![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ما نحتاجه هو نهر او خزان في غرب السودان وليس طريق الإنقاذ الغربي المنهوك .
لقد مر خمسون عاما من عمر السودان المستقلة من الاستعمار الأجنبي ولكن الفوارق والمعانات لم ينتهي برحيل المستعمر , بل أقول إن السودان والسودانيين لم يشهدو أي نوع من أنواع الاستقرار السياسي والاسترخاء الذهني الذي يساعد علي التفكير كيف يكون حب الوطن .
فمعني آو مفهوم الوطنية ظل حتى ألان فيها الجدل فمن هو الوطني ؟ ومن له الحق إن يطلق ذلك علي أحدا دون الآخر ؟؟ , وأصبحنا محاصرين بالتعقيدات الذي خلقها ساسة السودان وعلي مصلحة من أشغال السودان والسودانيين بحرب بعد حرب , خرجنا من حرب الاستقلال الذي قدم أبناء السودان الغالي في سبيل هذا الوطن حتى تحقق ذلك الاستقلال التلاحمي ثم تنقلنا إلى حرب المركز والهامش الذي وضعت أنظمة الحكم , الشعب والجيش في شمال البلاد في حالة استنفار دائم ضد شعب الجنوب والآن ضد دارفور والشرق والسبب هي عدم قدرتنا علي فهم الوطنية والخلافات السياسية يمكن حلها إذا كانت الحديث عن الوطنية لها مكانة في أدبيات الساسة .
ونتحدث الآن عن الوحدة الطوعية وما زال الحرب مشتعلا في غرب البلاد والوضع عامة أوصلتنا إلى تقسيمات ضيقة وعنصرية بعدم قبول الآخر وتمرحلت مستوياتها ألي المستوي الاجتماعي والمستوي السياسي لحزب ومستوي قمة الحكم "رئيس الجمهورية " هذه الظواهر الغريبة والسالبة في دواخلنا لم يتم معالجتها واصبح هي المسيطرة في الحياة العامة واجبار المواطن لتعامل معها علي أساس أن هناك نوعين من المواطنة من هو درجة أولي ويتمتع بكل الامتيازات ومن هو دون ذلك وعليهم السمع والطاعة لأوامر الساسة .
إن حالة الحرب المستمر غيرت معني ومفهوم التربية الوطنية و أصبحت التربية تربية حربية الشعب يحارب نفسه فكيف يكون النصر أو طعم النصر إلا بإذكاء النعرات الضيقة والعنصرية السالفة فما لم نعالج هذه الظواهر سوف يكون الحديث عن السلام كمن يحاول يائسا الإمساك بالريح .
في اعتقادي إن مشكلة السودان يكمن في نقطتين هما نظام الحكم والتنمية
نظام الحكم
لم يكرمنا الله حتى الآن بالنظام الأمثل لأدارة البلاد بحجم السودان وعدم قدرة الساسة من خلق أو محاولة فهم أين تكمن المشكلة هي مشكلة بحد ذاتها وفي اعتقادي هي الطريقة الذي يتم بها إدارة البلاد ( المركزي) والظروف الذي تنشأ فيها هذه الأنظمة , فكل الأنظمة نشأت في أجواء الحرب وعقلية الحرب الذي دائما يفكر في تحقيق النصر وأنزال الهزيمة هذه هي الطريقة التي يحكم بها البلاد التي أقعدت الشعب فاصبح هناك عدو دائم يجب محاربتها فمن نحارب ولماذا نحارب أليس ذلك من اجل الحكم ولماذا لا نوفرها لجميع وما العيب إذا كان الجنوبي او الغرباوي او البيجاوي او الفوجاوي او النوباوي رئيسا لجمهورية اقصد الاتحاد الفدرالي السوداني او السودان الجديد آو جمهورية السودان الفدرالي او هكذا باعتبار الفدرالية مخرجا لحكم البلاد وهذا الحق يجب إن يكون متساويا لجميع وكما يجب علينا مراجعة الظواهر السالبة الذي مرت وتمر بنا والوقوف علي أخطائنا والنظرة الجادة بقضايانا الوطنية وان نحاول ان نتعلم من تجارب الآخرين بالجوار والدول التي تركيبتها قريبة لحالنا مثلا الولايات المتحدة الأمريكية الذي تجري الانتخابات كل أربعة سنوات ويتنافس في سباق الرئاسة عدد كبير من ممثلي الأحزاب . والحزب كل أربعة سنوات لديه مرشح جديد والرئيس الفائز لديه فترتين حسب الدستور ولا يمكن ترشيح نفسه لمرة الثالثة هذا إذا استطاع الفوز لمرة الثانية وما بالنا رئيسنا يحكم عشرين عاما أو حتى توافيه المنية أما الحزب فهي كذلك والحديث عن الإصلاحات في الحالتين كالانتحار او الخيانة العظمي
