابات عام 1986م رغم الأخطاء التي وقع فيها الصادق المهدي وأركان حربه التي أفقدتهم بعض الدوائر المقفولة على سبيل المثال دائرة السوكي التي ترشح فيها أثنان من حزب الأمة ( يعقوب حامد بابكر وعبد الله كرامة ) وفاز عليهم السر عوض يوسف اتحادي ديمقراطي بفارق ضئيل ، وذلك يعبر عن غفلة السيد ( الأنصاري ) ومكر السيد ( الختمي ) ، وأيضاً امتلأت الجمعية التأسيسية بالأميين أمثال ( صالح محمد توم ) عن دائرة أرياف الأبيض شمال على الرغم من وجود أمثال الأستاذ محمد علي المرضي ، والاثنان من قبيلة واحدة وهي قبيلة ( الشويحات ) التي فقدها السيد مؤخراً بزعامة قائدها الأستاذ المحامي محمد علي المرضي حاكم إقليم كردفان سابقاً ، وما أريد قوله هنا إنني من أبناء تلك الدائرة التي جاء ممثلاً لها في الجمعية التأسيسية ( صالح محمد توم ) الذي لا يعرف عن الثورة المهدية إلا الجلابية والعُمامة ، وللصادق المهدي أقول إن الجيل الذي كان يعتمد عليه في تلك المنطقة لم يعد ذاك الجيل !!! .
ترى ماذا يختار الصادق المهدي بعد ست سنوات من شراكة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية – اسم السيد أم الإمام ؟؟؟ .
عادل بكري أحمد