Sudanile

لقد قام الاخ فاروق خليل بكتابة مقال بعنوان (قول على قول) و قد كان واضحاً و جلياً ان مقال الاخ يحمل جميع صور الاستخفاف و الاستفزاز بمشكلة دارفور و حركات التمرد و الانسان الدارفورى و سوف اقوم بذكر بعضا ًمنها و الرد عليها فقد تطرق الاخ على التركيز من تقليل اهمية مشكلة دارفور .

فقام بذكر الجملة التالية و التى يقول انه استنبطه من صاحب نظرية السودان الجديد و الذى يبدو انه مثله تماماً فى الراى,حيث قال (اخيراً ادرك حمال السيد انه انسان ثم ادرك انه عبد فحمل السلاح ليتحرر) و يقصد هنا الانسان الدارفورى . فاقول للاخ فاروق و الذى يبدو جلياً و واضحاً انه لا يعرف الكثير عن ما يجرى حوله :-

لقد حمل الانسان الدارفورى السلاح من زمن بعيد فى وجه المليشيات العربية التى تدعم من قبل الحكومة و ليست حكومة الانقاذ فقط انما حكومة الصادق المهدى ايضاً و قد كان هذا احد سياسات الابادة و مشكلة دارفور ليست بالمشكلة التى زاع صيته قبل عامين, لا يا اخى انه اقدم من هذا اما عن ذكر كلمة "العبد" نحن لسنا بعبيد و قد عرف الانسان فى دارفور بالاعتماد و العيش على كرامته و على ارضه ,و انا اعلم ما الذى يدفعك تقول مثل هذه العبارات و هو انك احد مدعى العروبة و فاقدى الهوية الذين لا يدرون من اى كوكب هبطوا .

وقد واصل الاخ استهانته بمشكلة دارفور حيث قال (هل يعقل ان يحدث اغتصاب جماعى فى ظروف حربية يشنها اناس يمتطون جياد و يقومون بعمليات خاطفة )

فقد يبدو جلياً ان الاخ لا يعرف الكثير و يبدو ان فكره ايضاً فكر (جبهجى) فاقول له رداُ على كلماته هذه :- عليه ان يقوم بزيارة قصيرة لقلب الاحداث فى دارفور اذا لم تقنعك كل تقارير منظمات حقوق الانسان و التى تؤكد كل يوم عن ارتفاع نسب الاغتصاب و هلم جرا...

ايضاً سآل السيد فاروق اسئلة غريبة جدا حيث قال (من الذى اجبرهم على اعتناق الاسلام ؟ و من الذى اجبرهم على التحدث باللغة العربية ؟ )

فاقول لك الدين لله و ليس لك لان سؤالك هذا يحمل معنى ان الدين دينكم . و ليس هناك من يجبر احد على عبادة دين معين و قد عرف دارفور بانها اكثر الاقاليم تمسكاً بالدين الاسلامى فى السودان و اكثر من الاقاليم الشمالية التى يقال انها اقاليم عربية اسلامية .

اما عن الحديث باللغة العربية يا اخ فاروق اهل دارفور عرفوا اللغة العربية عن طريق القراءن الكريم لان معظم اهل دارفور حافظين القران و لا يعنى هذا انهم يعرفون اللغة العربية التى تعرفها انت .قد يوجد بعضاً منهم يعرفونها و هذا نتاج سياسات الحكومات الشمالية المتعاقبة حيث كنا نمنع من التحدث بغير اللغة العربية فى المدارس من صغرنا و الا سوف نضرب بالسوط .

و يقوم الاخ فاروق الذى ينتقد نفسه بنفسه فى نهاية مقاله و يقول (ما كان و لن يكون الدين يوما سبباً لظلم انسان و لا التحدث باللغة العربية فرضاُ و قهرا و لا تعدد الاعراف و الثقافات مدعاة للتعصب و الاقتتال ).

ربما اوافقك الراى بعض الشئ فى هذه الجملة لكن هذا الكلام ليس فى البلد الذى تتحدث انت عنه و الذى تعرف القليل عنها و عن سياستها فعلى سبيل المثال قد حاربت الحكومات الشمالية الحركة الشعبية على نحو عقدين من الزمان كان الدين احد الاشياء كانت حكومة الجبهة تسمى الحرب ضد الجنوبيون (جهاد فى سبيل الله) و ما معنى الجهاد فى الاسلام يا اخ فاروق ؟ رد انت على هذا السؤال .

و ما معنى ان ندخل ايات من القران الكريم لتشجيع الشباب للذهاب للقتال فى الجنوب فقد قال الزعيم الترابى ان القتال فى الجنوب جهاداً فى سبيل الله ثم جاء و قال عكس ذلك . الا يجعلك هذا تتسآل و ما الذى يدخل الدين فى هذا ؟

اوا ليس اجبارى للتحدث باللغة العربية اثناء الدراسة يعد ظلماً , كيف تجبر طفلاً ان يتحدث لغة لا يعرف عنها الكثير و تهدده بالضرب و الفصل من المدرسة ماذا تسمى هذا؟

يا اخ فاروق مشكلتك انك لا تعرف الكثير عن ما يجرى حولك و قد يبين هذا مقالتك و الذى يناقض الواقع فعليك التريث فى ما تكتبه لانك بمثل مقالتك هذا تظلم الملايين و تنكر انهم ظلموا وتنكر لهم حقوقهم التى سلبت منهم و لا تزال تسلب.

حسن عمرالقاهرة – مصر

Email([email protected])([email protected])

29-3-2005