التنمية
إن المشكلة التنموية اعتقد إن السودان كلها لديها التخلف التنموي ولكن هناك درجات في ذلك التخلف فإذا بنينا مدرسة أطفال في أقصى الشمالية هي نصر وتقدم لصالح أبناء السودان والمستقبل كذلك في أي أنحاء السودان ويجب إن تكون رؤيتنا لبلاد هكذا وهي طريق التحول الحقيقي وتفجير طاقات الشعب بتنمية البلاد وان المعركة الحقيقية هي معركة بناء وتنمية وتقدم والأعمار ولكن بعد محاكمة كل المجرمين ومرتكبي الجرائم ضد الشعب عامة والإنسانية خاصة ووضع نظام جديد يسوده القانون والدستور
دعونا نتجه إلى المعركة الحقيقية يا أبناء الوطن وهي التنمية البشرية والاقتصادية والسودان مؤهلا ليكون في المقدمة ارض المليون ميل مربع وجاهز لانتاج والمياه لا يتوفر مثلها في أي دولة من العالم ثروة حيوانية ونباتية وثروة معدنية هائلة أليس هي المعركة الحقيقية يا ساسة السودان , كل هذا متوفر ونحن في مؤخرة الدول ونحارب بعضنا البعض من اجل المياه والأرض والحكم لماذا لا نستفيدو من تجارب الجوار مثل الجماهيرية العظمي الذي استطاع تفجير النهر الصناعي العظيم داخل الأرض من غرب البلاد الي شرقها ونيلنا يجري جنوبا إلى الشمال وتموت شعبنا بالمجاعة والتصحر ولاجئين ونازحين داخل الوطن وخارجها , والشقيقة مصر الذي استطاع اخضار الصحاري اعتقد هي دروسا لنا في حب الوطن والوطنية كيف يمكن إن يستفيد الشعب من مثل هذه المجهودات وان كان ذلك في خلق فرص العمل وزيادة دخل الفرد وخلق استقرار المواطن .
غرب السودان
ان مشكلة كردفان ودارفور بالرغم من الجانب السياسي هي المسبب الرئيسي لها لكن هناك عوامل أخرى تدخل كجزء من المشكلة وهو الصحراء ذلك إن المناطق الشمالية صحراوية والزحف الصحراوي القاتل يجب وضع معالجة لها وهذا هي العامل الأساسي الذي يستغلها الحكومات في خلق الفتن وتأليب قبائل ضد أخري فإذا لم يتم معالجتها فان المشكلات بين المزارعين والرعاة سوف يستمر حتى ولو تغيرت الحكومة وسوف تكون التحدي لدي الحكومة القادمة وكما أننا فقدنا ما يقارب المليونين حسب تقارير المنظمات الدولية يجب النظر إلى المشكلة بكل أبعادها وجوانبها السياسية والطبيعية وإيجاد حلا نهائيا لها .
ما نحتاجها هي نهرا مثل النهر الصناعي أو ترعة أو خزان في غرب السودان وليس طريق الإنقاذ الغربي المنهوك , وهذا النهر سوف تحول الغرب عموما إلى جنة السودان وذلك لأنها سوف توفر المياه لمرعي والمزرعة الذي هي سبب النزاع في اغلب الأحايين , واستغلال الصحاري الواسعة سوف يوفر المراعي الخصبة لثروتنا الحيوانية والمزرعة لأبناء كردفان ودارفور وإنهاء مشكلة المسارات ومؤتمرات الصلح والتألف بين القبائل وإنهاء حالة أبناء كردفان ودارفور الذين اصبحوا نازحين دائمين في إطراف الخرطوم وفي الكنابي في الجزيرة في حالة غريبة تنعدم فيها ابسط الخدمات الضرورية لحياة الإنسان فمن المسئول عن ذلك ؟ أدعو أبناء الوطن الغياري بالمشاركة حول جدوي المشروع وكما أدعو أبناء الإقليمين المساعدة في توفير الدعم ووضع المشروع في اجندتهم وان يتم تنفيذها تحت غطاء دولي حتى لا تذهب مثلما ذهبت طريق الإنقاذ الغربي ونلتقي
عيسي ضحية
عضو التحالف الفدرالي السوداني
الولايات المتحدة الأمريكية ولاية مين
24/3/2005