مقالات واراء حرة من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان

الاسلام بين محاكم التفتيش وحوار الحضارات ارتداء الحجاب وتباين الآراء حوله بقلم محمد يوسف حسن-Brussels

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/26/2005 12:28 م

محمد يوسف حسن
[email protected]

الاسلام بين محاكم التفتيش وحوار الحضارات
ارتداء الحجاب وتباين الآراء حوله:

اذا كانت أحداث 11 سبتمبرتمثل نزع القناع الذى كانت تختبء خلفه وجوه تعادى المسلمين فى أنحاء المعمورة، وأصبح التعبير عن ذلك بالمكشوف. لكن صدور قانون منع الرموز والعلامات الدينية فى المدارس الحكومية كان التعبير الرسمى الفرنسى الأكثر سفورا، لما لفرنسا من علاقات قديمة مع العالم العربى والاسلامى، ولما يمثله هذا القرار من خروج على النمط العلمانى، وترتب على ذلك حرمان فتيات المسلمين المحجاب من دخول الفصول الدراسية أو ممارسة التدريس تحت زعم التأثير على قناعات الآخرين الدينية. وانداح الأمر ليشمل كل مؤسسات الخدمة العامة. وأصبحت دولا أوربية أخرى تنظر باعجاب الى (الفورمولا) الفرنسية لكن تصريحات المسؤولين تتردد بين استعارتها وبين التأنى لتقليب الأمر على وجوهه المختلفة قبل القرار فيه. فالسلطات البلجيكية كلفت مركز الفرص المتكافئة الحكومى لاجراء مشاورات وحوارات مع قطاعات المجتمع المختلفة. حيث قام المركز بانفاذ مشاوراته مع بعض المدارس والمستشفيات والأجهزة الاعلامية ومؤسسات القطاع العام والخاص الأخرى للوقوف على تجربة هذه المؤسسات فى التعامل مع الرموز والعلامات التى تعبر عن معتقد دينى والذى قصد به أساسا الحجاب الاسلامى. وحاول القائمون على أمر المركز جس نبض الشارع ان كان ارتداء هذه الرموز والعلامات تحتاج الى تنظيمها بواسطة قانون كأن يمنع ارتدائها فى المدارس والمستشفيات وما الى ذلك. وقد أجرى المركز مشاورات واسعة مع أصحاب القرار فى كثير من قطاعات المجتمع المختلفة وسيعرض التقرير الذى توصل له هذا المركز على لجنة الحوار الثقافى التى ستعمل على تقديم توصيات فى هذا الخصوص. ولكن ما الذى يمكن استنتاجه من هذه المشاورات؟ لا شئ غير العموميات. فالحالات تتنوع من قطاع لآخر وحسب الظروف. وردود الأفعال تتنوع من ضرورة المنع التام لاستخدام الحجاب وما شابهه من علامات دينية الى الدعوة الى التصريح بها بهدف الانفتاح على التنوع الثقافى. كما أنه لا زال لايوجد شئ قطعى فالاوضاع تتفاوت بين شركات سمحت لموظفيها بانقطاع العمل لأداء الصلاة وبين الرفض. ومركز الفرص المتكافئة يقول بوجوب التفريق بين بصفة عامة بين المشاكل الناجمة عن التعبير بعلامات ورموز دينية كالحجاب والكبة اليهودية والصليب والمسائل المتعلقة بالسلوك كعدم مصافحة النساء أو العناية الطبية بواسطة شخص من الجنس الآخر. ويرى المركز ان الضوابط التى تتخذ فى أماكن العمل غير كافية ويدعو لحل المسائل بواسطة الحوار والنقاش. ويرى أن تباين المواقف المختلفة سيفضى الى ابداع منفعى كبير لحل الأوضاع المعقدة على الطريقة البلجيكية وسيؤدى الى تجنب التوترات بصورة دائمة. ويقول المركز بأن أصحاب العمل والمؤسسات التعليمية استطاعوا حتى الآن السيطرة على الأوضاع ولكن ليست الأمور كلها على ما يرام. فبعض المؤسسات التعليمية تشكو من رفض بعض المحجبات من أداء الحصص الرياضية التى تقتضى لبسا سافرا وعدم المشاركة فى حصص تنوير عن الممارسات الجنسية أو الممارسات بين المثلاء..بعض القطاعات أكثر تحصينا من أخرى فى تبيان الحدود المسموح بها. القطاع العام عموما يقع عليه واجب الحياد. ولكن المستشفيات لا تتساهل فى أى مظهر خارجى غير مألوف للعاملين فيها وفى حالات عدة طلبت من الممرضات المسلمات نزع الحجاب. أما رفض بعض الأطباء والممرضات من المهاجرين المسلمين لممارسة بعض العلاج والعناية الطبية على مرضاهم بسبب المعتقد الدينى كحالات الاجهاض فان المركز رصد حالات قليلة وأن المستشفيات تعمل على حل مثل هذه الحالات بنقل المكلفين الى تقديم خدمات أخرى. أما بالنسبة للمرضى فان المستشفيات تعمل على الاستجابة لطلباتهم الخاصة كرفض بعض النساء خلع ثيابهن أمام الأطباء من الرجال وهذا ما حدث لبعض المرضى من النساء الأمريكيات المسيحيات من المذهب البروتستانى واللاتى رفضن خلع ثيابهن أمام الرجال. ان بلجيكا عرفت فيدرالية تستوعب التنوع الثقافى والاثنى والدينى.. ولكن المحك فى هذه الممارسة ليس هو تطبيقها فقط على المواطنين والأوربيين وتجاهل القوميات الأخرى التى تجنست أو تقيم على أرضها. كما أن هناك عاملا آخرا يضع كل هذه الجهود المسكنة للعلاج فى مهب الريح هو تعاظم دور الأحزاب اليمينية المتطرفة فى اقليم الشمال وفى اقليم الجنوب التى أصبحت تستهدف المسلمين بصورة خاصة مما يجعل اتباع الوصفة الفرنسية فى تحريم ارتداء الحجاب واردا. والسعى مستمر لتوليفة اسلامية بمواصفات غربية مسيحية يهودية علمانية وليس بواسطة مسلمين غربيين. وقد أصدر لهولاء المسلمون(الآليون) كتابا يسمى الفرقان بدلا من كتاب الله القرآن وابتدعوا امامة للنساء فشهد أحد مساجد نيويورك ومن بعده لندن امامة امرأة لصلاة الجمعة ما فعلوها فى دياناتهم ولا أقرها رسولنا الكريم ولا الصحابة من بعده وفيهم فاطمة الزهراء خير ناس الدنيا وأم المؤمنين عائشة الحميراء. وأرادوا أن يجعلوا الاسلام مثل أحزابهم السياسية التى تخترق الناس بالمال والسلطة وتزين بالنساء. وهم نفس أولئك الذين فتحوا أبوابهم وفرشوا البساط الأحمر لسلمان رشدى الذى سفه دين الاسلام بكتابه الشيطانى "آيات شيطانية". هذا زمان بدأنا نرى فيه أفعال المسيح الدجال رأى العين..اللهم نعوذ بك منه ومن أفعاله.

