تكفي هذه الأعذار
وقد حان وقت الفعل:
خامساً: الولايات المتحدة تقول أن المتمردين في دارفور، وليس الحكومة، هم الذين يعيقون التحرك في الامر للأمام. ولكن الدليل المناقض لذلك يتمثل في القصف الجوي والإغتصاب الذي تقوم به مليشيا الجنجويد قد اسكت هذه الإعذار الواهية.
سادساً: المسؤولون الأمريكيون ذكروا أن نشر قوات الإتحاد الأفريقي يكفي في هذا الوقت. ولكن افراد قوات المراقبة الأفريقية شككوا في هذه الفرضية وأيضاً ابناء دارفور الذين تحدثنا اليهم قد ذكروا أن الأمر يتطلب مزيد من القوات وبمزيد من التفويض وحتى تتم حماية المدنيين.
سابعاً: الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تقدم الدعم يركزون اكثر على كمية الدعم الذي قدموه، ولم يعلنوا أن هذا مجرد غطاء لجرح الاحتياجات الحقيقية المغطى.
ثامناً: الولايات المتحدة تقول أنها لا يمكن أن تقوم باكثر من ذلك لأن روسيا والصين سوف تعارض وتستخدم حق النقض على أي قرار يتعلق بدارفور، ولكن حتى الآن لم يجرب ذلك بعد بشكل عملي. لقد حان الوقت لممارسة مزيد من الضغط الدبلوماسي على موسكو وبكين. على أمريكا وبريطانيا أن يضغطوا من اجل التصويت على قرار حاسم في مجلس الأمن وإذا عارضته أي جهة سوف تضع نفسها في موقع الدفاع عن جرائم مرتكبة ضد الإنسانية.
تاسعاً: الولايات المتحدة تقول يجب ان يتم حوار ايجابي مع الحكومة السودانية بدلاً من الضغط، ولكن سياسة الضغط اثبتت جدوها مع هذه الحكومة في التسعينات فقد اصدر مجلس الأمن قرارا لمعاقبة الحكومة السودانية حينذاك لدعمها للإرهاب وقد غير النظام السوداني سياسته بسرعة. لقد تردد مجلس الأمن طوال العامين الماضيين في فرض عقوبات على النظام برغم من استفحال الوضع في دارفور. تحركت الولايات المتحدة هذا الاسبوع لتقديم مشروع قرار كان قد بدأ التحرك فيه منذ منتصف فبراير الماضي وما زال الامر بعيدا في اصدار قرار عاجل وناجع.
عاشراً: الأكثر خداعاً، قول الحكومة الأمريكية أن الوضع في دارفور في تحسن. برغم حالات الإغتصاب والنهب، واستمرار القصف الجوي، والأسوأ، المجاعة المتوقعة والتي لا يختلف اهل دارفور في حدوثها قريبا.
لكن ما هو السبب الرئيسي الذي جعل حكومة الولايات المتحدة لا تتدخل بالشكل الذي ينبغي؟
الحقيقة هي أن محاربة الجرائم ضد الإنسانية لا يعتبر من مهددات الأمن القومي الأمريكي. لا نريد أن نحرق مجهودنا في السودان مقابل قضايا العراق، ايران وسوريا.
الترياق الوحيد لهذه الحقيقة الآفلة –الطريق الوحيد الذي ينبغي أن تسلكه الولايات المتحدة لانهاء الفظائع التي عانت منها فاطمة واهلها- هو أن يكون هناك ثمن سياسي لهذا التراخي. وعندما كتب المواطنون الأمريكيون خطابات عن دارفور للإدارة، فدرجة الحرارة قد صعدت ولكن ليس بشكل كاف. يجب ان نسخن الأمر أكثر، وأن نجعله اكثر سخونة لهؤلاء السياسيين الذين انصرفوا بعيدا عن موضوع دارفور، درجات حرارة اكثر. مزيد من الاف الخطابات. بوضوح فالأمر بهذه البساطة.
السيد شيدل قد رشح لنيل الجائزة الأكاديمية لدوره في فيلم "هوتيل رواندا". السيد برندرغاست مستشار لمجموعة الأزمات الدولية www.crisisgroup.org