ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة عامان
القمة العربية ومشكلة دارفور بقلم سليمان محمد إبراهيم-القاهرة-طبيب بشرى من أبناء دارفور
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 3/24/2005 10:28 ص
القمة العربية ومشكلة دارفور اختتمت القمة العربية السابعة عشر بالجزائر أعمالها بإعلان مبادئ ومقررات الجزائر للعمل العربي المشترك للمرحلة القادمة وقد كانت القمة ناجحة في رأينا لعدة أسباب أهمها: الإحساس العميق لدى القادة والزعماء العرب بخطورة وحساسية الوضع في العالم العربي والإسلامي التأكيد على العمل والرغبه في نبذ أي خلاف عربي- عربي والذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الضعف والتفكك , فقد سادت أجواء القمة في العاصمة الجزائرية روح التعاون والاحترام كما كان للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دورا مهما في إنجاز هذه القمة برئاسته لها وادارة جلساتها بالحكمة والبساطة فقد تم تكوين لجنة الترويكا والمكونة من الجزائر والسودان وتونس بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة لمتابعة العمل علي تفعيل المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط والعمل علي وقف التدهور في لبنان ودار فور ومن أهم ما تم تأكيده في هذه القمة هو الإجماع علي رفض أي تدخل خارجي تحت أي ذريعة في الشؤون الداخلية للدول والتأكيد علي الرغبة في الإصلاح الغير مفروض من الخارج والتي يجب أن تنبع من الداخل حسب الظروف والإمكانات والمقدرات . وقد كان خطاب القائد الليبي العظيم معمر القذافي منطقيا وعقلانيا وفي غاية الأهمية والشفافية في وصف الوضع علي الساحتين العربية والعالمية كما أكد علي نبذ العنف وإدانة الإرهاب بكل صوره . أما بخصوص دارفور فقد خرجت القمة بان ما يدور في دارفور هي مشكلة قبلية بسيطة يمكن حلها ولم يرد في البيان حتى كيفية الحل والية التنفيذ و مع احترامنا الفائق لقادة والزعماء العرب إلا إن وصف ما يدور في دارفور بأنها مشكلة قبلية بسيطة ما هو إلا تبسيط للأمور ومحاولة لدفن الرؤوس في الرمال . فكارثة بهذا الحجم وما نتج عنها من آثار وتداعيات تعتبر الأسوأ في العالم في الوقت الراهن بدليل آخر تقرير للأمم المتحدة والهيومان رايتس واتش والذي وصف الوضع في دارفور بالكارثة الإنسانية الأسوأ فقد ازداد عدد النازحين والمشردين إلى اكثر من مليون وسبعمائة ألف وارتفع عدد القتلى إلى اكثر من سبعمائة وخمسين ألف قتيل . وكنا تمني إن ينظر إلى مشكلة دارفور بنفس الروح الني سادت وبنفس الحيادية واعلان الرغبة في الحل السياسي للمشكلة وكلنا أمل بأنه إذا صدقت النوايا لدي الأطراف المعنية في المشكلة ومحبي السلام في العالم لامكن إيجاد مخرج وحل يرضي كل الأطراف ومن ثم وقف القتال والاتجاه إلى العمل والتنمية . إن مسئولية تدهور الوضع في دارفور دائما تقع علي عاتق الحكومة السودانية بإصرارها علي عدم بسط هيبة الدولة وتوفير الأمن للمواطنين وذلك بالسيطرة علي مليشيات الجنجويد وتجريدهم من السلاح ومحاكمة قادتهم فيما ارتكبوه من جرائم فعاملا الحسم والحزم مطلوبان لوقف الأعمال الوحشية التي تقوم بها هذه المليشيات والتي مازالت تعيث في الأرض فسادا . إن شعب دارفور مسالم ومتسامح فلماذا الإصرار علي خلق الفتن وصب الوقود علي النار فالازدواجية في التعامل من قبل حكومة السودان فيما يتعلق بدارفور مرفوض ونوكد علي نبذ العنف والاقتتال في أي زمان وفى أي مكان ونرى بان التفاوض والحل السياسي والسلمي العادل هو السبيل الأمثل لوقف التدهور وحل كل المشكلات العالقة بما فيها مشكلة دارفور. 24 /3 /2005 القاهرة – سليمان محمد إبراهيم طبيب بشرى من أبناء دارفور