ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
هل ينقذ الصادق المهدي الاسلام والعروبة من براثن العلمانية والافرقة ؟؟؟ بقلم سارة عيسي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/26/2005 4:30 ص
يعتبر السيد /الصادق المهدي من القادة التاريخيين لحزب الامة هذا اذا لم نقل أنه الزعيم الوحيد لحزب الامة طوال فترة الثلاثة عقود المنصرمة ، وعلي الرغم من ادعاء حزب الامه بأنه رائد برنامج الصحوة في السودان وأنه الحزب الوحيد القادر علي عقد مؤتمرات تأسيسية من أجل انتخاب أمين عام الحزب ولكن كل هذا لم يحدث ، ولا زال حزب الامة يعاني من أزمة الزعيم الاوحد والكارزما التاريخية ، وحتي هذه اللحظة فمنصب أمين عام الحزب غير مطروح للتداول ، واذا جرت انتخابات داخل حزب الامة فسوف تكون النتيجة شبيهة بانتخابات الاقتراع علي رئاسة الرئيس المصري حسني مبارك داخل أروقة الحزب الوطني الحاكم ، اي أن النتيجة هي الصادق المهدي في كل الاحوال ولا مجال لانبعاث قيادة شابة جديدة يمكنها أن تطور نشاط الحزب الذي تضرر كثيرا من عملية احتفاظ السيد الصادق المهدي بكل مقاليد الحزب لمدة تزيد عن ثلاثة عقود ، ولم تنجح كل المحاولات في زحزحة السيد الصادق المهدي عن مكانه ، فأصبح حزب الامة هو شخص الصادق المهدي ، حيث يفكر الحزب بعقل السيد الصادق ويتطور وفقا لرؤية السيد الصادق أيضا , وغابت عن أروقة الحزب ضرورة المشاركة الجماعية في طرح الرؤي والافكار ، وشحت أيضا المساهمات الفكرية وعلي الرغم أن حزب الامة كان في يوم يشكل الاكثرية النيابية في الحياة السياسية السودانية ، وعلي الرغم أن حزب الامه كغيره من الاحزاب يضم في صفوفه بعض من حملة الشهادات العليا والدكتوراه الا أن مساهمات هولاء الافراد تميزت بالشح اذا اذا لم نقل معدومة تماما وذلك بسبب العوائق الاحترازية التي يضعها السيد الصادق المهدي في وجه الذين يحملون وجهة نظر مغايره لأفكاره ، وبرع السيد الصادق المهدي في التكتيكات والمناورة السياسية ، ففي الديمقراطية الثالثة فض الشراكة مع الحزب الاتحادي وعمد الي ضم الجبهة الاسلامية في حكومته ، فألهته الجبهة الاسلامية بعملية تطبيق الشريعة الاسلامية من جانب وتعمد الي قيادة المظاهرات من جانب اخر مطالبة بتوفر الخبز والدواء والمواصلات ، ثم فض شراكته مع الجبهة وعاد مرة أخري للتحالف مع الحزب الاتحادي بعد أن اضاع زمن في تطبيق برنامج الجبهة الاسلامية ، هذه هي حياة الصادق المهدي السياسية تذبذب ولعب علي الحبلين ، وبالنسبة لاتفاقية الميرغني – قرنق فقد تحفظ عليها السيد الصادق في بادئ الامر، وعندما وافق عليها هرعت الجبهة الاسلامية الي الدبابات وأنهت التجربة الديمقراطية وقطعت الطريق علي توقيع اتفاقية سلام سودانية خالصة من غير تدخل خارجي ، أنتهت التجربة الديمقراطية ووصف عندها المشير البشير قائد الانقلاب الصادق المهدي (( بأنه الرجل الذي يكثر من الكلام حتي فقد مصداقيته )) ، وزعمت أجهزة السطة الامنية أن الصادق المهدي تم القاء القبض عليه وهو متخفي في زي امراة وقد حلق لحيته وشاربه ، وذلك يعني أن أعتقال ( أبو عدي ) علي يد القوات الامريكية كان أشرف وأرفع من اعتقال السيد الصادق المهدي فعلي الاقل أنه فضل الجحر علي أن يتشح بعباءة امرأة تجلب له العار علي مدي عمره ، وفي عام 1997 زعم الصادق المهدي أن ضابطا برتبة عقيد في امن النظام قد هدده بالتصفية الجسدية ولذلك قد هاجر سرا الي اسمرا في عملية سميت ( تهتدون ) ، ومن أسمرا واصل السيد الصادق حربه علي النظام في الخرطوم ، ولكنه أشتاق مرة أخري الي سياسة المناورة والخروج علي المألوف فقرر الدخول في سجال مع قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق ، وهدد عندها بأنه سوف يسحب قواته من التحالف المناؤي للنظام ، ورد عليه قرنق بمقولة تهكمية (( أن عدد قواتك لا تزيد عن مائتي فرد بما فيها القيادات الفكرية فهي لا تقدم ولا تؤخر في سير المعركة لأننا أحيانا نفقد هذا العدد في معركة واحدة )) ، عاد بعدها الصادق المهدي الي السودان من جديد وذلك من أجل مواصلة جهاد الداخل كما يزعم ، وعندما تم توقيع اتفاق نيفاشا بدأ الصادق المهدي في التأرجح من جديد ، أحيانا تجده يتحدث عن بنود غامضة في الاتفاق واحيانا يزعم أن هذا الحل لم يتم استشارة السودانيين علي بنوده وأحيانا يدعو الي مؤتمر جامع من أجل تكملة الاتفاق ، ولكن في الاخير لم يعلن الصادق المهدي موقفه من اتفاق الامر الواقع هل هو ضده أم معه ؟؟؟ وعندما عقد مجلس الامن جلسته في نيروبي طلب السيد الصادق من المجتمعين أن يقرأوا رسالته قبل بدء الجلسة وعندما تم رفض ذلك عاد للحديث عن النقاط الغامضة في اتفاق نيفاشا ، وقديما ذكر أن رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل كان يحب أن يكون دائما في قمة الحدث ولذلك اذا رأي ميت يسير الناس في جنازته يتمني ان يكون ذلك الميت ، واذا رأي حفل زفاف يتمني أن يكون العريس ، وحتي الصادق المهدي يعاني من هذه العقدة ، فعندما تم اغتيال رفيق الحريري زعم الصادق المهدي أنه كان سوف يتعرض لمثل هذا النوع من الاغتيال ، ونسي الصادق المهدي أن الحريري كان رقما صعبا في السياسة الدولية ، ولذلك غضبت أوروبا لمقتله وشكلت الامم المتحدة لجنة خاصة للتحقيق في ملابسات اعتقاله وهذا أمر نادر الحدوث ان يهتم المجتمع الدولي لمقتل شخصية سياسية في دولة صغيرة مثل لبنان والتي أعتاد الناس فيها علي حوادث الاغتيال ، والمفارقة الثانية أن السيد رفيق الحريري كان رجلا معطاء والذين وقفوا وراء مقتله سرعوا ذهلوا من ردة فعل المجتمع الدولي ، فسقطت حكومة عمر كرامي وخرج الجيش السوري من سهل البقاع وهو يجر أذيال الخيبة ، أن الحريري لم يعش علي ارث أجداده ولكنه كان أبن صيدا التي يكدح ابنائها من أجل كسب لقمة العيش ، وقد عاش الحريري وهو يحلم بلمستقبل زاهر للبنان وحتي أخر أيامه كان يحلم ببناء ساحة الحرية وسط بيروت ، ولكن من الذي يستفيد من اغتيال السيد الصادق المهدي ؟؟؟ أن الصادق المهدي يحلم الان بدور الشهيد ولكن لن يجد الذي يتسبب في اغتياله لأنه لم يعد رجل المرحلة ، ومتي يعرف السيد الصادق ان العالم قد تغير وأن عليه دراسة الواقع الجديد وفقا للمستحدثات التي طرأت علي الشأن السوداني ، وعندما حدثت أزمة دارفور أختار الصادق المهدي أن يقف عند مفترق الطرق ، وحتي كتابة هذه السطور لم يذم الصادق المهدي مليشيات الجنجويد العربية علي ما أرتكبته من فظائع ضد المدنيين العزل ، وذلك لأن الصادق المهدي أختار أن يزن أنصاره في كفتي ميزان ، ويبدو أن كفة الجنجويد قد رجحت هذه المرة ، والصادق المهدي أيضا قد تجاهل مسألة المحاكمات عن عمد فهو حتي هذه اللحظة لم يقل رأيا في محاكمة قادة الجنجويد ، ويبدو أن الصادق المهدي نسي تاريخ حزب الامة ومجاهدات الانصار من أبناء غرب السودان والذين ايدوا الامام المهدي ونصروه بالمال والانفس ، فالامام المهدي لم يعلن ثورته في جزيرة ( لبب ) حيث معقل الهاشميين من بني عدنان من آل الامام المهدي ، ولكنه أعلنها من قدير في وسط كردفان ، وقف أبناء الغرب مع الامام المهدي ليس لانه عربيا فقط بل لأنه كان قوميا وكان سوف يخلصهم من ضيم الاتراك ، ترفع الامام المهدي عن حكاية العرب والافارقة ففاز برضا الجميع ، ولكن الصادق المهدي الان يبكي عروبة واسلام السودان، وكلنا نذكر خطبة الجمعة المنصرمة التي القاها الصادق المهدي وكيف أنه أصبح ينقب في سلة مهملات الجبهة الاسلامية فأختار منها ( الخوف علي العروبة والاسلام ) ، وحتي هذه الشعارات قد نبذتها الجبهة الاسلامية عندما تيقنت من عدم أرتباطها بأزمة السودان ، وانا أخشي أن يأتي يوم يطالب فيه السيد الصادق المهدي بعودة المشروع الحضاري للجبهة الاسلامية ، ولكن لماذا يدعي الصادق الان التحسر علي العروبة والاسلام التي ذبحت في السودان ، وهو أيام كان رئيسا للوزارة في السودان كانت كل علاقاته سيئة مع العرب لدرجة أنه فضل التعامل مع ايران الشعوبية ذات الاعتزاز بالماضي الفارسي علي أن يلج في علاقة مع دول الخليج العربية , وأستطاع الصادق المهدي أن يخسر علاقاته مع مصر في وقت وجيز ، وبذلك يكون أول من أسس لعزلة السودان الخارجية ، والان وبفضل الدعاية الامريكية تحول العرب الي بعبع يخافه الناس ، ولم يعد شعار العروبة براق وذو ريش جميل كما يظن الصادق المهدي ، بل بعض العروبيين مثل العقيد القذافي فكر أكثر من مرة التخلص من هذا الريش الزائف ، والصادق المهدي يريد أن يركب موجة شعارات الجبهة الاسلامية البالية ولكنه عليه أن يعرف حجم الثمن الذي دفعته الجبهة من أجل تحقيق تلك الشعارات ، الجبهة كانت تقاتل باسم العروبة والاسلام ومعظم شهدائها في ساحات القتال من أبناء الاقليم الشمالي والذين أنساقوا من غير علم الي اكذوبة الجهاد في جنوب السودان ، وتنصل الترابي بعدها من قصة العرب وخلع حتي قميص الجهاد الذي ارتداه طوال فترة مشاركته في الانقاذ ، ولكن الان الصادق المهدي يريد أن يرجع الي هذا المربع من جديد ، فهل أعد حزبه قائمة بشهداء العروبة والاسلام ؟؟؟ لأن أهل السودان الان لا يرضون ان يفرض عليهم أحد العروبة والاسلام