مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

إذا كنتم تريدون حل مشكلة دارفور ... عليكم بأسبابها بقلم آدم محمد إسماعيل الهلباوى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/27/2005 5:46 م

منبر دارفور للحوار والتعايش السلمي

إذا كنتم تريدون حل مشكلة دارفور ... عليكم بأسبابها

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( قالوا تلك إذا كرة خاسرة ) صدق الله العظيم .

الكثير من اهل السودان فى دهشة واستغراب من مشكلة دارفور التى ظهرت فجاة على السطح دون سابق انذار الى ان تسارعت وانتشرت من المحلية الى الاقليمية ثم الدولية والكل فى حيرة من امره والكل فى سكون مطبق رغم التحذيرات التى ابدتها بعض الاقلام ورغم المخاطر المحدقة بالوطن والمستقبل الذى لا يستطيع احدا قراءة نتائجه . ربما يعذى ذلك الى التجاهل أوعدم المشورة وعدم قبول الرأى الاخر أو لعدم اهتمام البعض بالمشكلة من حيث هى او لانشغال الدولة بما هو اهم حسب المنظور الاحادى المتبع رغم انف الاخر طبعا !

بعد ضرب الفاشر مباشرة كان لنا مقال على هذا المنبر مفاده أن معظم النار من مستصغر الشرر ، ملمحين فيه لوجود قصور ما ينبغى الاتباه
والتعامل معه بما يحفظ سلامة الانسان والمكان . لكن بدلا ان تهتم الدولة بالمشكل وبالجدية المطلوبة واعطاء هذا الامر الاولوية والاهمية القصوى درج بعض المسؤلين على عكس ذلك ان ما يجرى فى دارفور مجرد نهب مسلح وشوية شغب وتمرد اشبه بسحابة صيف سرعان ما تنقشع وتزول ، الى ان استفحل الامر وادرك الكل ان مشكلة دارفور من الاهمية بما كان وخير شاهد على ذلك التصريحات الكثيرة من المسؤلين فى تأكيد ذلك ، ولا زلنا نؤكد بأنها على قدر من الاهمية ينبغى التعامل معها بالاهتمام والجدية المطلوبة ، رغم أن الاعلام لازال فى غياب تام عن ما يجرى ويدور فى دارفور ، حيث اشرنا واوضحنا كثيرا أن هنالك قصورا إعلاميا وخير شاهد على ذلك حلقة برنامج فى الواجهة التى بثها بتاريخ الاتثنين 21مارس 2005 تؤكد صدق ما اشرنا إليه . إذا ماذا تنتظر الدولة من اعلام معلول وكيف وما هو العلاج الشافى والى متى يستمر الحال على ما هو عليه ؟

فقد كان من اهم واجبات الاعلام فى مثل هذه الاحداث التفاعل مع الحدث كما ينبغى كأن تكون له بعثة فى دارفور تعيش فى لب الحدث او فريق اعلامى متكامل صوتا وصورة لعكس واقع ما يدور على الارض وتمليك الحقائق لاهل السودان العظيم ، حتى لا يعيشوا الغثيان الذى هم فية حاليا
وذلك ما نفتقره حتى الان ، مما مكن الجهات الاعلامية الاخرى الكثيفة المنتشرة فى دارفور للاستفادة من المعلومة وبثها كيفما يناسبها وحسب ماتراه مفيدا حيث ان كل المعلومات التى بثتها القنوات عربية كانت او اجنبية من مصادرها الخاصة بينما الاعلام السودانى فى نوم عميق .

وحيث ان اهل دارفور هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الخير المعطاء ولهم حقوق وواجبات مثلهم مثل غيرهم من اهل السودان العظيم لا مستحيل تحت الشمس ، يحق لنا ان نطلب فكما استطاعت الدولة الجلوس مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد طول امد من الحروب ، وإيقافها بالحوار الجاد وصولا للسلام الذى ينشده أهل السودان العظيم . لزاما عليها ان تفعل مع اهل دارفور وبالجدية المطلوبة أيضا ، وهذا طبعا من وجهة نظر انسان دارفور المكلوم الواقعى المسالم الذى تعطل نشاطة واغلقت سبله الحياتية ، لتكفل له السلام والاطمئنان وهذا من اهم واجبات الدولة تجاه مواطنيها ، حيث كثيرا ما نسمع ان هنالك ثروات من بترول ومعادن ويورانيوم كما يعتبر الاقليم من اغنى اقاليم الوطن بثرواته التى يسيل لها لعاب الغاصبين ، اذا لماذا لا نقيم انسان دارفور بحجم ثرواته تلك ؟ التى حتما ستنداح ويستفيد منها كل اهل السودان العظيم إنشاء الله حتى نتجاوز عن تلك الهيمنة والوصاية ونظرة الدون التى عفى عنها الدهر .

كنا نعتقد وبنفس الكيفية التى اتبعها برنامج فى الواجهة الذى نعتبره لسان حال الدولة التى تصرح كثيرا بأنها وسعت دائرة الحوار وأفردت مساحة من الحرية والديموقراطية فى تناول القضايا التى تهم الوطن وتمس المواطن ، وعكسه لمشكلة الشرق وتفاعله معها حيث افرد لها حلقات عديدة تضم كل الوان الطيف من ابناء الشرق سواءا كانوا فى الحزب الحاكم الذين نعتقد انهم ابلوا بلاءا حسنا فى قضيتهم وايضا معارضين وحتى حاملى السلاح ، حيث كان العرض منصفا نوعا ما حيث تلمس القضية بصورة معقولة وربما وجد قبولا من اهلها.

إذا لماذا لم يفرد هذا البرنامج حلقات لاهل دارفور كأن تجرى مقابلة مع عقلاء مؤثرين ومقبولين من كافة الاطراف كالفريق ابراهيم سليمان مثلا فهو ابن الاقليم البار الذى نعتقد باستطاعته ان يخرج الاقليم من هذا المستنقع الوعر . فقد استطاع ان يجمع الفرقاء من اهل دارفور فى فتنة مايسمى بالعرب والافارقة نعم استطاع ذلك بمساعدة الفريق صديق محمد اسماعيل والاستاذة مريم عبدالرحمن تكس ان يجمع الفريقين ويؤاخى بينهم حيث انهم شركاء فى الارض ويجمعهم تحت مظلة واحدة الا وهى منبر دارفور للحوار والتعايش السلمى ، ونذكر من هؤلاء الاستاذ يعقوب محمد الطيب ، الاستاذ احمد محمد المهدى ، الاستاذ عيسى محمد عبدالله الاستاذ حامد سعد والاستاذ محمد على شين وهؤلاء قادة من الجانب العربى اما القيادات من جانب القبائل الاخرى المقدوم احمد رجال الاستاذ ادم عبدالكريم دقاش الاستاذ محمد عيسى والاستاذ محمد ادم كشه حيث تمخض عن ذلك التآخى وبالاجماع تم انتخاب المقدوم احمد رجال رئيسا والاستاذ حامد سعد نائبا للرئيس والاستاذ عمر ابكر نائبا ثانى والاستاذه كوثر ارباب نائبا ثالثا . فى أن ينظم هذا البرنامج ندوة على الهواء مباشرة تضم كل ابناء دارفور الذين تهمهم هذه القضية وحتى الذين هم فى الحزب الحاكم عسى ان يحذوا حذو ارصفائهم من ابناء الشرق ! حتى نتأكد ونقتنع بأن هنالك فعلا ممثلين لدارفور على درجة من الاهتمام والفاعلية لحل مشكلة دارفور ومقاسمة اهلها هموم الحرب والمحن التى المت بهم ، وأيضا المعارضين وحاملى السلاح بذات الكيفية التى قدمها عن مشكلة بورتسودان اسوة بهم ، وهذا من باب الانصاف . حيث يحق للذين لم يحملوا السلاح ايضا المفاكرة والمشورة وابداء ارائهم الحرة بما يضمن حقوق المواطنه ، والتفاعل معها بصدق لعلنا نجد كيفية للمعالجة وتهدئة للخواطر حيث أن اهل مكة ادرى بشعابها. كما نعتقد أن مثل ذلك الحوار ربما يزيل الكثير من الغموض أو ربما اسعفنا ذلك فى وجود حل ما اقله تقيم المسألة وتحديد أطرها ، حتى نخرج المواطن المندهش من الالتباس الذى هو فيه . وقتها صاحب العقل يميز حيث ان الانسان السودانى على درجة من الوعى والرقى المعرفى ودراية تامة بما يجرى ويدور من حوله و من هم اهل دارفور .

نقول هذا وقلوبنا تتفطر حزنا على ما جرى وما سيكون لاحقا حيث اننا نشاهد كل يوم تنمية ونهضة فى اماكن اخرى من تشيد لطرق وعمران بينما يعيش الاقليم المكلوم واهله الطيبين هموم الحرب وعدم الاستقرار . حتى ال 50 كيلوا من طول الطريق لم تتحرك من الخوى تجاه بابنوسة وهذا طبعا حقنا الشرعى من برنامج وزارة المالية للتنمية وذلك لتأكيد الجدية ، ربما يلطف ذلك هذا الجو الضبابى الذى نعيشه الان ، و كنا نطمح فى أن تكون 150 كيلو ليكون المجموع 200 كيلومترا ذلك بافتراض ان الحرب إنتهت فى الجنوب وللزيادة الكبيرة فى سعر البترول عالميا وايضا لنا مبلغ معتبر فى ذمة الدولة. لعلها تجعلنا نعيش التنمية مثلنا مثل غيرنا من اهل الوطن الكبير ، حيث لا نريد ان يكون اقليمنا ساحة معركة وارض للعمليات تحكمه الفتن والموبقات المهلكات اذا كانت هنالك مساحة للحرية والحوارالجاد فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله .

وذلك من اهم واجبات اهل دارفور تجاه اقليمهم لمواكبة التطور والتنمية بدلا عن الاستسلام والنظر على مافوق الركام . والى متى سيظل الحال كما هو عليه الان لا مفاوضات ولا ايقاف حرب ولا تنمية ولا سلام ؟ السؤال هو اين انسان دارفور الواعى من هذا الموت البطئ ؟


آدم محمد إسماعيل الهلباوى


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved