تحية الصمود

وبعد

لم يشهد تاريخ شرق السودان منذ استيلاء نظام الجبهة الاسلامية علي السلطه في ٨٩ تلاحما قويا بين ابنائه علي امتداد الاقليم مثل ما حدث قبل وبعد مجزره التاسع والعشرين من يناير المنصرم في مدينه بورسودان.

اضافه للتضامن والتعاطف من قطاعات واسعه من الشعب السوداني مع قضيه البجه وذلك باستهجان واستنكار المزبحه التي قامت بها اجهزه نظام الجبهه ضد المواطنين العزل.

هذا التلاحم تجسد في اشكال عديده ولعل اقواها واكثرها تاثيرا المواكب التي سيرها ابناء البجا في في المدن العالميه الكبرى(نيويورك ،لندن ،القاهره ،الرياض) ولعلها الاولي من نوعها ،والتي سلمت من خلالها المذكرات المطالبه بتدخل المجتمع الدولي لوقف حمامات الدم وتقديم المسئولين عنها للمساءله والمحاسبة امام المحاكم الدولية.مما يوكد وقوف ابناء البجا بصلابه مع قضايا وهموم اهلهم في شرق السودان بقياده التنظيم الطليعي مؤتمر البجا.

ذلك كان من امر هذا الوقفة الرائعة.وامتداد لهذا النشاط في الداخل والخارج،قد سررنا بتوجية قيادة التنظيم الدعوة لابناء الشرق المؤمنين باهداف ومبأدئ مؤتمر البجا لاجتماع تشاوري لمناقشة اوضاع المنطقة ،الامر الذي يجد الاشاده والتقدير من كل مخلص،بل المشاركه بالرأي ولو من البعد كحالتنا نحن اللذين احتوتهم المنافي والمهاجر .

وبالعوده لاحداث مدينة بورسودان اقول لاخوتي المناضلين وهم يعدون العده لهذا الاجتماع التأريخي والمصيري ،بأنه غير مستغرب ما قامت به اجهزه النظام الامنية من عمل اجرامي لانها في حقيقة الامر فؤجئت بتلك الهبه الجماهيرية الرافضة للاستخفاف والتجاهل ومحاولات عزل تنظيم البجا.

فالحكومه وقادتها من المافيا كانوا قد خرجوا للتو من ابرام اتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان اكبر فصيل معارض وبرعاية دولية تمثلت في حضور حشد كبير من قاده العالم ومنظماته الدوليه في مراسم حفل التوقيع وعلي رأسهم الولايات المتحدة الامريكية،والتي جعلت هذا الاتفاق امرا ممكنا بضغوطها المستمرة علي حكومة الخرطوم .فالاتفاق وبرعاية دولية حقق للحكومة مالم تكن تحلم به ،حيث مكنها من الاستمرار في السلطة والابقاء علي ثوابتها كما تدعي ،وكما يظهر للبعض من خلال نصوص الاتفاق.والاتفاق حجم من دور فصيل عنيد مقاتل ومصابر لاكثر من عقدين من الزمان علي الاقل في المدي المنظور،فكان كل ذلك مدعاه لاحتفالاتها وهي مزهوه بتحقيق النصر اخيرا علي خصومها من المعارضين .

وفي غمره كل ذلك تأتي المفأجاة للحكومة من قوة لم تضعها في حساباتها لا من المعارضة الخارجية باشكالها المختلفة من تنظيمات سياسية و عسكرية ، وانما من الجماهير البجاوية الغاضبة والثايرة في مدينة بورسودان ،بأرثها التأريخي وموقعها المتفرد جغرافيا.فكانت الصدمه التي حركت آليه الحقد والقتل الجماعي.نفس هذا الصدمه كانت لها سابقة، حين اغتالت الضابظ المتميز محمد عثمان كرار وكوكبه الابطال الكدرو ورفاقة في ٢٨ رمضان بوحشيه وغدر.مما يشير بدلالات واضحة بأن العداء للمعارضة والبجا بصفة خاصه متجذر في عقلية هذا النظام وبشكل مدروس واستراتجي.

وبقرأه خارطة الجغرافيا السياسية (الجيوبولتك) وما يتمتع به الاقليم من امكانات هائلة تتحكم في مفاصل النظام –سكك حديد – طرق - انابيب بترول- معادن- مؤاني- يمكن تفهم رده الفعل السريعه والعنيفة من قبل النظام لكل انتفاضة و ثورة بجاوية.

بذلك تكون الاضأة قد اكتملت ،مما يضع علي عاتق القيادة والقاعدة مسئوليات جسام تستوجب من الكل ان يخرج هذا الاجتماع التأريخي بقرارت تكتيكية واستراتجية جديده.

تستوعب اولا:

المتغير في الساحة السياسية السودانية بعد اتفاق نيفاشا.

تستوعب ثانيا:

المتغير الدولي بابعاده المختلف حاليا ولاحقا{قانون سلام السودان}.والاهتمام العالمي المتزايد بقضية دارفور والذي قد يفضي بحقائق جديدة علي الارض علي شاكلة نموذج نيفاشا او شئ أخر لابد ان يحسب حسابه.

أمل ان تكون مشاركتي و من علي البعد قد انارت بعض العتمة من الطريق.

مع تحياتي لكل المناضلين قيادة و قاعدة، وتمنياتي لهم بالتوفيق

المجد والخلود للشهداء.

والنصر للبجا.

محمد طاهر ابوبكر

الامين العام السابق لمؤتمر البجا

تنسي ،الولايات المتحدة الامريكية