تركيا والبوسنة فى مشوار الألف ميل نحو الاتحاد الأوربى

دخل الدين الاسلامى فى يوم الثلاثاء 22 مارس الجارى الى عقر دار حزب الشعب الأوربى، وهو الحزب الكبير الذى يمثل يمين الوسط فى تشكيلة البرلمان الأوربى، الذى تم تأسيسه فى الماضى بواسطة الديمقراطيين المسيحيين. واستقبل رئيس الحزب السيد مارتنز فى بروكسل ولأول مرة رئيسي وزراء مشهورين بمؤسستيهما السياسية الاسلامية وهما رئيس وزراء البوسنة السيد عدنان تيرزيتش الذى ينتمى الى حزب العمل الديمقراطى الذى أسسه الرئيس البوسنى الراحل على عزت بيقوفيتش، ورئيس الوزراء التركى طيب رجب أردوغان الذى تم انتخابه ضمن قائمة حزب العدالة والتنمية التركى الموجود فوق سدة الحكم منذ العام 2002. حيث تم دعوة المسؤولين المسلمين بصفتهما عضوين مراقبين فى حزب الشعب الأوربى. ووضع مراقب هو درجة نحو انتساب كامل اذا ما انضمت البوسنة وتركيا الى الاتحاد الأوربى والذى تأخر كثيرا بسبب تخوف بعض الدول الأوربية من أن يطرق الاسلام بابها فيفزع عليها نومها. وهذا ما عبر عنه البعض فى ضرورة أن ينص الدستور الأوربى على القيم المسيحية، اغلاقا للنافذة التى تحاول أن تتسلل منها تركيا، واشترطت عليها جملة من الاشتراطات للوفاء بها قبل أن تقف على أسوار بروكسل؛ بل ان دولا أوربية ذات وزن اشترطت اجراء استفتاء شعبها قبل أن تسمح للسلطان عبد الحميد يحط رحله وهو فى عزة من قومه البالغ تعدادهم أربعة وسبعون مليونا ليغير ديموغرافيا أوربا العجوز التى شاخ سكانها بسبب سياسات التقطير فى الانجاب لتحقيق الرفاه.
ولكن محاولات حزب الشعب الأوربى التى أثمرت سبقتها عدة محاولات من رئيس الوزراء البلجيكى لضم الرئيس أردوغان الى المجموعة الليبرالية ولحضور اجتماعات الليبراليين الأوربيين ولكن رئيس الوزراء التركى قرر الانضمام لحزب الشعب الأوربى لأنه يتقاسم معه القيم المحافظة والدينية. وأعضاء حزب العدالة والتنمية يصنفون أنفسهم اختيارا على أنهم مسلمين دميقراطيين وليسوا كاسلاميين معتدلين كما درج الاعلام على تسميتهم دائما. ان انفتاح حزب الشعب على الاسلام تمثل الخطوة الجديدة فى نهج الحزب الذى ظل فى حالة توسع دائم. كما يمثل تغيير الحزب لاسمه من المسيحيين الديمقراطيين الى حزب الشعب الأوربى فى عام 1976 نقطة التحول التاريخية. وحلم خلق فيدرالية كبيرة لأحزاب يمين الوسط كان هو قضية الديمقراطيين المسيحيين الألمان الذين يقدرون ضرورة عمل ثقل فاعل فى وجه الاشتراكيين. ولكن انضمام أردوغان لم يكن بالأمر الميسور فقد سبق لعدد كبير من أعضاء حزب الشعب الأوربى أن عارضوا ترشيح تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوربى. بل ان السيد فرانك كريستيان رئيس معهد الدراسات الأوربية بجامعة لوفان الكاثوليكية قال بأن الناس لا يستبشرون بانضمام أردوغان الى حزب المسيحيين الديمقراطيين. ولكن بمبادرة من رئيس الحزب الذى يسعى لتوسعه يرى فى ترك أردوغان الانضمام للأحزاب الأخرى سيكون فقدا لن يعوض لما يمثله من ثقل سكانى. ففى عام 1999 سلب هذا الحزب من الاشتراكيين الموقع الأول فى البرلمان الأوربى وفى انتخابات 2004 وبفضل أصوات البولنديين وبعض دول أوربية الشرقية حصل الحزب على 268 مقعدا فى البرلمان الأوربى. ويضم الحزب 65 حزبا اساسيا أو مراقبا.

