مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

ملف دارفور: تطلعات المهندس أدم هارون خميس لتصفية القبائل العربية في الأقليم بقلم بريمة محمد أدم/ واشنطن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/26/2005 7:23 م

ملف دارفور: تطلعات المهندس أدم هارون خميس لتصفية القبائل العربية في الأقليم

بريمة محمد أدم/ واشنطن
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم

أقليم دارفور الجريح، يظل ينزف جرحه الغائر، ويزداد غوراً ونزيفاً، بقدر مالم يعى أبناءه الذين ينظرون علي حقيقة الصراع برؤية واحدة ومن زواية واحدة ومن منطلق واحد، يعودون إلي رشدهم. ومن هؤلاء المهندس أدم هارون خميس. رؤية المهندس الواحدة هى أن دارفور وطن للأفارقة دون غيرهم. زوايته الوحيدة هى أن الظلم والتهميش يقع فقط علي القبائل الأفريقية. ومنطلقاته لتحقيق أهداف الصراع هو هزيمة وطرد الجنجويد، المتمثلين في القبائل العربية المستوطنة في دارفور، من المنطقة.

وقبل أن نخوض في الفكر الرجعى لهذا المهندس، دعنى نثبت من خلال أوراقه الصفراء حقيقة ما يقول. ففي مقال له بتأريخ 18 أغسطس 2004 تحت عنوان (معلومات جديدة عن الجنجويد، أماكن معسكراتهم، أسماء قادتهم: يقول ظلت حكومة الخرطوم تنفي بشدة علاقتها ومسؤليتها بشياطين الجنجويد ...... إلي أن يقول: لقد حاولت الحكومة أخراج بعض التمثيليات الخبيثة بأنها تحاول جمع السلاح منهم ومحاكمتهم وعرض صور تلك التمثيليات علي التلفزيون لأيهام الناس بأنها جادة وحازمة لتوفير الأمن للمواطنين بينما هى لا تزال تدرب وتسلح الجنجويد في أماكن خفية حتى تستخدمهم عندما يهدأ الصراخ العالمى) إنتهى. في هذا النص هدف المهندس ليس الحكومة التى همشت أقاليم السودان بشعوبها المختلفة، بل هدفه هو الجنجويد. إذا إتفقت معى أيها القارئ تقدم إلي النقطة التالية وإن لم توافقنى الرأى عليك بمراجعة مقالات المهندس في أرشيف سودانيز أون لاين. وأنا هنا لم أدافع عن الجنجويد كمجموعة خارجة تعيث في الأرض الفساد، بل أدافع ضد شمل كل القبائل العربية المستوطنة تحت طائلة الجنجويد، كما لا يمكن أن يدعى أحداً أن القبائل العربية في السودان هى التى تقتل السودانيين ذوى الأصول الأفريقية بأعتبار الحكومة تدعى العروبة. تجريم الكل بجريرة البعض هو مدخل المهندس لشن حربه العنصرية ضد القبائل العربية، وهذا ما سأثبته في الفقرة القادمة، وهو الخطأ والعين العوراء في فكر ونهج المهندس السياسى.

ومن المقال السابق للمهندس نقتطف الأتى: أن الحكومة ( تستعمل مجموعات قبلية تغريهم بالمال والأرض لضرب مجموعات قبلية أخرى وتشرف هى علي هذه الجريمة حتى تنفيذها بدقة متناهية) إنتهى. في هذه النقطة يعترف المهندس بأن الحرب في دارفور حرب قبلية، قبائل توالى الحكومة وقبائل لا تواليها. نخرج من وجهة النظر هذه بالنتيجه التالية أن الحرب في نظره حرب بين القبائل العربية (التى توالى الحكومة) والقبائل الأفريقية التى تعادى الحكومة. ومن النطقة السابقة نصل إلي أن القبائل العربية هى الجنجويد الذين تسلحهم الحكومة وتغطى علي جرائمهم. وفي مقال سابق للمهندس بتأريخ 20 مايو 2004 يقول في فقرة ملاحظات (أن المستهدف هو العنصر الأفريقى وخاصة الزغاوة، الفور، المساليت، الداجو، التنجر وخلافهم دون المساس بالعنصر العربى).

وحتى يعزز وجهة نظرة في الحرب القبلية أدعى المهندس أن الحرب لم يقودها الرجال وحدهم بل حتى النساء العربيات يشاركن في قتل الأفارقة، ففي مقال له بتأريخ 16 يونيو 2004 تحت عنوان (نمازج من التطهير العرقى والأبادة الجماعية في دارفور – الجزء الثانى) وفي وصف حادثة قرية داسا يقول المهندس (قرية داسا مدينة حدودية صغيرة في غرب دارفور، تعرضت لهجوم من الجنجويد .... برفقة حكامات، علي ظهر الخيول والجمال وقد شاركن الرجال في إضرام النار علي القرية كما شاركن في النهب) إنتهى.


بالأمس القريب في مقال له بسودانايل بتأريخ 23 مارس 2005، أنتقد هذا المراهق السياسى قول الرئيس الغزافي عندما قال في ختام القمة العربية في الجزائر( أن الصراع في دارفور صراع قبلى) مهدداً له عليه بالأبتعاد عن قضية دارفور. إن المهندس من خلال مقالاته السابقة التى أشرت عليها وغيرها، قد توصل إلي نفس النتيجة قبل أن يرددها الغزافي وبنى عليها حربه العنصرية الغاشمة ضد القبائل العربية، فهل ينتقد المهندس نفسه ويقر بتحويله وتهويله للصراع الأثنى، الذى يعرفه الجميع منذ أوائل الستينات، حتى أضاع معه قضية دارفور العادلة وحولها إلي حروب داهس والغبراء ليصطلى بجحيمها شوخ وعجزة ونساء دارفور، إلي متى يظل هذا الجاهل يتاجر بأعراض بنى جلدته وأخواته لكى يلمع نحمة السياسى الباهت، وإلي متى ولماذا يظل ينتهب بكاءاً علي أبواب الأمم المتحدة والمنظمات الأنسانية (اللاإنسانية) وهو الذى يحشو ويعجج نار الحرب القبلية، وإلي متى يظل يدهور أوضاع الوفاق كلما تقاربت أراء أبناء دارفور الشرفاء إلي كلمة سواء من أجل تضميد الجرح النازف في الأقليم.
إستهداف القبائل العربية، ليس شئ جديد، فقد أكده أبناء القبائل العربية بدارفور مراراً، وعلي سبيل المثال نقتبس من مقال الأستاذ أبراهيم موسى زريبة، الذى نشر في سودانايل الأتى: (أما في الارياف والبوادي في دارفور، بعيدآ عن المدن والاعلام، قادت مجموعات المتمردين حرب أخرى قذره، انتقائية، ضد الرعاة من أصول عربية فمارست ضدهم كل أنواع الوحشية والشناعة من قتل واختطاف ونهب واغتصاب مظهرين بذلك الهدف الضمني للحركه وهو اجلاء تلك القبائل من اصول عربيه أو محوها من الوجود) إنتهى. منظمة السودان للسلام والوحدة والتنمية بأمريكا أوردت نمازج من التعذيب والأعتداءات الوحشية ضد أبناء القبائل العربية في دارفور وذكروا الأتى (بتأريخ يوم 18/3/2003 هاجم المتمردون قرية دريسة جنوب شرق تنكو، فقتلوا وذبحوا كل من كان في طريقهم ثم إقتادوا المواطن أدم موسى عبدالله وكان فارساً من فرسان القرية فصلبوه علي شجرة في طرف القرية وسلخوا جلده كله كما تسلخ الشاه ثم قام الأرهابى عبدالواحد محمد نور [قائد جيش تحرير السودان] بقطع أعضاء الفارس أدم ووضعها في فمه وهم يضحكون منتشين بتعذيبه وآلامه .. وتركوه علي هذا الحال والذى مات فيه من عذاب السلخ حياً ونحسبه شهيداً عند الله بأذنه تعالى) إنتهى. وهناك نمازج من الأقتيالات الوحشية ونهب الممتلكات وغيرها أوردتها هذه المنظمة وبتواريخها المحددة. الأستاذه سمية زريبة تحدتث بأستفاضة عن مجزرة بلدة الكومة التى تتبع لقبائل الزيادية، إقتيال أكثر من 30 شخص وجرح أكثر 60 أخرون في بلدية شعرية وغيرها لا يسع المجال لها، تؤكد إستهداف القبائل العربية وزعزعة أمنها كضمن أستراتيجية وهدف من أهداف النضال وفي الجانب الأخر الصراخ من أجل التعاطف الأنسانى.

قضية دارفور لا يمكن حلها بتصفية الأثنيات بعضها بعضاً، فإن دوامة الحرب القبلية هى إستنزاف لأنسان دارفور وثروته وإهدار لكرامته، وإن مهندسوا الحرب القبلية العنصرية الذين ينفخون في أبواغها هم الذين يجب أن يتحملوا نتائجها.

فإن تأريخ الحرب الأهلية في السودان علي مدى إحدى وعشرون عاماً عجافاً، دروس يجب أن نأخذ منها العبر. فإن حروب الدينكا والنوير، بين قرنق ورياك مشار، والتى أسماها الغرب بحروب أيما (المرأة الأنجلزية التى تزوجها رياك مشارك) فقد راح ضحيتها وحدها حوالى 100 ألف نسمة من أبناء الجنوب. الحروب القبلية الطاحنة بين النوبة والبقارة في جنوب كردفان والتى حولت الأقليم إلي جحيم مستعر ما زلنا نأن تحت جراحها. من الرابح في تلك الحروب المؤلمة؟ وماهى النتائج التى تحققت منها؟. فلنقرأ التأريخ الماثل أمامنا بروية وبعد نظر.

فإن قضية دارفور لا تحل بشق عصى القبائل وتمزيق علاقاتها الأجتماعية والأنسانية، فإن وحدة صف أبناء دارفور وتشكيلهم لقضية الأقليم علي أسس جامعة بعيداً عن المزايدات الجوفاء والكسب الشخصى الرخيص، هو الطريق الوحيد من أجل الوقوف مع أهل دارفور وتحقيق تطلعاتهم المنشودة. والمهندس أدم هارون خميس، ليس هو الوحيد الذى يرى الحقيقة عرجاء في قضية الوجود العربى في الأقليم، وسوف نصوال قراء الأوراق الصفراء لأخرين في شاكلته.

بريمة محمد أدم، من أبناء الحوازمة بجنوب كردفان
مقيم بواشنطن دى سى، الولايات المتحدة الأمريكية.
25 مارس2005


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved