ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
المحاكم ... المهزلة بقلم /د. مهدى محمد خير
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/28/2005 9:43 ص
المحاكم ... المهزلة د. مهدى محمد خير
فى مسرحية سخيفة .. وتافهة ,أعلنت اللجنة التى شكلتها الحكومة الأنقلابية فى الخرطوم برئاسة القاضى محمد عبد الرحيم والخاصة بتلقى شكاوى المدنيين بشأن انتهاكات حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية في منطقة دارفور , بالأمس أن 160 شخصا، بينهم ممثلون للدولة السودانية، اُتهموا بارتكاب جرائم في دارفور سيمثلون امام القضاء السوداني . واوضح القاضي الهمام أن اللجنة وجهت الاتهام الى 150 شخصا في [ولاية دارفور الشمالية ] و14 في [ولاية دارفور الجنوبية. ] وأعلن أنه «سيحال كل هؤلاء الاشخاص امام القضاء وسيحاكمون محاكمة عادلة»، مؤكدا ان اللجنة ستواصل مهمتها لفترة «غير محددة». تحدث هذه المهزلة المضحكة , والحكومة الأنقلابية تعى وتعلم تماما أن مجلس الأمن يتهيأ للتصويت على القرار الفرنسى بشأن تحويل ملف مجرمى أنتهاكات حقوق الأنسان فى دارفور ألى محكمة الجزاء الدولية فى لاهاى .
يحدث هذا العبط والتهريج السخيف , وحتى الأطفال فى السودان يعلمون من هم المجرمين الحقيقين الذين أنتهكوا حقوق الأنسان فى دارفور وأرتكبوا العديد من الجرائم ضد الأنسانية فيها وفى غيرها من مدن وقرى السودان المختلفة .
هذه الحكومة المجرمة لا زالت تظن أن حقائق مهولة وواضحة مثل الشمس يمكن الألتفاف حولها أو أخفائها , وأن الشعب السودانى وبكل ما يملكه من تجربة سياسية وأرث نضالى , يمكن خداعه والضحك عليه بتقديم حفنة من الأشقياء المتعوسين, لا يعلم أحد من أين أتت بهم , ألى " العدالة السودانية " التى وضعها هذا النظام القمعى الظالم فى جيبه الخلفى وجلس عليها .
هذه الحكومة الغبية الجاهلة لا زالت " تحسب " أن بأمكانها خداع المجتمع الدولى وبكل ما يمثله من منظمات دولية ومدنية وحقوقية , وأنها وببساطة يمكنها أن تقلب الطاولة عليه فى سعيه ألى محاسبة من أجرموا فى حق الشعب السودانى وأنتهكوا كافة حقوقه , بتقديمها لأكباش فداء من عامة الشعب , بينما يسرح ويمرح فى أروقة مكاتبها عتاة المجرمين الذين يحكمون هذا الشعب التعيس اليوم .
هذه الحكومة الظالمة لأهلها ظنت أنها يمكنها , وببساطة أيضا , أن تغير تلك القائمة الطويلة بأسماء المجرمين الحقيقين التى خلصت اليها لجنة مجلس الأمن لتقصى الحقائق فى دارفور بعد شهور طويلة من البحث والتقصى وجمع الأدلة والبينات , لتستبدلها بقائمة أخرى من بنات أفكارها الخربة , وبذلك تستطيع أن تسحب البساط من مجلس الأمن الدولى " الأهبل " وتسبقه فى محاكمة " المجرمين " , وتنجى نفسها من المسئولية والمحاسبة .
وإن "حسب" الناب الأول لرأس النظام الأفعى , أن حزبه فعلا , " لا يخشى أن يُرفع فى وجهة شعار حقوق الأنسان والعدالة والمحاسبة " , حسب قوله بالأمس فى أجتماع قطاع الشباب بالمجلس -الغير وطنى على الأطلاق -, وإن آمن فعلا بأن هذه المحاكمات الهزلية هى "بضاعتة الرابحة التى سيعرضها على الآخرين" , حسب قوله , وأنه "سيلبسها درعا ليصارع بها الأخرين وما وراء الأجندة وأنه سيهزمهم " , فإننا نقول لهذا المتذاكى : إنك أول من أنتهك حقوق الأنسان وببشاعة ضد كل الشعب السودانى , وإنك أول من أفرغ العدالة من قيمها وهد صروحها فى السودان , وإنك يا سيدى العزيز , أول من تجب محاكمته فى قائمة مجرمى النظام , وإن بضاعتك تلك خاسرة وتالفة , وأن درعك أوهى من الخرقة البالية , فأين المفر ؟.