التمرين التركى الذى يسبق الانضمام لأوربا الموحدة

أسفرت الانتخابات التى جرت فى يوم الأحد الماضى 20 مارس لعضوية المجلس الاسلامى ببلجيكا، والتى نظمتها لجنة رسمية بلجيكية، عن فوز كاسح لقائمة المسلمين المنحدرين من أصول تركية والذين بلغ عدد الناخبين المسجلين منهم 125000 شخص فى مقابل تواجد كبير لأبناء الجالية والمنحدرين من أصول مغربية يبلغون ثلاثة أضعاف الوجود التركى. وحصلت قائمة الأتراك على 40 مقعدا مقابل 20 للمغاربة وستة مقاعد لقوميات أخرى وأثنان لمسلمين بلجيك.ويأخذ المغاربة على السلطات البلجيكية تدخلها فى أمور دينية لاستبعاد بعض الناشطين والسيطرة على المساجد ومراقبة الجالية المسلمة. وهو الشئ نفسه الذى أعابه بروفسور فى جامعة لوفان الكاثوليكية على السلطات البلجيكية تدخلها فى أمر المسلمين دون الديانات الأخرى الأمر الذى يخالف نهج الدولة العلمانى. وعلى الرغم من غلبة أهل المغرب فى العدد الا أن الأتراك كانوا الأكثر تنظيما ومؤسسية والأكثر نشاطا فى المساجد. وذلك بسبب تحفظ كثير من المسلمين المغاربة على تدخل السلطات البلجيكية التى استبعدت بعضا من الأسماء باعتبار أنها تمثل جماعات متطرفة، لم تثبت ضدهم تهما بالقانون ولكنها استبعدتهم فى اجراء استباقى كما يحدث فى بلاد العالم الثالث فى استبعاد الآخر. وظل الأتراك فى المهجر تتعهدهم دولتهم تركيا العلمانية بالرعاية، حيث أقامت لهم مكاتب دينية تتولى تدريب الأئمة ودفع رواتبهم ومقابلة تكاليف المصليات والتى ينظمون فيها دروسا لأبنائهم، فأصبحت الجالية موحدة ومرتبطة بعواطف كبيرة نحو البلد الأم. ووجد هذا الفوز التركى القبول من السلطات البلجيكية التى ترى فى تركيا شريك مستقبلى فى الاتحاد الأوربى وفى الجالية التركية سلوكا منضبطا لا يتوفر فى بقية الجاليات الأخرى. وحسنا فعلت تركيا التى أرسلت رسلها بالبشرى قبل أن تطرق الباب الأوربى رسميا. وحينها سنرى ان كان الحديث عن التنوع الثقافى سيوارب أبوابه حتى يلج منه مسلمى تركيا الذين ظلت دولتهم تخدم الغرب وتوفر له القواعد العسكرية وتوطد علاقاتها مع اسرائيل وما شفع لها ذلك فى الماضى.
للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved