مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الإبادة العرقية في دارفور مقال مترجم من صحيفة وول ستريت جورنال ترجمة: ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/28/2005 9:00 م

الإبادة العرقية في دارفور
مقال مترجم من صحيفة وول ستريت جورنال 24/3/2005م
دون شيدل وجون برندرغاست
ترجمة: ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم
بينما نحن جلوس في معسكر للاجئين بتشاد ونستمع لفاطمة تحكي كيف أن اغلب افراد اسرتها قتلوا بواسطة مليشيا الجنجويد المدعومة حكومياً، فقد وجدنا أن العالم لم يقم بما ينبغي أن يقوم به لحماية الأحياء من اهل فاطمة أو محاسبة القتلة على ما اقترفوه من جرائم.
منذ أن رجعنا من زيارة تشاد ودارفور في اواخر يناير الماضي، لقد تاملنا في الموقف الفاتر لحكومة الولايات المتحدة ووجدنا عشرة اعذار كسيحة:
أولاً: عندما اعلن وزير الخارجية السابق كولن باول أن ما حدث في دارفور هو "إبادة عرقية"، لقد ذكر باول بأنه وحكومته قد قاموا وسوف يقومون بكل ما في وسعهم لايقاف الابادة العرقية. لقد مرت ستة اشهر منذ ذلك ومنذ أن استخدمت كلمة الإبادة العرقية لوصف ما يجري في دارفور من قبل باول وبوش. وبرغم ذلك لم يحدث اي رد فعل عملي واحد ضد حكومة السودان التي تقف وراء كل تلك الفظائع. وبرغم محاولة الإتحاد الأفريقي نشر الفين من قواته في دارفور التي تساوي مساحتها مساحة فرنسا. الحكومة الفرنسية سوف تنشر 41 الف من قوات البوليس في باريس إذا اختيرت المدينة لأولمبياد 2012. سوف نقوم بكل ما في وسعنا؟
ثانياً: من بعض مزاعم الحكومة الأمريكية أنهم إذا ضغطوا اكثر على الحكومة السودانية سوف تكون النتيجة كارثية. كارثية اكثر مما سمته الإدارة الأمريكية إبادة عرقية؟ برغم أن، وهذا مشكوك فيه، أن النظام يعتبر من اقوى الأنظمة في أفريقيا ومن غير المحتمل أن يتعرض للانهيار.
ثالثاً: بعض الرسميين الأمريكيين قالوا منذ بدء مأساة درافور أنهم يركزون اكثر على رعاية إتفاق ما بين النظام في الخرطوم والمتمردون في الجنوب وهذا سوف يكون لديه تأثير مباشر على الوضع في دارفور. هذا ما جعل حكومة الخرطوم تؤخر التوقيع على الإتفاق حتى بداية هذا العام. منذ ذاك الحين فالوضع في دارفور يزداد سوءاً.
رابعاً: ذكرت الولايات المتحدة مرارا أنه ينبغي ان يقدم كل الذين ارتكبوا جرائم في اقليم دارفور للعدالة. لكن الحكومة الأمريكية تجرجر ارجلها بمعارضتها لمحاكمة من قاموا بارتكاب هذه الجرائم في محكمة العدل الدولية المحل المناسب والمعقول من حيث التكاليف للمحاسبة.

تكفي هذه الأعذار
وقد حان وقت الفعل:
خامساً: الولايات المتحدة تقول أن المتمردين في دارفور، وليس الحكومة، هم الذين يعيقون التحرك في الامر للأمام. ولكن الدليل المناقض لذلك يتمثل في القصف الجوي والإغتصاب الذي تقوم به مليشيا الجنجويد قد اسكت هذه الإعذار الواهية.
سادساً: المسؤولون الأمريكيون ذكروا أن نشر قوات الإتحاد الأفريقي يكفي في هذا الوقت. ولكن افراد قوات المراقبة الأفريقية شككوا في هذه الفرضية وأيضاً ابناء دارفور الذين تحدثنا اليهم قد ذكروا أن الأمر يتطلب مزيد من القوات وبمزيد من التفويض وحتى تتم حماية المدنيين.
سابعاً: الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تقدم الدعم يركزون اكثر على كمية الدعم الذي قدموه، ولم يعلنوا أن هذا مجرد غطاء لجرح الاحتياجات الحقيقية المغطى.
ثامناً: الولايات المتحدة تقول أنها لا يمكن أن تقوم باكثر من ذلك لأن روسيا والصين سوف تعارض وتستخدم حق النقض على أي قرار يتعلق بدارفور، ولكن حتى الآن لم يجرب ذلك بعد بشكل عملي. لقد حان الوقت لممارسة مزيد من الضغط الدبلوماسي على موسكو وبكين. على أمريكا وبريطانيا أن يضغطوا من اجل التصويت على قرار حاسم في مجلس الأمن وإذا عارضته أي جهة سوف تضع نفسها في موقع الدفاع عن جرائم مرتكبة ضد الإنسانية.
تاسعاً: الولايات المتحدة تقول يجب ان يتم حوار ايجابي مع الحكومة السودانية بدلاً من الضغط، ولكن سياسة الضغط اثبتت جدوها مع هذه الحكومة في التسعينات فقد اصدر مجلس الأمن قرارا لمعاقبة الحكومة السودانية حينذاك لدعمها للإرهاب وقد غير النظام السوداني سياسته بسرعة. لقد تردد مجلس الأمن طوال العامين الماضيين في فرض عقوبات على النظام برغم من استفحال الوضع في دارفور. تحركت الولايات المتحدة هذا الاسبوع لتقديم مشروع قرار كان قد بدأ التحرك فيه منذ منتصف فبراير الماضي وما زال الامر بعيدا في اصدار قرار عاجل وناجع.
عاشراً: الأكثر خداعاً، قول الحكومة الأمريكية أن الوضع في دارفور في تحسن. برغم حالات الإغتصاب والنهب، واستمرار القصف الجوي، والأسوأ، المجاعة المتوقعة والتي لا يختلف اهل دارفور في حدوثها قريبا.
لكن ما هو السبب الرئيسي الذي جعل حكومة الولايات المتحدة لا تتدخل بالشكل الذي ينبغي؟
الحقيقة هي أن محاربة الجرائم ضد الإنسانية لا يعتبر من مهددات الأمن القومي الأمريكي. لا نريد أن نحرق مجهودنا في السودان مقابل قضايا العراق، ايران وسوريا.
الترياق الوحيد لهذه الحقيقة الآفلة –الطريق الوحيد الذي ينبغي أن تسلكه الولايات المتحدة لانهاء الفظائع التي عانت منها فاطمة واهلها- هو أن يكون هناك ثمن سياسي لهذا التراخي. وعندما كتب المواطنون الأمريكيون خطابات عن دارفور للإدارة، فدرجة الحرارة قد صعدت ولكن ليس بشكل كاف. يجب ان نسخن الأمر أكثر، وأن نجعله اكثر سخونة لهؤلاء السياسيين الذين انصرفوا بعيدا عن موضوع دارفور، درجات حرارة اكثر. مزيد من الاف الخطابات. بوضوح فالأمر بهذه البساطة.


السيد شيدل قد رشح لنيل الجائزة الأكاديمية لدوره في فيلم "هوتيل رواندا". السيد برندرغاست مستشار لمجموعة الأزمات الدولية www.crisisgroup.org



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved